Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
نظام الفتوة منذ عهد المأمون وحتي عهد المستعصم
(198هـ/813م) حتى (640هـ/1242م) /
المؤلف
حجازى، منى احمد محمد محمد.
هيئة الاعداد
باحث / سليم حسن علي حسن
مشرف / حسام محمد نادي
مشرف / تحية عبد التواب أحمد
مناقش / محمد عبد الفتاح
الموضوع
التاريخ الاسلامى.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
210 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
8/1/2021
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية دار العلوم - النحو والصرف والعروض
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 310

from 310

المستخلص

زبيدة محمد عطا بأن اعد بحثا عن الفتوة نشاتها وتطورها حتى سقوط الخلافة العباسية (656هـ /1258م ) والكتابة فى هذا الموضوع شيقة وقد وقع اختيارى على هذا الموضوع لما لهذه الفئه من أهمية كبيرة فى التاريخ الإسلامى بصورة عامة ، وتاريخ الدولة العباسية بصوره خاصة فهذا النظام أعاد الهيبه ولو لبعض الوقت وبث فيها القوة فى فترة الخليفة الناصر (575هـ/1180م-622هـ/1225م) حيث انه وظف نظام الفتوه لخدمة الخلافة واستعادة هيبتها ، علنا نستلهم من المعرفة التاريخية لخدمة الحاضر فما تعيشه اوطاننا من انتعاش فى بعض اجزائها وتدهور وسقوط فى البعض الاخر يتطلب منا ان نبحث فى وسائل فكريه واجتماعية لإعادة هيبة اوطاننا كما فكر الخليفة الناصر من قبل وهذا لايتم الا بالإستلهام من التراث واقتباس مايمكن اقتباسه لخدمة حاضرنا وتطويره .
ظهر مصطلح الفتوة فى القرن الثانى الهجرى قبل ظهور التصوف وظهرت جماعات الشطار والعيارين او قطاع الطرق المنظمين الذين امتازوا بسرقة الاغنياء لصالح الفقراء ، ثم تعرض المصطلح لكثير من التغيرات والتحليلات فالصوفيه يجعلون الفتوة مترادفة لصفات الصوفى الحق والزهاد يجعلون ”سعيد بن جبير ” من اعلام الفتيان حين ثار على الحجاج وبعضهم يجعلون ” ابراهيم بن شريك ” من اعلام الفتيان حين سلم نفسه لسجن الحجاج بدلا من صديقة ” ابراهيم النخفى ” والواضح ان اولئك الاعلام عاشوا فى القرن الاول الهجرى قبل ظهور مصطلح الفتوة وعندما ظهر هذا المصطلح حاولت كل فرقة اضفاءه على الاعلام السابقين وتفسير تاريخهم من خلال ذلك المصطلح الدارج (الجدعنه).
كما ان جماعات الفتوة ايضا حين ظهرت بين العوام فى القرن الثانى الهجرى تعرضت لكثير من التيارات السياسية والاجتماعية واسهموا فى كثير من الفتن السياسية فالعيارون او اللصوص ذو الاهداف السياسية والاجتماعية او الثائرون على احتكار الاغنياء اعلنوا انهم من الفتيان وجماعات الفتوة فكان الارتباط شديد بين كلمتى فتى وعيار ، ثم انتشرت جماعات الفتوة فيما بعد وترتب على ضعف السلطة العباسية ان انتشرت طوائف الفتوة العيارين ونظموا صفوفهم تنظيما حربيا فكان على كل عشرة منهم عريف وعلى كل عشرة عرفاء نقيب وعلى كل عشرة نقباء امير واصبح لهم زى حربى متميز وكانت لهم وقائع مع الدولة والشرطة واسهم العيارون او الفتيان فى الحرب التى دارت فى بغداد بين الامين والمأمون وظهر اول ذكر لهم فيما بين أواخر القرن الثانى الهجرى وأواخر القرن السابع الميلادى ، وفى فارس والعراق ، ثم بعد ذلك فى شمال الاردن على غرارهم الاحداث فى الشام وبلاد الرافدين والاناضول ثم تلاهم الحرافيش والعياق والفتوات فى مصر.
واول ذكر الشطار والعيارين فى المصادر العربية يقع فى حوادث شهر ذى الحجة سنة (196هـ/812م) اثناء حصار ابى الطيب طاهر بن الحسين بن مصعب الخراسانى لبغداد بأمر من (ابى عبد الله المأمون ابن ابى جعفر هارون الرشيد المشاقق لاخيه ابو موسى محمد الامين فقد انضموا الى الامين دفاعا عن بغداد لا عن الامين نفسه وذكر المسعودى بطولاتهم الفردية بالرغم من نقص العتاد لديهم .
ومع تزايد الضعف العباسى انضم للفتوة كثير من ارباب الحرف واصبح لطوائف الفتيان قضاه اشهرهم فى بغداد ”أبا فاتك الديلمى ” وقد حرص على ان يقدم فتاويه ونصائحه للفتيان ، ومما دل على قوة جماعات الفتوة فى اواخر العصر العباسى ان الخليفة الناصر لدين الله العباسى اعلن نفسه قائدا للفتيان سنه (604هـ) وجعل طوائف الفتيان من وسائله فى احكام قبضته على مقاليد الامور .
