![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تناولت الدراسة المكان مغلقا ، فرصدت وحداته ، و أحيازه ، و أركانه و زواياه ، و التي كشفت عن أبعاد نفسية و اجتماعية ، وحضارية فكانت مرآه للمكان عكست مواقفهم منه قبولاً و رفضا ، و مهانه . و جاء التشكيل الفني يحمل بين طيانه أدوات علي تنوعها ، تحمل وعاء لغويا ، كشف عن المفردة المعجمية داخل سياقاتها المكانية ، فبرزت بعض المفردات و الألفاظ ، باعتبار كثرة دورانها أو قلتها في وعائهم اللغوي الذي جمع و الريف ، و القرية ، و الواحة ، و الربي ، و الروض ، و الحديقة ، و البستان و المدينة ببعديها الشرقي و الغربي ، و كذلك البيت ، و الدار ، و الكوخ ، و الشرفة ، و النافذة ، و الباب ... الخ . تعكس ارتباطا قويا أو تحاملا علي المكان و حملت ألفاظهم معاني الطهر ، و النقاء ، و الصفاء ، و كذلك الغدر و الخيانة و النفاق و التملق و الرياء ، و جاء تنوع مفرداتهم تعبيراً عن مواقفهم من المكان من خلال وسائل أخري كالتكرار و التقابل . و شمل البعد الجمالي في تشكيلهم الفني للصورة الشعرية ، و جاءت صورهم المتعددة الأنماط و الوسائل في نشيج المكان داخل القصيدة كما جاءت صورهم لوحات تعبيرية وصفية للمكان في وحدات كلية ، تحدد ألوانها و أبعادها دواخلهم ، في بعد نفسي يعكسه الخارج ، فكانت صورهم الوصفية مثالا لتلك الرؤى و التجارب و جاء الرمز ستارا يكشف عن ذواتهم في غموض يند عن التحديد – أحيانا – و يحمل الرمز الاستعاري ، و يبني عليه و يعدده من خلال بعض الأماكن التي تحمل رموزاً تعتمد علي الإيحاءات التي تعبر عن عالم الداخل أكثر مما تعبر عن الأشياء الخارجية كما لجأوا إلى الرمز الأسطوري باعتباره امتداداً لوجودهم ، يعكس صورهم في معتقداتهم التراثية و الدينية ، و الاسطورية ، حيث يختلط الخيال بالواقع ، ومن قوي غيبية ورد المواقف و الشخصيات و الأحداث إلى مواقف عصرية ، و استخدامه كقناع تتحرك داخله أمنيات الشاعر و تطلعات جيله ، و قضايا مجتمعه . |