الفهرس 
الشباب الجامعييوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 551 |  |  |
| | | from | 551 | | |
المستخلص
الشباب هم العنصر الأساسي في بناء المجتمع وتطويره. إنهم أساس التغيير والقوة القادرة على إحداثه. فهم الأكثر استعداداً لتقبل الجديد والتعامل معه والإبداع فيه، والأكثر قدرة على التكيف بسهولة دون ارتباك، مما يجعل دورهم أساسياً في إحداث التغيير في مجتمعاتهم. كما يعتبر الشباب المحور الأساسي والركيزة الأساسية التي تعتمد عليها المجتمعات، فهم القوة الإنتاجية التي تتحمل أعباء التقدم الاقتصادي والاجتماعي من جهة، ودرع الدفاع عن المجتمع من جهة أخرى. فهي طاقة كبرى يجب الحفاظ عليها واستثمارها بالشكل السليم لضمان مساهمة هذه الشريحة البشرية المهمة بشكل إيجابي في كافة مجالات التنمية.
ولذلك اتجهت أنظار العالم نحو بناء قدرات الشباب وتوسيع الفرص المتاحة لهم، خاصة مع ظهور التكنولوجيا الرقمية التي أحدثت تغيرات كبيرة في الحياة المهنية والشخصية للأفراد في جميع أنحاء العالم. مما أثر على جوانب المجتمع، وأصبح جزءاً لا يتجزأ من تفاعل الأفراد سواء في العمل أو التعليم. أو الوصول إلى المعرفة والمعلومات؟ تواجه المجتمعات اليوم تحديا حضاريا غير مسبوق بسبب التحولات السريعة التي تحدثها التكنولوجيا الرقمية على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والمعرفية. كثر الجدل حول التحول الرقمي لما له من تأثير كبير على الأفراد والشركات والمؤسسات في المستقبل.
يعد التحول الرقمي حاليًا أحد أبرز الاتجاهات الرئيسية في قطاعات الصناعة والأعمال والخدمات، بما في ذلك الكليات والجامعات. وتكمن أهمية التحول الرقمي في قدرته على المساهمة في حل مشاكل الإنسان من جهة وتفعيل التنمية وتعزيز استدامتها من جهة أخرى. كما يمكن للتحول الرقمي أن يفيد في تحقيق فوائد مالية هائلة خلال السنوات الخمس المقبلة. ولها العديد من المزايا للعملاء والجمهور والشركات والمؤسسات، كما أنها توفر التكلفة والجهد وتساعد على خلق فرص لتقديم خدمات مبتكرة ومبتكرة بعيدا عن الأساليب التقليدية في تقديم الخدمات.
كما تعتبر مهارات التحول الرقمي جزءًا مهمًا من حياة الشباب الجامعي. إن تعلم مهارات القرن الحادي والعشرين هذه يمكن أن يفيد الشباب في سعيهم للحصول على وظائف متعددة. هناك العديد من المهارات الرقمية اللازمة لسوق العمل، سواء كانت مهارات أساسية، أو مهارات متوسطة، أو مهارات متقدمة، والتي تساهم في الحصول على ملايين فرص العمل على المستوى المحلي والعالمي.
ومن ثم فإن العصر الرقمي يتطلب موارد بشرية ذات مستوى عالٍ من المهارات في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتمكنهم هذه المهارات من التكيف مع التغيرات التي تحدث في بيئة العمل وتؤهلهم ليكونوا أكثر قدرة على خلق الفرص واستثمارها.
تعتبر إدارة الموارد البشرية من المواضيع التي تحظى باهتمام متزايد في مختلف دول العالم، حيث أن العنصر البشري هو صاحب التأثير الأكبر على الإنتاجية ويشكل ركيزة أساسية في معظم المؤسسات. كما أنه يمثل جوهر التطور في مختلف المجالات في واقع العمل. يمكن أن تساهم الموارد البشرية في خلق ميزة مستدامة. من خلال تطوير الكفاءات البشرية في المؤسسات وفق التكنولوجيا الحديثة. هناك العديد من الموارد البشرية التي يمتلكها الشباب، منها (الاتجاهات، والقدرات والقدرات، والمعرفة والمعلومات، والتفكير، والميول، والذكاء، والذاكرة).
وفي ظل التقدم العلمي والنمو التكنولوجي المستمر، لا بد من تنمية وعي الشباب بالمستقبل، واستشراف آفاقه، وفهم تحدياته. لا يمكن أن يستمر النجاح لأي شخص إذا لم يكن لديه رؤية واضحة لملامح المستقبل، خاصة في العصر الحالي. فهو يساعد على رسم صورة بعيدة المدى للمستقبل، ويساهم في دفعهم نحو التخطيط لاحتواء بعض الأزمات التي قد يواجهونها في المستقبل القريب والبعيد. كما يساعد التفكير في المستقبل على تكوين رؤية واضحة لملامحه، وخطط مدروسة للتعامل مع تطوراته، خاصة في ظل الغموض والتغيرات السريعة التي يشهدها عالمنا الحالي في كافة مجالات الحياة، وثورة المعلومات، والاقتصاد، والتطور التكنولوجي والاجتماعي والسياسي، والقفزة الهائلة في أنظمة الاتصالات وغيرها، والاستباق. المستقبل له فوائد عديدة، منها المساهمة الفعالة في وضع الحلول المناسبة لها المشاكل المستقبلية ”بتكلفة اليوم” واتخاذ القرارات المناسبة بطريقة فعالة وهادفة. ويختفي عنصر المفاجأة نتيجة التخطيط المسبق، بالإضافة إلى تزويد الأفراد بآلية التفكير التأملي واكتساب المرونة اللازمة لمواجهة مختلف التحديات المستقبلية.
ونظراً لأهمية مهارات التحول الرقمي لدى الشباب وقدرتهم على خلق المزيد من فرص العمل، وما قد يكون لها من تأثير على إدارتهم لمواردهم البشرية واستشرافهم للمستقبل؛ ويجب علينا إعداد برامج تعليمية لتزويد الشباب بهذه المهارات لمواكبة متطلبات سوق العمل في المستقبل. تعد البرامج التعليمية أحد العناصر الأساسية للعملية التعليمية التي يجب تحديثها وتطويرها باستمرار، لتساعد في تحقيق تعليم جيد من جهة وتلبية احتياجات المجتمع من جهة أخرى.