الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 309 |  |  |
| | | from | 309 | | |
المستخلص
جاءت هذه الدراسة بعنوان : (فكر ريتشارد دوكينز الإلحادي في ميزان النقد في ضوء الفكر الإسلامي) . وتكمن أهمية هذه الدراسة في أن ظَاهرَةَ الإلحادِ تُعدُّ من أخطرِ الظواهرِ التي تواجهُ المجتمعَ البشريَ بصفةٍ عامةٍ ، والمجتمعَ المسلمَ بصفةٍ خاصةٍ ، ففي ظِلِّ التقدمِ العلميِ في جميعِ المجالاتِ في العصرِ الحديثِ ، وفي ظِلِّ النزعةِ الماديةِ المعاصرةِ ، وفي ظِلِّ الانفتاحِ الثقافيِ والتكنولوجي ، ظَهرتْ هَيئَاتٌ ومؤسساتٌ تتبني الفكرَ الإلحاديَ وتدعوا إليه ، وتقيمُ الحججَ والبراهينَ لتؤكدَ صِحةَ ما وصلتْ إليه ، فهو في نَظَرِهَا الحقُ الذي لا يتطرقُ إليه ريبٌ ، واليقينُ الثابتُ الذي لا يَتزعزعُ ، وظَهرَ رجالٌ حُسبوا على العلمِ والعلماءِ ، وأَصبحوا رُموزًا وأعلامًا للإلحادِ ، حتى صاروا له كالأنبياءِ ، يدعونَ إليه ويدافعونَ عَنه ، فَأَلفوا وصَنَفوا ، وأَقَاموا اللقاءاتِ والمحاضراتِ والمناظراتِ هنا وهناك ، واستخدموا في ذلك بعضَ العلومِ التجريبيةِ ، وما أرادوا بذلكَ إلا ليُلْبسوا الباطلَ ثوبَ الحقِّ ، فَذاعَ صِيتُهم ، وشَاعَ خَبرُهُم ، واغترَ بِهم خَلقٌ كَثيرٌ ، ومن أمثالِ هؤلاء ريتشارد دوكينز [Richard Dawkins] ، الذي يُعد واحدًا من أبرزِ رموزِ الإلحادِ في العصرِ الحديثِ ، وقد تُرجمت كُتبُه إلى لغاتٍ عديدةٍ ، منها اللغةِ العربيةِ ، فلم يَعُدِ الإلحادُ خَطرًا خَارجيًا فقط ، بل تَسرَبَ إلى بِلادِنا العربيةِ والإسلاميةِ ، حتى رَأينا بعضَ المؤسساتِ تخرجُ علينا بدراساتٍ ميدانيةٍ زاعمةً أن أعدادَ المُلحدينَ في البلادِ الإسلاميةِ كالسعوديةِ ومصرَ آخذةٌ في الازديادِ ، وبعيدًا عن مِصداقيةِ تلكَ الدراساتِ ، فإن ذلكَ لا شكَ يُنذرُ بالخطرِ ، فلقد أصبحتْ بِلادُنا وبِيُوتُنا مُهددةً بالاختراقِ من الداخلِ قَبلَ الخَارجِ ، وأصبحَ شبابُنَا في متناولِ دُعاةِ الإلحادِ ، يُشككونَهُم في دِينهم ، ويَغرِسُونَ الشبهَ في نُفوسِهم ، ومن هنا كان لزامًا علينا أن نبذُلَ ما في وِسعِنا من جُهْدٍ للتصدي لمثلِ هذه الأفكارِ ، وبيانِ ما فيها من ضَعفٍ وكَذبٍ وبُهتانٍ. ولقد جاءت هذه الدراسة في مقدمة وأربعة فصول وخاتمة ، فجاء الفصل الأول بعنوان : سيرةُ ريتشارد دوكينز الذاتيةُ ، أما الفصل الثاني فجاء بعنوان العلمُ والدينُ والأخلاقُ في فكرِ دوكينز ، وكان الفصل الثالث بعنوان : وجودُ اللهِ عندَ دوكينز ، والفصل الرابع بعنوان : مفهومُ الجينِ عندَ دوكينز وأثرُهُ على إرادةِ الإنسانِ، وأخيرًا كانت الخاتمة واشتملت على أهم نتائج الدراسة.