Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
العنـف المدرسـي – كمشكلةاجتماعيةعوامله وآثـاره :
المؤلف
زرقـون، رحمـةالحُوسـين الشيباني.
هيئة الاعداد
باحث / رحمـــة الحُوسـين الشيبانـــي زرقــون
مشرف / محمد عبد الحميد الطبولي
مشرف / منى السيد حافظ عبد الرحمن
مناقش / منـى محمـد كمـال مدحـت
تاريخ النشر
2017.
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - علم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 284

from 284

المستخلص

مقدمــة:
يعتبر العنف المدرسي أحد مظاهر الانحرافات السلوكية الذي لابد من البحث في أسبابه والعوامل التي تؤدي إلى انتشاره، وقد شاعت أحداث العنف المدرسي في كثير من المجتمعات الغربية، ولا يختلف الأمر كثيراً في البلاد العربية، وخاصة في المجتمع الليبي، ولاشك أن ارتفاع معدلات العنف المدرسي جعله يحتل مرتبة متقدمة من بين المشكلات المدرسية التي تعاني منها المدارس على اختلاف مراحلها التعليمية، حيث تكمن خطورته في تأثيره السلبي على العملية التعليمية والتربوية أي على قيام المدرسة بوظائفها التربوية والتعليمية كما يظهر تأثير العنف على أسر الطلاب ومحيطهم الاجتماعي.
وقد لاحظت الباحثة ندرة الدراسات المحلية التي تناولت هذه الظاهرة وتحديد العوامل والمتغيرات المؤثرة، لهذا جاءت هذه الدراسة بوصفها حاجة ملحة لظهور سلوك العنف بين تلاميذ المرحلة الإعدادية في مدارس مدينة سرت الليبية.
إشكالية الدراسة وأهميتها:
تتمثل مشكلة الدراسة في دراسة:
العنف المدرسي كمشكلة اجتماعية عوامله وآثاره.
دراسة ميدانية في مدينة سرت.
أهميـــة الدراســـة:
تتحدد أهمية الدراسة الحالية في جانبين أساسيين هما:
الجانـب الأول: الأهميـة النظريـة:
1- تمثل مشكلة العنف المدرسي إحدى قضايا التعليم الملحة التي يجب أن توضع كأولوية قصوى في برامج الإصلاح، فالتعليم لا يمكن حدوثه إلا في بيئة منظمة وآمنة، إلى جانب ارتباط مشكلة العنف بمؤسسات التنشئة الاجتماعية كافة.
2- الكشف عن طبيعة ظاهرة العنف في المرحلة الإعدادية في مدينة سرت من حيث أسبابها ومظاهرها وآثارها على المدرسة بعناصرها المختلفة والمجتمع بأسره.
3- تنبع أهمية الدراسة الحالية من أهمية الظاهرة التي تتناولها وبخاصة معرفة العوامل المؤدية لسلوك العنف لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية في مدارس مدينة سرت.
4- تناولت الدراسة الحالية فئة من تلاميذ المرحلة الإعدادية وهي مرحلة لها أهميتها حيث إنها تضم تلاميذ في مرحلة متميزة ولها أهميتها القصوى في تشكيل الشخصية السوية التي تجعلهم قادرين على التفاعل مع جميع المتغيرات التي يتعرضون لها سواء داخل المدرسة أو خارجها.
5- من المأمول أن تساهم الدراسة الحالية في تقديم آليات لمواجهة مشكلة العنف في مدارس المرحلة الإعدادية، مما يساعد المسئولين على السياسة التعليمية في ليبيا على اتخاذ القرارات التي تسهم في مواجهة ظاهرة العنف المدرسي.
