الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد توصلتُ من خلال دراستي لهذا البحث إلى نتائج كثيرة، أبرزها ما يلي : تعد قضية تناول الخطاب الديني لدى الاتجاه العلماني المعاصر، قضية قديمة جديدة، فهي قديمة من حيث امتداد جذور أفكارها إلى الباطنية والمستشرقين، وغيرهم من أصحاب الفكر المنحرف، وجديدة من حيث عرض أفكارها بأساليب المخاتلة والمخادعة ؛ لبثها بين الجماهير. كما يسعى الاتجاه العلماني المعاصر سعياً حثيثاً فيما يتعلق بالوحي بمحاولة هدمه وتحطيم حرمته بانتهاكه وإخضاعه للنقد والمناقشة، وأنه قابل لتحكيم الأدوات النقدية فيه، وتسليطها على نصوصه ومدلولاته، بينما يسعى الاتجاه الإسلامي إلى تقديسه وتعظيمه والإيمان به. وبين الباحث أن أغلب ما كتبه الاتجاه العلماني عن النص الديني، كان الدافع منه الدعوة إلى التحرر من سلطة النص التي تكونت في ظله ثوابت العقل الإسلامي ومحدداته التي تشكلت منها بنية النظام المعرفي داخل بناء الثقافة الإسلامية الموروثة، وكذلك وضح أن الاتجاه العلماني استخدم الهرمنيوطيقا الجدلية عند غادامير بعد تعديلها من خلال منظور جدلي مادي، لتكون نقطة بدء أصيلة للنظر إلى علاقة المفسر بالنص لا في النصوص الأدبية ونظرية الأدب فحسب، بل في إعادة النظر في تراثنا الديني حول تفسير القرآن منذ أقدم عصوره حتى الآن. كما يذهب الاتجاه العلماني إلى توسيع دائرة الاقتباس من العلوم الغربية الحديثة بغية فهم النص الديني، والتي أدى إهمالها إلى ضمور الوعي الديني لدى ملايين المسلمين، كما فصَّل الباحث مدى الخصومة والصراع بين الاتجاهين العلماني والإسلامي في مجال دراسة علوم القرآن حيث جعل الأول منها منفذا للقول بتاريخية النص التي لم تكن رؤية مؤسسة بقدر ما كانت هدفا مرجوا، بينما نفى الثاني هذه المقولة، ولقد حاول العلمانيون إثبات تاريخية النص المنزل (قرآن وسنة) من عرض القضايا التي تؤكد عالمية الدين. |