Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور المؤسسات التربوية في الحفاظ على الضرورات الخمس في ضوء تحديات العصر /
المؤلف
عثمان، محمود أبو الحمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمود أبو الحمد عثمان
مشرف / جمعة سعيد تهامي
مشرف / نجلاء عبد التواب عيسى
الموضوع
التعلم.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
295 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
أصول التربية
الناشر
تاريخ الإجازة
21/12/2023
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية التربية - أصول التربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 318

from 318

المستخلص

نظرًا لما ظهر بالمجتمع من سلوكيات تتنافى مع مقاصد الشريعة في حفظ الضرورات الخمس التي حرص الإسلام عليها، فمن الضروري أن تقوم كل المؤسسات التربوية بالعمل على ضرورة حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، فما أكثر من يفرط من المسلمين في هذا الزمان في الضرورات الخمس، حيث كثر الهرج والمرج والقتل للنفس لأحقر الأسباب حيث لا يدري الإنسان فيم قتل؟ ولماذا قتل؟ وأما الأعراض فاستباحتها صارت مألوفة، فتعددت مسمياتها وأنواعها وأضرارها النفسية والاجتماعية، وبالنظرة الثاقبة للتراث العلمي لبعض الباحثين والذين تناولوا زوايا متعددة من موضوع الدراسة الحاليَّة فقد اتضح للباحث أن حياة الناس ومصالحهم تدور حول الحفاظ على الضرورات الخمس (الدين- النفس- العقل- النسل- المال)، بما يخدم استقرار المجتمع وأمان حياة الفرد والمجتمع من خلال الحفاظ على هذه الضرورات من خلال المؤسسات التربوية في ضوء ما تعاني منه الأمة من تحديات.
ففي ضرورة حفظ الدين قد وجد الباحث عدم الاهتمام بأركان الدين خاصةً فئة الشباب وكذلك التطاول الواضح والصريح في الطعن في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، والتشكيك في المعجزات النبوية الثابتة، والقدح في الصحابة ”رضي الله عنهم” والأئمة الأعلام، وفي ضرورة حفظ النفس لاحظ الباحث قصورًا واضحًا في بعض وسائل الإعلام من تقديم محتوى إعلامي يُهون من تعظيم النفس البشرية ويَحث على الجريمة والعنف وخاصًة في بعض المسلسلات والأفلام بشكل واضح مما له الأثر السلبي على الفرد والمجتمع، وفي ضرورة حفظ العقل يُلاحظ أن كثيراً من السلوكيات الخاطئة بل والمحرمة قد انتشرت بالمجتمع مثل: شرب الخمور لدى الشباب في الأفراح والترويج لها في بعض المسلسلات والأفلام وبعض وسائل الإعلام وكأنها شيء عادي وهو ما يخالف الدين الحنيف الذي حرمها تحريمًا مطلقًا لأنها تذهب العقل وتهدر المال وتجعل الإنسان غير مفيد لنفسه ولمجتمعه، أما فيما يتعلق بضرورة حفظ النسل فلا يخفى على أحد ما قد انتشر بالمجتمع من سلوكيات تنبذها النفس السوية مثل إهلاك النسل والسب والقذف والعري والبغاء تناول مثل هذه السلوكيات والأفعال المشينة في بعض وسائل الإعلام وكأنها شئ مألوف لا حرج فيه، وأخيرًا ففي ضرورة حفظ المال يلاحظ أن كثير من السلوكيات المتعلقة بضرورة حفظ المال قد تدهورت وذلك دليله واضح في انتشار السرقات وأكل أموال الناس بالباطل وانتشار الرشوة والفساد