وفى ذلك الوقت كانت جماعات الفتوة وطوائفهم تتغلغل فى الحواضر وتتأثر بالمذاهب السائدة ايجابا وسلبا و فى كل الاحوال كانت جماعات الفتوة يعلو صوتها وترفع سلاحها اذا لزم الامر وخلال الفترة العباسية محل الدراسة كان أخر ذكر لهم يقع فى خلافة المستعصم بالله ابى احمد عبد الله (640هـ/1242م)اخر خلفاء بنى العباس ببغداد .
والفتوة فى اللغة صفه مشتقه من الفتى كالرجولة من الرجل والابوة من الاب،الفتى فى اللغة هو الشاب الحدث واستعيرت الفتوة منذ ايام الجاهلية للشجاعة والقوة ومن فيه عزم ومضاء وهذه صفات الشباب،ولكن تطورت الى معانى اخرى غير القوة الجسدية فاستعملت بمعنى السخاء والكرم والحرية والسعى فى امور الناس وقضاء حوائجهم واظهار النعمة واسرار المحنة وان ينصف المرء غيره وينكر نفسه (
وللفتوه صفات ودلالت كثيرة تطرقت اليها فى رسالتى،ومنها ما ذكره (معاويه بن ابى سفيان) قال :”ان الفتوه ان توسع على اخيك من مال نفسك ولتطمع فى ماله وان تنصفه ولاتطالبه بالانصاف ن وتكون تبعا له ولاتطلب ان يكون تبعا لك وتحتمل منه الجفوه ولاتجفوه وتستكثر قليل بره وتستقل مايصل منك اليه ”()
وروى الحسن البصرى انه قال جمعت الفتوه فى قوله تعالى ”ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون”()
وتطرقت فى هذه الرساله الى الفتوه نشأتها الأولى ومراحل تطورها عبر العصور حتى سقوط الخلافة العباسية 656هـ ،وكيف تطورت الفتوه فى الفترة الاسلاميه حتى صارت طبقة خاصة من الناس لهم تقاليدهم وتعاليمهم وزيهم .
الدراسات السابقة
احلام حسن مصطفى النقيب سياسة الخليفة الناصر لدين الله الداخلية رسالة ماجستير مقدمة الى كلية الاداب( بغداد) 1988م
وتتكون هذ الرسالة من مقدمة وأربعة فصول :
الفصل الأول :
تعريف لغوى للفتوه وتضمن التعريفات اللغوية للفتوه وتعريف مصطلح الفتوه من وجهه نظر اللغويين والصوفيين والعامة فى كل عصر من العصور المتعاقبة وما رمز اليه هذا المصطلح من صفات اطلقت على الفتيان وعلى العيارين والشطار فى مراحل لاحقه ،وشروط الفتوه فقد كان للفتوه عدة شروط واجب توافرها فى الشباب حتى ينالوا لقب فتى ومنها الذكوره والبلوغ والعقل واستقامة الحال والمروءه وإغاثة الملهوف وكف الاذى واكرام الضيف وغيرها من الصفات المحموده ،ايضا تضمن طقوس الفتوه مثل الشرب وهو شرب كأس الفتوه وهو من الماء والملح والشد ولبس سراويل الفتوه والتنصيب وعاداتها وذكر الامثلة التى توضح مروئتهم وألعاب الفتوه مثل رمى البندق وتطيير الحمام وصيد الطير الجليل وصيد السباع والوحوش.
الفصل الثانى : تناول هذا الفصل فتوه الفروسيه الشروط التى يجب توافرها فى الفارس واخلاقيات الفرسان ، ايضا تناول الفصل الثانى الفتوه فى الإسلام (الفتوه الصوفية) على اعتبار ان الفتوه جزء من التصوف وتعريف الفتوة من وجهة نظر الصوفيين .
الفصل الثالث : ( الوجه السياسى للفتوه ): وتناول هذا الفصل الفترات التاريخية التى سبقت مجىء الخليفة الناصر لدين الله العباسى (578هـ/1182م ). حيث تناول فترة الامويين والعباسيين وتطور مفهوم الفتوه فى زمن الخليفة الناصر الذى اهدر الفتوه القديمة بمفاهيمها الخاطئة واسس نظام الفتوه الناصريه بمبادئه الحميده واهداف الناصر من تبنيه لهذا النظام، ونشره للفتوه بين ملوك الأطراف واهميه الفتوه فى استعادة هيبة الخلافة ، واخيرا مصير الفتوه بعد وفاة الناصرومحاولة خلفاء الدولة العباسية من بعده الإبقاء على نظام الفتوه .
الفصل الرابع :(الفتوه وتأثيرها على حركات العيارين والشطار) وتناول هذا الفصل :
الفتوه فى الفترة العباسية تدهور الأوضاع الاقتصادية فى الخلافة العباسية ، انحراف الفتوه وتحولها الى حركات شعبية نتيجة سء الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية ،ظهور حركة الشطار والعيارين فى بغداد وما ساد البلاد من اضظرابات داخلية وحوادث سلب ونهب بالاضافة الى الاخطار الخارجية التى كانت تحدق بالعالم الاسلام كالحروب الصليبية وغزوات المغول،ثم وموقف البويهيين من العيارين،وموقف السلاجقة من العيارين .
