Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
العابدة الإلهية نيت إقرت ( نيتوكريس) /
المؤلف
الجارحي، دعاء تيسير محمود عبدالسميع.
هيئة الاعداد
باحث / دعاء تيسير محمود عبدالسميع الجارحي
مشرف / زكية يوسف مدحت طبوزادة
مشرف / علي عبدالحليم علي
مناقش / جلال أحمد أبو بكر
مناقش / باسم محمد أحمد
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
343ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الآثار (الآداب والعلوم الإنسانية)
تاريخ الإجازة
1/1/2024
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم الآثار المصرية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 343

from 343

المستخلص

الملخص
العابدة الإلهية dwAt nTr هو لقب كهنوتي شرفي أصبح ذو مدلول سياسي وديني حملته سيدات الأسرة المالكة اللواتي لعبن دورا دينيا وسياسيا هاما خلال عصري الانتقال الثالث والمتأخر. وكان اختيار العابدة الإلهية في هذه المرحلة يخضع لشروط خاصة فهن أميرات بنات ملوك عذروات.
نيتوكريس هو الاسم الذي أطلق عليها من قبل الاغريق أما في اللغة المصرية القديمة عرفت باسم nit iqrt الذي يعني نيت الممتازة أو نيت الكاملة أي كاملة المعاني ، اسم نيت اقرت يتكون من مقطعين نيت واقرت المقطع الأول نيت يحتمل أن تكون مرتبطة بالالهة نيت التي عبدت منذ ماقبل التاريخ في سايس وهي الهة الفيضان الحامية لساكني مصر من الأجانب وكانت الهة الرماة في منطقة الدلتا وهي الهة ممثلة كحاملة الأقواس فهي في اسنا ودندرة تقاتل وتغزو مصر من أجل حورس، والمقطع الثاني اقرت اي الممتازة وهنا يوجد توافق بين ماقامت به الالهة نيت في الحياة الدينية وبين الدور الذي قامت به نيتوكريس في الحياة السياسية لمصر حيث يؤكد اسمها نيت الممتازة أو نيت الكاملة التي غزت الجنوب لصالح حورس ( الملك بسماتيك الأول ) وتتحقق وحدة الشمال والجنوب تحت حكمه.
اسم نيتوكريس الحوري wrt كما ظهر في لوحة التبني ( انظرص81) لذا فهي البنت الكبري للملك بسماتيك الأول لذلك اصطفاها أن تتمتع بلقب الزوجة الالهية لآمون وأمها الحقيقية محيت - ان - اوسخت أما أمها بالتبني في المنصب هي شب- ان -اوبت الثانية ، واخواتها نكاو الثاني والأميرتين مريت نيت الثانية و دي ايسه حب سد.
تولت نيتوكريس منصب العابدة الالهية من خلال التبني اعتبارا لنقل السلطة بطريقة سلمية بين الزوجات الالهيات كما انها نوع من أنواع الدعاية لاثبات احقيتها في تولي منصبها الجديد استخدمها أبيها بسماتيك الأول بدلا من الأساطير الدينية التي كانت متبعة من قبل ومن خلال لوحة التبني تم معرفة قبول كلا من شب ان وبت الثانية وامنرديس الثانية لنيتوكريس.
استقلت نيتوكريس بوظيفتها كعابدة إلهية منفردة في العام التاسع عشر من حكم أبيها بسماتيك الأول وأصبح لها صلاحيات هامة تقارب صلاحيات الملك نفسه فكتب اسمها داخل الخرطوش الملكي وزينت جبهتها حية الكوبرا وحملت الخرطوش المزدوج مسبوقا بألقابها وهذا يشبه التتويج واعتلاء العرش للملك.
تركت نيتوكريس الكثير من الآثار وظهرت فيها وهي ترتدي تاج الالهة موت علي رأسها دلالة علي انها تمثل الالهة موت علي الارض، كما قامت بإقامة بعض التماثيل الأوزيرية ربما رمزا لأن تصبح له زوجة في العالم الآخر إعتقادا علي استمرار منصب الزوجة الالهية في العالم الآخر، وأنشأت مقاصير أوزيرية( انظر ص1) وكانت تظهر فيها مع الملك بالتناظر تأكيدا علي التساوي مع الملك وإبراز وضعها السياسي في الدولة وبذلك تمتعت نيتوكريس بمكانة مرموقة من خلال ماخلفته من آثار هائلة مثل لوحة التبني التي ألقت الضوء علي العلاقات الأسرية في العهدين الكوشي والصاوي ، المقاصير الجنائزية وتكريسها لأهم آلهة الدولة وما تحتويه من مناظر تؤكد اهميتها ودورها خلال هذه الفترة.
