Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأبعاد النظرية والمنهجية لتناول ماكس فيبر للإسلام :
المؤلف
النمر، راقية محمد سمير سيد علي.
هيئة الاعداد
باحث / راقية محمد سمير سيد علي النمر
مشرف / صالح سليمان عبد العظيم
مشرف / أماني عزت طولان
مناقش / عزة البنا
مناقش / نجلاء محمود مصيلحي
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
470ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 470

from 470

المستخلص

أولاً: مشكلة الدراسة:
انطلقت الدراسة الحالية من خلال التعرف على الأبعاد النظرية والمنهجية للمفكّر الألماني ماكس فيبر، التي زعم فيها أن الإسلام دينٌ يروّج للنزعات المادّية الدنيوية وقام بتنسيق أيديولوجيته وفق منظومة عقلية خاصة به بالاعتماد على ما ورد من دراساته عن الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية ودراسات في علم الاجتماع الديني، والاقتصاد والمجتمع، ومن ثمّ سلّط الضوء على أدلّة ساقها هذا المفكّر لإثبات النزعة الدنيوية في التعاليم الإسلامية في إطار الشخصية الكاريزمية التي وصف بها النبي الكريم وصحابته، الذي اعتبرهم محاربون من عرب البادية، بصفتهم حملة رسالة الإسلام برأي فيبر. وانطلاقا مما سبق، فكانت مشكلة الدراسة، الاجابة على السؤال الذي مؤداه: ما هي الأبعاد النظرية والمنهجية لتناول ماكس فيبر للإسلام؟
ثانياً: أهداف البحث:
أ- التعرف على محددات التغير الاجتماعي في عهد النبي محمد ﷺ.
ب- التعرف على منهج فيبر في دراساته وخاصة للإسلام وأبعاده النظرية.
ج- التعرف على آليات، التغير الاجتماعي وضوابطه في عهد ﷺ، مقارنا بالتصور الفكري الغربي للتغير الاجتماعي، وأهم القضايا الأساسية التي تشكل بناء تصورات فيبرعن هذا التغير، من منطلق دراسته للأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية وتصوراته عن الإسلام، وشخصية النبي الكريم ﷺ.
د- التعرف على المكونات المنهجية والضوابط والآليات الأساسية والمصادر التي استند إليها فيبر، في منهجه عند دراسته للإسلام، وشخصية النبي الكريم ودراسته لمختلف الأديان لكي يتأكد من صحة نتائج دراسته عن الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية.
ه- ثم التعرف على الأبعاد الاجتماعية للرأسمالية والنظام الاقتصادي فى الاسلام، وأثرهما على الفرد والمجتمع.

ثالثاً: تساؤلات الدراسة
1- هل اتسمت أفكار ماكس فيبر بالدقة العلمية، وما هي الجوانب الإيجابية، والسلبية الخاصة بها؟
2- هل اتفقت أفكار ماكس فيبر عن الإسلام مع واقع التغير الاجتماعي لعهد النبي الكريم محمد ﷺ، وما هي جوانب الاتفاق والاختلاف؟
3- ما هي الأبعاد الاجتماعية للرأسمالية، والنظام الاقتصادي في الاسلام وأثرهما على الفرد والمجتمع؟
4- هل ثمة اتفاق أو شبه، بين مبادئ الدين الإسلامي، والأخلاق البروتستانتية؟
رابعاً: الإجراءات المنهجية:
تستخدم الدراسة المدخل التحليلي، لفهم وتحليل أبعاد التصورات النظرية والمنهجية لدراسة ماكس فيبر للإسلام، من خلال دراسته، الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية، وتستند الدراسة، إلى المرجعية النصية من القرآن الكريم، والسنة النبوية والإجماع والمقاصد الشرعية كإطار مرجعي لإجراء عملية التحليل، من خلال وضع أسلوب وأدوات وفرضيات وعناصر ومحاور لهذا التحليل. وفيما يلي عرض لتفاصيل ذلك:
- 1أبعاد الإطار التحليلي:
أ- بعدا نظريا، والذي يتم من خلاله، تحديد الفرضيات والمسلمات الأساسية النظرية التي نستطيع من خلالها تحليل حالة التغير الاجتماعي في عهد النبي الكريم من خلال تناول ماكس فيبر للإسلام والتوصل للأبعاد النظرية والمنهجية عنده.
ب- بعدا منهجيا، والذي يتم من خلاله، تحديد المبادئ المنهجية، التي تستند عليها الدراسة في الإجابة على تساؤلاتها وتحقيق أهدافها.
2- فرضيات ومستويات المدخل التحليلي:
أ- تعد طبيعة التغير الاجتماعي، سنة إلهية حتمية، تتم من خلال مراحل متتالية، حيث تبدأ الحضارة
الإنسانية في النمو والازدهار، وتستمر في سيرها، حتى يأذن الله بهلاكها ولا يكن ذلك فجأة بدون مقدمات، فلكل مجتمع أجل محدد، وتلك سنة لا تتغير.
