الفهرس 
جرائم الدولية الأساسيةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 371 |  |  |
| | | from | 371 | | |
المستخلص
لم يكتف الإنسان بتلويث البيئة على الأرض فحسب، بل إن آثار أفعاله امتدت إلى الفضاء فلم تسلم بيئة الفضاء من التداعيات الخطيرة للحطام المتناثر في المدارات الناتج عن الأنشطة الفضائية، ولم يهتم الإنسان بالأبعاد المستقبلية والأضرار الناجمة عن هذا الاعتداء على البيئة الطبيعية التي منحت للإنسانية جمعاء من أجل استغلال مواردها وتسخيرها لتحقيق التنمية والازدهار العام للبشرية.
تتناول الدراسة مشكلة تلوث الفضاء وعلى وجه الخصوص تلويثه بالمخلفات الفضائية أو ما يطلق عليه الحطام الفضائي وأبعادها المختلفة وأثرها على السلم والأمن الدوليين، كما تركز على التهديدات المرتبطة باستخدام الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية، وخطورة التصعيد الدولي والسباق نحو تسليح الفضاء الخارجي، ومع بيان أوجه القصور في معاهدات الأمم المتحدة المتعلقة بالفضاء الخارجي لمواجهة المشكلة وإقرار المسئولية عن الأضرار الناشئة عن الحطام الفضائي، ظهرت الحاجة إلى تبني آليات قانونية فعالة للتصدي لهذه التهديدات.
كما تستعرض الدراسة إمكانية إقرار المسئولية الجنائية الدولية عن الأضرار التي ترتبها الأفعال الملوثة لبيئة الفضاء، وتحلل التحديات التي تواجه تطبيق أحكام القانون الجنائي الدولي الحالية على انتهاكات البيئة الفضائية لتوفير الحماية اللازمة لها وتناقش دور مبادئ قانون الحرب في هذا السياق. فتدعو الدراسة إلى ضرورة إعطاء مشكلة الحطام الفضائي القدر الكافي من العناية من الناحية القانونية نظرا لخطورتها، وتركز على الحاجة التي باتت ملحة إلى التجريم الدولي للإبادة البيئية والتي من شأنها أن تحظر الممارسات المختلفة التي تؤدي إلى تدمير بيئة الفضاء وتهديد استدامتها، مناشدين بضرورة الحفاظ على بيئة الفضاء آمنة ونظيفة ومستدامة كحق من حقوق الإنسان الأساسية المعترف بها دوليا. ولضمان حقوق الأجيال القادمة في الانتفاع بمواردها.