Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
سياسة سلاجقة الروم تجاه الصليبيين والقوى المسيحية المجاورة في الفترة من(592هـ/1196م) إلى (634هـ/1237م) /
المؤلف
محمد، هادي علي عطية.
هيئة الاعداد
باحث / هادي علي عطية محمد
مشرف / فتحي عبد الفتاح أبو سيف
مشرف / عبد العزيز رمضان
مناقش / محاسن الوقاد
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
134ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
25/10/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 134

from 134

المستخلص

ظهرت دولة سلاجقة الروم بعد نجاح الأتراك السلاجقة في هزيمة القوات البيزنطية في معركة مانزيكرت عام (463هـ/1071م)؛ إذ صال وجال المجاهدون الأتراك بآسيا الصغرى التي ظلت في حوزة البيزنطيين منذ ظهور دولة الإسلام في القرن الأول الهجري- السابع الميلادي، وصراعها مع إمبراطورية بيزنطة لفترة استمرت حوالي أربعة قرون.
يمكن تقسيم التاريخ السياسي لتلك الدولة إلى ثلاث مراحل: أولًا مرحلة التأسيس التي بدأت مع نجاح سليمان بن قتلمش السلجوقي (ت:479هـ/1086م) في فتح مدينتي قونية ونيقية عام (470هـ/1077م). بالرغم من ذلك فقد عانت الدولة من صعوبات مختلفة وأخطار سياسية جعلت مرحلة التأسيس تستمر إلى عهد خامس سلاطين سلاجقة الروم قلج آرسلان الثاني (550-588هـ/1155-1192م)، الذي نجح في القضاء على دولة الدانشمنديين التركية التي نازعت السلاجقة سيطرتهم على آسيا الصغرى، كما هزم الإمبراطور البيزنطي مانويل كومنين في معركة مريكيفالون (572هـ/1176م)؛ مما قضى على أحلام البيزنطيين في استعادة الأناضول.
المرحلة الثانية هي عصر نهضة سلاجقة الروم (588-634هـ/1192-1237م)، وهي الفترة الزمنية التي يدرسها البحث هنا؛ إذ امتلك السلاجقة زمام السيطرة على معظم آسيا الصغرى، ونهضت قوتهم العسكرية لتضارع قوة أقرانهم الأيوبيين المسيطرين على مصر والشام، كما بلغت الحياة الإقتصادية والثقافية ذروتها في تلك المرحلة، وبرز اسم السلطان علاء الدين كيقباد(616-634هـ/1219-1237م) الذي يعد حكمه هو ذروة سنام سلاجقة الروم؛ فما أن إنتهى عصر ذلك السلطان دخلت الدولة في المرحلة الثالثة التي استمرت منذ وفاته إلى عام (707هـ/1307م). وهي مرحلة الفوضى التي ضربت أصقاع الدولة لسبب رئيس هو خضوعهم لاحتلال المغول الذين هزموا القوات السلجوقية في موقعة كوس داغ عام (641هـ/1243م) وأصبح السلطان السلجوقي بلا حول ولا قوة ويأتمر لأمر خان المغول، وظهر عددٌ من القادة الطامحين الذين استقلوا عن الدولة وشرعوا في تأسيس دويلات مستقلة لهم كان منهم العثمانيون الذين ورثوا دولة سلاجقة الروم بعد سقوطها.
يدرس البحث العلاقات بين سلاجقة الروم والقوى المسيحية المجاورة في آسيا الصغرى، وقد سلّط الضوء على البيزنطيين والصليبيين تحديدًا؛ فالبيزنطيون كانوا الخصوم الذين انتزع السلاجقة منهم آسيا الصغرى فسعوا بشتى السبل إلى استعادتها، وكان اللجوء للبابوية في الغرب عام (488هـ/1095م) من الوسائل التي أسفر عنها مجئ الحملات الصليبية التي ساهمت في تعقيد الموقف السياسي في آسيا الصغرى إذ عمل الصليبيون لصالحهم الخاص، واصطدموا مع البيزنطيين بل هاجموا القسطنطينية في حملتهم الرابعة عام (600هـ/1204م) وإحتلوها مؤسسين إمبراطورية صليبية بها؛ هذا بينما قام البيزنطيون بتأسيس دول لهم بالمنفى حاولت استعادة القسطنطينية مثل إمبراطورية نيقية بغرب آسيا الصغرى، وإمبراطورية طرابزون على البحر الأسود شمال آسيا الصغرى، وهي الكيانات السياسية التي عكف البحث على دراسة علاقاتها بسلاجقة الروم.
