Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
بلاغة السرد في كتاب ألف ليلة وليلة/.
المؤلف
منصور،إبراهيم عبد اللطيف إبراهيم.
هيئة الاعداد
باحث / إبراهيم عبد اللطيف إبراهيم منصور
مشرف / عبدالمرضي زكريا خالد
مشرف / أحمد سعد محمد سعد
تاريخ النشر
2021
عدد الصفحات
ج،334ص.؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - اللغة العربية والدراسات الاسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 350

from 350

المستخلص

موضوع الدراسة هو ”بلاغة السرد في كتاب ألف ليلة وليلة”، وفيه ثلاثة مباحث هي البلاغة والسرد وكتاب ألف ليلة وليلة؛ في المبحث الأول تناول الباحث البلاغة بمفهومها الحديث الذي ينطلق من البلاغة القديمة وصولًا إلى المفاهيم الحديثة للبلاغة التي ترتكز على بلاغة النص ككل وتنصب على النقد الأدبي بمفهومه المتسع الذي يتناول ما خلف البلاغة من مذاهب أدبية ونقدية تم صهرها في هذا العلم لتناسب النص محل الدراسة كما تركز على أهمية البلاغة بصورتها الحديثة وما تقدمه في كشف خفايا النص مستندًا على إرثنا البلاغي والنقدي الذي سبق في التناول الكلي للنص دون الوقوف على القاعدة فحسب، وفي كتاب ألف ليلة وليلة بتناول نصه بعيدًا عن تاريخه الذي استغرق النقاد فيه إلا من إلمامات على النص ذاته، وكانت البلاغة هي مدخل الباحث للكشف عن هذه الأغوار.
وأما المبحث الثاني فكان: (السرد) وهو مصطلح حديث في تناول الكتابة غير الشعرية، وإن كان موجودًا لدينا في تراثنا العربي بمعناه اللغوي فإنه كمصطلح يمكن تأريخه بالنسبة لكتاب ألف ليلة وليلة بعد الدراسة الأولى والرائدة للدكتورة سهير القلماوي التي لم تذكر هذا المصطلح طوال رسالتها، وكان عمل الباحث فيما توافق عليه النقاد من ضبط للمصطلح ومكوناته، وعناصره التي تتداخل مع عناصر الحكي والقص مع دخول العناصر غير الموجودة بالنص كالقارئ والمتلقي والراوي والمروي عليه بأشكالها المختلفة التي تناولها الباحث بخصوصيتها في كتاب الليالي، هذه الخصوصية السردية التي تجعل الكتاب في متناول الجميع؛ حيث تنطبق قواعد نظرية القراءة والتلقي على كتاب ألف ليلة وليلة، كما تنطبق عناصر الحكي والقص كالزمان والمكان والشخصيات والحدث والحبكة والحوار والعقدة ولحظة التنوير والحل، ويتحقق التداخل بين عناصر السرد والحكي بعد فصل هذه العناصر وإضافة عناصر أخرى لما وراء النص وزاوية الرؤية في كتاب ألف ليلة وليلة بمنظور الراوي – وهو الموافق للعناصر السردية – مع إضافة تأثيرات المروي عليه في نص الليالي، وتوصل الباحث من خلال البلاغة والسرد في كتاب ألف ليلة وليلة، ومن خلال نظرية الجنوسة إلى أن كتاب ألف ليلة وليلة – مع كونه ليس الأول والأخير في بابه- كتاب يمتاز بسمات فنية تجعل منه جنسا أدبيا خاصا أطلق عليه الباحث اسم الألفلية لكونه ضم بين جنباته من الفنون ما لم يجمعه كتاب آخر، وأن سماته السردية متفردة عما سواه من الكتب الأخرى.
والمبحث الأخير في موضوع البحث هو كتاب ألف ليلة وليلة، والكتاب مُشْكِل في محتواه، وفيما يحيط بطباعته، ورأى الباحث أن ينوع في الطبعات المعترف بها، مع الاطلاع على المختلف عليه والنادر من نسخ الكتاب والتي أثبتتها موسوعة الليالي، وما ورد بها من حكايات.