الجانـب الثانـي: الأهميـة التطبيقيـة:
تنبع أهمية الدراسة من كونها محاولة لتقديم المزيد من الإسهامات العلمية التي يمكن أن تساهم في إيجاد حلول لظاهرة العنف المدرسي من خلال ما يمكن أن تنطوي عليه من نتائج لاسيما بروز ظاهرة العنف المدرسي في المؤسسات التربوية في ليبيا بشكل عام وسرت بشكل خاص، وكذلك فيما توفرها نتائج هذه الدراسة المستوحاة من واقع الدراسة الميدانية والمعلومات الواقعية والتي ربما تفيد الجهات المختصة والمسئولين والقيادات التنفيذية في وضع خطط مستقبلية تهتم بقضايا العنف المدرسي، ووضع توصيات من شأنها أن تحد من انتشار هذه الظاهرة.
ثانيا: أهداف الدراسة وتساؤلاتها:
تتحدد أهداف الدراسة الراهنة في الأهداف الآتية:
1- التعرف على الأنماط السائدة في العنف المدرسي من وجهة نظر التلاميذ والمعلمين في المرحلة الإعدادية في مدارس مدينة سرت.
2- الكشف عن العوامل المؤدية للعنف المدرسي من وجهة نظر التلاميذ والمعلمين في المرحلة الإعدادية في مدارس مدينة سرت والوزن النسبي لكل منها.
3- التعرف على الفروق بين أنماط العنف الممارس لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية في مدارس مدينة سرت وفقًا لبعض المتغيرات: (النوع – نوعية الأسرة - المستوى الاقتصادي للأسرة – عمر المبحوث).
4- معرفة الآثار المختلفة الناجمة عن ممارسة العنف المدرسي على التلميذ والأسرة والمدرسة والمجتمع بأسره.
أما عن تساؤلات الدراسة، فهي عبارة عن مؤشرات توضح عوامل العنف المدرسي والآثار الناجمة عنه.
1- ما الأنماط السائدة في العنف المدرسي من وجهة نظر التلاميذ والمعلمين في المرحلة الإعدادية في مدارس مدينة سرت؟
2- ما العوامل المسببة لسلوك العنف المدرسي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية كما يدركها التلاميذ والمعلمين في المرحلة الإعدادية في مدارس سرت والوزن النسبي لكل منها؟
3- هل توجد فروق بين أنماط العنف الممارس لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية في مدارس مدينة سرت وفقًا لبعض المتغيرات: (النوع – نوعية الأسرة - المستوى الاقتصادي للأسرة – عمر المبحوث).
4-
5- ما طبيعة الآثار المصاحبة للعنف المدرسي سواء على التلميذ والأسرة والمدرسة والمجتمع بأسره؟
منهـج الدراسـة وأدواتهـا:
استخدمت الباحثة منهج المسح الاجتماعي الذي يعد أحد أنماط الدراسات المسحية الذي ينتمي للدراسات الوصفية، كما أوضحت الباحثة حدود الدراسة الزمانية والمكانية والبشرية، واستعرضت مجتمع الدراسة المكوّن من تلاميذ المرحلة الإعدادية البالغ عددهم (4289)، وكذلك المعلمين والإدارة المدرسية البالغ عددهم (1002) في مدارس سرت المركز البالغ عددها (24) مدرسة، وتم تحديد نوعية العينة من التلاميذ في العينة العمدية وحجمها (220) مفردة، وكذلك عينة من المعلمين والإدارة المدرسية والبالغ عددها (172) وتم اختيارها عن طريق العينة العشوائية المنتظمة.
واستعانت الدراسة بإحدى أدوات هذا المنهج مقياس موجهة للتلاميذ واستمارة استبيان موجهة للمعلمين والإدارة المدرسية إلى جانب الاعتماد على الملاحظة والمقابلة ودراسة الحالة للوقوف على واقع ظاهرة العنف المدرسي على أرض الواقع.
