Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الصورة الشعرية عند ديك الجن (161ه - 236 ه) /
المؤلف
مصطفى، زينب على بسيونى على.
هيئة الاعداد
باحث / زينب على بسيونى على مصطفى
مشرف / أحمد حسين عبد الحليم سعفان
مناقش / عبد الحميد عبد العظيم القط
مناقش / مختار عطية عبد العزيز
الموضوع
الشعر العربى - تاريخ ونقد.
تاريخ النشر
2010.
عدد الصفحات
130 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية
تاريخ الإجازة
1/1/2010
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم اللغة العربية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 380

from 380

المستخلص

ديك الجن ” هو أبو محمد عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب بن عبد الله بن رغبان بن زيد بن تميم الكلبي الملقب بديك الجن ” وهو شاعر حمصي ولد ومات بحمص ، وهو سلماني لان أصل آبائه من سليمة ” أصله من أهل سَليمّة ، ومولده بمدينة حمص ، وتميم أول من أسلم من أجداده على يد حبيب بن مسلمة الفِهْريِّ، أخذ محارباً ، وكان يفخر على العرب ويقول : ما لهم من فضل علينا ، أسلمنا كما أسلموا . وهو من شعراء الدولة العباسية ، ولم يفارق الشام ولا رحل إلى العراق ولا إلى غيره منتجعاً بشعره ، ولا متصدياً لأحد .” وقد غلب على الشاعر لقب ” ديك الجن ” حتى كاد يُطمس اسمه فقد أصبح الشاعر مشهوراً بهذا اللقب أكثر من اسمه ، فنجد كتب الأدب تذكر اللقب بدل الاسم .وهناك عدة أسباب ذكرت في كتب التراث تعلل سبب تسميته بهذا الاسم وأول هذه الأسباب؛ إدمانه الخروج إلى البساتين يقول الدميري: ” ديك الجن دويبة توجد في البساتين ، إذا ألقيت في خمر عتيق حتى تموت .وتترك في محارة .وتسد رأسها وتدفن في وسط الدار ،فانه لا يوجد فيها شئ من الأرضة.” والسبب الثاني وهو ربط بين عيني ديك الجن الملونتين وبين ألوان الديك المتعددة ، ولهذا شبه بالديك ” سمي بديك الجن لان عينيه كانتا خضراوين.” والسبب الثالث وهو ذكره الديك في شعره عندما رثى ديكاً لأبي عمرو عمير بن جعفر ، كان عنده فذبحه وصنع عليه دعوة . وبها لقب ديك الجن. كان لقاء ” ديك الجن ” بورد لقاء هز حياة الشاعر وقلبها رأسا على عقب، فحينما يعيش الشاعر حياته العابثة الماجنة جرياً وراء الملذات يرتبط بهذه الفتاة النصرانية ، وكان هذا الارتباط الذي غير وجه الحياة بالنسبة له، وجعل من قصته مع ورد دربا من الأساطير التي خلدتها كتب التراث. ”ورد” هي فتاة نصرانية أحبها ” ديك الجن ” ، وأحبته ، فأسلمت على يديه وتزوجها، وهذه الحادثة التى مر بها ديك الجن لم تمر في حياة الشاعر مرور الكرام بل تركت آثارها التي لا يمحوها تعاقب الأيام والليالي ، مرت مرور العواصف التي تخلف وراءها دمارا هائلا ، لقد أحدثت هذه العاصفة في حياة ديك الجن مرارة وحسره وقلب دامع لا يكف عن البكاء والألم ، فقد تحولت حياة ” ديك الجن ” تحولا كاملا ً فبعد جلسات الخمر وما فيها من خلاعة ومجون تتحول حياته فيُلزم نفسه داره ، لا يبرحها ، لا يقابل أحداً يتهرب من كل زواره ، يحجب نفسه عن الدنيا بأكملها وتروى لنا المصادر أخبار ديك الجن مع محبوبته ورد ” وكان عبد السلام قد اشتهر بجارية نصرانية من أهل حمص هواها ، وغلبت عليه ، وذَهَبْت به فلما اشتهر بها دعاها إلى الإسلام ،فأجابته لعلمها برغبته فيها فأسلمت على يده فَتَزّوجها وكان اسمها وَرْداً وكان قد أعْسَرَ واختَلَّت حاله فرحل إلى سلمية قاصداً أحمد بن على الهاشمي ، فأقام عنده مدة طويلة وحمل ابن عمه على بغضه إياه ” بعد مودته وإشفاقه عليه بسبب هجائه له على أنه أذاع على تلك المرأة التي تزوجها عبد السلام أنها تهوى غلام له وقرر ذلك جماعة من أهل بيته وجيرانه وإخوانه...” فشاع الخبر حتى انتهى إلى عبد السلام فكتب إلى أحمد بن على شعراً يستأذنه في الرجوع إلى حمص، ويعلمه ما بلغه من خبر المرأة