الفهرس 
الإطار العام للبحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 236 |  |  |
| | | from | 236 | | |
المستخلص
تنال التنمية البشرية اهتمام الدول كافة – المتقدمة منها والساعية إلى التقدم، وذلك لمواجهة تحديات المستقبل. وتسعى الدول فى اهتمامها بتحقيق التنمية البشرية إلى استثمار كل إمكاناتها، كى تجد لها مكاناً لائقاً بها وسط مجتمع لا يعترف إلا بالأقوى – دينياً وعلمياً وخلقياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً. والانطلاق إلى المستقبل يستلزم من الأمم حشد كل طاقاتها ، التى تستطيع بها إحداث نقلة حضارية تضعها فى المقدمة بين الدول، فدخول القرن الحادى والعشرين ليس مجرد انتقال من فترة زمنية إلى فترة زمنية أخرى ، ولكنه - بالإضافة إلى ذلك – نقلة حضارية تعنى فكراً جديداً وقيماً جديدة تتناسب مع ما يستجد فى العالم من متغيرات ، وما طرأ عليه من تطورات.
(1)ويكاد يكون هناك شبه اتفاق بين الأمم على أن الانطلاق نحو المستقبل إنما يكون باستثمار المجتمعات لأغلى مورد لديها وهو الإنسان، فإذا أردنا ترتيب موارد الدول من حيث الأهمية، كان الإنسان أو المورد البشرى على رأس هذه الموارد، خصوصاً فى ظل التوقعات العالمية التى ترى أن هناك بعض المواد الخام – مثل البترول – سوف تتعرض للنفاد بعد فترة زمنية ليست بالطويلة، كذلك تتضح أهمية المورد البشرى وحسن استثماره فى بعض الدول الفقيرة فى الموارد الطبيعية كاليابان على سبيل المثال. إن الإنسان – كما تشير أدبيات التنمية – هو العنصر الحاسم والفعال في تنمية المجتمع، وإذا كان الفكر التنموي لفترة طويلة يهتم بالبعد الاقتصادي للتنمية، إلا أن نجاح نماذج تنموية لدول فقيرة في الموارد الطبيعية، جعل هذا الفكر يهتم بالبشر ، لذا شاع استخدام مصطلح ”التنمية البشرية” . فالبشر ركيزة تحديث المجتمع الذى يتحقق له التحديث من خلال أنشطته ، وتحديث البشر هو الشرط الأساسى لتحقيق تحديث المجتمع، وإذا لم يتم تحديث البشر ، يعد تحديث العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد والسياسة مستحيلاً.