Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
سياسة ملوك الدولة الحديثة تجاه المعبودات الأجنبية /
المؤلف
علوان، محمد عطية محمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد عطية محمد علوان
مشرف / محمود عمر محمد سيلم
مشرف / محمود عمر محمد سيلم
مشرف / محمود عمر محمد سيلم
الموضوع
الحضارات المصرية القديمة.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
190 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - معهد حضارات الشرق الأدنى - قسم الحضارات المصرية القديمة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 191

from 191

المستخلص

اُطلق على أرض مصر أرض الكنانة لكونها بالفعل مكنونة بين صحراء مجاوره من الشرق والغرب، حتى ارض الوادي محفوظه بجانبي هضبة. تلك الأراضي الصحراوية لا يستطيع الغزاة قطعها الإ بصعوبة بالغة تلك الصحاري التي كانت بالنسبة لمصر مثل المصفاة التي لا يتم العبور منها الا بصعوبة شديده، ولا يستطيع العبور منها الا بأعداد صغيره تلك الاعداد او العناصر التي نفذت الى ارض استقرت بها واحتفظت بشخصيتها الكامنة الى ان تحين الفرصة لظهور تلك الشخصية مثل ما حدث فتره حكم الهكسوس لمصر.
أمتاز التاريخ المصرى فى مجملة بالتمدن والتأقلم فوق ارض مصر ذات الجودة والرخاء. إعتري تاريخ مصر فترات من الخروج خارج حدودها الى ما وراء الصحاري والبحار، ويحدث ذلك حين يستشعر المصريين الخطر من الخارج او عندما تكون هناك فرصه للتوسع والانتشار لرفع اعلام النور والسلام وتأمينا لطرق التجارة.
الدين شيء لازم فى حياة الانسان لا يستطيع ان يعيش بدونة فهو فطرة فطر عليها الانسان وهو ضرورة من الضروريات كضرورة الضوء للعين والروح للجسد وقد رافق الدين مسيرة البشرية منذ يومها الاول, والدين Religion مشتقة من الكلمة اللاتينية Religere وتشير للإيمان بوجود قوى عليا مسيطرة, كما يعد الدين طريقا تقليديا نحو النجاة او الخلاص وهو محاولة الانسان لاستئثار بأفكار لروحية الفلسفية, لظاهره الدينية لازمت الانسانية منذ نشئها الاولى بحيث لا يوجد مجتمع من المجتمعات الا وقام هيكله الاجتماعي على اساس ديني, وينظر العديد من علماء الانثروبولوجيا الى الدين كدعامه من دعائم التنمية للمجتمعات التقليدية كما يؤدى الدين بالإنسان الى ان يعل وبذاته ويسموا بها .
يقول هربرت سبنسر ان الاديان على قدر اختلافها فى عقائدها المعلنة تتفق ضمنيا فى ايمانها بأن وجود الكون هو سر يتطلب التفسير، فهو يعرف الدين بأنه الاعتقاد بالحضور الفائق لشيء غامض وعصى على الفهم. وتعريف ماكس موللر: ان الدين هو كدح لتصور ما لا يمكن تصوره، وتعبير لا يمكن تصوره للتعبير عنه وانه توق الى اللانهائية. ويعرف م. رافيل فى كتابه مقدمة فى تاريخ الاديان الدين بأنه هو اشتراط الحياة الإنسانية بإحساس الاتصال بين العقل الإنساني وعقل خفي يتحكم بالكون وما ينجم عن ذلك من شعور بالغبطة، ويرى بعض الباحثين ان فكره الألوهية إذا اخذت بمدلولها الضيق فأنها تترك كثيرا من الاديان خارج دائرة التعريق وهي الاديان التي تضع فى بؤره معتقدتها كائنات روحيه من مختلف الانواح كأرواح الموتى والارواح التي فى مظاهر الطبيعة المختلفة والتي لاتنطوى تحت مفهوم المعبودات المعتادة.
