الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 59 |  |  |
| | | from | 59 | | |
المستخلص
أهم النتائج التى تم التوصل إليها من خلال هذه الدراسة هى :
- كان هناك فكر نقدى فى عصر النهضة ارتبط بالإصلاح و التجديد و يمكن تصنيف اتجاهات فكر النهضة إلى ثلاثة اتجاهات يمثل أولها الوقوف عند التراث والذى وجد فيه أصحاب هذا الاتجاه السبل للخروج من التخلف و قد ركز هذا الاتجاه على نقد الحضارة الغربية بشكل عام ويمثل الاتجاه الثانى الاستفادة التامة من الحضارة الغربية وهذا الاتجاه نجد فيه ايضا بعدا نقديا إذ يبين لنا أوجه القصور التى نجدها عند أصحاب التيار الأول كما ينتقد مجالات كثيرة من التراث أما الاتجاه الثالث و الذى يمثل نوعا من المزح بين الاتجاه الأول و الاتجاه الثانى فإننا نجد عند أصحابه أيضا بعدا نقديا واضحا.
- وفى واقع الأمر لا يمكن أن نفهم أبعاد مشروع نقد العقل العربى عند محمد عابد الجابرى و مشروع نقد العقل الإسلامى عند محمد أركون من دون الرجوع إلى فكر رفاعة رافع الطهطاوى و جمال الدين الأفغانى و عبد الرحمن الكواكبى و سلامة موسى و غيرهم من المفكرين نقديين الذين حملوا لواء إصلاح الفكر و المجتمع فى الفترة الممتدة من الصف الثانى من القرن التاسع عشر إلى النصف الآول من القرن العشرين.
- نتيجة الآزمة التى يمر بها العالم العربى برزت ثلاث مقاربات فى الفكر العربى المعاصر ركزت المقاربة الاولى على نقد المجتمع و ركزت المقاربة الثانية على نقد الدولة بينما ركزت المقاربة الثالثة على نقد الفكر من الذين اهتموا تحليل ونقد المجتمع العربى وإبراز بنيته الاجتماعية والاقتصادية هشام شرابى وحليم بركات أما برهان غليون و خلدون حسن النقيب و سعد الدين إبراهيم فاهتموا بنقد النظام السياسى. لكن أزمة العالم العربى لا تكمن كليا فى النظام السياسى أو فى بنية المجتمع العربى بل لها جذور فى نظام الفكر و طرق التفكير و منظومات القيم فأزمة البناء الاجتماعى و الاقتصادى و السياسى لا تنفصل عن أزمة الفكر ذلك أن الفكر يتشكل فى إطار جدلى مع الواقع المعيشى فالفكر من حيث كونه إنتاجا ثقافيا هو إنعكاس للواقع ومن الذين اهتموا بأزمة الفكر العربى محمد عابد الجابرى ومحمد أركون. إن الإشكالية التى شغلت الجابرى شغلت أركون وهى السبيل إلى تحديث العقل العربى الإسلامى من خلال إحداث قطيعة مع آليات الفكر العتيقة الآليات التى لاتزال مهيمنة على الفكر إلى يومنا و لهذا اختار كل واحد منهما عنوانا لكتابه الأساسى يحيل إلى هذه الإشكالية فكتب الجابرى (نقد العقل العربى) وكتب أركون (نقد العقل الإسلامى) الذى ترجم إلى العربية تحت عنوان (تاريخية الفكر العربى الإسلامى).