ب- هلاك الحضارة وخراب العمران يسبقه مقدمات وأسباب، نابعة من المجتمع ذاته تتفاعل على مدار الزمن حتى يتم التغيير وهذا يتم من خلال التحول العقائدي والاجتماعي ويشمل كافة أنساق المجتمع.
3- محاور التحليل:
حددت الدراسة محاور تحليل الأطر الفكرية لماكس فيبر في:
أ- مدى التزام فيبر بالتعبير عن روح الإسلام، طبقا لتأوله الخاص بالنصوص والمصادر الإسلامية المتعلقة بالتغير الاجتماعي.
ب- مدى تأثير الواقع الاجتماعي والسياسي وروح العصر والظروف الثقافية التي أحاطت بماكس فيبر في تشكيل تصوراته الخاصة، وانعكاس ذلك على رؤيته الكلية، حول التغير الاجتماعي في الإسلام.
ج- تفسير التغير الاجتماعي من حيث، أبعاده، متغيراته، أنماطه، أساليبه كما عبر عنها فيبر ومدى مصداقيتها في الإسلام.
4- وعلى ذلك تم تحديد عناصر التحليل كالآتي:
أ- ظروف الواقع الاجتماعي، والسياسي، والثقافي قبل ظهور الإسلام فى شبه الجزيرة العربية.
ب- تحديد الملامح الشخصية والفكرية والبناء الأيديولوجي لماكس فيبر سوسيولوجياً بوجهٍ عام وعن التغير الاجتماعي والإسلام بشكلٍ خاص.
ج- مدى التزام ماكس فيبر بمنهجه النظري عند دراسة الأديان، وخاصةً الدين الإسلامي.
د- أهم القضايا التي نالت اهتمامه عند دراسته للإسلام.
ه- روح الرأسمالية، والتصور الاقتصادي الإسلامي.
و- موقف الفكر الإسلامي من الغرب ورؤاه فيما يخص بعض موضوعات الدراسة الحالية
5- أسلوب التحليل وأدواته:
استعانت الدراسة بأسلوب البحث المكتبي والوثائقي، والذي يعتمد على مصادر مستمدة من كتابات عربية لمفكرين تعبر تصوراتهم عن مشكلة الدراسة أو تناولوا الفكر الإسلامي بوجه عام، وكتابات كتبها باحثون ومفكرون غربيون تناولوا أيضا موضوع الدراسة أو الفكر الاجتماعي الإسلامي وتصوراته بالبحث والتحليل.
خامساً: الأقسام الرئيسية لتقرير الدراسة:
حيث جاءت في عدة فصول، عدا المقدمة والخاتمة، وينتهي كل فصل بأهم الاستنتاجات ويتناول الفصل الأول البناء الأيديولوجي لماكس فيبر وطبيعة البناءات المنهجية والنظرية وعلاقتهما بالمذهب البروتستانتي وروح الرأسمالية وأسلوب معالجة أهم القضايا البحثية الأخرى عن الله والكون والوجود والزهد .... إلخ. وقد خصص الفصل الثاني من هذه الدراسة لعرض التغير الاجتماعي برؤية ماكس فيبر وسوسيولوجيا الدين الفيبرية. الفصل الثالث، فقد جاء بعنوان التغير الاجتماعي في الإسلام وتضمن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية والثقافية، في بعض دول العالم، وفي شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام والبنية الاقتصادية والسياسية للتغير الاجتماعي ومنطلقاته الأساسية من آليات وأنماط وضوابط، في عهد النبي الكريم محمد بعد ظهور الإسلام. بينما جاء الفصل الرابع بعنوان، ”الأخلاق الاقتصادية الإسلامية وروح الرأسمالية وأثرهما على الفرد والمجتمع”. وفي الختام كان الفصل الخامس وفيه تم عرض نتائج الدراسة ومناقشاتها من خلال تساؤلاتها الأساسية، والمقولات النظرية وفيما اتفقت أو اختلفت مع نتائج الدراسات السابقة. ثم الخاتمة وفيها تم عرض سريع لأهم القضايا التي تناولتها الدراسة.
سادساً: نتائج الدراسة:
1. الأخلاق البروتستانتية التي تستند إلى الكتاب المقدس بدون تحريف، أو تضليل ضد الرأسمالية وروحها. لأن محبة المال أصل كل الشرور” ”.
2. - الأساس المنهجي والنظري عند فيبر مبني عقائديا، وأن النموذج المثالي مستمد من فكرة الثالوث، الذي هو أساس عقيدته.
3. أول ما وضعته النظريات الغربية، قاعدة عدم إعمال النص في علم الاجتماع لضمان عدم تدخل القرآن الكريم لدحض نظرياتهم الفاسدة للعقول والمجتمعات مسموح باستخدام المصادر والمراجع في الأبحاث الاجتماعية، ما عدا القرآن الكريم، برغم من أن جميع أيديولوجيات النظريات الغربية تنطلق من نصوص عقائدية خالصة سواء مسيحية، أو كفرية.
4. الفرد لا يمكن دراسته إلا من خلال المؤسسات التي يوجد بداخلها والتي تحكمه وتحكم أنشطته، والتي استخلص من خلالها فيبر عدداً من المفاهيم كالدولة والتجمع، والتي تعبر بالضرورة عن تواجد تفاعل بين الأفراد داخلها، وبالتالي فالفرد لا يمكن دراسته بمعزل عن الجماعة.