وخاتمة تتضمن اهم نتائج الدراسة التى توصلت إليها الباحثة ثم قائمة المصادر والمراجع


دراسه لاهم مصادر الرساله
- أما مصادر البحث فهى متنوعه ومن اكثر الكتب التى أفادتنى فى بحثى كتاب ابن المعمار البغدادى ” الفتوة ” وايضا ما كتبه دكتور مصطفى جواد من خلال تقديمه لكتاب الفتوة لابن المعمار البغدادى ، كما ألف السلمى صاحب الطبقات كتاب ” الفتوه ” واشار به الى تعريفات الفتوه الصوفيه فى طبقاته ، والقشيرى (ت465هـ) فى رسالته القشيرية وافرد فيها بابا للفتوه ،واختص محى الدين بن عربى الفتوه الصوفيه فى كتابه ”الفتوحات المكية ” بثلاث ابواب هى الباب الثانى والاربعون فى تعريف الفتوه والفتيان ومنازلهم واقطابهم ، والباب المئه والسادس والاربعون للتعريف بمقام الفتوه واسراره ،ومن الكتب التى الفت للفتوه كعلم قائم بذاته واختصت بهم كتب الفتوه مثل كتاب ابن المعمار البغدادى وهى من المصادر التى اعتمدت عليها فى البحث بخصوص نواحى كثيره فى البحث وقد ألفه ابو عبد الله محمد بن ابى المكارم للخليفة الناصر العباسى محبة منه وتشرفا بخدمته عرض به شروط الفتوه وماتصح به او تبطل ومصطلحاتها ،وهو عشرة فصول واحكام الفتيان،وما ورد من الايات والاخبار والاثار عنها ، ومنشأها واصلها ومحلها من الشريعة والفرق بين الفتوه وما تشبه بها من المروءه والاخوه ولبس الخرقة وصفة الفتوه وما للفتى من الصفات فى حوالى ثلاثين مقاله وشرائط الفتوه ومايعتبر فيها من القيود المصححه والمكملة ومن تصح فتوته ومن لاتصح فتوته ومايبطل الفتوه من العيوب وينقصها والالفاظ المصطلح تداولها بين الفتيان حوالى واحد وعشرون لفظا وكيفية التفتى والشد والتكميل والشرب وحكمتها والخصال التى يجدر بالفتى اجتنابها وهى مئتا خصله وحكايات الفتيان وما كانوا عليه من الكرم ، ومن المراجع الحديثه كتاب سعيد الديوجى ” الفتوه فى الإسلام ” وله اهميه كبيره فى تتبع السير التاريخى لهذا النظام فى الاسلام ، ايضا كتاب احمد محمد الخطيمى ” الفتوه نشأتها وتطورها حتى سقوط الخلافة العباسية ، وكتاب ادهام حنيش ” مدخل جديد لدراسة نظام الفتوه ” وكذلك الفصل الذى خصصته الباحثة احلام النقيب فى رسالتها ” سياسة الخليفة الناصر الداخلية ”، كتاب عبد العزيز الدورى مقدمة فى التاريخ الاقتصادى والذى افادنى فى الجانب الاقتصادى فى الخلافة العباسية وتحديدا فى بغداد وماترتب عليه من اثار اجتماعية مثل حركات الشطار والعيارين ،كتاب احمد مختار العبادى ، فى التاريخ العباسى والفاطمى وهو من اهم الكتب التى استفاضت فى الحديث عن الدولة العباسية ويتميز باسلوبه البسيط ومعلوماته القيمه ، عمر رضا كحاله ،دراسات اجتماعية فى العصور الاسلامية والعديد من المصادر والمراجع الموضحه فى اخر الرساله .
ولعل من أوائل من ألف فى الفتوه الصوفيه هو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن خالد الآزدى السلمى . ومن آزد شنوءه اشتهر بنسبته الى سليم بن منصور بن عكرمة بن خفضة بن قيس عيلان بن مضر .
ولد فى نيسابور سنه 325هـ-936م، ومن ابوين يغلب عليهما طابع الزهد والتصوف . ولم يجهد نفسه بمطالب العيش ، بل انصرف لطلب العلم ، ورحل فى سبيل ذلك الى العراق والرى وهمدان ومرو والحجاز ، بالاضافة الى تلمذته على يد مشايخ بلده نيسابور التى كانت يومئذ احدى اهم مدن العالم الاسلامى . وقد كتب عن شيوخه فى سن مبكرة .
