Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الاختيارات الفقهية لابن حجر الهيتمي المتوفى 974هـ في المعاملات المالية من خلال كتاب (تحفة المحتاج بشرح المنهاج)
دراسة فقهية مقارنة بين المذاهب الأربعة /
المؤلف
جمعة، جمال ربيع أمين.
هيئة الاعداد
باحث / جمال ربيع أمين جمعة
مشرف / محسن محمد أحمد علي
مشرف / السيد أحمد جمعة الحداد
مناقش / السيد أحمد جمعة الحداد
الموضوع
qrmak
تاريخ النشر
2024
عدد الصفحات
362 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الدراسات الدينية
تاريخ الإجازة
11/2/2024
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية دار العلوم - الشريعة الاسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 361

from 361

المستخلص

إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، المبعوث بالآيات البينات والمعجزات الباهرات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد فإن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة هما منبع الهدى، وأصل الشريعة، وفيهما تجتمع التعاليم، ومنهما تتفرع العلوم، جعلهما حجة لمن آمن به واتبعه، وأقام بهما الحجة على من كذَّب وخالف، ومن هنا كان لابد مِنْ حفظهما وفَهْمها والعمل بهما، ولن يؤتي حفظ القرآن ثماره اليانعة إلا بفهم معانيه، ولن يحوز المسلم فضل الله تعالى إلا بامتثال شرعه.
وإن نعم الله لاتُعدّ ولا تحصى، وإن من أجلّها وأعظمها نعمة الهداية للإيمان، ونعمة التوفيق لسلوك الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً، { ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا }( )
ومن المقرر عند أهل العلم أنه لا يبلغ أحدٌ أن يعمل بالكتاب والسنة –حق العمل- إلاَّ إذا فهم معانيهما، وفقه مراميهما، وتلك حقيقة علم الفقه، وكذلك لا يستطيع أحدٌ أن يخوض غمار بحار الفقه إلاَّ إذا تمرس بعلوم الآلة، وسبيل ذلك هو التلقي عن أهل العلم والسير في ركبهم، والتعلم من تجاربهم.
ولقد حرص الصحابة الأخيار من المهاجرين والأنصار على ملازمة النبي – صلى الله عليه وسلم- حتى أخذوا عنه الكتاب والسنة، واجتهدوا في حفظهما وفهمهما فهما متقنا، ثم بلغوها إلى من جاء بعدهم كما تلقوهما، من غير زيادة ولا نقصان.
وسار التابعون الكرام على نهج أسلافهم من الصحابة – رضوان الله عليهم- فحملوا عنهم الأمانة وبلغوها لمن جاء بعدهم فكانوا قائمين لله تعالى بالحجة، مرشدين سائر الأمة إلى سواء المحجة، يعلمون الناس ما آتاهم من فضله.
وقد أثنى الله عزوجل على المؤمنين بعد ثنائه على الصحابة الكرام فقال تعالى:} وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{ ( ) .
فاشتملت الآية الكريمة على أبلغ الثناء من الله رب العالمين على السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، حيث أخبر تعالى أنه رضي عنهم ورضوا عنه بما أكرمهم به من جنات النعيم. وذكر العلامة الشنقيطي أن الذين اتبعوا السابقين بإحسان يشاركونهم في الخير كقوله تعالى: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} ( ). وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا} ( ).
وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنكُمْ} ( ).
وعلى هذا النهج القويم سار العلماء الموفقون فألفوا في الفقه كتباً كثيرة، كل على قدر فهمه، ومبلغ علمه، فتنوعت مناهجهم ومشاربهم، فالفقهاء هم حملة الأمانة، وهم ورثة الأنبياء وحراس الشريعة، اتبعوا هدى النبي صلى الله عليه وسلم واتقوا ربهم، ففهمهم الله تعالى، ونور بصائرهم، فاهتدوا باجتهادهم إلى أحكام الله المبثوثة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن هنا يظهر شأن وأثر الفقهاء، الذين هم للناس كالنجوم يهتدون بهم في ظلمات الحياة، ويبصرونهم بطريق الله المستقيم، لذلك رفع الله قدرهم وأعلى شأنهم في الدنيا والآخرة فقال في كتابه العزيز. (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ والَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) ( ).