يدور مفهوم الدين على الأعتقاد بوجود كائنات قوية لها قدرة فوق بشريه، وفوق طبيعية، يدركها البشر ويتوجب عليهم اقامه علاقات معها لينالوا السرور والرضا للتغلب على جزء من المساحة الروحية الخاوية لديهم. وخلق حاله ايمانيه تمنحهم الطمأنينة وتشعر هم بنوع من التوازن النفسي المنشود وقد تبلور هذا الفهم خلال مراحل التاريخ المتعاقبة على شكل انواع مختلفة من العقا ئد، والعبادات ومفاهيم ومنظومات للسلوك والقيم الأخلاقية ومؤساسات قامت علي حسن تنفيذ الضوابط الدينية الموضوعة.
على ارض مصر، وفى الدولة الحديثة ظهرت لأول مرة فى تاريخ العالم القديم بأسره فكرة الاستخدام الإستراتيجي على اساس تقسيم الجيوش المحاربة الى الوية واجنحة مستقلة فى حد ذاتها ولكنها فى النهاية تعمل تحت قيادة مركزية موحدة، وقد تم هذا التطور الحربي الهائل على أيدي الفراعنة الاوائل من ملوك الاسرة الثامنة عشر. ولا شك فى ان هذا الأحساس الذاتي بالقوة الحربية كان له أثر كبير فى الفكر الدينى والدنيوي فى مصر، على سبيل المثال فقد أعلن الملك تحوتمس الثالث بوضوح ان الهدف من قيام بحملته الاولى فى البلاد الاسيوية، وتوسيع ومد الحدود المصرية تنفيذا لوصيه ورغبة ابيه (المعبود آمون رع). كذلك الوضع لم يختلف عن نفس الفكر تجاه الجنوب، والعلاقة الخاصة بالنوبة وذلك بفضل الحنكة السياسية والعسكرية لنواب الملك اللذين كانوا يحملون عادة لقب (ابن الملك وحاكم كوش) وقد ظهر هذا اللقب فى عهد الملك امنحوتب الاول وقد استمر حتى نهاية الاسرة الحادية والعشرين.
وقد سمحت الامبراطورية المصرية وفى بداية الدولة الحديثة بتسلل المعبودات الأسيوية الى مصر مثل بعل، رشب، عنات، قدش وحورون، ولا شك ان ملوك الدولة الحديثة قد سمحوا بعبادة تلك المعبودات فى مصر على أمل ان يسهل ذلك لهم السيطرة على المناطق الأسيوية التي خضعت للحكم المصرى، كان الملك امنحوتب الثانى، الملك تحوتمس الرابع يبجلان معبودات الحرب الفينيقية مثل رشب، عشتارت أي ان عبادة المعبودات الاسيوية قد دخلت ساحات المعابد المصرية بكثرة فى النصف الثانى من الاسرة الثامنة عشر.
كما أنشئت الكثير من المعابد المصرية فى سوريا وفى النوبة (سمنة، قمة) وذلك بقصد تحقيق الحماية الالهية للجيش، ويقول اشتادلمان ان الفرعون كان يعتبر الممثل الوحيد على الارض لجميع المعبودات المصرية وجميع المعبودات الاجنبية وقد سهلت الامبراطورية المصرية كثيرا دخول المؤثرات الدينية والثقافية الاجنبية الى مصر، كما سهلت تصدير المؤثرات الدينية والثقافية المصرية الى البلاد الاجنبية.
وقد احتضنت الديانة المصرية القديمة العديد من تلك المعبودات الأجنبية، ربما كان السبب هو التوسع وبناء الإمبراطورية التي قام بها الملوك فى الدولة الحديثة تلك البلاد التي كانت تضم ايضا حضارات وثقافات مختلفة، وقد ادى هذا الاتصال المتزايد مع الشعوب الخارجية الى دخول العديد من المعبودات الأجنبية فى الديانة المصرية واعتمادها فى البناثون المصرى، كذلك نرى تبنى النوبيين الخاضعون للمعتقدات الدينية المصرية المعبود آمون على انه خاص بهم.