الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 267 |  |  |
| | | from | 267 | | |
المستخلص
تشكل دراسة الفعل الإنسانى مدخلا هاما لتحليل المشكلات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية التى تجابه الإنسان على إختلاف العصور. وضرورة من ضرورات التعرف على القضايا الكبرى التى تجابه المجتمعات الإنسانية على إختلاف مستويات تطورها وتنوع تجاربها الثقافية والحضارية. كما تكمن أهمية دراسة الفعل الإنسانى فى إطار النظرية الإجتماعية المعاصرة فى التوجهات النظرية والعملية الجديدة التى برزت مع بدايات القرن العشرين حيث بدا واضحا الميل نحو التحرر من المقولات الفلسفية العامة والتصورات الشمولية وظهر التركيز على موضوعات أقل شمولية وبصورة منعزلة عن حركة الكلية الإجتماعية فى السياق التاريخى. وقد تناولت هذه الرسالة مشكلة مهمة دارت حول قضية من أهم قضايا النفس البشرية تقع فى نطاق بيولوجيا الفعل الإنسانى ولكنها تختص بجزء محدد منها هو : ” علاقة الإرادة الفردية بالأسس البيولوجية للفعل الإنسانى ” فهل ما يتحكم فى أفعالنا وردود أفعالنا البيئة الخارجية؟ أم البيئة الداخلية؟ أم الجهاز العصبى؟ أم التركيب البيولوجى والجينى؟ أم أن هناك عوامل أخرى لها تأثير على أفعالنا؟ أم أنها جميع ما سبق؟ ومنها سوف نعرف ما هى العوامل الرئيسية التى تحدد معالم كل إنسان. ففى الماضى وحتى وقت قريب كان الفلاسفة ثم علماء النفس يهتمون ببحث هذه القضية .. لمحاولة معرفة العوامل المسئولة عن تشكيل السلوك البشرى وتتركز أنظارهم حول الظروف البيئية. لكن دراسة حديثة إتجهت إلى تأثير العوامل البيولوجية والجينية بإعتبارها المحددة للسلوك .. ثم تجئ الظروف البيئية والإجتماعية لتؤكد أو تضعف من تأثير هذه العوامل. فقد آن الآوان لكى تتحرك دراسة الشخصية من الجانب النفسى إلى الحقيقة البيولوجية .. حتى نستطيع الإجابة على السؤال الصعب وهو : ما الذى يجعلك نفسك؟ لتوكد أن علم البيولوجيا قادر على دراسة وتحليل ذلك عن طريق الإجابة عن بعض الأسئلة منها : ما تأثير التكنولوجيا البيولوجية والطبية المتقدمة فى حياة الفرد وتكوينه؟ وما الدافع الأساسى لعملية التطور؟ وهل الإنسان كائن فريد؟ ولماذا يختلف الأفراد عن بعضهم البعض؟.