ومن هؤلاء الفقهاء الذين أنار الله بهم الدرب، وأوضح بهم الطريق، الإمام شهاب الدين أبو العباس أحمد بن بدر الدين محمد بن شمس الدين محمد بن نور الدين علي بن حجر الأصولي الشافعي المصري المتوفى 974هـ.،رحمه الله.
ولَمَّا رجعتُ إلى كتب هذا الإمام الكبير رأيتُ عجباً، فقد كانت كتبه بحق كنوزاً من كنوز العلم والمعرفة، مجوّدة محررة، غنية بالأحاديث والآثار والأقوال، شاملة لكثير من الفنون والعلوم وكنت أقف له على أقوال واختيارات مهمة، وكيف لا وهو أحد قطبي الفتوى في فقه الشافعية، فإنه إذا كان الإمامان الرافعي والنووي شيخي الترجيح في المذهب، فإن الإمامين ابن حجر الهيتمي، والشهاب الرملي هما شيخا الفتوى في المذهب الشافعي.
وقد شارك الشهاب ابن حجر العسقلاني في هذه الشهرة فيقال في حقه : الحافظ ابن حجر، وفي حق الهيتمي: الفقيه ابن حجر، إذا الأول جلّ صناعته الحديث، والثاني في الفقه.
وأما كتابه ” تحفة المحتاج بشرح المنهاج ” فقد بلغ الذروة العليا في قلوب العلماء، وحاز قصب السبق على غيره، فلقد تلقوه بالقبول وأوصوا بدراسته وتدريسه، فهو على وجازته جامع لأبواب الفقه كلها، سهل التناول، كثير النفع، التزم مصنفه التصحيح على طريقة المتأخرين كما أشار في مقدمته.
وكذلك فإن كتابه (تحفة المحتاج) يعد أحد مصدري القول المعتمد في سيدنا مذهب الشافعي، مع المصدر الأخر وهو ( منهاج الطالبين) للرملي، حتى اشتهر عند المتأخرين أن للمذهب قطبين: قطب (حجري) يقصدون ابن حجر الهيتمي، وقطب ( رملي) يقصدون به الشهاب الرملي، رحم الله الجميع.
ولهذه الأهمية فقد استخرت الله العظيم بعد مشورة أساتذتي الكرام وقدمت هذا العنوان ليكون موضوعا لرسالتي للماجستير بعنوان: الاختيارات الفقهية لابن حجر الهيتمي المتوفى 974هـ في المعاملات المالية من خلال كتاب (تحفة المحتاج بشرح المنهاج) دراسة فقهية مقارنة بين المذاهب الأربعة
ثانياً: أسباب اختيار الموضوع:
• تعد اختيارات ابن حجر الهيتمي ذات أهمية كبيرة في فقه الشافعية، حيث تناولها العلماء والمحققون قديما وحديثا بالشرح والتبيين، ووضعت عليها الحواشي والتعليقات.
• مكانة ابن حجر الهيتمي رحمه الله بين فقهاء المذهب الشافعي حيث يعد من أعلام الشافعية في زمانه.
• كثرة أخذ علماء الشافعية ونقلهم من كتب ابن حجر الهيتمي (رحمه الله) وما ذلك إلا لبركة مؤلفه وصدقه وإخلاصه.
• مكانة هذا الكتاب في الفقه الشافعي لا تخفى، فهو منخرط ضمن السلاسل التدريسية المنهجية لطلبة الفقه الشافعي.
ثالثاً: اهداف الموضوع:
• جمع اختيارات الامام ابن حجر الهيتمي رحمه الله في المعاملات المالية في رسالة علمية ليسهل الرجوع اليها عند الحاجة.
