الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 206 |  |  |
| | | from | 206 | | |
المستخلص
تعتبر التنمية الهدف الذى تسعى لتحقيقه كافة الأمم والشعوب ، حيث تتطلع جميع الدول إلى تنمية مجتمعاتها ، عن طريق إحداث تغييرات مرغوبة فى أسلوب حياة ومعيشة أفرادها ، لأن التنمية على المستوى المجتمعى يقابلها التحديث على المستوى الفردى ، وترتكز جهود جمهورية مصر العربية فى الآونة الأخيرة حول النهوض بالمناطق الريفية وتنميتها وذلك لتعويضها عن سنوات الفقر والحرمان التى عانت منها لفترات طويلة من الزمن. يعتبر الاستثمار فى العنصر البشرى أعلى درجات الاستثمار وأكثرها أهمية والتعليم سواء كان فى صورته الرسمية أو غير الرسمية هو أداة ذلك الاستثمار ، وفيما يتصل بالتعليم غير الرسمى فإن الإرشاد الزراعى يعد أحد أهم الوسائل التى لجأت إليها الدول للتنمية البشرية وبصفة خاصة فى قطاع سكان الريفيين ، حيث ظهرت أندية الفتية والفتيات فى الولايات المتحدة الأمريكية فى أوائل القرن العشرين كنوع من البرامج التى توجهها الخدمة الإرشادية لهذه الفئة ، وقد ركزت هذه الأندية على تعلم الفتية والفتيات مهارات الحياة تجريبياً فى مواقف تعليمية غير رسمية. وفى مصر فقد بدأت الجهود المنظمة للنهوض بالشباب منذ عام 1969 حيث بدأت بجهود أهلية تطوعية هدفها إنشاء أندية ريفية ، وقد تطورت الهيئات المشرفة على الشباب فى مصر منذ عام 1952 حتى أنشأ المجلس الأعلى للشباب والرياضة عام 1972 ، وانتهت بإنشاء وزارة للشباب عام 1999 ، ولم تهتم الدولة بكل الشباب ولكنها اهتمت بشباب الجامعات متجاهلة شباب الحرفيين والفلاحين والعمال والعاطلين ، وركزت على المعسكرات الصيفية وتنظيم الزيارات المتبادلة بين الدول والدورات الرياضية ، فشباب الريف منسيون تماماً عن عمد أو غير عمد ولا تصل إليهم الخدمات ، فالشباب الريفى أحد الفئات التى لم تحظى بالاهتمام الكافى فى البرامج الإرشادية ، فلا يمكن اكتشاف خطة قومية متكاملة لتنمية الشباب الريفى فيما عدا بعض الجهود الخاصة بجهات عديدة لتنمية الشباب بصفة عامة لا يحتل فيها الشباب الريفى الاهتمام المتناسب مع حجمه وأوضاعه. ونظراً لأن تنمية الشباب الريفى والذى يمثل ركناً أساسياً من أركان الموارد البشرية فلا يمكن أن تتم عشوائياً ، أو من خلال جهود ارتجالية ووليدة الصدفة بل يجب أن تخضع للتخطيط الواعى الذى يستند إلى الدراسة والتحليل والتدقيق لظروف وملابسات الماضى وأحوال وموارد الحاضر والقدرة على التنبؤ بالمستقبل. ولذلك فقد استهدفت الدراسة الحالية بصفة أساسية اقتراح برنامج إرشادى زراعى لاستهداف الفتية والفتيات بالخدمة الإرشادية الزراعية بريف محافظة الدقهلية ، وأمكن تحقيق هذا الهدف من خلال تحقيق الأهداف التالية: 1-التعرف على الاحتياجات التعليمية الإرشادية للفتية والفتيات الريفيين فى مجالات الخدمة الإرشادية المدروسة ، من وجهة نظر الفتية والفتيات فى المراحل التعليمية الإعدادية والثانوية، ومدرسى ومدرسات المدارس (الابتدائية- الإعدادية- الثانوية) ، ومديرى مراكز الشباب ، والعاملين الإرشاديين ذوى الاختصاص بمنطقة البحث. 2-التعرف على وجود إتفــاق بين الفتيــة والفتيــات المبحوثين لترتيب المجالات الإرشادية المدروسة من عدمه. 3-التعرف على أهم تفضيلات فئات المبحوثين بمنطقة البحث فيما يتعلق بالقائم بتقديم المادة التعليمية الإرشادية ، وأشكال وأماكن ومواعيد تقديم المادة التعليمية الإرشادية ، وأهم الجهات المقترح مشاركتها للإرشاد الزراعى فى تقديم وتنفيذ هذه البرامج والأنشطة ، ومصادر التمويل اللازمة لإقامة مثل هذه البرامج ، والتعرف على أهم المعوقات التى يمكن أن تحول دون تقديم الخدمة الإرشادية الزراعية للفتية والفتيات. 4-اقتراح برنامج إرشادى تعليمى يمكن من خلاله استهداف الفتية والفتيات الريفيين بالخدمة الإرشادية الزراعية بريف محافظة الدقهلية. ونظراً لتعدد أنشطة ومجالات الخدمة الإرشادية الزراعية الموجهة للفتية والفتيات فى بعض دول العالم ، فقد اقتصرت الدراسة الحالية على 12مجالاً من مجالات الخدمة الإرشادية الزراعية هى: تنمية الوعى بأهمية العمل الزراعى ، تنمية السلوك الصحى ، تنمية السلوك الغذائى ، التعريف بعناصر البيئة المحيطة وكيفية التعامل الصحيح معها ، التعريف باقتصاديات وإدارة المنزل ، تنمية الانتماء للمجتمع وثقافته ، تنمية بعض الممارسات الاجتماعية ، تنمية المهارات النفسية ، تنمية روح المبادأة والابتكار ، التعريف بسلوكيات الصحة الإنجابية ، إقامة وتنمية المشروعات الصغيرة ، تنمية الوعى بأهم المشكلات المحلية والعالمية. وقد ارتكزت هذه الدراسة فى سعيها نحو التعرف على أهم الاحتياجات الإرشادية التعليمية للفتية والفتيات الريفيين ، وعناصر البرنامج الإرشادى المقترح من حيث القائم بتقديم المادة التعليمية الإرشادية ، وأشكال وأماكن ومواعيد تقديم المادة العليمية الإرشادية وأهم الجهات المقترح مشاركتها للإرشاد الزراعى ، وأهم مصادر التمويل اللازمة لإقامة مثل هذه البرامج على فئات المبحوثين الفتية والفتيات بمرحلتى التعليم الإعدادى والثانوى ، مدرسى ومدرسات المدارس ، ومديرى مراكز الشباب ، والعاملين الإرشاديين ذوى الاخصاص. واقتصرت الدراسة الميدانية بالنسبة للمبحوثين على اختيار مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية ، حيث أنه مقر سكن الباحث وهذا قد يسهل للباحث الحصول على البيانات والمعلومات الخاصة بالدراسة. وفى هذا الإطار تم إختيار 224 فتى وفتاة كعينة عرضية بمدارس قرى الوحدة المحلية بنسة 11.6% من إجمالى الطلاب بمرحلتى الإعدادى والثانوى بجميع مدارس الوحدة المحلية بنجير ، وإختيار 112 من مدرسى ومدرسات المدارس بنسبة 28.9% من إجمالى المدرسين بالمدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية بالوحدة المحلية بنجير.