Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
نظرية الواحد عند المتصوفة ”ابن عربي نموذجا” وجذورها الأفلاطونية /
المؤلف
طعيمه، سعد سعد محمد عبدالمنعم.
هيئة الاعداد
باحث / سعد سعد محمد عبدالمنعم طعيمه
مشرف / عبدالعال عبدالرحمن عبدالعال
مشرف / هشام أحمد محمد السعيد
مناقش / عبدالعزيز المرشدي
مناقش / عادل محمود عمر بدر
الموضوع
علم الكلام. الفلسفة.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
مصدر الكترونى (154 صفحة) :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 154

from 154

المستخلص

إن الاطلاع على تاريخ الفكر البشري في مختلف الميادين يجعلنا ندرك أن مسألة الواحد من القضايا التي شغلت بال الإنسان منذ القديم وظلت محور اهتمامه عبر مختلف العصور، حيث انبهر منذ وجوده الأول على سطح الأرض بالنظام السائد في الكون، والانسجام السائد بين الموجودات رغم كثرتها وتعددها، وهو ما جعله يبحث عن سر ذلك، فنسج تصورات مختلفة حول مصدر وجود الكون ونظامه توصل من خلالها إلى رؤى متعددة حول المبدأ الأول الذي يقف وراء الأشياء المتعددة ترتب عنها عدم اتفاق البشر على شكل هذا المبدأ وصفاته وعلاقته بالموجودات حسب اختلاف المعتقدات والديانات، وهو ما نتج عنه فلسفات مختلفة عبر التاريخ جعلت صلب اهتمامها مسألة الواحد والمتعدد. وقد عرفت مسألة البحث في طبيعة الواحد وعلاقته بالمتعدد تطورا واضحا عبر التاريخ، فمع الحضارات الشرقية القديمة وجدت أساطير مختلفة حول نشأة الكون مع البابليين والمصريين قامت على تقديس مصدر واحد يمثل نوعا من قوى الطبيعة يعلو كل الأشياء ويتحكم فيها ومع ظهور الفكر اليوناني الذي تحرر من الطابع الأسطوري الخرافي إلى حد بعيد طرحت مسألة أصل الوجود بلغة فلسفية أصبحت من خلالها فكرة المبدأ المحدد للأشياء تمثل جوهرا قائما بذاته كان في البداية أقرب إلى العلم مع الفلاسفة الطبيعيين يرد الوجود إلى مبدأ مادي محسوس متميز ترجع إليه كل الأشياء ،ثم اتخذت بعد ذلك طابعا ميتافيزيقيا مع الفلاسفة السقراطيين للبحث عن الواحد مجردا متعاليا منفصلا عن الموجودات المحسوسة التي تنشأ عنه، هذا التصور الأخير هو الذي كان أرضية لظهور فلسفة اتضحت فيها معالم مسألة الواحد في العصر الهلنستي مع أفلوطين الذي قدم مفهوما خاصا للواحد وجعله محور وجوهر فلسفته التي كانت خلاصة الفكر اليوناني. ففي المرحلة الأخيرة من الفلسفة اليونانية ونتيجة لتغيرات سياسية واجتماعية وفكرية، ولاسيما انتقال الفلسفة من أثينا إلى الإسكندرية اتجهت الأفلاطونية المحدثة كتيار فلسفي وديني جديد نشأ في العصر الهلنستي مزج الروح اليونانية بالشرقية إلى طرح مختلف المسائل الفلسفية ولاسيما مشكلة الواحد والمتعدد وفق طابع فلسفي وديني وصوفي متميز يقوم على أن الواحد مفهوم قائم بذاته ومتميز عن غيره من الأشياء بصفات خاصة تجعلها تنشأ عنه بواسطة الفيض بصورة متميزة تقوم على الترتيب والتدرج من الواحد إلى العقل إلى النفس إلى الوجود المادي ككل وأصبحت العلاقة بينهما بدورها ذات شكل جديد يتخذ طابعا صوفيا يقوم على التأمل و الوجد والنشوة. هذا التغيير في طبيعة الواحد والمتعدد والعلاقة بينهما سينعكس على مختلف الفلسفات التالية للفلسفة الأفلاطونية، ولاسيما إن كانت هذه الأخيرة همزة وصل بين الفكر اليوناني وفلسفة العصور الوسطى التي عرف فيها الفكر الفلسفي تغيرا واضحا قام على الربط بين العقائد الجديدة وأفكار الفلسفة اليونانية باتجاهاتها المختلفة المثالية والواقعية والصوفية، ومن بين فلاسفة اليونان الذين كان لديهم تأثيرا بارزا في تلك الفلسفة أفلوطين الذي لم يؤثر في التفكير المسيحي فحسب بل كان ذا أثر كبير في الفلسفة الإسلامية، فهو حسب -د/ عبد الرحمن بدوي–: ””لا يقل تأثيرا عن أرسطو، بل يزيد عليه في تشعبه، إذ شمل الفلسفة والمذاهب الدينية ذوات النزعات الروحية الغنوصية وتغلغل في ضمائر المفكرين المسلمين بطريقة لا شعورية كانت أعمق نفوذا من ذلك المذهب الجاف الظاهري الذي كان لدى أرسطو””، وبالتالي فقد أثرت فلسفة أفلوطين في التفكير الإسلامي تأثيرا كبيرا ولاسيما في المذاهب الإشراقية والصوفية التي استمدت الكثير من أفكارها من تلك الفلسفة وجعلتها منطلقا في فهمها لمبدأ هذا الوجود والعلاقة التي تجمع بين أجزائه وهذا ما تجسد عند الشيخ محي ابن عربي الذي تتشابه الكثير من أفكاره مع مبادئ الأفلاطونية، وهو ما يمكن إدراكه من خلال نظرة كل واحد منهما لمسألة الواحد والمتعدد. وسوف نتناول مفهوم الواحد في الخطاب الصوفي عامة وابن عربي خاصة كنمط متميز من التراث الإسلامي القائم على النزعة الصوفية التي تستمد مبادئها من اتجاهه الباطني الروحي الذي عرفه المسلمون آنذاك وذلك حسب خصوصيته عند الشيخ التي طرحت مسألة الواحد وصفاته في إطار مزيح من الفلسفة والتصوف جمع بين أفكار الفلاسفة وتعاليم الإسلام في إطار نزعة عرفانية صوفية تبلور من خلالها تصور خاص لعلاقة الواحد بالمتعدد يحمل الكثير من التشابه مع تصور أفلوطين له، وإدراك ذلك أساس معرفة الامتداد بين الفلسفتين. كما تعتبر مسألة الواحد أساس فهم الكثير من القضايا الفلسفية الكبرى منها ما يرتبط بالوجود وذلك بالبحث في أصله وعلته الأولى وكيفية نشأته، ومنها ما يتعلق بالإنسان بادراك مختلف القضايا المتعلقة به كأصله ومكانته في الكون ومصيره الذي يؤول إليه، وهو ما يمكننا من إدراك طبيعة العلاقة القائمة بين مختلف عناصر الوجود وهي الله والإنسان والعالم.