• دراسة اختيارات العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله ومقارنتها بالمذاهب الاربعة.
• معرفة ما خالف فيه المذهب، وسبب الترجيح ،و اثره في الفقه الشافعي ،وإبراز مكانته ، و منزلته العلمية.
• الاطلاع علي طرق الترجيح ولاختيار التي يسير عليه لإفادة من ذلك في تنمية الملكة الفقهية.
رابعا: منهج الدراسة:
• تقوم هذه الدراسة على المنهج الاستقرائي التحليلي النقدي المقارن: حيث أقوم باستقراء وجمع الاختيارات الفقهية لابن حجر الهيتمي – رحمه الله – من خلال كتابة (تحفة المحتاج بشرح المنهاج).
• ثم أقوم بتحليل تلك الاختيارات من حيث مدى موافقتها أو مخالفتها بمذهبه على ما حققه السادة الشافعية في كتبهم، ثم أقوم بمقارنة تلك الاختيارات الفقهية مع المذاهب الأخرى (الحنيفة – والمالكية - والشافعية – والحنابلة) مع مراعاة الترجيح بين أقوال الفقهاء وآرائهم في المسألة محل الدراسة وفق ما تفتضيه الأدلة الشرعية بعيدا عن التعصب والميل.
طريقة عرض المسألة:
• أبدا بوضع عنوان مناسب للمسألة.
• أقوم بذكر اختيار ابن حجر الهيتمي رحمه الله في المسألة وذلك بنقل نص كلامه من كتابه.
• أذكر في المسألة اختيار ابن حجر الهيتمي رحمه الله فيها باختصار.
• أقوم بذكر رأي أصحاب المذاهب الأربعة على الترتيب، موافقين لابن حجر الهيتمي (رحمه الله) في اختياره أو مخالفين له، مع ذكر الأدلة التي استند عليها كل مذهب، ذاكرا وجه الدلالة فيما استدلوا به.
• أذكر الرأي الراجح في المسألة وفق ما يظهر من قوة الدليل ومدى توافقه مع مقاصد الشريعة، ثم أذكر سبب الترجيح.
• جمع الآيات الواردة في الدراسة بذكر اسم السورة ورقم الآية مع تخريج الأحاديث والآثار الواردة والحكم عليها من كتب التخريج قدر الإمكان، مع بيان معاني بعض الألفاظ الغريبة إن وجدت.
• أقوم بترجمة مختصرة لما يرد في الدراسة من أعلام وأماكن على قدر الحاجة.
• يعتذر الباحث مقدما عن عدم التناسب الكمي بين فصول الرسالة، وذلك لأن الرسالة تعنى بتتبع الاختيارات الفقهية للإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله، وهي -كما لا يخفى- منثورة داخل الكتاب على غير نسق ، فكلما كثرت اختياراته في فصل زاد حجم الفصل، كما هو الشأن في فصل البيوع، حيث زاد حجم الفصل الخاص بها مقارنة بغيره للسبب المذكور .
خامسا: الدراسات السابقة:
• رسالة بعنوان الإمام ابن حجر الهيتمي وأثره في الفقه الشافعي رسالة ماجستير للطالب أمجد رشيد محمد على إشراف الدكتور محمود على السرطاوي الجامعة الأردنية نوقشت سنة 2000م
• رسالة بعنوان أراء ابن حجر الهيتمي الاعتقادية عرض وتقديم في ضوء عقدية السلف، رسالة ماجستير من الباحث محمد عبد العزيز الشايع قدمت إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قسم العقيدة والمذاهب المعاصر 2008.
• فالرسالة الأولى تناولت جانب المصطلحات عند ابن حجر الهيتمي، والرسالة الثانية تناولت الجانب العقائدي.
