الفهرس 
الفصـــــلُ الثَّانِــي: ” الإطارُ النظريُّيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 277 |  |  |
| | | from | 277 | | |
المستخلص
تعتبر الحكمة من المفاهيم الرئيسية التي تناولها عِلْم النفس الإيجابي بالبحث واعتبرها أحد القُوى الإنسانيَّة الأصيلة والكامنة في الفرد التي قد يبلغها الفرد في حياته وتتفرع منها مجموعة من السمات المندرجة والمرتبطة بالحكمة، وهي: المعرفة، وحُبُّ الاستطلاع والفضول، وحُبُّ التعلُّم وغيرها والتي تؤثر على السلوك الظاهر للفرد وما وراء هذا السلوك من انفعالات متزنة تؤدي إلى الحكم السديد والقرار السليم. كما أنها قابلة للتنمية والتطوير خلال مراحل حياة الفرد، وترتبط بالقدرة على قراءة المواقف بشكل أكثر نضجاً مع الإلمام بالمعرفة التي يقتضيها الموقف، كما لا تقتصر الحكمة على المعرفة ولكن لابد أن تقترن بالسلوك الذي يعبر عن محصلة كل ما اكتسبه الفرد على مدار حياته من خلال الخبرات والمواقف الحياتية، وترتبط أيضاً ببعض المتغيرات التي تتفاوت في الدرجة بين الأفراد من يقظة الضمير كأحد العوامل الخمسة للشخصية ومعتقدات الكفاءة الذاتية التي تؤثر على أداء الفرد وكذا بالرفاهة النفسية تلك الحالة التي يمكن للفرد بلوغها بتحقيق متطلباتها من وجود معنى لحياة الفرد وتحقيقه لذاته وشعوره بالسعادة والرضا وهي عوامل يمكن أن تساعد في التنبؤ بمستوى الحكمة لدى الشباب في المرحلة الجامعية.
مشكلةُ الدراسةِ:
تتحدد مشكلة الدراسة في الاجابة على التساؤلات التالية:
1. هل توجد علاقة جوهرية بين الحكمة ويقظة الضمير لدى عينة مِن الشباب الجامعي؟
2. هل توجد علاقة جوهرية بين الحكمة والكفاءة الذاتية لدى عينة مِن الشباب الجامعي؟
3. هل توجد علاقة جوهرية بين الحكمة والرفاهة النفسيَّة لدى عينة مِن الشباب الجامعي؟
4. هل يمكن التنبؤ بمستوى الحكمة لدى الشباب الجامعي بمعلومية مستوى يقظة الضمير، والكفاءة الذاتيَّة، والرفاهة النفسيَّة مُجتمعِينَ معًا؟
5. هل توجد فروق جوهرية في مستوى الحكمة بين الذكور والإناث؟
6. هل توجد فروق جوهرية في مستوى الحكمة بين ذوي التخصص العملي، وذوي التخصص النظري؟
هدفُ الدراسةِ:
هدفت الدراسة إلى التعرُّف على العلاقة بين مستوى الحكمة مِنْ جهة، ويقظة الضمير مِنْ جهة أخرى لدى عينة مِن الشباب الجامعي بالبيئة المصرية، من جهة أخرى، ومدى إمكانية التنبؤ بمستوى الحكمة لدى الشباب الجامعي بمعلومية مستوى يقظة الضمير والكفاءة الذاتيَّة، والرفاهة النفسيَّة.
أهميةُ الدراسةِ:
تنبع أهمية الدراسة الحالية من واقع ندرة الأبحاث والدراسات التي تناولت مفهوم الحكمة بالدراسة والتحليل في البيئة العربية وعلاقتها بالسمات النفسية بشكل عام ويقظة الضمير كأحد أهم القيم الأخلاقية للفرد ومعتقدات الكفاءة الذاتية ومستوى الرفاهة النفسية بشكل خاص في البيئة المصرية بالاضافة إلى التعرُّف على الدور التنبؤي لمتغيرات يقظة الضمير، والكفاءة الذاتيَّة، ومستوى الرفاهة النفسيَّة كعوامل مجتمعة منبئة بمستوى الحكمة لدى الشباب الجامعي.
فروض الدراسة:
في ضوء ما انتهت إليه الدراسات التي أُجْرِيتْ حول موضوع الحكمة، وكذلك التي أُجْرِيتْ حول مُتغيِّراتِ ”يقظة الضمير”، و”الكفاءة الذاتيَّة”، و”الرفاهة النفسيَّة”، فتتلخَّصُ فروض الدراسة فيما يلي:
1. توجد علاقة ارتباطيَّة موجبة بين الحكمة، ويقظة الضمير لدى عينةٍ مِن الشباب الجامعي.