ومن اهم المشايخ الذين أخذ عنهم : الحافظ ابو الحسن الدارقطنى ، وابو نصر السراج ، وابو القاسم النصر ابادى ، وابو عمر بن نجيد ، وابو بكر الصبغى ، وابو نعيم الاصبهانى . فوصل – نتيجة ذلك – الى درجة عالية من العلم مكنته من الخوض فى علوم الحديث والتفسير والتصوف إملاء وإقراء وتصنيفا ، وتتلمذ على يد السلمى عدد كبيرا ممن اصبحوا -فيما بعد-اعلاما بارزين فى تاريخ الحضارة الاسلامية كأبى محمد الحوينى امام عصره فى نيسابور وهو ( والد ابو المعالى الحوينى ) وابى القاسم القشيرى صاحب الرسالة القشيرية ، وعبيد الله الازهرى احد شيوخ الخطيب البغدادى وابى الحافظ عبد الله الحاكم النيسابورى ( صاحب تاريخ نيسابور) و(المستدرك على الصحيحين )، وكان السلمى قد انشأ مكتبة كبيرة فى نيسابور حوت كثيرا من النفائس وقد جعلها عامة يستفيد منها العلماء والطلبة
وكما أنشأ دارا للصوفيه اجرى عليها الجرايات الوفيره ، وقد اكتسبت هذه الدار شهرة واسعه مما جعل الخطيب البغدادى يزورها حين دخل الى نيسابور
و قضى عبد الرحمن السلمى اكثر من خمسين سنه فى الإشتغال بالعلم والتصنيف فيه فترك تصانيف كثيرة اهمها :
امثال القران ،حقائق التفسير،الاربعين فى الحديث،تاريخ الصوفيه ،آداب الصوفيه
طبقات الصوفيه تاريخ اهل الصفة آداب التعازى عيوب النفس الإخوه والآخوات من الصوفيه إضافة الى هذا الكتاب ( الفتوة )الذى افادنى فى هذه الدراسة ، توفى السلمى عام 412هـ-1021م ودفن فى الدار التى أنشأها للصوفية وكانت جنازته مشهودة
وقسم السلمى كتاب الفتوه الى خمسة اجزاء صغيرة ابتداها بمقدمة اوضح من خلالها ان طريق الفتوه هو الحق الواجب الاتباع فوضع سلسلة من الانبياء والمرسلين عليهم السلام اجمعين يأخذون بطريق الفتوه منذ ادم عليه السلام الى سيدنا (محمد صل الله عليه وسلم )ولكى يدعم رايه . استشهد بعدد من آيات من القرأن الكريم . ويبدو ان الكتاب عبارة عن جواب شافى لسؤال طرحه عليه احد اصحابه او تلاميذه عن الفتوه حيث إنه أبرز ذلك فى مقدمته فقال : ”سألت اكرمك الله لمرضاته – عن الفتوه فأعلم ان الفتوه...، ثم صار يعرف الفتوه تعريفات كثيرة موضحا صفاتها مركزا على اقوال النبى ( صل الله عليه وسلم )وأثار السلف ,وآدابهم
وهذا المبدأ الذى طرحه السلمى فى كتابه ( الفتوه ) يشكل العمود الفقرى للكتاب من اوله الى آخره فهو مجموعه من الفقرات كل فقره تبدأ بصفة من صفات الفتوه ثم يلحقها بقول او اثر للرسول ( صل الله عليه وسلم ) ثم يبدأ بالاستشهاد بأقوال وافعال علماء الصوفيه ومشايخهم على نفس الطريقة ، وفى كلتا الحالتين لم يغفل عبد الرحمن السلمى سلسلة السند فهو يحرص عليها اشد الحرص وعلى الرغم من انه اعتمد على سلسلة احاديث تتراوح درجة صحتها بين حديث وموضوع ، الإ نه لم يهمل السند باى حال من الاحوال كما انه اعتمد على احاديث لم نعثر عليها فى كتب الحديث .ولم يفت السلمى ان يشتهد بأبيات من الشعر وان بدا ركيكا متصنعا ، والكتاب بصفة عامة يمكن ادراجه تحت موضوع مكارم الاخلاق والحث على التمسك بالقيم والمبادىء والصفات الحميده وهذا مايسمى كل مجتمع سليم الى تحقيقه وكما يقول الرسول الكريم ( صل الله عليه وسلم ) ”إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ” .
ان هذه الاخلاق والصفات التى يدور الكتاب فى فلكها تبدو مثالية اكثر من اللازم . ومن الصعوبه الجمة توفرها فى الانسان ، بيد إن السلمى كان متنبها لذلك مدركا له كل الإدراك ، فجعل المتخلقين بهذه الآخلاق ، والمتصفين بهذه الصفات هم طائفة الفتيان وخواص عباد الله عز وجل الذين ” ابدى آثار فضله عليهم : فهداهم الى موافقته وبعدهم عن مخالفته ” كما يقول فمن اراد ان ينخرط فى سلكهم ، فليتبع هذا الطريق ، من لم يرد ، فلن يكون من طائفة الفتيان كما إنه جعل هذه الصفات من ضمن صفات الفتيان ، فهو لم يحاول فرض هذه الصفات عليهم ،وإنما حببها لمن اراد اتباعها منهم بإلصاقها برسول الله (صل الله عليه وسلم ) وبعض الصحابة والعلماء وجعل افتتاح فقراته(ومن الفتوه....)كى تبدو اكثر قبولا لهم فقد اراد إفشاء هذه الاخلاق والصفات بين كل افراد المجتمع ليصل الى درجة التكامل والتكافل ، وهى من مبادىء الاسلام الاساسية كما لاننسى ان السلمى احد علماء الصوفيه ومؤسس احدى دورهم الهامة فى نيسابور فكأنه اراد بهذا الكتاب ان يضع دستورا لاولئك الصوفيه يلتزمون به ليبتعدوا عن كل الشوائب التى شابت تصرفات الصوفيه فى معظم الاوقات حتى اننا نكاد نجزم بأن السلمى اراد أن يخلص الفكر الصوفى مما علق به من امور ليست من السمو الذى ينشده الصوفيه الحقيقيون وفى نهاية الكتاب اراد السلمى ان يعطى خلاصة لمفهوم الفتوه ، فخاطب من طلب منه معرفة الفتوه بقوله : (اعلم ان اصل الفتوه هو حفظ مراعاة الدين ومتابعة السنه ، واتباع ما امر االه به نبيه عليه الصلاة والسلام من قوله : خذ العفو وأمر بالمعروف واعرض عن الجاهلين ).
