الفهرس 
الفصل الاوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 239 |  |  |
| | | from | 239 | | |
المستخلص
إن عملية بناء وتنمية الوعي بمعالم الهوية الإسلامية وتأصيلها لدى أبناء الأمة العربية والإسلامية تتطلب مزيدا من توحيد الجهود التربوية لتكوين بناء ثقافي وحضاري يمكنه أن ينهض بتبعات تلك المرحلة الحاسمة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، ويعتبر التعليم من أهم مقومات التقدم والتنمية في أي مجتمع من المجتمعات، فمن خلاله يستطيع المجتمع تحقيق أهدافه التي وضعها، كما أنه يسهم في بناء الإنسان؛ فيجعله قادرًا على التفاعل مع ديناميات الحياة من حوله.
ويشهد العصر الراهن مجموعة من التحولات و التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي أصابت الهوية الإسلامية في خصوصيتها الثقافية والحضارية؛الأمر الذى أدى إلى تغيير معالمها وتغييب عطاءاتها الثقافية، وتحولها إلى مزيد من الخضوع للأنموذج الحضاري الغربي، الذى أدى بدوره إلى تهديد بنية المجتمعات العربية والإسلامية واختلال النسق القيمي بها وإضعاف دورها الإنساني والحضاري، فضلاعن الانعكاسات المباشرة على التعليم والتي لا مناص من مواجهتها، حيث إن التحولات التكنولوجية والعلمية والسياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية، قد غيرت أنماط الحياة، وأوجدت عديدًا من الممارسات والسلوكيات التي تضرب الهوية الإسلامية في العمق، وترسخ التبعيةوالانقياد للنموذج الغربي.
ومما سبق يتضح لنا أننافي حاجة ماسة إلى تنمية الوعي بالهوية الإسلامية، لدى طلابنا، نظرًا لما تتعرض له من تحديات؛ الأمر الذي انعكس سلبا على أبناء الأمة تجاه هويتهم الإسلامية، وأن النظم التربوية قادرة على استحداث مقومات جديدة تتناسب مع الوضع الراهن؛ ليتحقق من خلالها عطاء الروح والجسد في إطار نسق تكاملي فريد يسمح بفلسفة الأخذ والإعطاء الحضاري، لذا فإن الدراسة الحالية سوف تتناول أدوار المعاهد الثانوية الأزهرية في تنمية الوعي بالهوية الإسلامية لمواجهة التحديات المعاصرة.
مشكلة الدراسة وتساؤلاتها:
من خلال معايشة الباحث لواقع طلاب المرحلة الثانوية الأزهرية، والتي أكدت على وجود شريحة ليست بالقليلة تعانى من قلة وضوح مفهوم الهوية الإسلامية, كما تسود لديهم بعض الممارسات الاجتماعية والثقافية والشخصية التي تتنافي مع مبادئ الشريعة الإسلامية، والتي تتجسد في المظهر العام، وبعض العادات والممارسات السلوكية والاجتماعية وقد ازدادت تلك المظاهر كمًا وكيفًا بطريقة تبعث على الخوف والحذر، الأمر الذى يدعو إلى مزيد من الجهود والأدوار التي يمكن أن تقوم بها بعض المؤسسات التربوية والتي من أهمهاالمعاهد الثانوية الأزهرية، وذلك من أجل بناء وتأصيل نموذج يحقق معالم ومتطلباتالهوية الإسلامية، ويستفيد من النموذج الحضاري الغربي بما يعزز ويدعم الانتماءللهوية الإسلامية.
وبناءً على ذلك يمكن صياغة مشكلة الدراسة في محاولة الإجابة على التساؤل الرئيس التالي:
ما أدوارالمعاهد الثانوية الأزهرية في تنمية الوعي بالهوية الإسلامية لدى طلابها لمواجهة التحديات المعاصرة؟
ويتفرع عن هذا التساؤل الرئيس التساؤلات الفرعية الآتية:
1. ما الإطار الفكريللهوية الإسلامية، وما مصادرها، ومقوماتها، وخصائصها؟
2. ما فلسفة التعليم الثانوي الأزهري، وما أهدافه، وأهميته، وخصائص نمو طلابه؟
3. ما أبرز التحديات المعاصرة ذات التأثير على الهوية الإسلاميةوانعكاساتها، وأدوار المعاهد الأزهرية لمواجهتها؟
4. ما واقع الأدوار التي تقوم بهاالمعاهد الثانوية الأزهرية في تنمية وعى طلابها بالهوية الإسلامية؟
5. ما الرؤية المقترحة لتفعيل أدوار المعاهد الثانوية الأزهرية في تنمية وعى طلابها بالهوية الإسلامية لمواجهة التحديات المعاصرة؟
أهداف الدراسة:
تسعى الدراسة إلى تحقيق الأهداف الآتية:
1. التعرف إلى مفهوم الهوية الإسلامية وأهم مصادرها،ومقوماتها، وخصائصها.