ومن الملاحظ أن هاتين الرسالتين لم تتعرضا إلى جانب الاختيارات الفقهية لابن حجر موضوع هذه الرسالة.

سادسا: خطة الدراسة:
وتشتمل الدراسة على مقدمة وتمهيد وخمسة فصول، يندرج تحت كل منها مباحث، ثم خاتمة والنتائج والتوصيات.
المقدمة: وتشتمل على مدخل الدراسة وأسباب اختيار الموضوع ،اهداف الموضوع ، ومنهج الدراسة، والدراسات السابقة ، وخطة البحث.
التمهيد: ويشتمل على المباحث الآتية:
المبحث الأول: التعريف بابن حجر الهيتمي ويشتمل على ترجمة وافيه لابن حجر الهيتمي رحمه الله من حيث اسمه ولقبة وكنيته ونسبه، ومولده ونشأته ورحلاته، وشيوخه وتلاميذه وأقرانه، ومصنفاته ومذهبه الفقهي، وثناء العلماء عليه، ووفاته.
المبحث الثاني: التعريف بكتاب ” تحفة المحتاج بشرح المنهاج”، ويشتمل على أهمية الكتاب ومنهجيته وثناء العلماء عليه وأهم الشروح والحواشي التي قامت عليه.
المبحث الثالث: مفهوم الاختيار والترجيح والفرق بينهما في الاستعمال الفقهي.
الفصل الأول: الاختيارات الفقيهة لابن حجر الهيتمي (رحمه الله) في البيوع، ويشتمل على المباحث الآتية:
المبحث الأول: تعريف البيع.
المبحث الثاني: بيع الحاضر للبادي.
المبحث الثالث: ربا النسيئة في غير الأموال الربوية.
المبحث الرابع: بيع العينة.
المبحث الخامس: بيع المبيع قبل قبضه .
المبحث السادس: بيع الدهن المتنجس.
المبحث السابع: بيع المصحف .
الفصل الثاني: اختيارات ابن حجر الهيتمي (رحمه الله) في العقود، الرهن، الحقوق المشتركة، ويشتمل على المباحث الآتية:
المبحث الأول: الاختلاف في صحة العقد وفساده .
المبحث الثاني: كيفية ضمان العقد الفاسد.
المبحث الثالث: العقود المشتركة .
المبحث الرابع: التصرف في الرهن.
المبحث الخامس: حكم الانتفاع بالجدار المشترك.
الفصل الثالث: اختبارات ابن حجر الهيتمي (رحمه الله) في المضاربة، والوقف، ويشتمل على المباحث الاتية:
المبحث الأول: انتهاء المضاربة بهلاك المال.
المبحث الثاني: حكم استعمال العامل عامل غيره.
المبحث الثالث: حكم الوقف لقريب أو غني.
المبحث الرابع: حكم تخصيص المسجد لأهل مذهب معين.
المبحث الخامس: ولاية غير المسلم على الوقف.
الفصل الرابع:اختيارات ابن حجر الهيتمي (رحمه الله) في اللقطة، ويشتمل على المباحث الآتية:
المبحث الأول: أحكام تعريف اللقطة.
المبحث الثاني: التقاط الضال.
المبحث الثالث: حكم إشهاد الملتقط على اللقيط.
الفصل الخامس: اختيارات ابن حجر الهيتمي (رحمه الله) في المزارعة والمساقاة والإجارة، ويشمل على المباحث الآتية:
المبحث الأول: المساقاة والمزارعة.
المبحث الثاني: استئجار كلب الصيد.
المبحث الثالث: حكم إحياء الموات.
الخاتمة: وتشتمل على: ملخص مسائل الرسالة، واهم النتائج، واهم التوصيات التي توصلت اليها من خلال هذه الدراسة، ثم الفهارس الفنية ،وتحتوي علي : فهرس الآيات ، الاحاديث ، والأثار ، والأعلام المترجم لهم ، وفهرس المصادر والمراجع، واخيرا فهرس الموضوعات .