2. توجد علاقة ارتباطيَّة موجبة بين الحكمة، والكفاءة الذاتيَّة لدى عينةٍ مِن الشباب الجامعي.
3. توجد علاقة ارتباطيَّة موجبة بين الحكمة، والرفاهة النفسيَّة لدى عينةٍ مِن الشباب الجامعي.
4. يمكن التنبؤ بمستوى الحكمة لدى عينةٍ مِن الشباب الجامعي، بمعلومية مستوى يقظة الضمير، والكفاءة الذاتيَّة، والرفاهة النفسيَّة.
5. لا توجد فروقُ ذات دلالة إحصائيَّة بين متوسط درجات عينة الدراسة على مقياس ”الحكمة”، وتعزى للنوع لدى عينةٍ مِن الشباب الجامعي.
6. لا توجد فروقُ ذات دلالة إحصائيَّة بين متوسط درجات عينة الدراسة على مقياس ”الحكمة”، وتعزى لنوع التخصُّص لدى عينةٍ مِن الشباب الجامعي.
اجراءات الدراسة:
• منهج الدراسة: استخدمت الباحثة في الدراسة المنهج الوصفي الارتباطي.
• عينةُ الدراسةِ: وتكوَّنت العينة مِنْ (200) طالبٍ وطالبةٍ مِنْ طلاب الجامعات المصرية، وعلى سبيل المثال: جامعة (عين شمس)، وجامعة (القاهرة)، وجامعة (حلوان)، وغيرها مِن الجامعات في مصر، بدءًا مِن السنة الدراسية الأولى حتى النهائيَّة، وتراوحتْ أعمارهم ما بين (19-25) عامًا، وبمتوسط عمر (22) عامًا؛ حيثُ تم استبعاد (11) مِنْ أفراد العينة؛ وذلك لعدم توافر شرط العمرِ المُحدَّدِ للعينة بهم؛ وذلك بهدف التحقُّقِ مِن الخصائص السيكومتريَّةِ لأدوات الدراسة، وقد تمَّ توزيع أفراد العينة وفقًا للنوع إلى: (51) ذكرًا، و(149) أنثى.
أدواتُ الدراسةِ:
1. مقياس ”الحكمة” ذو العوامل الستة (مِنْ إعداد الباحثة).
2. مقياس ”يقظة الضمير ذو العوامل الستة” (Chernyshenko, O.S., 2002)، (ترجمة الباحثة).
3. مقياس ”الكفاءة الذاتيَّة” (Schwarzer and Jerusalem, 1993)، في نسخته العربية (ترجمة/ عيسى المنصور).
4. مقياس ”الرفاهة النفسيَّة ذو العوامل الستة” (Ryff & Keyes, 1995)، (ترجمة الباحثة).
الأساليبُ الإحصائيَّةُ:
استخدمت الباحثة في الدراسة الحالية الأساليب الإحصائية المناسبة لتقنين أدوات الدراسة المستخدمة وتحليل البيانات والتحقق من صحة فروض الدراسة والتي كانت على النحو التالي:
1. التحليلُ العاملِي الاستكشافِي لمفرداتِ مقياسِ ”الحكمة” Explanatory Factor Analysis للكشف عن البنية العاملية Factorial Structure
2. التحليلُ العاملِي التوكيدِي عن طريق برنامج (AMOS20) لبنية المقاييس المُترجَمَة، والتأكُّد مِنْ صلاحيتها للتطبيق في البيئةِ المصريَّةِ.
3. معاملُ الارتباطِ ”بيرسون”.
4. معاملُ الثباتِ ”ألفا كرونباخ”.
5. معاملُ الثباتِ بطريقةِ ”التجزئةِ النصفيَّةِ” (سبيرمان براون).
6. اختبارُ (t-Test).
7. معادلةُ الانحدارِ.
نتائجُ الدراسةِ:
أظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة ارتباطية موجبة بين أبعاد مقياس الحكمة والدرجة الكلية وكل من أبعاد يقظة الضمير والدرجة الكلية، والكفاءة الذاتية، وأبعاد الرفاهة النفسية والدرجة الكلية لدى عينة من الشباب الجامعي، وعدم وجود فروق دالة إحصائياً تعزى للنوع فى جميع أبعاد الحكمة، وعدم وجود فروق دالة إحصائياً تعزى للتخصص. كما أظهرت النتائج امكانية التنبؤ بمستوى الحكمة بمعلومية مستوى يقظة الضمير والكفاءة الذاتية والرفاهة النفسية لدى الشباب الجامعي.