Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
قضايا الشباب في الخطاب السياسي المصري
دراسة ميدانية
الناشر
الآداب/الاجتماع
المؤلف
إبراهيم إسماعيل عبده محمد
تاريخ النشر
2006
عدد الصفحات
297
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 302

from 302

المستخلص

انصب اهتمام هذه الدراسة بصفة أساسية علي إنجاز هدف محوري تمثل في : محاولة الوقوف علي مدي الاتساق أو التباين بين أطروحات الخطاب السياسي المصري وفقا ً لتوجهاته المعلنة بصدد معالجة القضايا الحيوية المتعلقة بالشباب ، وكل من : توقعات الشباب ، واحتياجاتهم أو مطالبهم الملحة في هذا الخصوص ؛ بوصفهم جماعات مصالح من جهة ، والحاجة الماسة إلي تعامل كل من القيادة السياسية والحكومة بواقعية وفاعلية مع قضايا الشباب من جهة أخري . وقد تطلب تحقيق هذا الهدف علي النحو المبين ، صياغة مجموعة من التساؤلات الجزئية الرامية في مجملها إلي إنجازه . وهو ما استلزم بدوره اعتماد الدراسة علي عدد من الأساليب المنهجية التي تتفق ومضامين تلك التساؤلات ، جنبا ً إلي جنب مع الاعتماد علي أداة محددة لجمع البيانات ، وعينة خطابية و ميدانية تتلاءم - قدر الإمكان - والإشكالية البحثية المثارة . وفي السياق نفسه فقد ارتكز المدخل النظري للدراسة الراهنة في مجمله علي مجموعة من المقولات التي طورت علي أساسها طريقتها المنهجية في تحليل الخطاب السياسي ، استنادا ًً إلي أسلوب التحليل الكيفي ، علي أساس المزاوجة بين البحث في المحتوى الكامن ، واستيعاب النص الظاهر على مستويين متلازمين ؛ يتمثل الأول في تحليل ما يصدر عن منتجي الخطاب السياسي المصري ويعلنون عنه صراحة ، وعلى نحو محدد إزاء موضوع الدراسة ، والمتمثل في قضايا الشباب مثار الاهتمام ، دون اللجوء – في هذا المستوى – لتأويل معطيات الخطاب السياسي الرسمي إلا في نطاق مقنن ، وليس على الإطلاق ، فقط بغرض بيان بعض أوجه الالتباس أو الغموض المتضمنة في هذا الخطاب . وقد تعمد الباحث ذلك لخشيته من أن تدفعه الاستفاضة في التأويلات الخطابية - دون قصد - إلى الابتعاد عن الحيادية والموضوعية العلمية في عرض التوجهات الرسمية . أما المستوى الثاني فيدور حول تحليل ما يتفهمه القارئ من الخطاب السياسي الموجه إليه ؛ وهو ما يعنى هنا الاهتمام بتحليل رؤى الشباب المصري في كيفية معالجة الخطاب السياسي لقضاياهم ، ليس على نحو ما يوضحه الخطاب ذاته ، بل على نحو ما يدركونه هم أنفسهم من اهتمام رسمي بتلك القضايا المشار إليها . وقد خلصت الدراسة من تطبيق إجراءاتها الموضحة بتفصيلاتها المتضمنة عبر فصولها المختلفة ، ومن خلال تحليل أطروحات الخطاب السياسي المصري الصادر عن كل من القيادة السياسية والحكومة ، ومقارنة نتائج ذلك بتلك التي أمكن الانتهاء إليها من تحليل واقع رؤى الشباب إزاء قضاياهم موضع الدراسة كل علي حده ، خلصت إلي أن هناك حالة من التباين أو الانفصال بين المحتوي الكامن في الأطروحات الخطابية من جهة . وتوقعات الشباب ، واحتياجاتهم أو مطالبهم الملحة والمأمولة في ذات الصدد من جهة أخري . يضاف إلي ذلك كون تلك الأطروحات الخطابية لم تتمكن - وطبقا ً لرؤى الشباب - من أن تبلور تصورات تتسم بالواقعية والفعالية المطلوبة في التعامل مع قضاياهم ، وبما يساعد علي معالجتها بالشكل الأمثل ، في أدني مدي زمني ممكن ؛ وبما يكون من شأنه التخفيف من حدة معاناة الشباب الذين تفاقمت مشكلاتهم حاليا ً بدرجة كبيرة . الأمر الذي بات يشكل خطرا ً محدقا ً يهدد مستقبل أوضاع الشباب في المجتمع المصري ، ومن ثم يهدد بالتبعية موقع المجتمع المصري ذاته في مصاف المجتمعات المناظرة علي المستوي العالمي بالنظر إلي محورية دور ومكانة الشباب . وبقول آخر فقد ثَبُتّ من مراجعة النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن الخطاب السياسي المصري لا يزال عاجزا ً عن إقناع الشباب بأطروحاته ؛ بدليل رؤاهم المبينة إزاء قضايا الدراسة بأبعادها المختلفة ، والتي تعكس في مجملها سيادة اعتقاد متزايد لدي الشباب بعدم مصداقية الخطاب السياسي الرسمي ، وكونه مجرد مظهر بروتوكولي فقط لا يعبر عن الواقع الحياتي لهؤلاء الشباب ، والذين باتوا يواجهون تحديات أكثر صعوبة واستفزازا ً عن ذي قبل .