كتاب معجم الادباء لياقوت الحموى ت(626هـ/1228م) ، المؤلف ياقوت بن عبد الله الرومى الحموى ابو عبد الله شهاب الدين (574-626هـ) ولد ياقوت ببلاد الروم واسر صغيرا وابتاعه مولاه عسكر بن ابى نصر ابراهيم الحموى ببغداد فرباه وعلمه وعمل معه بالاسفار ف متاجره فاعتقله سنه 596هـ-1219م وابعده بعد ذلك ، فعاش من نسخ الكتب بالاجرة وعطف عليه مولاه بعد ذلك فاعطاه شىء من المال وبقى بيده بقيه جعلها راس ماله وسافر بها ثم تاجر بالكتب ورحل رحلة واسعه انتهت الى مرو وخراسان وخوارزم وبينما هو فيها خرج التتر 616هـ1219م فانهزم بنفسه تاركا مايملك زنزل الى الموصل فاعوزه القوت ثم رحل الى حلب بعد ان انتقل الى سنجار ، واقام فى حلب فى خان بظاهرها ، واوقف كتبه على مسجد الزيدى بدرب دينار فى بغداد ، وسلمها الى الشيخ عز الدين ابى الحسن على بن الاثير صاحب التاريخ الكبير ، فحملها الى هناك ،وتوفى ياقوت يوم الاحد فى الخان بظاهر مدينة حلب فى العشرين من رمضان ، اما نسبته فيرجع انها انتقلت اليه من مولاه عسكر الحموى .
الكتاب معجم تاريخى يشبه معجمه الجغرافى ولكنه اكبر منه واوسع ، وفيه كثير من التراجم التى لاوجود لها فى غيره ، فضلا عن توسعه وتحقيقه وقد جمع فى كتابه ماوقع له من اخبار النحويين واللغويين ، والنسابين ، والقراء المشهورين ، والاخباريين ، والمؤرخين ، والوراقين ،والكتاب المعروفين ، واصحاب الرسائل ، وكل من صنف فى الادب تصنيفا او الف فيه تأليفا ولم يقصد –فيما جمع –ادباء قطر ولا علماء عصر ، بل نراه جمع البصرين والكوفيين والبغداديين ، والخراسانيين ، واليمنيين ، والمصريين ، والشاميين ، والمغربيين ،وغيرهم على اختلاف البلدان وتفاوت الازمان ولم يتضمن هذا المعجم تراجم الشعراء اللهم الا من عرف –الى جانب الشعر بالتصنيف والتأليف كابى العلاء المعرى ، والبحترى ، وابن عبد ره الاندلسى ، وغيرهم ، اما الشعراء الذين لم يعرفوا الا بقول الشعر ولم يتركوا من الاثار سوى دواووينهم ، فلم يأت ”ياقوت” –فى معجمه-الا على قليل منهم ويضم الكتاب نحوا من 1041ترجمه .
” معجم الادباء المعروف بارشاد الآريب الى معرفى الاديب” سبع اجزاء حققه وضبظ نصوصه وقدم له : عمر فاروق الطباع ، ط1،مؤسسة المعارف،بيروت ،1420هـ/1999م .وقد افادنى هذا الكتاب فى العديد من التراجم فى موضوع بحثى .
شذرات الذهب كتاب من كتب التاريخ ، ألفه الفقيه والمؤرخ ابن العماد الحنبلى (1032هـ/1089هـ)حيث أرخ ابن العماد فى كتابه الألف سنه الاولى من الاسلام ، مبتدأ بالسنه الاولى للهجرة فالثانية فالثالثة وهكذا،مبينا فى كل سنة اهم احداثها،منبها الى من توفى فى هذه السنة من الاعلام والمحدثين منهم مه ذكر طرف من ترجمته،ويعد كتاب شذرات الذهب فى واقع الامر ملخص لتاريخ الاسلام للذهبى وملخصا من كتاب الدرر الكامنه،فى اعيان المائه الثامنه للحافظ بن حجر العسقلانى والضوء اللامع لاهل القرن التاسع للحافظ السخاوى،والكواكب السائرة للمناقب اعيان المائه العاشرة للنجم الغزى، وموجز وذيل لما ألف على السنين من تاريخ الطبرى وابن الجوزى وابن الاثير ومرآة الزمان وعيون التواريخ والبداية والنهاية للحافظ بن كثير،وما ألف على البلاد مثل تاريخ بغداد وتاريخ الشام وتاريخ قزوين وغيرهم من كتب المتقدمين وبعض المؤرخين المحليين من المتاخرين وهو يشمل ايضا ما ألف على الاسماء كابن خلكان فى كتابه وفيات الاعيان والوافى بالوفيات، وغير ذلك من المطبوعات والمخطوطات التى انتهت قبل سنه ألف هجريا وقد قال بن العماد الحنبلى لمقدمة كتابه فهذه نبذة جمعتها تذكرة لى ولمن تذكر وعبره لمن تامل فيها وتبصر فى اخبار من تقدم من الاماثل وغبر وصار لمن بعده مثلا سائرا وحديثا يذكر جمهتها من اعيان الكتب وكتب الاعيان ممن كان له القدم الراسخ فى هذا الشأن اذا جمع كتبهم فى ذلك لإما عسر او محال لاسيما من كان مثلى فاقد الجدة بائس الحال فتسليت عن ذلك بهذه الاوراق .