تم تقسيم البحث إلى تمهيد وأربعة فصول:
-التمهيد بعنوان (المجال الجغرافي والتاريخي لسلاجقة الروم في المنطقة وعلاقاتهم مع القوى السياسية في الفترة(470-588هـ/1077-1192م)، وتناول البحث فيه مرحلة التأسيس في تاريخ سلاجقة الروم مع بيان جغرافية آسيا الصغرى.
-الفصل الأول بعنوان (العلاقات بين سلاجقة الروم وآل انجيلوس(588-600هـ/1192-1203م)؛ وشمل مرحلة الفوضى الفاصلة بين عصر التأسيس وعصر النهضة لدولة سلاجقة الروم. إذ قام السلطان قلج آرسلان الثاني بتقسيم السلطنة بين أبنائه؛ مما أدخل الدولة في حالة من الانقسام والنزاعات حتى نجح ركن الدين سليمان الثاني (593-600هـ/1196-1204م)في توحيد السلطنة؛ أما على الجانب البيزنطي فقد كانت الإمبراطورية تعاني من الضعف في عهد آل انجيلوس الذين فشلوا في مواجهة أطماع الغرب الأوربي بالإمبراطورية؛ كما أنهم أخفقوا أمام السلاجقة عسكريًا، وبالرغم من ذلك فقد استقبل البلاط البيزنطي السلطان كيخسرو الذي فقد عرشه أمام أخيه ركن الدين سليمان، ليصبح الأول أشهر لاجئ سياسي سلجوقي عاش في كنف الإمبراطورية؛ كما درس الفصل قضية تنصره وموقف أهالي قونية منه حين عودته للسلطنة.
-الفصل الثاني تحت عنوان (العلاقات بين سلاجقة الروم وإمبراطورية نيقية)؛ وقد درس الدور الهام للسلاجقة في دعم تأسيس ثيودور لاسكاريس(ت:619هـ/1222م) إمبراطورية نيقية بالمنفى، وعرض لتباين العلاقات بين سلاجقة الروم ونيقية وتبدلها بين السلم والحرب؛ إذ نازل كيسخرو لاسكاريس في معركة أنطاكية عام (608هـ/1211م)، كما حاول علاء الدين كيقباد أن يحقق إنتصارات عسكرية على حساب ثاني أباطرة نيقية حنا فاتاتزياس (619-652هـ/1222-1254م).
-الفصل الثالث بعنوان (سياسة سلاجقة الروم تجاه إمبراطورية طرابزون). فقد كان تأسيس تلك الإمبراطورية على ساحل البحر الأسود بمنزلة بناء حاجز أمام إشراف السلاجقة على ذلك البحر. إذ اعتاد التجار القادمين من مصر والشام المرور بأراضي السلطنة في آسيا الصغرى، ثم ارتياد البحر الأسود لتصريف بضائعهم في بلاد الروس والقبجاق، وكان التجار يدفعون رسوم مرور تدر أرباحًا وفيرة على خزائن السلطنة؛ لذا كان تأسيس إمبراطورية طرابزون بمنزلة ضرب لإقتصاد السلاجقة بآسيا الصغرى، وقد أشار الفصل في بدايته إلى أصل الصراع بين سلاجقة الروم ومملكة الكرج وعلاقة المملكة بتأسيس طرابزون.
-الفصل الرابع يحمل عنوان (العلاقات السلجوقية الصليبية)، وقد تناول البحث فيه تطور العلاقات مع إمبراطورية القسطنطينية الصليبية، كما تعرض لبيان الإرتباط بين الإمبرطورية المذكورة، والكيانات الصليبية في الشام وقبرص، ونتائج ذلك على تغير سياسة السلاجقة تجاههم بين العداء والوئام.