5. المبادئ الثابتة الإسلامية أسرع وأيسر الوسائل التي تقود حركة التغير في المجتمعات.
6. سقوط المجتمعات والدول، بل والحضارات يرجع إلى تعطيل وتخلى هذه الحضارات عن الفطرة السليمة، المتمثلة في التوحيد الخالص لله وحده سبحانه وتعالى، وعدم اتباع سنن الله النظرية والعملية التي جاءت بها الرسل وعن طريق الوحي الإلهي.
7. إذا ما روعي التوازن المطلوب، والوسطية الحكيمة، بين الجانبين المادي والروحي على النحو الذي يجعل من الفرد لبنة سليمة في أمة تتحرى الخيرية والوسطية بين المتقابلات، يكون هذا المرتكز الأساسي من مرتكزات التنمية الحضارية المستدامة والمتجددة.
8. هناك تطابق بين الأيديولوجيا السياسية لماكس فيبر وبين مسلماته الأساسية العقائدية.
9. قضايا فيبر كانت تنتمي لنطاقات فكرية عديدة وخلافية، وكانت مهمته طرحها دون أن يقدم لها حلول موضوعية ترقى إلى مرتبة العلم، ولكن كانت آراء فلسفية مستنده إلى عقله.
10. اخضاع فيبر النبوة لطريقة التفكير العقلاني، باعتبارها ظاهرة اجتماعية، جعلته يساوى بين النبي وأي شخص يمتلك مواهب قيادية. وهذه نظرة سطحية ولا تليق بمقام الأنبياء، لأنهم اختيار الله. واتباعهم وطاعتهم من طاعة الله عز وجل.
11. جوهر البناء الأيديولوجي عند فيبر، ما هو إلا تحيز قومي لتقويـة القومية الألمانية عن طريق الاستعمار، وسيطرة رأس المال.
12. تضمنت منهجية فيبر فيما بين ما تضمنته، البدء بتعريف الفاعل للموقف، وفهم التصورات والمصطلحات والمقولات، التي بواسطتها يصف أفعال الفاعل أو الفاعلين ويبررها ويفسرها وفهم الأفعال ذات المغزى، فلكي نفهم شخصاً يقوم بفعل اجتماعي، فإننا نحتاج لفهم مقاصده من القيام بهذا الفعل، وبرغم أن فيــبر قد قبل هذه الإجراءات كجانب ضروري في أي بحث اجتماعي، إلا أنه تجاهل هذه المنهجية في دراساته عن الإسلام.
13. كانت دراسة فيبر للإسلام دراسة سطحية، مما أثرت في النظرة السوسيولوجيا الغربية للإسلام.
14. لم يعتمد في دراسته على مصادر المعرفة الإسلامية، بل اعتمد في ذلك على دراسات المستشرقين الذين يكنون العداء والحقد للإسلام
15. أكد فيبر على أن الحراك الاجتماعي والأخلاق البروتستانتية، دعم كل منهما الآخر في إحداث التغير الاجتماعي بصعود الرأسمالية وهذا يعني وجود تفاعل بين الواقع الاجتماعي والعقلانية أو الأيديولوجيا وهذا يناقض نظريته التي نصت على أن، القيم الدينية باعتبارها متغير مستقل، وسيلة إرادية في التغير الاجتماعي.
سابعاً: أهم التوصيات التي تفيد صانعي القرار:
1- الاهتمام بالتعليم والجمع بين العلوم الدينية لتعلم الأخلاق الحميدة مع الاهتمام بتعلم العلوم الفلسفية والعلمية الحديثة لمواكبة التقدم والتطور العلمي والتكنولوجي.
2- الاهتمام بتدريس مادة اللغة العربية في قسم الاجتماع لأنها من أساسيات أي بحث علمي.
3- التوصية بضرورة تدريس كتب ابن خلدون وخاصة مقدمته في جميع صفوف علم الاجتماع لما تحمله من أهمية كبرى في تقدم علم الاجتماع (علم العمران) وفكره الذي يرجع له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في تأسيسه.
4- الاهتمام بكتابة الرسائل العلمية مع ضبط تشكيل حروفها حتى يسهل فهم ما يتم قراءته.
5- تعليم الأخلاق في المدارس والجامعات (كمادة دراسية تكون قواعدها مستمدة من صاحب متمم مكارم الأخلاق النبي محمد ﷺ).
6- ضرورة توجيه رجال الاجتماع والنظم التربوية (أنساق وأفراد ودعاة) أن يأخذوا بعين الاعتبار الوسائل التطورية والتربوية الحديثة الناجحة والمؤدية إلى تكوين جيل سليم العقيدة قوي الإرادة صالح لنفسه ومصلح لغيره ومجتمعه، مع الاستشهاد بالقواعد الإسلامية الأساسية في التغير الاجتماعي التي تجمع بين تأديب النفس وصفاء الروح وتثقيف العقل وتقوية الجسم مع تطور المجتمع الإسلامي، واتساع الأفق الفكري.