Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مظاهر الغنائيه في شعر احمد رامي.
الناشر
جامعة عين شمس. كلية الآداب. قسم اللغة العربية وآدابها
المؤلف
حسين,فاتن سيد احمد
تاريخ النشر
2003
عدد الصفحات
247 ص
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 414

from 414

المستخلص

ولد أحمد رامي في 9 أغسطس عام 1892 ، بحي الناصرية بالسيدة زينب بالقاهرة والنغم ملء أذنيه ؛ فقد ولد في مندرة لا تخلو من عازف أو مغنٍ من أصدقاء والده هواة الموسيقى ، وأخذت الأنغام مسراها إلى مهد الغلام الوليد ، فأخذ ينصت إلى الغناء في مهده تاركاً البكاء ، وبهذا منحته الطبيعة إحدى وسائل الشعر وهي الغناء والطرب . وعندما تجاوز أحمد سنوات الطفولة الأولى ، اصطحبه والده معه في سفره إلى جزيرة طاشيوز ، إحدى جزر بحر إيجه على بعد ست ساعات بالمركب الشراعي بين مدينة قولة مسقط رأس محمد علي ، حيث كان والده يعمل طبيباً بالجيش الألباني هناك ، حينما كانت تلك الجزيرة تابعة للحكم التركي ، ذهب أحمد مع أبيه ، وقضى بها عامين كاملين ؛ ذهب وسنه السابعة ، وعاد وسنه التاسعة ، وتلك هي سنوات التفتح في أخيلة الطفولة ، ومرة أخرى تمنحه الطبيعة وسيلة ثانية من وسائل الشعر وهي الخيال ، وهكذا تفتح خيال الشاعر على غابات اللوز والنقل والفاكهة والبحر والموج والشاطيء . وعاد رامي من هذه الجنة ليلتحق بالمدرسة في القاهرة ، عاد وقد أتقن اللغتين التركية والرومية ، وهما لغتا أهل تلك الجزيرة ، ترك أحمد أبويه هناك وأقام عند بعض أهله في بيت يقع في حضن المقابر بحي الإمام الشافعي ، فاستوحشت نفسه وانطوت على هم وحزن عميقين ، وبهذا تدخلت الطبيعة مرة ثالثة في تكوين شاعرية هذا الشاعر من أجل منحه وسيلة ثالثة من وسائل الشعر وهي التأمل والسكون والحزن ، وكلها أشياء تعمق رؤية الشاعر. عاد رامي من الجنة إلى اليباب وجو من الصمت قريب من الكآبة ، فتعلم رامي الحزن العميق . دخل أحمد رامي كتّاب الشيخ رزق ، ثم مدرسة السيدة عائشة ، ثم مدرسة المحمدية عام 1903 ، وعندما عاد أبوه من طاشيوز ، عادت الأسرة إلى بيتها القديم بحي الناصرية ، ولكن سرعان ما التحق والده بالجيش ، فسافر إلى السودان وترك أحمد في رعاية جده ، وهو شيخ في السبعين يسكن بحي الحنفي ، فعاودته الوحشة ، وكادت تعصف به لولا أن خفف حدتها نافذة في غرفته كان يطل منها على تخوم مسجد الحنفي ، ليستمع طيلة الليل إلى مجامع المتصوفة يتلون أورادهم ، ويرددون ابتهالاتهم واستغاثاتهم في نغم جميل ، وتتدخل الطبيعة مرة رابعة لمنحة عنصراً رابعاً من عناصر تكوين شاعريته ؛ وهو النغم الصوفي المتمثل في التراتيل والأوراد الروحانية والتي تركت آثارها على شعر رامي فيما بعد .