ثم تناول الباحث أسباب اختيار الموضوع لتسليط الضوء على أدب عظيم تم اختزاله في رؤية ضيقة، وقدم الباحث مشكلة البحث في سؤال هو: كيف ترى البلاغة الحديثة كتاب ألف ليلة وليلة؟، وفي إجابته عن هذا السؤال وجد الباحث أن الكتاب – وإن كان يصنف ككتاب تراثي- فإنه يتحمل المناهج النقدية الحديثة، ويقدم إجابات لكل الأسئلة المطروحة، وكان الباحث قد افترض في بلاغة السرد أنها يمكن أن تشمل علوم البلاغة العربية الثلاثة مع إضافة عناصر السرد وتناولها في المناهج الحديثة وأهمها الحجاج باعتباره المنهج الأوضح في قدرة الراوي على الإقناع وتحقيق النتيجة المتوقعة من حكي شهرزاد المتخيل لشهريار.وتناول صعوبات البحث وأهمها – على غير المعتاد- كثرة المراجع ، كما تناول الدراسات السابقة وأهمها (ألف ليلة وليلة) لسهير القلماوي، و تناول محسن جاسم الموسوي في كتابه (ألف ليلة وليلة في الغرب)، و(الذاكرة الشعبية لمجتمعات ألف ليلة وليلة)، و(ألف ليلة وليلة في نظرية الأدب الإنكليزي الوقوع في دائرة السحر)، ومحسن المهدي في تحقيقه للكتاب بعنوان ”ألف ليلة وليلة: من أصوله العربية الأولى ”، وسامي مهدي، وفريال غزول، وجمال بن الشيخ ...وغيرهم.
استخدم الباحث مناهج متعددة تناسب تحليل النصوص، وقسم الباحث دراسته إلى كلمات مفتاحية ومقدمة وتمهيد وبابين، وقسم الباب الأول إلى ثلاثة فصول والباب الثاني إلى ثلاثة فصول ثم جاءت الخاتمة والمصادر والمراجع، وفي الباب الأول تناول الباحث بلاغة التقنيات السردية في الليالي المتمثلة في الراوي والمروي عليه وزاوية الرؤية ولغة النص كما توصل الباحث إلى بنية سردية نشأت من تعالق الحكايات في كتاب ألف ليلة وليلة أطلق عليها: التوالد السردي الأرابسكي.
وفي الفصل الثاني تناول الباحث من تقنيات السرد بلاغة الزمان متحدثا عن الزمان في الليالي من خلال الحكاية الإطار- الزمان المرجعي - أزمنة الحكي وأزمنة الحكايات) ثم تناول بعض عناصر الزمان في كتاب ألف ليلة وليلة مثل: الاستباق والاسترجاع والمشهد والوقفة والاستغراق الزماني، كما ربط بين الزمن والليل في الليالي ولماذا كان الحكي في الليل.
وفي الفصل الثالث تناول الباحث بلاغة المكان في الليالي بداية من دلالات المكان وعلاقتها بالمضمون ثم المكان الحقيقي ومكان الحكي في الليالي مع ذكر الفضاء (النصي، والدلالي، وزاوية الرؤية) من خلال الربط الزماني والمكاني في كتاب ألف ليلة وليلة.
أما الباب الثاني فتناول الباحث الأطر الفكرية للسرد في الليالي من خلال بلاغة الأيديولوجيا السردية والربط بين عناصر السرد وأيديولوجياتها؛ فجاء الفصل الأول عن أيديولوجيا تقنيات النص المتمثلة في الراوي والمروي عليه والمنظور.
وفي الفصل الثاني تحدث الباحث عن أيديولوجيا المرجعيات المتمثلة في التناص في الليالي والاستدعاءات المرجعية فيها، كما تحدث عن التابو في الليالي بأشكاله المختلفة وكيفية توظيفه فنيًّا في النص.
وجاء الفصل الثالث للحديث عن بلاغة الحكي من خلال منطق الحكي في الليالي من خلال الانطلاق من مفردة في (بلاغة حُكِيَ)، والتطرق لجانب نفسي من الكتاب وهو العلاج بالحكي، وبلاغة العجائبي فيها، ثم ختم الباحث بالحديث عن نموذج الحجاج عند شهر زاد باعتبارها الشخصية الأساس المنوط بها الإقناع في الليالي .
