الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إذا كانت الفلسفة الحديثة قد اتسمت بسيادة الفكر المثالي و المذاهب العقلية منذ القرن السابع عشر وحتى القرن التاسع عشر من خلال فلسفات ديكارت و كانط و هيجل ، فإن القرن العشرين جاء ليحمل أسساً لاعقلية لا ترفض العقل وإنما تتخذ منهجاً مغايراً لهذه المذاهب السابقة . إذن فمعنى الأسس اللاعقلية – موضوع هذا البحث – استحداث مناهج مغايرة ترفض أن تنبع معرفتنا فقط عن مبادئ قبلية و مقولات سابقة لأننا نحيا في واقع معيش له أبعاد كثيرة جمالية وروحية و أخلاقية بجانب الأبعاد العقلية . علاوة على استحداث أمور كثيرة في عصرنا من طغيان المادية و التقدم التكنولوچي ومبدأ السيطرة واستخدام الحروب كأيديولوچيا يستتر و راءها مبدأ السيطرة ، فغدا الإنسان شيئاً أو آلة و ذريعة . - أما عن سبب اختيار موضوع البحث فهو : توجيه النظر إلى الإنسان ذلك الكائن الفريد الذي كان وما يزال محور كثير من الدراسات الفلسفية والعلمية ... إلخ . فالبحث عن الذات الإنسانية وكرامتها باعتبارها ذاتاً مسؤولة لها كيانها الحر ، هو الدافع الأساسي للبحث . حيث إن الكرامة الإنسانية والحرية هما الخيط الذي نحاول أن نتتبع مساره حتى النهاية لنرى ما إذا كانت اتجاهات البحث الأساسية قد سعت نحو تحقيق هذه الكرامة الإنسانية وهذه الحرية ، أم أن هناك في المقابل اتجاهات أخرى قد سعت نحو الطغيان عليها تحت وطأة الحضارة المادية التي جعلت الإنسان يرزح تحت أعباء التشيؤ و الآلية و الصنمية باسم التقنية و التقدم مستترة وراء ستار الحرب و منطق السيطـرة اللاعقلي. |