Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تحولات الشخصية المصرية بين الثبات والتغير :
المؤلف
عبدالخالق، هبة صالح أبوسريع .
هيئة الاعداد
باحث / هبة صالح ابو سريع عبد الخالق
مشرف / مصطفى مرتضى علي
مشرف / محمود عبد الحميد حسين
مشرف / مصطفى مرتضى علي
تاريخ النشر
2024م.
عدد الصفحات
263ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2024
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم علم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 263

from 263

المستخلص

تميزت الشخصية المصرية على مر العصور ببعض السمات والخصائص إلتي ميزتها عن شعوب أخرى حتى أعتبرها العلماء سمات أصيلة للشخصية المصرية، وتعتبر الشخصية المصرية شخصية عميقة الجذور تتوغل فى أعماق التاريخ تتميز بالمرونة والقدرة الدائمة على التكيف والتعايش مع المتغيرات الحضارية مما يجعلها قادرة على مواجهة التحديات والصعاب .
وفى ظل التغيرات العالمية الجديدة السريعة والمتلاحقة التي كان لها أثار كبيرة على المستوى الأقليمي والمحلي، أصبحنا نجد أنفسنا أمام كم هائل من الصفات والجوانب المتعددة والمتناقضة أحياناً في شخصية الإنسان المصري، ربما أدت هذه التغيرات إلى تحولات فى الشخصية المصرية أم مازالت الشخصية المصرية تتمتع بالخصائص والسمات الأصيلة التي تميزها عن باقى الشخصيات القومية.
مشكلة الدراسة:
وتعد دراسة الشخصية القومية المصرية من أهم الموضوعات التى لفتت أنظار الباحثين المصريين والعرب وكذلك المستشرقين الأجانب ، ولازالت تمثل أهتماما لكثير من الدراسات فى شتى المجالات والتخصصات العلمية ، فظهرت ابحاثاً اهتمت بالبعد الجغرافي فى دراسة الشخصية وأخرى اهتمت بالبعد التاريخى أو السياسى أو السيكولوجى ، ونظراً لأن الشخصية الأنسانية بصفة عامة لا تنمو ولا تتشكل من فراغ وانما هى محصلة لتداخل مجموعة من العوامل الإجتماعية والأقتصادية والسياسية والثقافية ، فأن الشخصية المصرية قد تأثرت فى نموها وتطورها بمجموعة من الظروف الداخلية والخارجية التى تضمن لها البناء الإجتماعى خلال مراحل تاريخية مختلفة ، ونظرا لطبيعة العلاقة الجدلية التفاعلية علاقة التأثير والتأثر المتبادلين بين الفرد والمجتمع فقد تركت تلك الفروق التى يقصد بها البناء الإجتماعى بكل ما تحملة من تناقض أو اتساق أثارها على الشخصية فأخذت تتشكل وفقا لمقتضيات الظروف الجديدة .( )
وقد مرالمجتمع المصرى فى العقود الأخيرة بمجموعه من الأحداث والتطورات الهامة المؤثرة التى القت بظلالها على كافة مجريات الواقع الإجتماعى المعاصر مثل ثورتى 25 يناير و 30 يونيو والتقدم السريع فى التكنولوجيا والأتصالات ووسائل الإعلام بالإضافة الى بعض الأحداث الإجتماعية والأقتصادية التى حدثت بالمجتمع المصرى خاصة فى الثلاثون عاماً الأخيرة ، والتى قد كان لها آثراً على تحول بعض خصائص وسمات فى الشخصية المصرية ، لذا كان من الأهمية دراسة هذه التحولات فى الشخصية المصرية وتحليل وتفسير هذه التحولات فى أطارها الإجتماعى ، ومن هنا نبعت فكرة الدراسة الحالية من خلال أشكالية تدور حول مدى التحول فى بعض خصائص وسمات الشخصية المصرية .