المالي وأكل أموال اليتامى وعدم الحفاظ على المال العام، ولذا يتحتم على كل المؤسسات التربوية أن يكون لها الدور الفعال وأن تتكاتف فيما بينها في التصدي لمثل هذه التجاوزات الصريحة والواضحة بالتربية الصحيحة السوية، بما يساهم ويدعم حفظ الضرورات الخمس التي تعود بالأثر الإيجابي على أمن واستقرار الفرد والمجتمع، وبناءً عليه يمكن بلورت مشكلة الدراسة الحاليَّة في التساؤل الرئيس التالي ”ما دور المؤسسات التربوية في الحفاظ على الضرورات الخمس في ضوء تحديات العصر” وينبثق من هذا التساؤل الرئيس مجموعة التساؤلات الفرعية الآتية:
 ما الإطار الفكري والمفاهيمي للضرورات الخمس؟
 ما الإطار الفلسفي والتحليلي للضرورات الخمس؟
 ما تحديات العصر المؤثرة على الضرورات الخمس؟
 ما دور المؤسسات التربوية (الأسرة- المؤسسات التعليمية- دُور العبادة - وسائل الإعلام) في الحفاظ على الضرورات الخمس؟
 ما آليات تفعيل الدور التربوي للمؤسسات التربوية في الحفاظ على الضرورات الخمس في ضوء تحديات العصر؟
أهداف الدّراسة:
تسعى الدراسة الحاليَّة إلى تحقيق الهدف الرئيس وهو ”تحديد دور المؤسسات التربوية في الحفاظ على الضرورات الخمس في ضوء تحديات العصر” وينبثق من هذا الهدف الرئيس مجموعة الأهداف الفرعية التالية:
 تحديد ماهية الضرورات الخمس.
 تقديم تحليل فلسفي للضرورات الخمس من وجهة نظر بعص الفلسفات المختلفة.
 رصد تحديات العصر ذات التأثير على الضرورات الخمس.
 تحديد دور المؤسسات التربوية في الحفاظ على الضرورات الخمس.
 وضع آليات مقدمة لتفعيل الدور التربوي للمؤسسات التربوية في الحفاظ على الضرورات الخمس.
أهمية الدّراسة:
تنبع أهمية الدراسة الحاليَّة من كونها تربط بين حفظ الضرورات الخمس والمؤسسات التربوية المعاصرة، لأن كل فرد من أفراد المجتمع يتعايش ويتأثر بهذه المؤسسات التي لها الدور الأكبر والأهم في تدعيم وتنمية الحفاظ على هذه الضرورات، ومن ثم تتبع الأهمية العلمية والعملية لهذه الدراسة من عدة اعتبارات يمكن عرضها فيما يلي:
 تتناول الدراسة موضوعاً مهماً وهو دور المؤسسات التربوية في الحفاظ على الضرورات الخمس في ضوء تحديات العصر.
 تسعى الدراسة إلى تحديد وبلورة دور مؤسسات التربية في دعمها وحثها للنشء على حفظ (الدين والنفس والعقل والنسل والمال) بكل السُبل والوسائل التي تتوافق مع منظومة القيم الأخلاقية التي أقرتها الشرائع السماوية والمجتمعات الرشيدة والفطرة الإنسانية.
 تكتسب الدراسة أهميتها من حاجة الإنسانية علي اختلاف شرائعها ومللها وأجناسها إلى الضرورات الخمس، والمحافظة عليها، وكذلك الحاجة إلى إظهار دور المؤسسات التربوية في الحفاظ على الضرورات الخمس وتطبيقها في الواقع المعاصر وتحديد آليات الوقاية من أي تحديات تواجه هذه الضرورات.
 يحاول الباحث من خلال هذه الدراسة إلقاء الضوء على فكرة أن العلوم الشرعية والعلوم التربوية تسيران في مسارٍ واحد بما يخدم تربية الإنسان وجعله إيجابياً وفعالاً في المجتمع الذي يعيش فيه.
 تحاول هذه الدراسة معرفة الدور الحقيقي للمؤسسات التربوية تجاه الحفاظ على الضرورات الخمس ومعرفة أوجه القصور وكيفية علاجها ووضع الآليات الرشيدة لمواجهة تحديات العصر.