من أهم النتائج التي توصل لها البحث:
- مر السلاجقة بمرحلة تأسيس طويلة وصعبة استمرت إلى ما يزيد عن قرن من الزمان(470-588هـ/1077-1192م) عانى فيها سلاطينها من مقاسمة القوى التركية المختلفة حكم آسيا الصغرى، ومن غزوات الصليبين المتعاقبة، ومحاولة أباطرة آل كومنين استرداد آسيا الصغرى من المسلمين.
2- نجح السلطان قلج آرسلان الثاني (550-588هـ/1155-1192م) في القضاء على بني الدانشمد، وسحق القوات البيزنطية في معركة مريوكيفالون (572هـ/1176م)، ووطد دعائم سلاجقة الروم ورسخ حكم الترك لآسيا الصغرى.
3- نتيجة لقيام قلج آرسلان بتوزيع السلطنة على أبنائه، هوت الدولة فوضى التنازع وتضارب المصالح مما جعلها لقمة سائغة أمام جيوش الصليبيين الزاحفة إلى الشام في حملتهم الثالثة.
4- زامن سلاجقة الروم في عصر الفوضى حكم آل انجيلوس الذين فشلوا في انتشال الإمبراطورية من مشاكلها، وتراخوا أمام تهديدات اللاتين الذين فرضوا عليهم ضريبة عرفت بضريبة الألمان وانتزعوا منهم قبرس.
5-رغم الفوضى التي سادت حكم سلاجقة الروم بعد وفاة قلج آرسلان إلا أن مسعود حاكم أنقرة أثبت أن الترك كانوا عسكريًا في موقف أفضل من بيزنطة، ونجح في فتح داديبرا وإحلال سكان مسلمين بدلًا من أهلها المسيحيين.
6- فشل كيخسرو وسليمان في إضافة أراضي جديدة لدولة السلاجقة، بل إن الصراع بين الأخوين كان سببًا في هرب كيخسرو لبلاط آلكسيوس الثالث.
7- تنصَر كيخسرو على يد آلكسيوس الثالث، بل أكثر من ذلك سعى للتحالف مع الصليبيين من أجل إعادته لكرسي السلطنة، وهو ما أشعل ثورة ورفض أهالي قونية حينما عاد لعرشه من جديد.
8- تحطّمت إمبراطورية بيزنطة أمام الحملة الصليبية الرابعة (600هـ/1204م)، الذين أسسوا إمبراطورية لاتينية في القسطنطينية؛ بينما أسس ثيودور لاسكاريس دولة في نيقية بغرب آسيا الصغرى وخاض حربًا شرسة ضد الصليبيين بالقسطنطينية.
9- كان سلاجقة الروم خير حليف لثيودور لاسكاريس أثناء كفاحه لتاسيس دولته بنيقية.
10- دار صراع حدودي بين لاسكاريس وكيخسرو إنتهى بمعركة أنطاكية(608هـ/1211م) التي أسفرت عن مقتل كيخسرو وإنتصار لاسكاريس وثبوت قدم دولته في غرب آسيا الصغرى.
11-رغم نهضة دولة سلاجقة الروم في عهد علاء الدين كيقباد؛ إلا أن الرجل فشل أمام يوحنا فاتاتزياس الذي أجبر السلطان على عقد معاهدة سلام معه عام(629هـ/1231م).
12-بسبب الصراع بين مملكة الكرج وسلاجقة الرومن سعت الملكة الكرجية تمارا إلى تأسيس دولة حاجزة تدين بالولاء لمملكتها وتقف حاجزًا أمام مصالح الترك التجارية في البحر الأسود شمال آسيا الصغرى، لهذا ظهرت إمبراطورية طرابزون عام (600هـ/1204م).
13-نجح كيكاوس في تقليم أظافر طرابزون بفتحه سينوب عام (611هـ/1214م)، وأجبر حاكمها على دفع الجزية للسلطنة، وأصبحت طرابزون تابعة للسلطنة.