وفي الختام قدم الباحث صورة عن كتاب ألف ليلة وليلة متناولا البلاغة في علاقتها بالسرد ومن النتائج التي توصل إليها الباحث: الفصل بين من قالوا بأصل الكتاب الفارسي أو الهندي، وأن محتوى كتاب ألف ليلة وليلة جنس أدبي قائم بذاته؛ فالليالي جمعت كل الفنون وصهرتها في شكل أدبي واحد ينتظم الليالي من بدايتها حتى النهاية، وأطلق عليها الباحث : (الألفلية)، وتم تصنيف الأجناس الفنية المرتبطة بالليالي بصورتين هما: (في)، و(عن) الليالي وتناول منها الموسيقى والشعر الذي جاء بصورة لا نمطية من استخدام الشعر في الحكايات.
بلاغة السرد هي عماد الدراسة، وتختلف البلاغة الحديثة عن البلاغة القديمة في موسوعية الرؤية التي انتقلت من حيز الكلمة، والتعبير عن المعنى بأشكال مختلفة، وتحسين الكلام لتصل إلى تحليل الخطاب وما يحتوي عليه من بلاغات متعددة، والرابط بين البلاغة والسرد في كونهما يقيمان علاقات جديدة بين الأشياء تنتج صورة تجمع بين هذه العلاقات بجماليات جديدة، كما كان الربط بين الحكي والمعرفة من خلال الراوي العارف الذي يحرك الأحداث كيفما يشاء، وتوصل الباحث إلى أنه لم تعد البلاغة في الليالي منحصرة في الدلالة ولكنها تتسع اتساعا كبيرا حتى تصبح مساوية لحياة شهرزاد وشفاء شهريار.
أهم وظائف الراوي هي الخروج من المأزق بحكمة، والقدرة على الإضافة والاستدراك، ثم تناول زاوية الرؤية ومحدداتها لكل راوٍ، وتتفرد الليالي – كما وكيفا- بعدد الرواة والمروي عليهم، الذين يضيفون للسرد وظائف ترتبط بالقصة العجائبية.
تم التوصل إلى أن لغة الكتاب تتراوح بين العامية والفصحى، وهذا هو السبب في دراسة هذا الكتاب ضمن الأدب الشعبي لفترة طويلة، وتبدو مصرية الكتاب في صورته الموجودة – وإن كان الكتاب قديما بغداديا – لكن الصورة التي ظهر عليها صورة مصرية.
من السمات السردية البارزة في ألف ليلة وليلة سمة التعدد للحكايات داخل الحكاية الإطار أو ” التسلسل ” أو التوالد السردي، وقد اصطلح الباحث عليه التوالد الأرابسكي للحكي.
كان هناك صراع لبقاء الوقت وليس لقطعه، والمعركة الحقيقية لشهرزاد كانت مع الزمان، وفرق الباحث بين أزمنة الحكي وزمان الخطاب، وشهرزاد جعلت الليل حياة للسرد.
للمكان في الليالي خصوصية؛ فهو مكان يتحول من الحقيقي إلى المتخيل ومن المتخيل إلى العجائبي، ومن هنا فإن العجائبية في الليالي تبدأ من المكان؛ لأن المكان العجائبي يعطي للمروي عليه فرصة للتخيل.
الحكايات العجيبة تؤهل المتلقي لسماع العجائبي الذي يصدم عقله وتوقعه، ثم تخاطب المشاعر والغرائز، كما توصل إلى أن الراوي يمتلك أسلحته الأيديولوجية وتتمثل في سلطة الحكي والمعرفة، وأن لكل مروي عليه أيديولوجيته التي يتوجب على الراوي أن يخاطبه بها.
أيديولوجية المنظور المتمثلة في صراع القوى، والبقاء لإرادة الراوي وتغليب القيمة، وأيديولوجيا المرجعيات تتمثل في التناص مع القرآن والسنة، مع ذكر الاستدعاءات المرجعية والحديث عن التابو المتمثل في ثلاثية الدين والجنس والسياسة .
تناول الجانب النفسي للحكي من خلال العلاج بالحكي، ويمكن القول إن الليالي تمثل رسالة شعبية أراد مبدعوها إرسالها إلى كل شهريار غلبته أمراض الخيانة والقهر والظلم والتجبر على حساب رعيته.
منطق الراوي (شهرزاد) أن تضع الملك في مواجهة مع نفسه، هذه المواجهة تلخص حكايتها في كل القصص التي حكتها.
الحجاج عن شهرزاد باعتبارها تحل محل كل الرواة في الإقناع بحكيها وإبراز قضيتها وأدوات تحقيق أهدافها مع التطبيق على حكاية التاجر والعفريت، وذكر الروابط الحجاجية والأدوات اللغوية والأفعال الكلامية والأدوات الفنية لحجاجها.