Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أقنعة المسرح في مصر خلال العصرين اليوناني والروماني /
المؤلف
عبد القادر، رانيا أحمد أحمد.
هيئة الاعداد
باحث / رانيا أحمد أحمد عبد القادر
مشرف / عبد الحميد عبد الحميد مسعود
مشرف / رانيا سمير زيدان
مناقش / ممدوح ناصف المصرى
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
622ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الآثار (الآداب والعلوم الإنسانية)
تاريخ الإجازة
16/1/2019
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم الآثار
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 452

from 452

المستخلص

مقدمة:
كان المسرح يتمتع بشعبية وتقدير فى العصور الكلاسيكية القديمة، وظهر تأثيره على الفنون وفى كل مكان استقر فيه الإغريق، ولا نستثنى مصر البطلمية؛ وكان المسرح مظهر من مظاهر التطور للطقوس والاحتفالات الدينية المقامة على شرف الإله ديونيسوس، حيث تؤدى عليه الرقصات من قبل أتباعه مصاحبة للإنشاد والموسيقى، وأُطلق على هذه الرقصات الديثرامبوس Dithurambos ، وكانت هذه الرقصات هى النواة الأولى لفكرة إنشاء المسرح اليونانى، وبعد ذلك ظهر المسرح الرومانى ذا أصل يونانى مع بعض الاختلافات فى بعض الملامح المعمارية وأحيانا الوظيفية لتتناسب مع طبيعة الشعب الرومانى.
وصل التمثيل قمته بين اليونانيين فى القرن الرابع قبل الميلاد وبين الرومان فى القرن الأول قبل الميلاد، ظهر أول فنان مع التراجيديا الأولى فى منتصف القرن السادس قبل الميلاد، ويعتبر إيسخولوس أقدم الشعراء التراجيديين الأوائل، وأول من أضاف إلى الممثل الواحد فى المسرح البدائى ممثلا ثانيا فأصبح يقوم بالأداء المسرحى مع الكورس ممثلان، ثم جاء سوفوكليس وأضاف ممثلا ثالثا.
شَكل ارتداء الأقنعة جزءاً أساسياً من أداء تلك الأدوار، فقد كان لدى كل فرد الاستعداد الذي يمكنه من أن يصور حالة يقوم بدورها بالأقنعة، ونتج من هذه الملابسات نوعان من الدراما واحد جدي والآخر هزلي، وكان هناك حاجة ماسة إلى القناع لمساعدة الممثل على الظهور في الشخصيات المتعددة، وكان التمثيل حينذاك مقصورا على الرجال فقط وهذا أتاح للرجال أن يقوموا بأدوار النساء، لاسيما إذا أراد الممثل أن يظهر بمظهر فيه قداسة الإله أو شخصية ما سياسية.
هناك ثلاث أنواع من الأقنعة أولها دينى وهو أصل الأقنعة كلها، والثانى حربى، والثالث للمسرح. ينقسم النوع الأول لقسمين قسم للأحياء وقسم للموتى، أما الثانى فله شكل مفزع صنع خصيصا لإخافة العدو وشل حركته، والنوع الثالث كان يرتديه الممثل ولا يمكن أن يظهر إلا بالقناع سواء فى التراجيديا أو الكوميديا أو التمثيليات الساتيرية وحتى فى الرقص المعبر Pantomimus.
كانت الأقنعة التراجيدية فى العصر اليونانى تميل إلى الهدوء والاتزان، لذلك كانت تبدو طبيعية، وظهر نوع جديد من الأقنعة تسمى الأونكس الذى تزيد من طول الممثل على خشبة المسرح، أما الأقنعة الكوميدية فكانوا يغالون مغالاة شديدة فى غرابة أشكالها، حيث العيون الواسعة الجاحظة، الحاجبين المقوسين بدقة، تجاعيد تملأ الجبهة، الأنف مثلث الشكل وعريض، الفم مفتوح يشبه القوس. أما الأقنعة التراجيدية الرومانية ذات تعبيرات حادة، حيث العيون الواسعة، والتجاعيد التى تملأ الجبهة، الفم الواسع يشبه البوق كما لو كان يصيح بصوت عالٍ، بالإضافة إلى أن جبهة الأونكس كانت أعلى منها فى الأقنعة اليونانية. أما الأقنعة الكوميدية الرومانية فكانت شديدة التكلف والمبالغة، ومع مرور الوقت صارت أداة للتخويف لا للتمثيل، لأن الهدف من استخدام تلك الأقنعة كان الإضحاك فقط، لذا رسمت بطريقة كاريكاتورية. واستمر القناع الكوميدى كبير الحجم لحد المبالغة، ذو فتحة على شكل منحنى قوسه إلى أعلى، إلا أنه لم يكن مزوداً بالجبهة العليا ”الأونكس”.
