الفهرس 
الفصل الاوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 232 |  |  |
| | | from | 232 | | |
المستخلص
فيعد السرد من أبرز عناصر المقامة، ومن أهم التقنيات التي يعتمدها الراوي لنقل الأحداث والوقائع سواء أكانت واقعية أو من وحي خيالاته، وقد حظيت البنية السردية باهتمامٍ كبير في مجال النقد الأدبي وتحليل الخطاب السردي بعامة، وفي ميدان الفن الروائي الذي تعد المقامة أحد مظاهره وروافده التراثية بخاصة وذلك لمعرفة أدبية النص، واكتشاف المكونات التي تضفي عليه الإشراق والديمومة.
والذي حدا بالبحث اختيار مدونة (مجمع البحرين) أنَّ هذا السفر الأدبي لم يحظ بنصيبٍ وافر من الاهتمام من طرف النقاد؛ لأنهم نظروا اليه نظرة التقليد الصرف لمقامات الحريري، دون التطرق لملامح التجديد فيه، ومن ثم كانت الفكرة الأساسية لهذا البحث هي القراءة المغايرة لهذه المقامات في ضوء تحليل البنى السردية لها.
انطلاقًا من هنا تأتى دراسة مقامات اليازجي من منظور نظرية نقدية معاصرة تأتى في إطار رؤية جديدة للنص ننطلق فيها من البحث في خصائصها الفنية ومستوياتها السردية والكيفية التي حققت بها السمات الجمالية والوقوف عند الدلالات التي انبثقت عن هذه التراكيب باعتبارها نتاجًا يحيل إلى موضوعات حديثة في قالب فنى قديم.
جاءت هذه الدراسة في مقدمة وتمهيد وأربعة فصول، وجاء تقسيمها على منوال نظرية ميك بال فى التحليل السردي والتى اعتمد عليها الدكتور أيمن بكر في كتابه ” السرد في مقامات الهمذاني ”، هذا بالإضافة لكتاب بنية النص السردي، وكتاب مهارات تحليل البنيات السردية لحميد الحمداني، حيث قسم النص لثلاثة أجزاء وهي: مستوى الأحداث الغفل ومستوى النص، ومستوى القص، أمَّا المقدمة التي نحن بصددها فتناولت مدخلًا للدراسة، وأسباب اختيار الموضوع، والدراسات السابقة، وموقف هذه الدراسة من الدراسات السابقة، وخطة الدراسة، وقد اشتمل التمهيد على التعريف بالمقامات، من حيث النشأة والتطور، وأشهر الكتَّاب، ومقامات اليازجي، وموضوعاتها، ثم التعريف باليازجي والعوامل التي أسهمت في تشكيل شخصيته الأدبية.