الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد حث الاسلام على التعليم فأقبل المسلمون عليه وانتشر فى المساجد والجوامع فى جميع بلاد العالم الاسلامى وكثرت الحلقات التعليمية فيها بجانب الصلاة والعبادة واحس المسلمون خلال مسيرتهم الحضارية انهم حقا فى حاجة الى انشاء مدارس علمية ومعاهد عالية حتى لا يحدث ضجيج فى المساجد الضيقة فى اثناء الدرس بسبب الجدل والمناقشة فى الدروس الامر الذى يتنافى مع قدسية المساجد ولقد تسابق الخلفاء والمسلمون فى انشاء المدارس الاسلامية واعدوها اعدادا كاملا وبنوا فى كل مدرسة كبيرة ايوانا اى قاعة متسعة للمحاضرات بحيث تسع عددا كبيرا من الطلبة المتشوقين لطلب العلم وقسما داخليا ليقيم فيه الطلاب ويتفرغون للدراسة ومساكن خاصة بالمدرسين والعلماء الذين يقومون بالتدريس وانشأوا بها جميع وسائل الراحة من المرافق ودورات المياه والمطبخ الذى تطهى فيه الاطعمة والمطعم الذى يتناولون فيه طعامهم. وكان لكل مدرسة ايراد خاص يؤخذ من الاوقاف التى وقفت على المدرسة للانفاق على طلبتها واساتذتها. وقد عنيت تلك المدارس الدين الاسلامى والفقه على المذاهب السنية الاربعة والتوحيد واللغة العربية ونشر العلوم والمعارف وتقوية مذهب اهل السنة ومقاومة المذهب الشيعى الامر الذى ادى الى تطور المجتمع الاسلامى وذلك عن طريق التغيير الذى شمل الحياة التعليمية فى العالم الاسلامى وهذا بسبب ظهور المدارس الاسلامية والتى تعتبر نقطة تحول خطيرة فى تاريخ التعليم العربى الاسلامى. هذا كله هو الذى جعل الباحث يأخذ على عاتقه دراسة المدارس الاسلامية فى العالم الاسلامى منذ نشأتها حتى الفتح العثمانى وبيان اثرها التربوى على التعليم العربى وذلك بعد ان تبين ان مثل هذا الموضوع فى حاجة دراسة خاصة به فكانت هذه الدراسة التى نحن بصددها. ويتضح اهمية البحث الحالى ان هذه المدارس وما تركته من بصمات فى حياة المجتمع الاسلامى لم تحظ بالقدر الكافى من العناية ولم تفرد لها دراسة رغم مالها من دور عظيم فى المجتمع الاسلامى ومن هذا الدور العظيم للمدارس وما تمثله فى التراث التربوى العربة الاسلامى تظهر الحاجة الماسة الى دراسة هذه الصحوة التربوية التى تمثلت فى الحركة المدرسية التى شملت ربوع العالم الاسلامى فى الشرق وذلك لصلة هذه الصحوة بالانظمة التربوية السائدة فى مجتمعنا العربى الاسلامى المعاصى ولم لهذه المدارس من دور طليعى بارز هام فى تطور الفكر التربوى العربى الاسلامى وذلك ابان ظهورها. |