![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد الجامعة مركز الإشعاع الحضاري والعلمي والاجتماعي الذي يهدف إلى تنمية المجتمع اقتصاديًا وثقافيًا وعلميًا، من خلال الوظائف الأساسية المتمثلة في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، والتي تفرض تحدياتٍ وتطوراتٍ على الجامعة، لاسيما في مجال النهضة المعلوماتية والاتجاه العالمي لبناء مجتمعات المعرفة. ومن هنا يمكن القول بأن هناك تطورات وتغيرات علمية وتكنولوجية وبيئية واقتصادية وثقافية عالمية ومحلية والتي حدثت خلال الحقبة الحالية وتحديدًا خلال السنوات العشر الماضية، الأمر الذي فرض على الإدارة الجامعية إيجاد أدوار جديدة في ضوء مستحدثات العصر، الأمر الذي يفرض علي القيادات الجامعية تطوير رؤية إدارية متكاملة تستند إلى فلسفة واضحة ومحددة تساهم في زيادة كفاءة وفعالية القيادة الإدارية، من خلال تزويدها بمجموعة من المهارات الفكرية والمهنية والإنسانية، والسعي وراء إرساء قاعدة معلوماتية من خلال صياغة الاستراتيجيات وتنفيذها والرقابة عليها حتى تمكنها من تمييز أداء مؤسساتها، ومستوعبة لأهم التغيرات والمؤثرات البيئية ضمن إطار حالة من التكيف مع مستحدثات العصر في اطار أدوار الجامعة الواجب القيام بها. إن مستحدثات العصر الحالي بصورتها الحالية والتطور الهائل والمستمر فيها، كان من الأسباب التي عجلت بظهور ما يسمى بالمستحدثات التكنولوجية، والثورة المعلوماتية أو المعرفية، والتحول الرقمي في مجال الإدارة، حيث كانت نتاجا طبيعيا للعصر الذي نعيش فيه، والذي يسمى بعصر ثورة الاتصالات، والتي نتجت عن التقدم الهائل في مجال التكنولوجيا، وما ارتبط بذلك من تقدم في مجال الكمبيوتر بصفة خاصة، وإذا كانت ثورة الاتصالات قد أدت إلى ظهور الجانب المادي من المستحدثات التكنولوجية والمتمثل في الأجهزة الحديثة والأدوات، فإن أسبابًا أخرى قد أدت إلى ظهور الجانب الفكري للمستحدثات التكنولوجية الحديثة وما ارتبط بها من مواد تعليمية وبرمجيات، وقد وصل حال تلك المعرفة إلى درجة تسمح بتطبيقها والإفادة منها لأغراض تطوير الإدارة، ولعل ظهور مستحدثات العصر الحالي أدى إلى تطوير الممارسات الإدارية بصورة منهجية نظامية تسمح بزيادة فاعلية وكفاءة العمل الإداري متفقًا مع طبيعة العصر الحالي. |