كتاب تارخ بغداد: ألفه العلامه احمد بن على بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادى، (392هـ/462هـ)،وهو مؤرخ عربى مسلم والف الكثير من المؤرخين بعده كتب مشابهه لهذا الكتاب مثل تاريخ دمشق لابن عساكر محتويات الكتاب تضمن الكتاب اكثر من 7831 ترجمه لحياة العلماء والمفكرين واعيان البلد ورجال الدولة وجمعها على طريقة المحدثين وضم فيه فوائد كثيرة فصار كتابا كبير الحجم وهو مطبوع فى المكتبات بطبعات عدة فى اربعه عشر مجلد ، وللكتاب اهميته فى الناحية العلمية والثقافية حيث بين اساليب التدريس ومناهج الدراسة لعلماء بغداد ، بالاضافة الى تبيان نشاط العلماء فى المدن ومناهج الدراسة لعلماء بغداد بالاضافة الى تبيان نشاط العلماء فى المدن الاسلامية فى ذلك الوقت وهو كتاب يضم ايضا تاريخا للكتب التى الفت فى تاريخ بغداد وتكمن اهميه كتاب تاريخ بغداد فى اهتمامه بمجال الحديث اذ ترجم لحوالى خمسة الآف محدث ويظهر ذلك انه ضعه لخدمة علم الحديث وتظهر اهميته بالتعريف للكثير من الكتب المفقوده فى مجالات مختلفة وذكر الكثير من الكتب التى لم يذكرها ابن النديم فى الفهرست ويبلغ 29 كتاب ، وتبلغ مجموع الكتب التى ذكرها فى متابه حوالى (446)كتابا .واصبح تاريخ الخطيب مصدرا مهما لكثير من مؤرخى الاسلام الذين استفادوا منه كثيرا واصبح لهم مرجعا رئيسا فى كتبهم ، وهذا السبكى ت(771هـ) الذى قال عنه يعد من محاسن الكتب الاسلامية .واثنى عليه طاش كابرى زاده ت(965هـ) بقوله ”كان من الحفاظ المتقنين والعلماء المتبحرين ولو لم يكن له سوى التاريخ لكفاه فإنه يدل على اطلاع عظيم ”، ومما يدعوا الى اليقين ان اعتماد المؤرخين فى كتبهم على تاريخه يدل على ثقتهم به ومادته ومن المؤرخين من اعتمد على كتاب الخطيب ابن ماكولا (ت475هـ-1082م) فى كتابه الإكمال وابو يعلى (ت526هـ-1131م)فى طبقات الحنابلة والسمعانى (ت562هـ-1131م)فى الانساب وابن عساكر(ت571هـ-1175م)وابن الجوزى (ت597هـ-1200م) فى المنتظم وايضا فى كتابه المصباح المضىء فى اخبار المستضى ، والحموى (ت626هـ-1228م) فى كتابيه البلدان وارشاد الالباب ، وابن خلكان (ت681هـ-1282م) فى وفيات الاعيان والمزى(ت742هـ-1341م)فى تهذيب الكمال والذهبى (ت748هـ-1347م) فى جميع كتبه مثل تذكرة الحفاظ والعبر وسير اعلام النبلاء وغيرهم،والسبكى (ت771هـ-1369م)فى طبقات الشافعية والصفدى(ت764هـ)فى الوافى،وابن كثير(ت774هـ-1372م)فى البداية والنهاية غيرهم من المؤرخين وقد عمد الخطيب فى تاريخه ان يترجم الى جميع علماء بغداد سواء من سكنها ام زارها منذ بداية تأسيسها حتى عصره .اوضح ذلك فى مقدمة الكتاب ان تاريخه يشمل مايأتى (تسمية الخلفاء والاشراف والكبراء والقضاه والفقهاء والمحدثين والقراء والزهاد والصلحاء والمتأدبين والشعراء من اهل مدينة السلام والذين ولدوا بها وبسواها من البلدان ونزلوها وذكر من انتقل عنها ومات ببلدة غيرها ومن كان من النواحى القريبة منها ومن قدمها من غير اهلها) وبذلك نفهم ان الخطيب ترجم لعلماء بغداد الذين ولدوا بها وتوفوا بها وايضا العلماء الذين اتوا من مدن مختلفة وسكنوا ببغداد او حتى توفوا بها ولم يذكر الخطيب فى تاريخه من محدثى الغرباء الذين قدموا الى بغداد ولم يحدث بها ويروا العلم فإنه اهملهم وذلك لكثرة اسمائهم وتعذر احصاء عددهم .
سير اعلام النبلاء هو كتاب فى علم التراجم ألفه ابو عبد الله شمس الدين الذهبى والاسم المشهور للكتاب هو سير اعلام النبلاء ولكن اختلف العلماء فى تسميته على اقوال
تاريخ العلماء والنبلاء ، تاريخ النبلاء ، كتاب النبلاء، اعيان النبلاء،سير النبلاء ، سير اعلام النبلاء :وهو اشهرها واكثرها دقة وكمالا وهو الذى ذكره الحافظ الذهبى بخطه ، مؤلفالكتاب هو الحافظ شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان الذهبى المتوفى سنه 748هـ الموافق 1374م .
