![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص من المدهش أن أصل الكلمة الإنجليزية ” ماسك –Mask ” لم يأتى من جذور لاتينية ولا يونانية ، بل استمدت من الكلمة العربية ”مسخر”. وقد استخدمت الأقنعة فى جميع أنحاء العالم منذ العصر الحجرى القديم واستمرارا عبر كل العصور . وربما كان أقدم استخدام للأقنعة الطقسية مرتبطا بعملية الصيد . كما لعبت الأقنعة دورا مهما فى الشعائر السحرية- الدينية لمعالجة وشفاء الأمراض . وفى مصر الفرعونية ، بديهى أن يقترض أن الكهنة لبسوا الأقنعة ، مصورين بذلك الآلهة أثناء الدراما الدينية . فقد حلق الكهنة الرجال شعر رؤوسهم تماما ولبسوا أقنعة بطراز الخوذة ، وساعدت حشوات الباروكة على تغطية منطقة الانتقال ، أى الرقبة ، فشوهدت حشواتها منسدلة على كلا الكتفين ، وعملت الأحمال المضادة على ظهر الرقبة على إيجاد توازن مع ثقل هذه الأقنعة .بينما ارتدت الكاهنات أقنعة ملائمة للوجه فقط ، وربطت تلك الأقنعة بسيور تحت الشعر الأصلى أو تحت باروكة الشعر . وكثيرا ما ارتدى الكهنة مثل هذه الأقنعة الحيوانية فى الأعياد والاحتفالات العامة ، وكانت هذه الأقنعة عالية ، بحيث يمكن للجمهور مشاهدتها ، مما أضفى على المناسبة روعة وجوا أسطوريا . وكانت فكرة ألأقنعة الحيوانية ملائمة أيضا أثناء تتويج الفرعون ، حيث يخفى الكاهن شخصيته وراء القناع ويتصرف كنائب عن الآلهة ، أثناء إلباس الفرعون قناع بهيئة رأس الصقر . وكثيرا ما شوهد على الآثار المصرية مناظر لكهنة أنوبيس الذين يرتدون أقنعة بشكل رأس ابن آوى أثناء إزالة الأعضاء الداخلية للمتوفى . وقد خدمت أقنعتهم وظيفتين عمليتين ، أولا : حمت تلك الأقنعة أنوف الكهنة من الروائح الكريهة وبودرة النطرون المستخدم فى التحنيط . والسبب الآخر ، هو أن أمثال هؤلاء الناس ممن يتعاملون مع أجساد الموتى ، كانوا منبوذين ,أرادوا دائما أن تظل هويتهم مجهولة اجتماعيا . ووضعت الأقنعة الجنائزية فوق رؤوس المومياوات بهدف حماية الرأس الأصلية من الفقد أو الضياع وإن كان لهذه الأقنعة دورا أكثر أهمية ، فقد صورت الأقنعة الجنائزية المتوفى فى الحالة المقدسة ، التى تمناها لنفسه فى العالم الآخر بعد الموت ، محاولا من خلالها أن يتطابق مع إله الموتى أوزير ومع إله الشمس رع ، الضامنين المزدوجين للبعث . وسواء ارتديت الأقنعة بواسطة الأحياء أم بواسطة الأموات ، فقد لعبت دورا متشابها خاص بالتحول السحرى للشخص العادى محدود القدرات لإلى حالة مقدسة واسعة القدرات . |