الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن الأنظمة والتشريعات الدولية نصت علي حق العمل اللائق والمناسب واعتباره مطلبًا أساسيًا لجميع أفراد المجتمع، لذا أكد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بالنص في البند 23 فقرة (1) علي ”حق العمل لكل إنسان وحرية اختياره، وحق الحماية من التعطل” وتأتي أهمية العمل من حيث إنه يلعب دورًا في تعزيز روابط الانتماء والالتزام الاجتماعي المتبادل بين الفرد والمجتمع، مما يولد لديه درجة من الإحساس والشعور بالمسؤولية تجاه نفسه والمجتمع. وحيث إن حالة التعطل لا تعد مشكلة ذاتية بالفرد العاطل فقط، بل إنها مشكلة معقدة ومتعددة الأطراف من حيث التأثر والتأثير. اذ تتأثر البطالة بسياسات وأنظمة الدولة ذات العلاقة بالتعليم والعمل من جانب، كما أنها تتأثر بالقيم الاجتماعية السائدة في المجتمع من جانب آخر. أما من حيث التأثير فإن حالة التعطل لا تقتصر علي الفرد العاطل عن العمل فقط، بل تمتد إلي التأثير علي البناء الاجتماعي والمتمثل بالجوانب الأمنية، الاقتصادية، الاجتماعية والصحية للمجتمع. ولذلك تبرز المسؤولية الاجتماعية لمؤسسات القطاع الخاص والعام تجاه قضية البطالة من منطلق ما أكدته البحوث والدراسات العلمية من أن العمل يقوم بدور مهم في عملية تنمية وترسيخ حالة الشعور والإحساس بالمسؤولية والمواطنة السليمة المتكيفة مع نظم وقيم المجتمع عند الفرد، أما عدم العمل ”التعطل” فانه يؤدي الي تنامي ورسوخ روح الرفض والعدوانية تجاه المجتمع ومؤسساته. |