منهج الدّراسة:
اعتمدت الدراسة الحاليَّة على ( المنهج الوصفي التحليلي)، لمناسبته لطبيعة الدراسة، التي تهتم برصد الممارسات الشائعة والمعتقدات، ووجهات النظر والاتجاهات وبتحليل البيانات للوصول إلى النتائج وتفسيرها، وتقصي الظواهر المجتمعية والتربوية التعليمية، كما هي قائمة في الحاضر ووصفها وتشخيصها وتحليلها وتفسيرها، ويتمثل استخدام هذا المنهج في هذه الدراسة في جمع الدراسات ذات الصلة بالدراسة الحاليَّة، وتحليلها للإفادة منها في وصف دور المؤسسات التربوية في الحفاظ على الضرورات الخمس ودور التربية في دعمها لها في ضوء التحديات المعاصرة، كما اعتمدت الدراسة على منهج التحليل الفلسفي الذي اعتمد على تحليل وجهات نظر الفلسفات المختلفة في حفظ الضرورات الخمس وموقعها من الفلسفات المختلفة.
خطوات السير في الدراسة:
تم إعداد هذه الدراسة في ضوء مجموعة من الخطوات، والتي يمكن سردها فيما يلي:
 الخطوة الأولى: إعداد الإطار العام للدراسة من حيث إعداد مقدمة الدراسة، ومشكلة الدراسة، وأسئلتها، أهدافها، أهميتها، ومنهجها، مصطلحاتها، الدراسات السابقة، وعمل التعليق على هذه الدراسات من حيث أوجه الاتفاق وأوجه الاختلاف بينها وبين الدراسة الحاليَّة.
 الخطوة الثانية: إعداد الإطار الفكري والمفاهيمي للضرورات الخمس في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ووسائل الحفاظ عليها من خلال الشريعة الإسلامية وكذلك الضرورات الخمس في التشريعات والمواثيق الدولية .
 الخطوة الثالثة: تناول تحديد بعض المذاهب الفلسفية التي تحدثت عن الضرورات الخمس، واستعراض كافة أوجه الالتقاء بين مبادئ هذه المذاهب الفلسفية وبين الضرورات الخمس التي وردت بالفكر الإسلامي.
 الخطوة الرابعة: تحديد أهم تحديات العصر التي تواجه الأمة والمؤسسات التربوية في الحفاظ علي الضرورات الخمس وكيفية مواجهتها والتصدي لها.
 الخطوة الخامسة: رصد وتحديد دور المؤسسات التربوية في الحفاظ على الضرورات الخمس.
 الخطوة السادسة: عرض بعض الآليات المقترحة لتفعيل وتنمية دور المؤسسات التربوية في الحفاظ على الضرورات الخمس في ضوء تحديات العصر، وقام الباحث بتحديد مجموعة من المبادئ التي يجب قيام المؤسسات التربوية بها للحفاظ على الضرورات الخمس مع اختلاف موقع كل مؤسسة من المؤسسات التربوية في تربية النشء.
نتائج الدراسة:
قد توصل الباحث إلى مجموعة من النتائج وهي على النحو التالي:
 التأكيد على أن الحفاظ على الضرورات الخمس يهدف إلى استقرار أمن وسلامة الفرد والمجتمع، والتأكيد على أهمية دور المؤسسات التربوية في الحفاظ على الضرورات الخمس.
 هناك بعض الصعوبات والتحديات التي تواجه الحفاظ على الضرورات الخمس.
 أن لوسائل الإعلام خاصة الحديثة مثل وسائل التواصل الاجتماعي والثورة المعلوماتية دورًا ذا حدين، فكما أنها تحافظ على الضرورات الخمس إلا أنها يمكن أن تؤثر سلباً على الحفاظ على الضرورات الخمس.
 توصل الباحث إلى تقلص دور دُور العبادة في الحفاظ على الضرورات الخمس مقارنة بوسائل الإعلام الحديثة، والتأكيد على أهمية التحديث في أساليب الخطاب الديني بدور العبادة المختلفة مما يعزز الحفاظ على الضرورات الخمس.