لم يقتصر ظهور الأقنعة المسرحية في مصر فى العصرين البطلمى والرومانى على أعمال المسرح فقط، بل امتدت إلى موضوعات الحياة اليومية وانتشرت انتشارا واسعا بين مختلف مفرداتها ومنها المسارج والأوانى الفخارية والفوانيس والتوابيت.
ظهرت مجموعة من الفوانيس مزينة بالأقنعة المسرحية يرى بردريزيه Perdrizet ودوناند Dunand أن هذه الفوانيس كانت تستخدم للإضاءة حيث يحملها العبيد أمام أسيادهم لإنارة الطريق، حيث كانت مهنة مستقلة فى الإسكندرية، وكانت بعض الفوانيس بدون قاعدة وعند ذلك كانت تستخدم فقط لتركيز الضوء، واستدلوا على ذلك الرأى باقتصار جسم الفانوس على فتحة واحدة. بينما يذكر فيبر Weber أن هذه الفوانيس نواه إلى الايحاء الآلهى لأنها تاخذ أشكال المعابد، و يرى برشيا Breccia أن الفوانيس كانت تستخدم فى أغراض مختلفة دينية ودنيوية، أما عن استخدامات الفوانيس الفخارية فى مصر إبان العصر الرومانى فهى من وسائل الإضاءة، ارتبطت الفوانيس بأماكن العبادة مثل المعابد لذا صُمم بعضها على شكل معبد رومانى، وارتبطت بعبادة ديونيسوس حيث كانت تُحمل الفوانيس فى طقوس عبادته.
أهداف البحث
تهدف هذه الدراسة إلى محاولة الإجابة على العديد من التساؤلات التالية:
هل وجدت مسارح في مصر البطلمية - الرومانية؟
هل كان القناع ضروري بالنسبة للممثل في مصر؟
ما هي الأسس التي يعتمد عليها الممثل في اختيار القناع المناسب للدور؟
ما هي أنواع الأقنعة التي استخدمت في مصر؟
هل اتفقت نوعية ملابس ومخصصات الممثلين مع قناع الشخصية المصورة؟
لماذا استخدمت الأقنعة في المسرح البطلمي والروماني في مصر؟
لماذا استخدمت الأقنعة في المجالات الأخرى غير المسرحية، على سبيل المثال في الحياة الدنيوية على المسارج، أو نافورات المياه، أو تصويرها في الفسيفساء، أو لماذا استخدمت في المجال الجنائزي في المقابر أو على التوابيت أو على الأواني الجنائزية؟
ما هي المواد التي صنعت منها الأقنعة؟
ما هو دور صانعي الأقنعة والشاعر المسرحي في اكتمال الأداء المسرحي واختيار الأقنعة؟
هل اقتصر استخدام الأقنعة على الرجال فقط أم الرجال والنساء معا؟
الدراسات السابقة
تناولت بعض من الدراسات السابقة الأقنعة المسرحية مثل:-
Mack, 1994 = Mack, J., Masks and the Art of Expression, New York.
بهذا الكتاب دراسة وصفية لبعض الأقنعة التي عثر عليها سواء داخل مصر وخارجها والتي ترجع إلى العصرين البطلمى والرومانى دون التعرض للدراسة التحليلية ودون تحديد أماكن الحفظ.
Bialey 2008 = Bialey, D. M., Catalogue of The Terracottas in British Museum, Vol. IV, London.
وورد بهذا الكتالوج أيضا بعض الأقنعة وتماثيل الممثلين التي عثر عليها في بعض المواقع الأثرية فى مصر.
Dunand 1990 = Dunand , Fr., Catalogue des Terres Cuites Greco-Romaines d’ Egypte , Musee du Louvre , department des Antiquites Egyptiennes , Paris.
يوضح هذا الكتالوج أيضا بعض الأقنعة والتماثيل المسرحية والتى عثر عليها فى مصر، ولكنه اكتفى بذكر بعضها فقط.
Fischer 1994= Fischer, J., Griechisch-Romische Terrakotten Aus Egypten , Berlin.
اهتم هذا الكتالوج بتأريخ قطع التراكوتا بشكل عام اعتمادا على السمات الفنية والتقنية المستخدمة فى التشكيل. إلا أنه اكتفى بذكر القليل من الأقنعة المسرحية وليست كلها على الرغم من وفرة المادة الأثرية التى توجد فى مجموعات المتاحف المصرية وغير المنشورة حتى الآن.
Török 1995 = Török, L., Hellenistic & Roman Terracottas from Egypt, Rome.
