Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المركز القانونى للضحية فى الفقه الاسلامى الجنائي/
الناشر
جامعة الاسكندرية. كلية الحقوق،
المؤلف
العروسى، محمد عمرو أمين.
الموضوع
الضحايا الإجرامية. جرائم الاغتصاب. الجرائم. المركز القانونى.
تاريخ النشر
2006 .
عدد الصفحات
398 ص.؛
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 402

from 402

المستخلص

قد وجه الكثيرون النقد إلى المبدأ القائل بأسلمة العلوم و المعرفة ,و اعترضوا على ذلك بأن العلم دائما ما يكون محايدا وليس من الجائز صبغ العلوم سواء كانت طبيعية أم إنسانية بأي صبغة كائنا ما كانت هذه الصبغة و نحن من جانبنا أن أصحاب هذا الرأي قد جانبهم الصواب فيما جنحوا إليه ,ذلك أن الإسلام فى أوج مجده العلمي كان علماؤه يتناولون العلوم التي يدرسونها من منظور اسلامى إن صح التعبير ولا يستطيع احد أن ينكر عليهم الحياد التام و الموضوعية المطلقة فى تناولهم لموضوعاتهم العلمية ومن أمثال هؤلاء الذين نقصدهم الإمام محمد الغزالي الذي ضلع فى علوم الفلسفة وكان تناولها إياها ذا صبغة إسلامية شرعية واضحة ,ومن أمثالهم الفارابي وابن سينا الذي ضلع فى العلوم النفسية وكان من أوائل من أكدوا أن المرض لا يكون سببه عضويا فى جميع الأحوال ولا ينكر احد أن العديد والعديد من العلماء إنما تنعكس آرائهم ومعتقداتهم الشخصية فى بعض استنتجاتهم ويحاولون فى نظرياتهم اللاتي يستنبطونها إثبات صحة آرائهم ومعتقداتهم تلك , فسيجموند فرويد فى أوائل القرن العشرين كان يفسر نظرياته فى علم النفس كلها على أساس غريزة الجنس لدى الإنسان بشكل مبالغ فيه انتقد بسببه من قبل الكثيرين حتى من أتباعه من الفروديين الجدد ,وهذا داروين صاحب نظرية التطور ابتدعها وفى اعتقاده أن الله تعالى غير موجود وان هذا الكون الشاسع خلق بغير خالق ,فجات نظريته تعكس اعتقاده المغلوط مع أن كل دلائل العقل تشير إلى وجود الله وان الكون له خالق بارئ وانه من المستحيل أن يكون هذا الكون الرحيب قد خلق من تلقاء نفسه ونرى الغرب الآن عامة متأثرا فى تناوله للعلوم الطبيعية و الإنسانية بالفكر الالحادى فيفسر كل الظواهر بغير ضابط معين ولا معيار ,ومع ذلك فأن ما ننادى به من أسلمة العلوم لن يترتب عليه
أي تطرف فكرى مثل هذا الذي اتهم به فرويد ,ذلك أن التشريع الاسلامى لا يفسر الظواهر وفقا لنظرية أو مبدأ بل تتعدد منطلقاته وتتنوع نظرته للأمور بحسب طبيعتها نفسها ,ولن يترتب على أسلمة العلوم أي فكر مغلوط كذلك الذي انتهى إليه داروين ذلك أن التشريع الاسلامى لا يبنى نظرياته على أساس مغلوط مثل كون الكون خلق بغير خالق ,وهى الحقيقة التي يشير العقل و العلم إليها باستمرار وإلحاح وبغير توقف و فى ذلك يقول ألبرت ماكومب المتخصص فى علم الأحياء .