Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأدلة الأثرية على الحياة البشرية في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية حتى نهاية العصر الحجري النحاسي:
المؤلف
الأمير, محمد طه محمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد طه محمد الأمير
مشرف / عائشة محمود عبد العال
مشرف / طلعت أحمد محمد عبده
مشرف / أحمد رفعت عبد الجوَّاد
الموضوع
التاريخ القديم.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
364 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 364

from 364

المستخلص

أثبتت الأدلة الأثرية بما لا يدع مجالًا للشك أن هناك حياةً بشريةً كانت قائمةً في إقليم جنوب غرب شبه الجزيرة العربية في إطار زمني واضح يرتبط بفترة عصور ما قبل التاريخ بصورةٍ عامة، وبفترة العصر الحجري الحديث بصورة خاصة؛ باعتبار أنها كما عرَّفها (جوردن تشايلد)- الذي وضع العديد من الدراسات الرائدة عن الحضارات الباكرة- بقوله: ”ثورة العصر الحجري الحديث” أو ”ثورة إنتاج الطعام”؛ للدلالة على تمكُّن الإنسان من السيطرة على بيئته الطبيعية، ومن خلال الإنجازات الحضارية التي حققها الإنسان في تلك الحِقبة يتضح جليًا مدى التطور الذي بلغه، حيث أصبح أكثر ثقةً في الأخذ بأساليب الحياة المدنية، فضلًا عن استخدام أدواتها، والتي كان من أهم أسسها الاستقرار، ومعرفة الزراعة، ومن ثمَّ إنتاج الطعام، إضافةً إلى بناء المساكن والمقابر، وصناعة الأدوات الحجرية والأوعية الفخارية، إلى جانب مختلف لوازم الحياة البيئية المستقرة الجديدة، واستمر الأمر كذلك إلى أن تَمَكَّن الإنسان من الانتقال التدريجي إلى عصر جديد هو عصر استخدام المعادن، حيث بدأ باستخدام النحاس، ثم البرونز، وأخيرًا الحديد، محاوِلًا في ذلك كله الخروج من إطار الحتمية البيئية (التحكم البيئي) إلى ما يسمى بالإمكانية البيئية.
ولقد حاولتُ في هذا البحث أن أطرق باب شبه الجزيرة العربية؛ باعتبارها أحد الأماكن التي ترتبط بالفترة الزمنية سالفة الذكر، فضلًا عن كونها حقيبة حضارية مغلقة، تحتوي على كَنز علمي كبير، يتجسَّد في البقايا الأركيولوجية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث تميزت هذه المرحلة بالانطباع البيئي الواضح على أراضي شبه الجزيرة العربية، وعلى إنسانها القديم في ذلك الوقت.
لقد توالت على الإقليم- محل الدراسة- العديد من البعثات العلمية؛ حيث الزيارات الميدانية، وأعمال الحفر والتنقيب؛ بهدف استخراج وتصنيف البقايا الأثرية الخاصة بعصور ما قبل التاريخ في إقليم جنوب غرب شبه الجزيرة العربية، وبالفعل فقد تمخَّضت هذه الدراسات عن تفسير وجود البقايا الأثرية، تلك الآثار التي يمكن تقسيمها علميًا وأركيولوجيًا إلى قسمين: آثار ثابتة، وآثار قابلة للنقل، وقد أمكن تطبيق هذا التقسيم على بعض النماذج البيئية في الإقليم محل الدراسة، مثل مناطق: عسير وجازان ونجران، حيث أثبتت البقايا الأثرية وجود مستعمرات سكنية مستقرة في هذه المناطق، والتي تمثَّلت في ما اصطلح على تسميته عند (جمال حمدان) بــ ”حلات النقط الجافة” التي ارتبطت بقربها من المياه كشرط للحياة، وبعدها عنه كشرط للوقاية منه، أو ما عُرف في دراسات شبه الجزيرة العربية باسم (مناطق الدفاع والانتفاع).
ونتيجةً لما سبق فقد تعرضتْ هذه الأطروحة لعرض بعض المواضع التي وُجدتْ بها بقايا أثرية في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية، مع ذكر الاتصالات الحضارية لهذا الإقليم، والتي انقسمت بدورها إلى: اتصالات حضارية داخلية بين منطقة الدراسة والمنطقة الشرقية والشمالية من شبه الجزيرة العربية، واتصالات حضارية خارجية مع شرق أفريقيا.
ومن هنا كان المحور الأساسي لهذه الدراسة هو إثبات أن إقليم جنوب غرب شبه الجزيرة العربية كان مهدًا لحضاراتٍ باكرةٍ في عصور ما قبل التاريخ، تلك الحضارات التي كانت- في الوقت ذاته- لبنةً لحضاراتٍ توالت وتعاقبت على الإقليم في مراحل زمنية لاحقة.