14-حاول علاء الدين كيقباد فرض سيطرة سلاجقة الروم على ساحل البحر الأسود بفرض حصار على طرابزون عام(628هـ/1230م)، وهو الحصار الذي إنتهى بهزيمة مريرة لقوات السلاجقة، وتحطمها أمام مناعة أسوار طرابزون.
15-غض السلاجقة الطرف عن الحملة الصليبية الرابعة التي أخضعت القسطنطينية، بل وعدهم ركن الدين سليمان بمرور من أراضيه للوصول لبيت المقدس.
16-بدأ كيخسرو حكمه بمعاداة الصليبيين في القسطنطينية وقام بفرض حصار على ميناء أنطالية المطل على البحر المتوسط وفتحه عام (603هـ/1207م)، وبهذا أصبح للسلاجقة ميناء تجاري هام مما دفعهم لتغيير سياستهم تجاه الصليبيين وعقدوا معاهدة تجارية مع البنادقة، بل ولج كيخسرو في الحرب المشتعله بين نيقية والإمبراطورية الصليبية بالقسطنطينية إذ حارب لاسكاريس نيابة عن الصليبيين في معركة انطاكية.
17-تحول كيكاوس لحرب الصليبيين وحلفاءهم بسبب قيام والتر اوف مونتبليار عام(609هـ/1212م) بالهجوم على قبرس، وبسبب تبعية طرابزون للاتين، وخاض السلطان ضدهم حرب شعواء إنتهت أمام نجاح القبارسة في شراء ود كيكاوس وصداقته، إذ عقدوا معه معاهدة تجارية وسياسية؛ وكان من أهم مظاهر التحالف الصليبي السلجوقي قيام السلطان بحملته على الأيوبيين في حلب عام(615هـ/1219م) وهو ما شتت قوى بني أيوب بمصر والشام، إذ شدد الصليبيون هجمتهم على مصر في العام نفسه فيما يعرف بالحملة الصليبية الخامسة.
18-كان السلطان علاء الدين كيقباد خير حليف للقوى الصليبية في القسطنطينية والشام، وهو ما يظهر في معاهدته التجارية مع البودستا البندقي المقيم في القسطنطينية عام(617هـ/1220م)، كما كان له مراسلات مع البابوية عام(631هـ/1234م).
19-بسبب هجمة جلال الدين الخوارزمي على مملكة الكرج وتحالفه مع المعظم عيسي الأيوبي، وبسبب تخاذل السلاجقة والأيوبيين عن مساعدته في مواجهة المغول؛ خاض السلطان الخوارزمي معركة شرسة ضد تحالف سلجوقي أيوبي صليبي في معركة ياسي جمن عام(627هـ/1229م)، أسفرت عن هزيمة جلال الدين وذبول قواه العسكرية، وفشله أمام المغول؛ الذين طرقوا أبواب السلطنة، وأفزعوا كيقباد الذي دخل في طاعتهم ووافق على دفع الجزية صاغرًا لهم عام(633هـ/1236م).
20-أخيرا كان لسياسة السلاجقة في معاداة القوى المسلمة المحيطة بهم بداية من عهد قلج آرسلان الأول في حملته على الموصل(500هـ/1107م)، ومرورًا بحروب قلج آرسلان الثاني مع بني الدانشمند، والخلافات بين أبناءه واستعانتهم بالصليبيين والبيزنطيين في حروبهم الداخلية، وحملة كيكاوس المشئومة على حلب؛ كانت هذه السياسة سببَا في انهيار دولتهم وتخبط سياستهم، بينما لم ييوجه العثمانيون خلفاءهم أنظارهم للعالم الإسلامي إلا عام(920هـ/1514م) أي بعد حوالي ثلاثة قرون من تأسيس دولتهم(691هـ/1291م)، وبعد نجاحهم في تثبيت أقدامهم بآسيا الصغرى، وفتح القسطنيطينة، وتصديهم لحملات الصليبيين المتعاقبة على دولتهم، وانهيار القوى السياسية الإسلامية المحيطة بهم.