وعند التحدث عن الشخصية القومية المصرية يصبح من الضرورة الحديث عن شخصية المرأة المصرية ، فقد كان للمرأة دور هام وفعال على مر العصور فى شتى مجالات الحياة ، وفى العقود الأخيرة ازداد الأهتمام بقضايا المرأة واتاحة الفرصة لها لممارسة دورها بفاعلية والمساهمة فى صنع القرار فى مختلف مجالات الحياة الثقافية والإجتماعية والسياسية والأقتصادية ، وقد اولت العديد من المنظمات والهيئات الأهتمام بهذا المجال وذلك من خلال أقامة المؤتمرات والندوات وورش العمل وأجراء البحوث والدراسات المختلفة حول شخصية المرأة من كافة جوانبها ، وفى عصرنا الحالى وفى ظل الزخم الشديد من الأحداث والتغيرات المتلاحقة على كافة المستويات الإجتماعية والأقتصادية والثقافية بل والسياسية ، يصبح التساؤل الهام والأساسى لهذة الدراسة هو : هل حدث تحول فى الشخصية المصرية عامة وشخصية المرأة المصرية خاصة ؟
أهمية الدراسة:
أهمية نظرية: اثراء المكتبة العلمية ببحوث جديدة حول الشخصية المصرية وشخصية المرأه المصرية من أبعاد مختلفة وذلك نتيجة لنقص الدراسات التى تناولت هذا الموضوع .
أهمية تطبيقية: محاولة دراسة التحولات التي طرأت على الشخصية المصرية دراسة علمية متعمقة ، بالإضافة الي مد صانع القرار وخاصة المنظمات والهيئات التى تهتم بقضايا المرأه ببعض النتائج والتوصيات التى قد تفيد فى صنع السياسات والبرامج المختلفة التى تقدم الى المرأه المصرية .
أهداف الدراسة:
يمثل الهدف الرئيسي لهذه الدراسة التعرف على التحولات التي طرأت على الشخصية المصرية وشخصية المرأة المصرية خلال الثلاثون عاماً الأخيرة، ويندرج تحت هذا الهدف الرئيسى عدد من الأهداف الفرعية .
1- التعرف على بعض خصائص وسمات الشخصية المصرية.
2- الكشف عن أهم العوامل والأسباب التي أدت إلى التحولات التي طرأت على الشخصية المصرية وشخصية المرأة المصرية.
3- الوصول إلى بعض الآليات والأساليب التي من شأنها تدعيم التحولات الإيجابية التي طرأت على الشخصية المصرية وشخصية المرأة المصرية.
4- اقتراح بعض الآليات والأساليب التي من شأنها الحد من تأثير التحولات السلبية التي طرأت على الشخصية المصرية وشخصية المرأة المصرية.
تساؤلات الدراسة:
يمثل التساؤل الرئيسي للدراسة ” ما هي أهم التحولات التي طرأت على الشخصية المصرية وشخصية المرأة المصرية خاصة في الثلاثون عاماً الأخيرة؟ ” ويندرج تحت هذا التساؤل الرئيسي عدد من التساؤلات الفرعية.
1- ما هي خصائص وسمات الشخصية المصرية؟
2- ما هي أهم التحولات التي طرأت على الشخصية المصرية في الثلاثون عاماً الأخيرة؟
3- أهم التحولات التي طرأت على شخصية المرأة المصرية في الثلاثون عاماً الأخيرة؟
4- ما هي أهم العوامل والأسباب التي أدت إلى التحولات التي طرأت على الشخصية المصرية وشخصية المرأة المصرية في الثلاثون عاماً الأخيرة؟
5- ما هى أهم الآليات والأساليب التي من شأنها تدعيم التحولات الإيجابية التي طرأت على الشخصية المصرية وشخصية المرأة المصرية؟
6- ما هى أهم الآليات والأساليب التي من شأنها الحد من تأثير التحولات السلبية التي طرأت على الشخصية المصرية وشخصية المرأة المصرية؟
نوع الدراسة:
تعتبر الدراسة الحالية من الدراسات الوصفية التحليلية حيث تستهدف الدراسة الوصفية تقدير خصائص ظاهرة أو موقف محدد وتعتمد على جميع الحقائق وتحليلها وتفسيرها لاستخلاص دلالات ونتائج نصل عن طريقها لإصدار تعميمات بشأن الموقف أو الظاهرة التي يتم دراستها.