وقد اشتمل التقرير النهائي للدراسة بجانب المقدمة النظرية والمنهجية والتي ألقت الضوء علي كل من : إشكالية ، وأهمية ، وهدف ، وتساؤلات الدراسة ، وكذا الإجراءات المنهجية المتضمنة في إطارها من حيث : نوع الدراسة ، والأساليب المنهجية التي تم الاستعانة بها ، وعينة الدراسة من ناحية : مداها الزمني / حجمها ، ومبررات اختيارها ، وطريقة التحليل ومعالجة البيانات ، إضافة لأدوات ومصادر جمع البيانات ، وأخيرا ً مجالات وأقسام الدراسة الرئيسية . اشتمل علي عشرة فصول ومناقشة ختامية ، عرض الفصل الأول لمفاهيم الدراسة ؛ وذلك في محاولة للإحاطة بدلالتها ، والأبعاد التي تكتنف معالجتها ، ورؤية الدراسة إزاءها ، وإزاء القضايا موضع البحث والتحليل ، ومعايير اختيارها على النحو المبين . أما الفصل الثاني فقد ركز علي استخلاص رؤى المداخل والاتجاهات النظرية المختلفة- (الماركسية- الوظيفية - الفينومينولوجية - الإثنوميثيودولوجية - النقدية - البنائية - ما بعد البنائية)- إزاء موضوع البحث في ضوء مقولات كل منها على حده . ثم يختتم الفصل برؤية نقدية وتوضيح للمدخل النظري للدراسة ومنهجيتها في تحليل الخطاب السياسي . وتناول الفصل الثالث الدراسات السابقة ذات الصلة بجانب أو أكثر من جوانب إشكالية البحث ، وذلك على عدة مستويات مترابطة تضم تلك التي تم إجراؤها علي كل من : المستوى المحلى ” في نطاق المجتمع المصري ” ، والقومي ” في نطاق المجتمع العربي ” ، والعالمي ” في نطاق مجتمعات أجنبية مغايرة ” ، وانتهي الفصل بخاتمة تتضمن أهم الملاحظات المستخلصة ، وبيان بأبرز أوجه الإفادة من الدراسات الموضحة . في حين اهتم الفصل الرابع برصد ملامح الواقع : الاقتصادي ، والاجتماعي ، والسياسي المصري في انعكاساته علي كل من قضايا الشباب ، وكذا السمات العامة المميزة للخطاب السياسي ، والذي يفترض أنه يتجه كأحد أولوياته الأساسية نحو معالجة هذه القضايا . وأخيرا ً تبرز الحاجة إلى تناول قضايا الشباب المصري في ضوء العولمة ، وما لها من انعكاسات ، وما تفرزه من تأثيرات ، لاسيما مع امتداد آثار العولمة بتداعياتها المتشابكة لتشمل العالم بأسره ، وليس فقط باعتبار الشباب الفئة الأكثر تأثرا ً من غيرها بالمتغيرات الدولية ، والإقليمية ، والمحلية المحيطة ، بل باعتبارهم أيضا ً أكثر فئات المجتمع المعنية بالمستقبل ، والذي تتأسس معالمه استنادا ً إلى معطيات الحاضر . وفي سياق متصل فقد عرض كل من : الفصل الخامس ، والفصل السادس ، والفصل السابع ، والفصل الثامن علي التوالي لقضايا : ( البطالة - أزمة الإسكان - التعليم - المشاركة السياسية ) ، من خلال التركيز على ثلاثة محاور محددة تتسق وهدف الدراسة وتساؤلاتها موضع البحث ؛ حيث يتضمن المحور الأول الإشارة إلى خلفية عامة حول القضية من خلال التطرق إلى بعض الجوانب ذات الصلة بأبعادها كمدخل يؤسس لكل من : المحور الثاني والذي ينصب الاهتمام في إطاره على تحليل أطروحات الخطاب السياسي المصري إزاء القضية كما تتجلى في : توجهات القيادة السياسية ، والسياسات والبرامج الحكومية المعلنة ، وكذا الخطط والإجراءات التنفيذية الفعلية . وأخيرا ً المحور الثالث والذي يتناول القضية من منظور الشباب كما يكشف عن ذلك - تفصيليا ً- تحليل رؤاهم الميدانية . وعرض الفصل التاسع لتقييم مواقف القيادة السياسية والحكومة في التعامل مع قضايا الشباب ، جنبا ً إلي جنب مع توضيح تصورات الشباب بشأن مستقبل قضاياهم ؛ وذلك بقصد الوقوف علي الأبعاد الأساسية للسيناريوهات المحتملة إزاء الأوضاع المستقبلية لتلك القضايا ، والمؤشرات الداعمة لكلا ً منها علي حده في ضوء واقع المجتمع المصري ، إضافة إلي بعض المحاور الأخرى ذات الصلة في هذا السياق . وأخيرا ً جاءت المناقشة الختامية لتتضمن حصاد الدراسة ، وما خلصت إليه من تطبيق إجراءاتها المبينة بتفصيلاتها المتضمنة عبر فصولها المختلفة ، وهو ما تم إيجازه في محورين رئيسيين : يدور الأول حول مدي تحقيق الدراسة لهدفها ، وإجابتها علي تساؤلاتها المبينة في ضوء مدخلها النظري ، ونتائج الدراسات السابقة . أما الثاني فقد عمدت الدراسة في إطاره إلي صياغة رؤية إستشرافية حول مستقبل قضايا الشباب المصري في الفترة القادمة ، اعتمادا ً علي النتائج التي أفضت إليها الدراسة في جوانبها المختلفة ، جنبا ً إلي جنب مع ما اشتملت عليه من عرض للتراث السوسيولوجي المتوافر حول ذات القضايا .