الكتاب يعتبر من امتع كتب التراجم التى يستفيد منها القارىء والباحث ، وهو عبارة عن اختصار لكتابه الضخم (تاريخ الاسلام) ، وله كتب وتراجم اخرى مفيد ونافعه فى تراجم الرجال مثل كتابه الضخم (تاريخ الاسلام) وكتاب ميزان الاعتدال فى نقد الرجال وكتاب (تذكرة الحفاظ)وغيرها ، ولكن طبقات الكتاب ابتدأت من عصر الصحابة الى عصر المؤلف وللكتاب فوائد عظيمة منها : الاطلاع على تراجم الصحابة والتابعين ومن بعدهم من العلماء وكذلك تراجم الخلفاء والقادة السياسيين بل وحتى ارباب الملل والنحل والفلاسفة بل تجد فيه الكلام عن جنكيز خان وغيره من الزعماء السياسيين الذين اثروا فى التاريخ الاسلامى تراجع فيه المؤلف عن عدة اشياء ذكرها فى كتابه الضخم (تاريخ الاسلام )، معرفة بعض الوقائع التاريخية والاحداث والسياسية التى حصلت عبر التاريخ الاسلامى وحتى عصر المؤلف الاستفاده من علم الحافظ الذهبى فى العلوم الشضرعية ، حيث تكلم على الكثير من المسائل العلمية فى العقيدة والفقه والتفسير والحديث وغيرها من العلوم الشرعية ، الاستفادة من احكام الحافظ الذهبى على الاحاديث من حيث القبول والرد والشرح والتوجيه هو عالم كبير من علماء الحديث ، الحافظ كان من ابرز علماء التراجم وكان واسع الاطلاع غزير المعارف لاسيما فى التراجم ، لذلك استعمل اسلوبا فريدا فى انتقاء التراجم ووضع لها العديد من الاسس يمكن تلخيصها فيما يلى :العلمي فقد اورد الذهبى جميع المشاهير والاعلام ولم يورد المغمورين والمجهولين،الشمول النوعى : فلم يقتصر على نوع معين من الاعلام ، بل تنوعت تراجمه فشملت فئات كثيرة من الناس:الخلفاء والملوك والسلاطين والوزراء والقضاه والمحدثين والفقهاء والادباء والنحاة واللغويين واربا الملل والنحل والمتكلمين والفلاسفة وجموعه معنيين بعلوم الصرفة،الشمول المكانى: لقد عمل الحافظ الذهبى على ان يكون كتابه شاملا لتراجم الاعلام فى كافة انحاء العالم الاسلامى من الاندلس غربا الى اقصى الشرق،التوازن الزمانى : حاول الذهبى ان يوازن فى عدد الاعلام الذين يذكرهم على امتداد المدة الزمنيه التى استغرقها الكتاب والبالغة سبعة قرون فلم نجد عنده تفصيلا لعصر على عصر اخر،طول التراجم وقصرها : لاشك ان الحافظ الذهبى لم يكتب كل علمه فى تراجم الاعلام فى هذا الكتاب فهو واسع الاصلاع فى تراجم الرجال فنجده مثلا يكتب فى الامام احمد بن حنبل اكثر من مائة صفحة فيما نجده يترجم لجنكيز خان او الحجاج يبن يوسف الثقفى فيما يقل عن صفحة واحدة وهذا بالطبع راجع الى الفائدة المرجوة من صاحب الترجمة .وافادنى الكتاب فى الكثير من المواضع فى بحثى لاسيما عن الفترة العباسية
ومن الكتب التى تضم كثيرا من البيانات عن الاحوال السياسية والاجتماعية والادبية فى المجتمع الاسلامى فى العصور الوسطى كتب التراجم والطبقات التى تتألف من سير لطائفة او لأدباء او كبار رجال الدول مثل كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان ، والحوادث الجامعة عن اخبار المئة السابعة لإبن الفوطى ، وفوات الوفيات لإبن شاكر الكتبى وقد استفدت منهم فى عدة مواضع فى البحث .
تاريخ الطبرى المعروف بتاريخ الرسل والملوك: وقد توفى ابو جعفر محمد بن جرير الطبرة فى سنهة (310هـ/922م) فى بغداد ، اما مولده فكان فى طبرستان على الشاطىء الجنوبى لبحر قزوين وقد رحل الى مصر والشام والعراق وطلب العلم فى بغداد وفى مصر وذاع صيته بتفسيره للقرأن الكريم وبكتابه ” تاريخ الرسل والملوك ” الذى يعرف بتاريخ الامم والملوك والمشهور بتاريخ الطبرى واعتمد المؤرخون بعده على تاريخه مثل ابن مسكويه وابن الاثير وابن خلدون وابو الفدا والذهبى
وكتابه تاريخ الرسل والملوك اول كتب التاريخ الشاملة فى اللغة العربية وقد بدأه بالخليقة ووقف فيه عند سنة 302هـ-914م والمعروف انه رتبه على السنين الهجرية واتبع فيه طريقة الاسناد الى رواة الحوادث بالتسلسل وقد قيل إن كتابيه فى التاريخ والتفسير كان كل منهما 30الف ورقة وقد اشار عليه تلاميذه باختصاره الى الحجم الحالى وهو نحو عشر ذلك وقد اعتمد فى تأليفه على الكتب التى كانت موجوده آنذاك وعلى جمعه من الاحاديث والروايات عن شيوخه وفى اسفاره المتعددة ، وتظهر فى تاريخ الطبرى الصلة الوثيقة بين علمى الحديث والتاريخ ، والمعروف ان الطبرى محدث قبل ان يكون مؤرخا وان تاريخه مكمل فى كثير من النواحى لكتابه الكبير فى تفسير القرأن الكريم .