منهج الدراسة:
استخدمت الباحثة في الدراسة الحالية المنهج العلمى بإستخدام طريقة ” دراسة الحالة ” حيث تعتبر دراسة الحالة طريقة تتجه إلى جمع البيانات العلمية المتعلقة بأي وحدة سواء كانت فرد أو مؤسسة، أو نظاماً اجتماعياً أو مجتمعاً محلياً أو مجتمعا عالمياً و تهتم دراسة الحالة بالتعمق فى دراسة مرحلة معينة من تاريخ الوحده المدروسة أو دراسة جميع المراحل التي مرت بها وذلك بقصد الوصول إلى تعميمات علمية متعلقة بالوحدة المدروسة أو الوحدات المتشابهة.
أدوات جمع البيانات:
استخدمت الباحثة ” المقابلة المقننة ” كأداة لجمع البيانات مع مجموعة من الخبراء والمتخصصين الممثلين لحالات الدراسة، وتم إعداد دليل المقابلة من قبل الباحثة وقد احتوى دليل المقابلة على مجموعة من الأسئله المفتوحة التي تعتبر مناسبة للخبراء والمتخصصين لإعطائهم حرية التعبير وعرض وجهات النظر.
مجالات الدراسة:
المجال البشري: تمثل المجال البشري للدراسة الحالية في مجموعة من الخبراء والمتخصصين في عدة مجالات وهي علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية وعلم النفس والصحة النفسية .
مع مراعاة أن تكون نصف الحالات من الأساتذة الذكور والنصف الآخر من الأساتذة الإناث
المجال المكاني: طبقت الدراسة الحالية داخل حدود محافظة القاهرة لعدة أماكن وهي:
* أقسام علم الاجتماع وعلم النفس والصحة النفسية في كليتي الآداب والتربية جامعة عين شمس.
* المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة.
* المجلس القومي للمرأة بالقاهرة.
المجال الزمني: استغرقت هذه الدراسة في إتمامها حوالي العامين والنصف.
عينة الدراسة:
اعتمدت هذه الدراسة على عينة عمدية بالطريقة غير العشوائية مكونة من ثلاثون مفردة، حيث أستعانت الباحثة للدراسة الحالية بمجموعة من الخبراء والمتخصصين في تخصصات علمية مرتبطة بموضوع الدراسة وعددهم ثلاثون حالة وقسمت حالات الدراسة كالتالي :
* عشرة حالات أعضاء هيئة تدريس بأقسام علم الاجتماع وعلم النفس والصحة النفسية بكليتي الآداب والتربية جامعة عين شمس.
خمس حالات تخصص علم الاجتماع وخمس حالات تخصص علم النفس والصحة النفسية.
* عشرة حالات أساتذة باحثي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة.
* عشرة حالات باحثين بالمجلس القومي للمرأة بالقاهرة.
خمس حالات باحثين اجتماعيين وخمس حالات باحثين نفسيين.
النتائج النهائية للدراسة:
يتم عرض النتائج النهائية للدراسة الحالية من خلال الأجابة على تساؤلات الدراسة
• التساؤل الأول: ما هى خصائص وسمات الشخصية المصرية؟
* لقد أظهرت نتائج الدراسة الميدانية من خلال مقابلة الخبراء والمتخصصين الممثلين لحالات الدراسة والتعرف على آرائهم ووجهات نظرهم أن أهم الخصائص والسمات التى تميزت بها الشخصية المصرية خاصة فى الثلاثون عاماً الأخيرة هى:
- التدين
- حب السخرية والفكاهه والمرح
- القدرة على التكيف والتعامل مع الأزمات والضغوط
- الفهلوه
• التساؤل الثانى: ما هى أهم التحولات التى طرأت على الشخصية المصرية؟
أظهرت نتائج الدراسة من خلال تحليل آراء الخبراء والمتخصصين الممثلين لحالات الدراسة أن هناك مجموعة من التحولات التى طرأت على الشخصية المصرية خاصة فى الثلاثون عاماً الأخيرة، وكان من أهم هذه التحولات الأتى:
- تراجع المنظومة القيمية وتشمل
أ - إنتشار أنماط السلوك الأستهلاكى
ب- تراجع قيمة الإنتماء ” ازمة الهويه ”
ج- إنتشار القيم الفردية والذاتية
- العنف والعدوانية
- التدين الشكلى
• التساؤل الثالث: أهم التحولات التي طرأت على شخصية المرأة المصرية؟
لقد أشارت نتائج الدراسة أن شخصية المرأه مصرية قد طرأ عليها مجموعة من التحولات خاصة في الثلاثون عاماً الأخيرة وكان من أهم هذه التحولات الآتي:
- الأهتمام بالعمل وتحقيق مكانة إجتماعية
- الأهتمام بالتعليم والتطوير الذاتى
- إنتشار القيم الأستهلاكية والمظهرية
- الندية وعدم المرونة
• التساؤل الرابع: ما هي أهم العوامل والأسباب التي أدت إلى التحولات التي طرأت على الشخصية المصرية وشخصية المرأة المصرية؟
أظهرت نتائج الدراسة من خلال مناقشة وتحليل آراء ووجهات نظر الخبراء والمتخصصين أن هناك مجموعة من العوامل والأسباب التي أدت إلى التحولات التي طرأت على الشخصية المصرية وشخصية المرأه المصرية، وكان من أهم ها العوامل والأسباب الآتي:
* تراجع السلطة الوالدية ودور الأسرة في التنشئة.
