الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 202 |  |  |
| | | from | 202 | | |
المستخلص
الطفولة هي الأساس نحو تقدم الشعوب والأطفال هم الطريق إلى مجتمع أفضل ، حيث ترتقي الدول بمقدار ما تقدمه للأطفال من رعاية واهتمام ، والاتجاهات الحديثة في التربية تؤكد على الاهتمام بتربية الطفل بمفهوم النمو الشامل المتكامل للطفل عن طريق الفن ، ولهذا الاتجاه فلسفة متميزة اندمجت فيها أساليب التربية مع أساليب الفن عامة ، واستحدثت وسائل وأساليب وأدوات في الأنشطة الفنية بوجه عام هدفها تنمية الطفل تنمية شاملة ومتكاملة ومنها الأنشطة الموسيقية ، فيمكن القول أن الموسيقى تلعب دورا هاما في تنمية شخصية الطفل من النواحي العقلية والجسمية والانفعالية والاجتماعية ، ويرجع ذلك إلى طبيعة الموسيقى وقدرتها على اختراق الأعماق البشرية والتأثير فيها (1).
وقد أكد إدوين جوردن Edwin Gordon (2) أن كل إنسان يولد لديه استجابة طبيعية لصوت الموسيقى ويستطيع أن يتحكم في حركة جسمه ليبدع في الموسيقى وهذا ما نسميه الموهبة ، ولو أن هذه الموهبة تختلف من واحد لآخر إلا أن كل طفل يتأثر إلى مدى كبير بالموسيقى ، ويشير جوردن أن الوقت المناسب لتعلم الطفل الموسيقى يبدأ خلال سنواته الأولى.
فالموسيقى (فن – وعلم – ولغة ) فهي من أقدم الفنون التي عرفها الإنسان وإن لم يكن هو صانعها كغيرها من الفنون ، فمن حيث كونها فن فالموسيقى يجب أن تكون ممتعة للأذن لإحداث الرضا النفسي والهدوء الوجداني ، ومن حيث كونها علم فالموسيقى ارتبطت بالعلوم الطبيعية نتيجة لاعتمادها على الصوت الذي يمكن قياس أطواله وتميز كل صوت عن آخر تبعاً للتموجات التي يصدرها ، ومن حيث كونها لغة فهي لغة عالمية يمكن أن تخاطب جميع الشعوب بلسان واحد وإن اختلفت لهجاتها (3) .
ومن هذا المنطلق فتعتبر الموسيقى مصدراً من أهم مصادر التعلم للطفل مما دعا بعض الباحثين إلى استخدام التربية الموسيقية في تقديم بعض المواد الدراسية للطفل. وقد أشار تايلور Taylor إلى أن هناك اتصالا وارتباطا بين الموسيقى ومواضيع فيزيقية عن طريق الذبذبات الصوتية وذلك خلال تجاربه ، وقد أشارت العديد من الدراسات والبحوث مدى الترابط بين الموسيقى والمواد الأخرى وخاصة الرياضيات ، واستخدامها لتقديم بعض المفاهيم والمعارف التعليمية.