وتمثل الجانب الميداني للدراسة في تناول العوامل المرتبطة بالعنف ودراسة الفروق بين أنواع العنف ومتغيرات الدراسة الأولية (النوع – العمر – نوعية الأسرة – المستوى الاقتصادي للأسرة) والآثار الناجمة عنه في مدارس المرحلة الإعدادية بمدينة سرت، وذلك لما لهذه المرحلة من أهمية في تشكيل الشخصية الإنسانية وتقويم السلوك.
أهــم النتائـج:
في ضوء مناقشة النتائج التي أسفرت عنها الدراسة الميدانية وتحليلها يمكن استخلاص أهم ما توصلت إليه فيما يلي:
أولاً: نتائج تتعلق بالأنماط السائدة في العنف المدرسي:
أفاد التلاميذ بوجود أنماط سائدة في العنف المدرسي أبرزها إحداث فوضى وشغب بين الحصص بنسبة (77.73%)، والاشتباك بين التلاميذ بنسبة (71.36%)، والتعبير بطريق غير لفظية عن احتقار الغير بنسبة (65.46%) وأفاد المعلمون بوجود أنماط سائدة في العنف المدرسي أبرزها الاشتباك بين التلاميذ بنسبة (40.9%)، والتعدي على ممتلكات المدرسة بنسبة (31.9%).
ثانيًا: النتائج الخاصة بالعوامل المسببة للعنف المدرسي:
1- اتضح من إجابات أفراد العينة من التلاميذ وفقًا لآرائهم حول العوامل الخاصة بالتلميذ ودورها في العنف المدرسي أنها دالة عند مستوى (0.01)، وكان على رأسها انعدام الثقة بالآخرين، وجاءت نسبة موافقة (70.91%)، في حين حصلت العبارة الخاصة بالشعور بالعزلة داخل الفصل على أقل نسبة (30%)، وجاءت هذه العوامل في المرتبة الثانية في ترتيب العوامل المسببة للعنف المدرسي من وجهة نظر التلاميذ.
وأفاد المعلمون وأعضاء الإدارة المدرسية بوجود دور للعوامل الشخصية في العنف المدرسي وجاءت في المرتبة الرابعة في ترتيب العوامل المسببة للعنف المدرسي، وكان في مقدمتها الشعور باليأس والإحباط بنسبة (43.6%)، والاضطرابات النفسية والتغيرات الجسمية التي يتعرض لها التلميذ في مرحلة المراهقة بنسبة (31.8%).
2- بينت إجابات أفراد العينة من التلاميذ أن هناك دورًا للعوامل الأسرية في العنف المدرسي عند مستوى (0.01)، وكان في مقدمتها ضعف العلاقة بين الأسرة والمدرسة، وجاءت نسبة موافقة (74.09%) وأقل نسبة (29.54%) في العبارة الخاصة باستجابة الآباء لمطالب الأبناء غير الواقعية، وجاءت هذه العوامل في المرتبة الثالثة في ترتيب العوامل المسببة للعنف المدرسي من وجهة نظر التلاميذ.
وأفاد المعلمون بوجود دور للعوامل الأسرية في العنف المدرسي، وجاءت هذه العوامل في المرتبة الأولى في تريب العوامل المسببة للعنف المدرسي، وكان في مقدمتها تدني الوضع الاقتصادي للأسرة بنسبة (30.5%)، وكثرة المشاكل العائلية بنسبة (19.9%)، وكبر حجم الأسرة بنسبة (18.9%.
3- كشفت إجابات عينة الدارسة من التلاميذ أن هناك دورًا للعوامل المدرسية في العنف المدرسي عند مستوى (0.01)، وكان على رأس هذه العوامل عدم وجود أماكن مجهزة لممارسة الأنشطة الرياضية بنسبة (84.55%) وأقل نسبة (60%) في العبارة الخاصة بضعف اللوائح والقوانين المدرسية، وجاءت هذه العوامل في المرتبة الرابعة في ترتيب العوامل المسببة للعنف المدرسي من وجهة نظر التلاميذ.