مروج الذهب ومعاد الجوهر للمسعودى : وهو من نسل عبد الله بن مسعود فقد نشأ فى بغداد وتوفى سنة (346هـ/957م) فى الفسطاط وقد استن فى تأليف التاريخ سنه جديده فسار لايرتب الحوادث حسب السنين الهجرية بل جمعها تحت رءوس موضوعات من الشعوب والملوك والاسرات وقد تبعه فى هذه الطريقة بعض المؤرخين لاسيما ابن خلدون وكان المسعودى من المعتزلة وطاف اكثر اجزاء العالم فى طلب العلم وقضى جزء من حياته فى سوريه ومصر حيث ألف كتابه ” مروج الذهب ومعادن الجوهر ” وهو كتاب تاريخى جغرافى قيم وتطرق فيه الى الامم الاخرى مثل الفرس والروم واليهود،فأتى منها بأشياء طريفة حتى اطلق الكتاب على المسعودى اسم(هيرودت العرب ).
تجارب الامم لإبن مسكويه : المتوفى سنه (431هـ/1030م) وقد كان امينا لمكتبة ركن الدولة الفضل بن العميد ثم دخل فى خدمة عضد الدولة بن بويه ويعتبر كتابه تجارب الامم مصدرا جديرا بالثقة فى كثير من الاحيان لان ابن مسكويه اعتمد على الطبرى الى درجة كبيره فى الاحداث التى لم يدركها ثم كان بعد ذلك متصلا بأكبر الشخصيات فى عصره قادر على جمع المعلومات من مصادرها الصادقة زفضلا عن ذلك فإنه لم يكن مؤرخا فحسب بل كان فيلسوفا وطبيبا وخبيرا باحوال الحرب والسياسة مما يجعل احكامه صادقة ويدلنا على روح مسكويه ن احسن ما كان يعجب به فى خلق عضد الدولة (367-372هـ) إنما هو شدة تسامحه كذلك اظهر مسكويه فى كتابه عجز سيف الدولة ولم يخف هزيمته احيانا ضد البيزنطين مع ان سيف الدولة كان يعتبر بطلا دينيا كبيرا ويشاد بذكر حروبه ضد البيزنطين .
ومن كتب الطبقات التى ضمت كثير من البيانات عن الاحوال السياسية والاجتماعية والادبية فى العصور الوسطى كتب التراجم وكتب الطبقات التى تتألف من سير طائفة معينة من الفقهاء او العلماء او الادباء او اصحاب المهن ومن هذه المؤلفات والتى استعنت بها فى الدراسة مثل كتاب الحوادث الجامعة فى اخبار المئة السابعة لابن الفوطى وهو عبد الرزاق بن احمد بن محمد بن احمد بن ابى المعالى المفضل بن العباس بن عبد الله بن معن بن زائدة السشيبانى الصابونى البغدادى المعروف بابن الفوطى،والفوطى جده لامه،وهو ابو الفضل كمال الدين المروزى الاصل البغدادى،ولد سنه 642هـ-1244م وسمع من محى الدين ابن الجوزى،والمبارك بن المستعصم وغيرهما واسر بإستلاء هولاكو على بغداد سنة 656هـ-1258م ثم لقيه نصير الدين الطوسى،فاتصل به واشتغل عليه واشرف على خزانة الكتب بمرصد مراغة،وكانت من اكبر المكتبات، فأطلع على نفائس الكتب .
وكان اديبا مؤرخا يكتب الشعر بالعربية والفارسية ذو خط رائع توفى سنة 723هـ-1323م وقد ترك مؤلفات كثيرة منها مؤلفاته :
لحوادث الجامعة والتجارب النافعه فى المائة السابعة ،وذكره حاجى خليفة ثلاث مرات فى كتابه (كشف الظنون ) .
مجمع الآداب فى معجم الأسماء والألقاب فى خمسين مجلد .
تلخيص مجمع الألقاب،وهو اختصار (مجمع الآداب) يوجد المجلد الرابع منه فى المكتبة الظاهريه حققه لدكتور مصطفى جواد درر الاصداف فى بحور الأوصاف،مرتب على وضع الوجود من المبدأ الى المعاد وقدره عشرون مجلدا ذكر فى (الدرر الكامنه).
الدرر الناصعة فى شعراء المائة السابعة ذكر فى (الفوات) (والدرر الكامنة )
تلقيح الأفهام فى المؤتلف والمختلف
التاريخ على الحوادث من آدم الى خراب بغداد
وقد ترجم ابن الفوطى فيه للعلماء واللغويين والفلاسفة والأطباء ورجال الدولة من ملوك وسلاطين وقادة جيوش ووزراء وغيرهم كما كشف عن اسماء الوظائف اواخر الدولة العباسية ثم فى دولة المغول فى العراق وواجبات موظفيها وأرخ للحياة الاجتماعية ووصف تقاليد الناس وعاداتهم وصفا طريفا كما تحرى خطط بغداد وعمائرها ومساجدها ومدارسها وخزائن الكتب فيها والمشاهد والطرق والقبور والمحلات .
وتحدث عن انواع الدواوين وكيفية تعيين الوزراء والنقباء والامراء والمتصوفة والمدرسين كما تحدث عن عزلهم باسهاب ممتع والحالة الاقتصادية وارتفاع الاسعار وانخفاضها والتجا والتجارة وغير ذلك من جوانب الحياة المتعددة فى ذلك العصر فهو كتاب ممتع وظريف ذو فوائد جمه،وكتاب وفيات الاعيان لابن خلكان،وفوات الوفيات لابن شاكر الكتبى والجواهر فى معرفة الجماهر(لابى الريحان )البيرونى،والشدة بعد الفرج للتنوخى،وعيون الاخبار لابن قتيبه