2. التعرف على فلسفة التعليم الثانوي الأزهري، وأهدافه، وأهميته، وخصائص نمو طلابه.
3. تحديد أبرز التحديات المعاصرة ذات التأثير على الهوية الإسلامية وانعكاساتها، وأدوار المعاهد الثانوية لمواجهتها.
4. الكشفعن واقع الأدوارالتي تقوم بها المعاهد الثانوية الأزهرية في تنمية وعى طلابها بالهوية الإسلامية.
5. وضع رؤية مقترحة لتفعيل أدوار المعاهد الثانوية الأزهرية في تنمية وعي طلابها بالهوية الإسلامية لمواجهة التحديات المعاصرة.
منهج الدراسة:
استخدمت الدراسة المنهج الوصفي للتعرفعلى طبيعة الأدوار التي يمكن أن تقوم بها المعاهد الثانوية الأزهرية في تنمية وتفعيل الوعيبالهوية الإسلامية لدى طلابها، رصد الواقع الحالي لدور المعاهد الثانوية الأزهرية في تنمية الوعي بالهوية الإسلامية لدى طلابها.
أدوات الدراسة:
تستخدم الدراسة الحاليةاستبانة كأداة لجمع البيانات والتي تطبق على عينة من (مديري الإدارات التعليمية، والموجهين، وشيوخ المعاهد، والوكلاء، والمعلمين الأوائل) في محافظة الشرقية.
عينة الدراسة:
تطبق على عينة من مديري الإدارات التعليمية، والموجهين وشيوخ المعاهد والوكلاء والمعلمين الأوائل بالمعاهد الثانوية الأزهرية بمحافظة الشرقية للتعرف إلى وجهة نظرهم حول واقع أدوار المعاهد الثانوية في تنمية وعى طلابها بالهوية الإسلامية.
نتائج الدراسة
أسفرت الدراسة الحالية حول أدوار المعاهد الثانوية الأزهرية في تنمية الوعي بالهوية الإسلامية لمواجهة التحديات المعاصرة عن مجموعة من النتائج والتي يمكن عرضها كما يأتي:
1. جاءت درجة التوافر لإجمالي أدوار المعاهد الثانوية الأزهرية في تنمية الوعي بالهوية الإسلامية في مستوى ”متوسطة” بمتوسط حسابي (1,86).
2. جاءت درجة التوافر متوسطة لإجمالي أدوار الإدارة المدرسية في تنمية وعي طلابها بالهوية الإسلامية بمتوسط حسابي (1,86).
3. جاءت درجة التوافر متوسطة لإجمالي أدوار المقررات الدراسية في تنمية وعي الطلاب بالهوية الإسلامية بمتوسط حسابي (1,86).
4. جاءت درجة التوافر متوسطة لإجمالي أدوار المعلم في تنمية وعي الطلاب بالهوية الإسلامية بمتوسط حسابي (1.89).
5. جاءت درجة التوافر متوسطة لإجمالي أدوار الأنشطة المدرسية في تنمية وعي الطلاب بالهوية الإسلامية بمتوسط حسابي (1,82).
6. أوضح اختبار كروسكال-واليس Kruskal–Wallis عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0,05) في استجابات عينة الدراسة بحسب متغير الوظيفة (مدير إدارة/ شيخ معهد/ وكيل معهد/ موجه/ مشرفو مواد) حول أدوار المعاهد الثانوية الأزهرية في تنمية الوعي بالهوية الإسلامية لمواجهة التحديات المعاصرة.
7. أوضح اختبار مان-ويتنيMann–Whitney عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0,05) في استجابات عينة الدراسة بحسب متغير نوع المعهد (بنين/ فتيات) حول أدوار المعاهد الثانوية الأزهرية في تنمية الوعي بالهوية الإسلامية لمواجهة التحديات المعاصرة.
8. أوضح اختبار مان-ويتنيMann–Whitney عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0,05) في استجابات عينة الدراسة بحسب متغير المؤهل (أزهري/ غير أزهري) حول أدوار المعاهد الثانوية الأزهرية في تنمية الوعي بالهوية الإسلامية لمواجهة التحديات المعاصرة.
9. أوضح اختبار مان-ويتنيMann–Whitney عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05) في استجابات عينة الدراسة بحسب متغير عدد سنوات الخبرة في الوظيفة الحالية (أقل من 10 سنوات/10 سنوات فأكثر) حول أدوار المعاهد الثانوية الأزهرية في تنمية الوعي بالهوية الإسلامية لمواجهة التحديات المعاصرة.
10. أوضح اختبار مان-ويتنيMann–Whitney عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05) في استجابات عينة الدراسة بحسب متغير المحافظة (الاسماعلية/ الشرقية) حول أدوار المعاهد الثانوية الأزهرية في تنمية الوعي بالهوية الإسلامية لمواجهة التحديات المعاصرة.