Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
النَّزعةُ الدِّراميَّةُ في الشِّعرِ الأنْدَلسي :
المؤلف
القاعود، محمود حلمي محمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمود حلمي محمد القاعود
مشرف / محمد إبراهيم الطاووس
مناقش / وداد محمد نوفل
مشرف / محمد إبراهيم الطاووس
الموضوع
الشعر الاندلسي.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
228ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسمُ اللُّغةِ العربيَّة وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 228

from 228

المستخلص

مَن يُطالع شعرَ لسان الدين بن الخطيب حتمًا يَلْفِت انتباهَه تنوعُ وثراء هذا الشِّعر، بما فيه من جَمالياتٍ وأغراض وصراع. فالأدبُ منذ ظهوره- كما يقول ف.ف. كوزينوف- «... يتطوَّر ضمنَ ثلاثة أشكالٍ رئيسية: الشكل القصصي، والغنائي، والدرامي، ذلك أنَّ هذه الأشكال تبرز بوضوحٍ كافٍ حتى في المرحلة الفولكلورية (ما قبل الأدبية) لفنِّ الكلمة».
ولسانُ الدين بن الخطيب صاحبُ تجربةٍ مهمَّة في الشعر الأندلسي، تمكَّن من خلالها أن يصوغَ الكثيرَ من الأحداث، وبواعثَ النفس وفقَ نسقٍ درامي اعتمدَ على الحوار وتعدُّدِ الأصوات والمفارقةِ والحبْكة والاسترجاع، ساعد على ذلك حياةُ الخطيب الصاخبة، وتحوُّلاتها الدّراماتيكية التي انتهت نهايةً مُفجعة حيث اتُّهم بالإلحاد، وتمَّ خنقُه في السجن، ثمَّ إشعال النيران في جثمانه والتَّنكيل به.
كانت حياةُ لسان الدين بن الخطيب مسرحًا دراميًّا متَّسعًا في آخرِ عصور الأندلس (عصر مملكة غرناطة) قبلَ السقوط الأخير بعقود؛ حيث زالتْ دولةُ الإسلام في الأندلس لتنتهي معها حضارةٌ استمرَّت ثمانيةَ قرون، ولم يبقَ منها إلا الآثارُ الشّاهدة عليها.
لقد تنوَّعت أشعارُ لسان الدين بن الخطيب، وتعدَّدت أغراضُها، فنجدُ: الرثاءَ والغزل والمديح والوصف والحماسة، وذلك في إطار التقنياتِ الدرامية على امتدادِ شِعره الزّاخر.
وتجدرُ الإشارة إلى أنَّ والدَ لسان الدين بن الخطيب استشهدَ في معركة الطريف المشهورة، 1341م/ 741 هـ؛ مما كان له أكبرُ الأثر في حياته، وجعلَه يجنحُ إلى السياسة، ويخلف والدَه في خدمةِ السلطان أبي الحجاج يوسف، ويتولَّى الوزارة، وتتحدَّث الركبانُ بأشْعاره وموشَّحاته وكُتبه العلمية.
ثمَّ عندما قُتل أبو الحجاج خلفَه ابنُه الغنيُّ بالله محمد الخامس، والمُلقَّب بالمخلوع، واستمرَّ لسانُ الدين بن الخطيب في خدمتِه كما كان في عهدِ والده أبي الحجاج.
وقرَّب السلطانُ محمد الخامس ابنَ الخطيب، وأدْناه، وكافأه فأسبغَ عليه لقبَ ذي الوزارتين؛ لجمعِه بين الكتابة والوزارة، إلى أنْ حدثَ الانقلاب الشهيرُ الذي قاده شقيقُ السلطان- الأمير إسماعيل- ضدَّ أخيه عام 760هـ، ليفقدَ الغنيُّ بالله ملكَه، ويفرَّ إلى وادي آش قربَ غرناطة، ثمَّ إلى المغرب، ويتمُّ اعتقالُ لسان الدين بن الخطيب، ومصادرةُ جميع أمواله ومُمتلكاته، وتمكَّن بعدَها ابنُ الخطيب من الفرارِ إلى المغرب.
وكما يقولون «ربَّ ضارةٍ نافعة» فقد كان فرارُ ابن الخطيب فاتحةَ خيرٍ أكثرَ عليه؛ حيث كتبَ ابنُ الخطيب عن أيامه في المنْفى بالمغرب، وسجَّل ذلك نثرًا وشعرًا، وأثري سطرُه الإبداعي فحولةً ونضجًا. وسُرعان ما مرَّت الأيام بتحولاتها المتسارعة، فتموتُ زوجةُ لسان الدين؛ مما كان له أبلغُ الأثر في إصابته بالحزْن والهمّ، ويرْثيها بقصيدةٍ موغلةٍ في الألم، مستخدمًا فيها التقنياتِ الدرامية.
