الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص خلق الله الانسان وجعل لوجودة غاية، واودع فيه من المواهب والطاقات والغرائز ماتعينة على تحقيق الغاية من وجودة ، الا ان فرط السره في النفوس قد يدفع البعض الا استغلال مايعتري الانسان من ضعف بشري يؤدي به الى غبن فاحش ما كان ليرضى به لو كان في ظروف عادية. ولا جرم ان التعاقد تحت تاثير الاستغلال لا يولد التزامات عادلة ؛ وهو بذلك يؤدي الى اشاعة روح التنازع والتخاصم وجحد الحقوق واكل اموال الناس بالباطل. لذلك كان لابد من رفع الظلم وتحقيق العدل في العلاقات التعاقدية حتى لا يطغى القوى على الضعيف، عن طريق اقامة التوازن العقدي بين الاداءات وخصوصا اذا كان الاختلال العقدي ناتجا عن ضعف المتعاقد الذي غبن بسبب طيشة او هواه او حاجتة الملحة او عدم خبرتة وضعف ادراكة ...الخ، واغفال ذلك يلحق بالضرر بالعلاقات الاجتماعية بين الافراد، ويفتح الباب امام المستغلين لنهب الثروات الناس تحت ستار حرية العقد، لا سيما بعد ان فشلت النظرية التقليدية لعيوب الارادة في تحقيق التوازن العقدي الذي ينشدة اطراف العقد. ولقد اثبتت الدراسة ان الاخذ بنظام الاستغلال يعتبر من افضل الوسائل القانونية لتنقية الروابط لعقدية من الغبن الناتج عن الاستغلال على اساس من العدل والمساواه والرضا المتبادل، ويعمل في نفس الوقت على تدعيم وتقوية الاسس الاخلاقية في نطاق الالتزامات القانونية والتي تدعو الى الالتزام بالصدق والمصارحة والامانة التي يركن اليها المتعاقدون عادة، لانها تحقق مصالحهم على السواء. ويبرز هذا الجانب الاخلاقي واضحا في القواعد واحكام الفقة الاسلامي التي تدعوا الى اقامة المجتمع الفاضل الذي يعيش فيه الناس متساوين ومتعاونيين على اختلاف اجناسهم والوانهم والسنتهم، فلا يستغل بعضهم بعضا ولا يعتدي احدهم على الاخر. |