نشر هذا الكتالوج بعض الأقنعة التى عثر عليها فى مصر ترجع إلى العصرين البطلمى والرومانى دون التعرض للدراسة التحليلية، ولم تضم كل الأقنعة فقد اكتفى بذكر بعض الأقنعة المسرحية التى عُثر عليها فى مصر.
دينا العربى، الأزياء والأقنعة المسرحية فى العصرين اليونانى والرومانى، رسالة دكتوراة، كلية سياحة وفنادق الإسكندرية، 2015.
تناولت هذه الدراسة الأقنعة المسرحية بشكل عام ليس فى مصر فقط بل فى العالمين البطلمى والرومانى أيضا، وتناولت جزءاً صغيراً من الأقنعة المسرحية التى عثر عليها بمصر، ولم تتعرض هذه الدراسة لمجموعة الأقنعة غير المنشورة فى المتاحف المصرية أيضا.
لم يظهر إلى الآن دراسة أثرية وتحليلية متعمقة ومستقلة حول الأقنعة فى مصر خلال العصرين اليونانى والرومانى على الرغم من وفرة المادة الأثرية التى توجد فى مجموعات متاحف الآثار ومنها غير المنشور حتى الآن، من هنا تأتى أهمية هذه الدراسة.
محتوى الرسالة: تناول الفصل الأول ”المسارح فى مصر خلال العصرين اليونانى والرومانى” مقدمة عن المسارح اليونانية والرومانية ومنها المسرح البطلمى فى الإسكندرية، حيث تشير بعض المصادر الأدبية لوجود مسرح ديونيسوس، فقد شهد المسرح أزهى عصور مدينة الإسكندرية وعاصر فترة الازدهار الأدبي في القرن الثالث ق.م، ثم المسرح الرومانى فى بيلوزيوم، هذا المسرح يعد أكبر المسارح الرومانية المكتشفة فى مصر حتى الآن، يصل قطره إلى 80 م، وقد جرت به عمليات ترميم واسعة ساعدت فى إظهار أجزاء منه بصورة كاملة، والمسرح مؤرخ بالقرن الثالث الميلادى.
وأيضا المسرح الرومانى ”بتل الكنائس”، وتشير كل الأدلة الأثرية إلى أن هذا البناء هو لمسرح رومانى يؤرخ بالقرن الثالث الميلادى، ومازالت أجزاء منه ظاهرة حتى الآن، وللأسف لم يخضع المسرح لأى عمليات ترميم، ثم يأتى بعد ذلك المسرح الرومانى فى أوكسيرنخوس ”البهنسا”، ويوجد فى الجزء الجنوبى الشرقى للمدينة وعُرف كمقلع للحجارة منذ زمن بعيد، ثم المسرح الرومانى فى أنتينوبوليس ”الشيخ عبادة”؛ حيث حرص الإمبراطور هادريان على وجود هذا المسرح مع بداية تأسيس المدينة نظرا لتعلقه الشديد بالحضارة اليونانية.
يندرج الفصل الثانى تحت عنوان ”الأزياء المسرحية فى العصرين اليونانى والرومانى” يتناول الفصل أهمية الملابس، والتعرف على طرز الملابس المستخدمة فى العصرين اليونانى والرومانى، وكذلك الألوان والأحذية.
يعرض الفصل الثالث ”الأقنعة التراجيدية” حيث يتناول الدراما اليونانية والرومانية فى مصر، ثم تعريف المسرح التراجيدى وتأريخه، والتعرف على طقوس ديونيسوس، وتعريف الأقنعة ونشأتها وتطورها، ونماذج عن الأقنعة التراجيدية فى مصر خلال العصرين اليونانى والرومانى المنشورة وغير المنشورة، وعروض المايم والبانتوميم.
عنوان الفصل الرابع ”الأقنعة الكوميدية”، يتناول الفصل الأقنعة الكوميدية فى العصرين اليونانى والرومانى، وأنواع الكوميديا اليونانية، ونماذج على هذه الأقنعة المنشورة وغير المنشورة، ثم المسرحية الساتيرية.
عنوان الفصل الخامس ”الدراسة التحليلية”، تتناول الدراسة التحليلية أنماط الأقنعة المسرحية فى مصر وأشكالها المتعددة من طراز العبد الجالس والراقص والواقف، والأقنعة التراجيدية والكوميدية، والمسارج والفوانيس والأوانى الفخارية المزينة بالأقنعة.
خاتمة
تختتم الدراسة بخاتمة لأهم نتائج الدراسة وتأتى بعد ذلك الملحقات وقائمة المصادر والمراجع العربية والأجنبية وملاحق الأشكال وكتالوج الصور.