حملت نيتوكريس ألقاب كثيرة مثل لقب سيدة الأرضين كما جاء علي نقوش بعض آثارها مثل تابوتها، ونقوش مقصورتها في هابو ( انظر ص 21) وهذا ربما دلالة علي ان نيتوكريس وابيها الملك بسماتيك الأول اشتركا بالفعل في حكم الدولة ، كما حملت اللقب الحوري فهي الاميرة الوحيدة التي حملت هذا اللقب ولم يحمله أيا من الزوجات الالهيات الأخريات دلالة علي دورها السياسي كملك اشترك بالفعل في الحكم ، ولقب المغنية العظمي في بيت آمون والتي تحمل السيستروم دلالة علي مشاركتها في الممارسات والطقوس الدينية والاعتراف بها بشكل كبير من قبل المجتمع المصري .
نظرا لصغر سنها وقلة خبرتها فانها لم تحقق أية نجاحات إلا بفضل بعض الموظفين المخلصين الموالين لأبيها بسماتيك الأول ، فقد عاصرت عدد من المدراء العظام الذين كانوا ذو نفوذ إداري كبير في حكم الجنوب فكان يعهد إليهم بإعداد وقيادة البعثات التي كانت حكرا للملك فقد نجحت من خلالهم بإدارة كل الثروات ، ومما يؤكد مدي أهمية المديرين العظام للبيت فخامة مقابرهم التي شيدوها لأنفسهم وقد رأي البعض أن السلطة الحقيقية كانت لعمدة طيبة وليس للزوجة الإلهية وبعد دراسة الفترة الأخيرة من الأسرة الخامسة والعشرين علي رئيس المقاطعة والكاهن الرابع لآمون منتومحات رأي الباحثين أن السلطة الدينية في يد الزوجة الإلهية لآمون بينما كانت السلطة الفعلية كانت في أيدي المسؤولين الذين أداروا ممتلكاتها ، ومن أبرز هذه الشخصيات المؤثرة في دور نيتوكريس السياسي منتومحات ( انظر ص 183) الذي كان وجوده في الجنوب تعتبر ميزة للملك بسماتيك الأول وابنته حيث أبقاه في منصبه للاستفادة من خبرته السياسية الواسعة في النظام السياسي الجديد في صعيد مصر فقد كان يتمتع بمكانة مرموقة في تلك الفترة الزمنية حيث ظهر في آثاره وتماثيله بهيئة تشبه الملوك حيث رأي البعض إنه كان ملكا لا ينقصه سوي الإسم ، وفي مقبرته ظهرت نقوش لا تري الا في مقابر الملوك وبدأت مكانته تنهار علي الرغم من أنه حمل العديد من الألقاب إلا أنها اصبحت ألقاب شرفية فقط حيث كانت السلطة في يد الزوجة الالهية .
أما سماتاوي تف نخت ( انظر ص 202) كان الوصي المكلف بتهيئة الوضع لتحكم نيتوكريس حيث كلف من الملك بسماتيك الأول باجراء المفاوضات مع منتومحات وشب ان وبت الثانية وكان الضابط الموكل إليه قيادة الأسطول العظيم الذي رافق الأميرة من قصر الحريم في سايس إلي طيبة وكان رئيس البعثة لهذه الرحلة .
هناك أيضا ايبي ( انظر ص 208) الذي قام بالعديد من المهام لخدمة الزوجة الالهية ومن نص سيرة ذاتية خاصة به تم معرفة مركز وسلطة منصب الزوجة الإلهية وتتويج نيتوكريس لهذا المنصب وباشر اصلاح قصر نيتوكريس عندما تصدع .
أما باباسا ( انظر ص 216) اكتسب ثقة كلا من بسماتيك الأول وابنته نيتوكريس فكانت له وظائف ومناصب خاصة بالعابدة الإلهية وخاصة بإدارة المدن والصعيد وأخيرا الإشراف علي مصر كلها.
تم العثور علي عدد كبير من التماثيل الخاصة بالمديرين العظام في العصر الصاوي وهذه التماثيل تحمل أسماء وألقاب العابدات الالهيات لتعكس حجم المؤسسة التي كانت تديرها العابدة الالهية وسلطتها السياسية الواسعة في البلاد.
من المحتمل أن تكون عنخ ان اس نفر ايب رع هي آخر أميرة تولت بالفعل منصب العابدة الإلهية مستندة إلي ذلك أن جميع الأميرات التي تولين هذا المنصب ظهرت أسمائهن داخل الخرطوش الملكي مسبوقا بألقابهن وهو مايشبه التتويج واعتلاء العرش بالنسبة للملك بينما الأميرة نيتوكريس الثانية ظهر اسمها في تمثال آمون رع بدون خرطوش وهذا غير معتاد لما كانت تتمثل به العابدة الإلهية ، بجانب انها لم يكن لها اثار منفردة بها فأغلب الظن يكون للزوجة الإلهية آثار خاصة بها ، وأيضا سياسة الدولة الاخمينية في العهد الفارسي لم تسمح للمواطن المصري رجلا كان أم امرأة بتولي مناصب عليا سياسية تحت الحكم الفارسي.