ولأنَّ حياةَ لسان الدين بنِ الخطيب ممتلئةٌ بالدراما؛ فقد عاد مرَّة أخرى بعدَ المنفى إلى غرناطة، بعد أنْ نجحَ السلطان الغنيُّ بالله من استعادةِ مُلكه، لكن سُرعان ما دارت الأيامُ، وسقطَ السلطان، وتمَّ القبضُ على ابنِ الخطيب، وتقديمه للمحاكمة بتهمةِ الإلحاد والزندقة!
وانطلاقًا مما سبق عرضُه وبيانُه من المتناقضات الحياتية والتقلُّبات الاجتماعية وما صاحبها من حركة إبداعية متنوِّعة ومواكِبة لهذه التغيرات، وكذلك انطلاقًا من واقع حياةِ ابن الخطيب وتراثِه الأدبي؛ فإنَّ البحثَ يطرح سلسلةً من الأسئلةِ تكشف طبيعة البناء الدِّرامي في شِعره، وتقف بنا على حقيقة التأريخ له:
 ما المقصودُ بالنزعة الدرامية؟
 ما علاقةُ الدراما بالشعر؟
المؤثرات التي أدت لظهور النزعة الدرامية في شعر لسان الدين بنِ الخطيب
أسبابُ اختيار الموضوع:
 تقديمُ قراءة جديدةٍ لشعر لسانِ الدين بن الخطيب، تعتمدُ في المقامِ الأوَّل على التقنيات الدرامية.
 محاولةُ تقديم إسهامٍ متواضع جديدِ في دراسة الشعر الأندلسي.
 الموضوع جديدٌ، ولم يُطرَق من قبْل.
دراساتٌ سابقة:
تناولتْ عدةُ دراساتٍ شعرَ لسان الدين بن الخطيب، ولقد جاءت جميعُها في موضوعٍ مُغاير تمامًا لموضوع البحث.
منهج البحث:
سوف أعتمد في هذا البحث على المنهج التحليلي حيث تحليل وتفسير قصائد لسان الدين بن الخطيب بغية الكشف عن طبيعة البناء الدرامي في شعره وشيوع النزعة الدرامية في أرجاء هذا الشِّعر.
خطةُ البحث:
جاءت خطَّةُ البحثِ مُتضمِّنةً ما يلي: مقدِّمة، وتمهيد، وخمسة فصول. فأما المقدمة فقد مضت في الصفحات السابقة، وأما التمهيد
فيتناول التمهيدُ حضارةَ الأندلس، وحياةَ لسان الدين بن الخطيب، وعصرَه، وإنتاجَه العلمي والأدبي، وأثرَه في الحياة الثقافية والفكرية بالأندلس.
أمّا الفصلُ الأوَّل فيتناول: (الدراما والشِّعر). ويتضمَّن ثلاثة مباحث:
 المبحث الأوَّل: مفهومُ الدراما.
 المبحث الثّاني: أنواعُ الدراما.
 المبحث الثالث: علاقةُ الدراما بالشِّعر.
ويتناول الفصلُ الثاني: (عناصر الدِّراما في شعر لسان الدين بن الخطيب). ويتضمَّن:
الحوار: ويندرج تحتَه:
أولًا: الحوار الداخلي (المونولوج).
ثانيًا: المونودراما في شعر ابن الخطيب.
ثالثًا: التلوين الصوتي.
رابعًا: الحوار الخارجي.
خامسًا: القدرةُ على التَّعامل الدِّرامي.
وتناول الفصلُ الثّالث: (الأساليب الفنية في الدراما). وتضمَّن مبحثين:
 المبحث الأوَّل: الحبكة.
 المبحث الثّاني: الاسترجاع.
أمّا الفصلُ الرّابع فيتناول: (بناء المشهد الشعري)، ويتضمَّن ثلاثةَ مباحث:
 المبحث الأوَّل: الرُّوح تصْطَخب.
 المبحث الثّاني: شخصيةُ الرَّسول ^.
 المبحث الثّالث: المأساة.
وفي الأخير، يتضمَّن الفصل الخامس ( الزمان والمكان والموشحات) ويتضمن أربعةَ مباحث:
 المبحث الأوَّل: المكان.
 المبحث الثّاني: مصر في وجدان لسان الدين بن الخطيب.
 المبحث الثّالث: الزمان.
 المبحث الرّابع: الموشَّحات.
ثمَّ الخاتمة.
اعتمدت في هذه الدراسة على طبعة ديوان لسان الدين بن الخطيب السَّلماني، الذي حققه وقدم له الدكتور محمد مفتاح، وصدر عن دار الثقافة للنشر والتوزيع، في الدار البيضاء بالمغرب، عام 2007م.