 توصل الباحث لمدى الضغوط والتحديات التي تواجه الأسرة في تربية أبناء أسوياء لديهم القدرة للحفاظ على الضرورات الخمس في ظل التكنولوجيا الحديثة وآثارها الخطيرة.
 إن التحديات التي تواجه الحفاظ على الضرورات الخمس (وسائل التواصل الاجتماعي، العولمة ، الغزو الفكري ، الإرهاب) لا يمكن مواجهاتها إلا بتكاتف كل المؤسسات الدينية والتربوية كل فيما يخصه.
 المؤسسات التربوية لها الدور الأكبر في الحفاظ على الضرورات الخمس لأن الإنسان يعيش ويتأثر بهذه المؤسسات في جميع مراحل حياته.
 أن الحفاظ على الضرورات الخمس يدعم بقوة انتشار الأمن في كافة ربوع الأرض وأن فقدانها أو فقدان إحداها يؤثر بالسلب على أمن الفرد والمجتمع.
 هناك ضعف واضح في وسائل الإعلام المختلفة في نشر ثقافة الاهتمام بالضرورات الخمس.
 إن المؤسسات التعليمية الأزهرية لها الدور الفعال في الحفاظ على الضرورات الخمس، لأنها تقوم بتحفيظ القرآن الكريم وتدريس العلوم الشرعية التي تدعم الضرورات الخمس بشكل مباشر.
 إن الفسلفات (الواقعية ، البرجماتية، المثالية) لم تقدم الحفاظ الحقيقي للضرورات الخمس، لأنها إن اهتمت بجانب أهملت الأخر وأن الفكر الإسلامي هي الأمثل في طرح الضرورات الخمس.
 التأكيد على حاجة الإنسانية بالرغم من اختلاف شرائعها ومللها وأجناسها إلى تلك الضرورات الخمس.
توصيات الدراسة
قد أوصى الباحث بمجموعة من التوصيات وهي على النحو التالي:
 ضرورة اهتمام الباحثين التربويين بالموضوعات التي تربط بين العلوم التربوية والعلوم الشرعية لأنهما يسيران في مسار واحد وهدفهما بناء جيل تربوي سوي.
 ضرورة إقامة المؤتمرات والندوات وبثها وعرضها عبر وسائل الإعلام المختلفة التي تعزز من التمسك بتلك الضرورات الخمس وغرسها في نفوس الناس.
 ضرورة إدخال الضرورات الخمس في المناهج التعليمية المختلفة وتعميمها على جميع المراحل التعليمية.
 ضرورة الاهتمام بمادة التربية الدينية كمادة أساسية مثل اللغات والعلوم الأخرى مما يساهم في تعزيز الحفاظ على الضرورات الخمس.
 تفعيل دور الأجهزة الرقابية في مراجعة المسلسلات والأفلام ومختلف البرامج والأعمال الفنية، قبل عرضها وحظر نشر أو عرض الأعمال أو الأفكار التي تخالف عادات المجتمع الصحيحة أو تتعارض مع قيمه وثقافته الدينية.
 تصحيح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالضرورات الخمس عبر قنوات التواصل الاجتماعي.
 ضرورة تناول الموضوعات الخاصة بالضرورات الخمس بشكل مكثف.
 ضرورة أن يجتهد الباحثون والمتخصصون في مزيد من الأبحاث العلمية عن الضرورات الخمس ودراستها من كافة الجوانب.
كما يوصي الباحث بمجموعة من البحوث المستقبلية التي تتعلق بالموضوعات التالية:
 النزعات الاستهلاكية وتأثيرها على الحفاظ علي الضرورات الخمس.
 مسئولية الدعاة في حفظ الضرورات الخمس.
 دور المؤسسات التربوية في تعزيز الأمن الفكري في ضوء تحديات العصر.