الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 299 |  |  |
| | | from | 299 | | |
المستخلص
إن الله أودع في الإنسان عقلاً ، والعقل له مبادئ ثلاثة : مبدأ السببية ، ومبدأ الغائية ، ومبدأ عدم التناقض ؛ فلا يفهم العقل البشري شيئا بلا سبب ، كما لا يفهم شيئاً بلا غاية , بل لا بد من فهم السبب الكافي , والاطلاع على الحكمة ، وعلى الغاية ، ودراسة مصطلحات الشريعة الإسلامية على الوجه المراد منها . ومن نعم الله الكبرى أن أعطانا بعض مقاصد الشريعة رحمة ربنا ، كما قال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - : ” العباداتُ في الإسلام معللةٌ بمصالح الخلق ” . ومِن ثَمَّ فإن القوانين والشرائع الوضعية - التي هي من وضع البشر- فيها طقوس , وحركات ، وسكنات , وإيماءات , وتمتمات , لا معنى لها إطلاقاً !!لكنَّ العباداتِ في منهج الله - عز وجل - معللةٌ بمصالح الخلق ؛ فإن النصَّ الشرعيَّ منطقُ الشريعةِ ، ومدارُ التكليفِ ، ودستورُ الملةِ ، وإن العنايةَ به مطلبٌ شرعيٌّ وسيلةً ومقصِدًا ، وإن النصوصَ الشرعيةَ جاءت كليةً لم تتعرض للتفاصيل ؛ مما يجعلنا ندرك أهمية الاجتهاد والتجديد في الفتوى ، ولذلك اتسعت دائرة الاجتهاد وظهرت المدارس الفقهية التي أسهمت في بيان عظمة ومرونة الشريعة الإسلامية . ومع ذلك فإننا نجد أهل العلم يختلفون في حكم المسائل الفقهية الفرعية اعتمادا على الأدلة التي يتوصل إليها كل فريق منهم ، وقوتها , وضعف قبولها , ومقصد الشارع إيرادها , واعتماد الرجحان فيها , لذا اقتضى منا البحث في هذا الموضوع الوصول إلى دور مقاصد الشريعة في معالجة ظاهرة التطرف .ولقد أكثر العلماء من التحذير من التطرف الديني ؛ فهو يعتبر من أخطر أنواع التطرف ، وهو الناتج عن الفهم الخاطئ للدين , والانتماء إلى الجماعات الدينية المتطرفة التي تُوهِمُهُ بأن قتل الأبرياء هو انتصار للدين وسببًا لدخوله الجنة !! مما يدفع العديد من الشباب إلى تبني تلك الأفكارِ الخاطئةِ ؛ ظنا منهم أنهم يخدمون الدين !!حيث تكاد ظاهرة التطرف تشغل الناس في كافة المجتمعات لكونها تشكل تهديدا واسع المدي اذ لا يقتصر علي السلم المجتمعي والحياة العامة والعلاقات بين الناس وانما علي السلم والامن الدوليين خاصة عندما يتحول من الفكر والتنظير (التطرف ) الي الفعل والتنفيذ (الارهاب ) وعليه فإن تفشي ظاهرة التطرف العنيف ( الارهاب ) في الباكستان شكلت نقطة فاصلة مهمة نظرا لمدي خطورتها في ظل وجود اعداد كبيرة من الجماعات المتطرفة (الارهابية ) لذا فأن سبل مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة يتطلب من الحكومة الباكستانية وضع خطة طويلة الامد وبذل جهودا علي المستوي الداخلي والخارجي في محاولة لاجتثاث هذه الظاهرة الخطيرة من الجذور وتجفيف منابعه .لذا وَجَدَ الباحثُ الدراسةَ في هذا الموضوعِ ؛ لما له من أهمية في الشريعة الإسلامية فكرًا واعتقادًا ومفاهيمَ وفلسفةً , وقد جاءت الدراسة بعنوان : دور علماء باكستان في مواجهة الغلو والتطرف في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية دراسة تحليلية وتدور الدراسة حول إبراز مقاصد الشريعة الإسلامية في براءة الإسلام من ظاهرة التطرف , في( باكستان) , مع التحليل وَفْقَ مقاصدِ الشريعةِ .وتكمن أهمية هذه الدراسة في :- 1-إبراز مقاصد الشريعة والتي تعد أساسًا من أسس التشريع في الفقه الإسلامي؛ لوضع حَدٍّ مانعٍ من الانزلاق في دائرة التطرف ؛ فالأمور تتميز بأضدادها . 2- بيان المنهج الإسلامي في معالجة ظاهرة التطرف , وإظهار براءته منها .