![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص مقدمة الحمد لله رب العالمين الذي خلق فسوي والذي قدر فهدي والذي أخرج المرعي فجعله غشاء أحوي والصلاة والسلم علي سيد البشرية أما بعد فإن الحق سبحانه وتعالي خلق الحياة وأراد لها النمو والاستمرار حيث قال في كتابه العزيز وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون وخلق الناس في هذه الحياة متفاوتين في أرزقهم وأعمالهم كل علي حسب دوره مكملا العطاء لغيره فاقتضت حكمته سبحانه وتعالي والعطاء لتفرق الناس وتشتتوا وما أمكن أن تقوم الحياة علي وجه الأرض بهذه الصورة من التعاون والتناغم ولبقيت أعمال كثيرة لا تجذ من يستطيع القيام بها ولو وجدت ثروات مثيرة لا يتمكن صاحبها من الانتفاع بها ومن هنا كان لابد من وجود من يملك ومن ل يلك خادم ومخدوم عامل ورب العمل حق ومستحق له مؤجر ومستأجر منه والتسخير هنا يعني الاستعلاء والرفع فهذا معني سطحي ويرتقي إلي مستوي القول الإلهي الخالد وإنما المقصود منه العمل الذي لا يمكن لعجلة الحياة أن تسير بدونه تحقيقا لهده عمارة الأرض وتنفيذا للتكليف الإلهي بالخلافة وهو ما يقتضي التفاوت في الأعمال والقدرات بل والأرزاق أيضا. ولهذا قدر الخالق سبحانه عدم قدرة الإنسان علي الاستقلال بنفسه والعمل بمفرده. |