* ثورتي 25-1-2011م و30 يونيو 2013.
* الإنفتاح الشديد على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
• التساؤل الخامس: أهم الآليات والأساليب التي من شأنها تدعيم التحولات الإيجابية التي طرأت على الشخصية المصرية وشخصية المرأة المصرية في الثلاثون عاماً الأخيرة؟
أظهرت نتائج الدراسة أن هناك مجموعة من الآليات والأساليب التي من شأنها تدعيم التحولات الإيجابية التي طرأت على الشخصية المصرية، وشخصية المرأة المصرية في الثلاثون عاماً الأخيرة وكان من أهم هذه الآليات والأساليب الآتي:
* تقديم النماذج الإيجابية الناجحة وإبرازها.
* تنمية الوعي والرقابة الذاتية للتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي.
* تنمية شخصية المرأه المصرية وتفعيل دورها فى المجتمع.
• التساؤل السادس: أهم الآليات والأساليب التي من شأنها الحد من تأثير التحولات السلبية التي طرأت على الشخصية المصرية، وشخصية المرأة المصرية في الثلاثون عاماً الأخيرة ؟
أظهرت نتائج الدراسة أن هناك مجموعة من الآليات والأساليب التي من شأنها التقليل أو التخفيف من تأثير التحولات السلبية التي طرأت على الشخصية المصرية وشخصية المرأة المصرية وكان من أهم هذه الآليات والأساليب الآتي:
* الاهتمام بجودة التعليم.
* تفعيل دور المؤسسات الدينية وتجديد الخطاب الديني
توصيات ومقترحات الدراسة
* تفعيل دور المؤسسات الإجتماعية المؤثرة في تشكيل الشخصية المصرية مثل الأسرة والمدرسة والجامعة والمؤسسات الدينية.
* ضرورة تطوير التعليم من حيث الجودة والفاعلية والنوعية وربطه بالتطورات والاحتياجات الحالية والمستقبلية بسوق العمل ونوعية المهن والوظائف الحديثة التي يحتاجها المجتمع المصري.
* وضع ميثاق أخلاقي لوسائل الإعلام المصرية وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي والالتزام به ومعاقبة من يخالفه للحفاظ على الهوية المصرية وحماية القيم والمبادئ المجتمعية.
* تجديد الخطاب الديني وتضمينه للقضايا والمشكلات المعاصرة للشخصية المصرية وإعداد جيل من الدعاة الشباب المؤهلين ليكونوا مرجعية وقدوة للشباب من الناحية الدينية والدنيوية.
* تنمية وعي المرأة المصرية وصقل شخصيتها من الناحية المعرفية والمهارية لتفعيل دورها في المجتمع وإيجاد طرق للتواصل الفعال بين المرأة المصرية والمؤسسات والمنظمات الحكومية والأهلية التي تهتم بشؤون المرأة لتحقيق أقصى استفادة.
* وضع مشروع قومي وطني للنهوض بالشخصية المصرية في ظل التحديات المعاصرة التي تواجهها ويكون نابع من تراثنا الثقافي والمعرفي والتاريخي والقيمى ليس مجرد مشروع يتم إستيراده من دول أخرى وتطبيقه كما هو وقد استطاعت مجتمعات عديدة القيام بهذا المشروع وتحقيق استفادة ونجاح وتنمية.