الفهرس 
العنوانيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 158 |  |  |
| | | from | 158 | | |
المستخلص
تعد سوريا من أجمل مدن العالم الإغريقى والروماني القديم، وقد مرت بأحداث تاريخية سياسية مؤثرة وبها ما يؤهلها من مناخ ومكانة جغرافية مميزة عن غيرها من دول العالم القديم، فساعد ذلك على ظهور الرخاء والغنى عن طريق التجارة التى كانت إحدى مميزاتها وسماتها، ولا يمكننا أن نغفل وضعها الدينى المتفرد وكونها أحد أهم معاقل الدين المسيحى منذ بداياته فى فترات ضعفه ثم انتشاره وسيادته انطلاقا منها بواسطة رهبانها وقساوستها، بجانب تواجد المراكز اليهودية بها من معابد يهودية وعدد كبير لليهود كان له بالتاكيد تأثير ليس على سوريا القديمة فقط بل تأثير امتدد لأطراف الإمبراطورية الرومانية شرقًا وغربا، وشمالاً وجنوباً، فنعلم أن هناك قلاقل يهودية ضخمة ومؤثرة انطلقت أول ما انطلقت فى سوريا ثم انتشرت بسرعة البرق لسائر الإمبراطورية الرومانية كلها، ولذلك نجد أن كل تلك المؤثرات السياسية والاقتصادية والدينية كان لها أبلغ الأثر على الإنتاج الفنى الناشئ فى سوريا وكان بمثابة مرآة عاكسة للأوضاع السياسية والاقتصادية والدينية تصدر إلى الأنتاج الفنى بسائر الإمبراطورية، وقد توافر لدينا وتجلت بها مجموعة من اللوحات الفسيفسائية الضخمة والتى كشفت عنها الحفائر، وتم العثور عليها إما فى منازل خاصة أو مبان عامة، ولا سيما فى الحمامات، وقد تم سرد التاريخ الفني والتطور الفني للمدينة من خلال لوحات الموزايكو بسوريا منذ القرن الأول الميلادي وحتى القرن السادس الميلادي، وقد أمدتنا تلك اللوحات ببيانات فريدة للنواحي الفكرية والحياة اليومية لأهل سوريا، وقد زودتنا بالناحيتين الفنية والفكرية من تاريخ سوريا.