عاش ديك الجن في العصر العباسي ، وعاصر قمة الثقافة و الازدهار الحضاري ، وحركة الإبداع والتجديد في شتى مجالات الحياة ، فقد تهيأ للشعر في هذه الفترة أسباب التقدم وأسس النجاح وأول ما يخطر بالذهن من كلمة ثقافة هذا العصر ” أن طفرة عظمى قد ظفرت بها الدولة في عهدها الجديد فلم تعد مقصورة على علوم الدين واللسان فقط – كما كانت من قبل – ولكن ضرورة التوسع في الملك والزيادة في العمران ، والتقدم في الحضارة ، وانتقال أمة بأسرها لها تاريخ عريق في العلم والفن والسياسة والملك ، لتنضم إلى أمة أخرى تكون إياها مزيجا جديداً من الحياة الاجتماعية لا بد أن يكون وراءه جديد – أيضا- في الثقافة والمعرفة والعلم والحضارة.” وقد استطاع ”ديك الجن” تخليد شعره في ذاكرة الأدب العربي ، و كان لمكونات الثقافة في عصره أثراً واضحاً في إنتاج الشاعر ، فوعيه بعلوم اللغة جعله مالكا لناصيتها، قادراً على التصرف بها ، وتوظيف دلالات اللغة لإبراز أفكاره ومعانيه ، مع سلامة من اللحن ، ومن خلال شعره نجده يقف عند الشعر الجاهلي ويقف عند شعر الصعاليك، وقد فاق في تمرده تمرد الصعاليك فهو يراهم بالنسبة له أطفالاً رضعاً إذا ما قيسوا به هكذا حفر ديك الجن اسمه في سجل الشعراء العباسيين المبدعين، بما عرف عنه من قدرة قديرة على التصوير الفني ، الذي امتلك أدواته وأنتج لنا شعر بالغ الروعة والبهر ، بما وفره له من عناصر الإبداع الفني المتعددة . عاش ”ديك الجن” في العصر العباسي ،هذا العصر المليء بأقوى الحركات الفكرية والسياسية ،و كان ديك الجن شيعياً شعوبياً، وله الكثير من المراثى في الحسين بن علىّ( رضي الله عنهما )فقد وقف ديك الجن مناصراً لأل البيت مؤيداً لهم مدافعاً عنهم بما يمتلك من موهبة شعرية ، وقد استند إلى علم المنطق والجدل لإقناع سامعيه ، فقد كان شاعراً يعي ويفهم ما يقول ، يدافع عن قضية آل البيت عن وعى ومعرفة بتاريخ الدعوة ، فقد كان واحد من شعراء أل البيت المخلصين مما دفعه إخلاصه هذا إلى سب الصحابة وتجريحهم ، وكان أبو بكر وعمر بن الخطاب( رضي الله عنهما) أكثرهم تعرضا لهجماته لأنهما سبقا علياً رضي الله عنه إلى الخلافة. لقد عرف عن ديك الجن رِقَّةٌ فى دينه ، فقد كان متفلتا من أوامر الدين ونواهيه ، ووصل به ذلك إلى إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة ، وكان معاقرا للخمر وجالسها يجر فى حوانيتها أذيال الخلاعة والمجون ، فتشيع ”ديك الجن ” لا يعنى أنه كان رجلاً متديناً مطبقاً لتعاليم الإسلام يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فقد كان هناك تناقض واضح بين فكره العقائدي وموقفه الديني ، فعلى الرغم من انتمائه السياسي هذا إلا أنه كان عاكفا على المجون واللهو يقول عنه ابن أخيه : ” كان عمى خليعاً ماجناً معتكفاً على اللهو و القصف ” ، فشعر ديك الجن حافل بتصوير الخمر ومجالسها كما اتضح من شعره تصوير مغامراته مع النساء والغلمان ، كل هذه محرمات نهى عنها الإسلام. ولم تقف رغبة ديك الجن عند مخالفه ما نهى عنه الشرع فحسب ،بل تجاوز تمرده إلى العبادات ،فلم يكن يعبأ بالعبادات فقد كان جريئاً متهوراً في التعبير عن مكنونات نفسه الضعيفة، فقد وصل ضعف إيمانه إلى التشكيك باليوم الأخر والحساب، • مولده ووفاته في مدينة حمص على نهر العاصي بسوريا وفى واحد من أحيائها القديمة ( باب الدريب ) ولد عبدالسلام بن رغبان أو ” ديك الجن ” سنة 161هـ ، وتوفى عام 235هـ أو236هـ في مدينة حمص بسوريا ، فقد عاش في هذه المدينة حياته الحافلة والتي امتدت قرابة خمس وسبعين عاماً يقول صاحب وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان : ” ومولد ديك الجن سنة إحدى وستين ومائة وعاش بضعا وسبعين سنة ، وتوفى في أيام المتوكل سنة خمس أو ست وثلاثين ومائتين” فقد عاش حياة حافلة بالأحداث والمغامرات التي خلدت ذكره على مر العصور.