الفهرس 
الاستراتيجية المنهجية للدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 294 |  |  |
| | | from | 294 | | |
المستخلص
تنطلق الدراسة من فرضية مؤداها: أن للخصائص الفيزيقية المميزة للزنوج (بوصفهم جماعة عرقية) علاقة بثقافتهم الخاصة.
تعد هذا الدراسة من البحوث الاثنوجرافية التي تقوم على دراسة الظاهرة كما توجد في الواقع، ووصفها وصفًا دقيقًا بالاعتماد على جمع الحقائق وتحليلها وتفسيرها. اعتمدت الباحثة المنهج الاثنوجرافي والمنهج الأنثروبولوجي المعرفي والمنهج المقارن سبلًا لتحقيق أهداف دراستها، ووفقًا لهذه المناهج ومتطلباتها، فقد استعانت الباحثة بالأدوات المنهجية الأنثروبولوجية الثلاثة (الملاحظة والمقابلة والإخباريين) بوصفها وسائل لجمع المعلومات المطلوبة للدراسة.
اتخذت الدراسة من الزنوج في مدينة الزبير في محافظة البصرة في العراق مجالًا بشريًا لها. وتحدد المجال المكاني للدراسة الميدانية بمدينة الزبير الواقعة إلى الجنوب الغربي من مركز محافظة البصرة في جنوب العراق، وتشكل المعقل الرئيس للزنوج في العراق، وعالجت الباحثة مشكلة دراستها هذه على ضوء نظرية الثقافة الفرعية؛ إذ نظرت إلى الزنوج في العراق بوصفهم جماعة فرعية لها ثقافة خاصة تميزها عن الجماعات الاثنية الأخرى في المجتمع العراقي.
وقد خلصت الدراسة إلى أن للسمات والخصائص البدنية والفيزيقية المميزة للزنوج في العراق والمتمثلة بقوة أجسامهم، وخفة حركتها ورشاقتها، والقوة والتناسق العضلي، والكفوف الطويلة، وقوة عظام الكفين، إضافة إلى أصواتهم الجهورية القوية التي تعكس قوة الأوتار الصوتية لديهم رجالًا ونساءً، وفي قدرتهم المميزة على تحمل التعب والجهد البدني، فضلًا عن لون البشرة وما يتصل به من اتجاهات للآخرين تجاه الزنوج واتجاهات للزنوج تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين، علاقة مباشرة بقدراتهم المتميزة على ابتداع وتشكيل وأداء ثقافة خاصة بهم تتجسد أبرز عناصرها المميزة (التي أمكن ملاحظتها والسؤال عنها) في عدد من سمات الفنون الشعبية والطقوس الدينية والعادات والتقاليد الاجتماعية التي يتمايزون بها عن سواهم من الجماعات الاثنية الأخرى في المجتمع العراقي.