وأفاد المعلمون وأعضاء الإدارة المدرسية بوجود دور للعوامل المدرسية في العنف المدرسي، وجاءت هذه العوامل في المرتبة الخامس في ترتيب العوامل المسببة للعنف المدرسي، وكان في مقدمتها غياب دور الأخصائي الاجتماعي في احتواء مشكلات التلاميذ بنسبة (37.9%)، وازدحام الفصول الدراسية بنسبة (25.8%).
4- أوضحت إجابات العينة من التلاميذ أنَّ هناك دورًا لجماعة الرفاق في العنف المدرسي دالة عند مستوى (0.01) وكان في مقدمة هذه العوامل تشجيع التلاميذ على الهروب من المدرسة بنسبة (55%) في حين بلغت أقل نسبة (41.82%) في العبارة الخاصة بالرفض من قبل الرفاق، وجاءت هذه العوامل في المرتبة الخامسة في ترتيب العوامل المسببة للعنف المدرسي من وجهة نظر التلاميذ.
وأفاد المعلمون وأعضاء الإدارة المدرسية بوجود دور لجماعة الرفاق في العنف المدرسي، وجاءت في المرتبة الثالثة في ترتيب العوامل المسببة للعنف، وكان في مقدمتها التشجيع من الرفاق على ممارسة العنف بنسبة (48.8%)، والتقليد الأعمى للرفاق بنسبة (27.4%).
5- اتضح من إجابات عينة الدراسة من التلاميذ أن هناك دورًا لوسائل الإعلام في العنف المدرسي عند مستوى (0.01)، وجاءت في مقدمة هذه العوامل الاستخدام الواسع من التلاميذ بنسبة موافقة (93.64%)، وجاءت في المرتبة الأولى في ترتيب العوامل المسببة للعنف من وجهة نظر التلاميذ.
وأفاد المعلمون وأعضاء الإدارة المدرسية بوجود دور لوسائل الإعلام في العنف المدرسي، وجاءت في المرتبة الثالثة في ترتيب العوامل المسببة للعنف، وكان في مقدمتها الاستخدام الواسع لشبكة الانترنت بنسبة (44.7%)، يليها الدور السلبي لوسائل الإعلام الليبي في التوعية والوقاية من العنف بنسبة (18.1%).
ثالثًا: العوامل الخاصة بأنواع العنف وعلاقتها ببعض المتغيرات:
1- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أنواع العنف الممارسة باختلاف جنس التلميذ (ذكور – إناث) لصالح الذكور.
2- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أنواع العنف والعمر.
3- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أنواع العنف باختلاف نوعية الأسرة (ممتدة – نووية) لصالح الأسرة النووية.
4- توجد فروق دلالة إحصائية بين أنواع العنف باختلاف المستوى الاقتصادي للأسرة (منخفض – متوسط – مرتفع) لصالح الأسر ذات الدخل المرتفع.
5- لا توجد فروق بين الذكور والإناث حيال العوامل المسببة للعنف المدرسي باستثناء العوامل الشخصية فقد كانت دالة عند مستوى (0.01).
رابعًا: نتائج تتعلق بالآثار الناجمة عن ممارسة العنف المدرسي:
بينت إجابات عينة الدراسة أنَّ هناك آثارًا لممارسة العنف المدرسي تنعكس على التلميذ والمجتمع بأسره دالة عند مستوى (0.01)، وفي مقدمة هذه الآثار زيادة نسبة الأمية في المجتمع بنسبة قدرها (85.91%) وأقل نسبة جاءت في العبارة الخاصة بتدمير الأثاث المدرسي بنسبة (44.09%).
وأفاد المعلمون وأعضاء الإدارة المدرسية بأن للعنف آثارًا سلبية تنعكس على التلميذ والمدرسة والمجتمع، وتتمثل في فقدان الشعور بالأمان لدى المعلم داخل المدرسة بنسبة (32%)، يليها تدني التحصيل الدراسي بنسبة (26%)، تدمير الأثاث المدرسي بنسبة (24%).