الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ظل تراث مصر وسيظل متصل الحلقات، متسماً بوحدة رائعة، مع تنوع أضفاه تركيبها الجغرافي، والحلقات التاريخية التي مرت بها. وتحتل قضية الحفاظ على التراث مكاناً متقدماً في سياق القضايا التي تهم دول العالم، لما لهذه القضية من أهمية منظقية تنبع من أهمية التراث ذاته، ودراسة الماضي ليست نزوة أو ترفاً يقصد بها الماضي لذاته، بل هي أمر حيوي من أجل الحاضر، ومعلوم أن ماضي أي أمة هو تراثها وحضارتها، وأي انقطاع للماضي يؤثر بالسلب على الحاضر والمستقبل. صحيح أن المدينة – أي مدينة – مثل الكائن الحي، يجب أن تتجدد خلاياها، وأن حاجتنا لاستعمال المكان تتغير عبر الزمان، إلا أننا كثيراً ما نجهز على المباني القديمة ونزيلها، راغبين في إفساح المجال لاستعمالات جديدة للأرض، وكثيراً ما نجد من بين هذه المباني القديمة عدداً يستحق الحفاظ عليه، لما له من قيمة جمالية أو تاريخية، الأمر الذي يتطلب ترميم المبنى، استعمالاً يتناسب مع كأثر، ومع حاجات المجتمع الحاضر. وأطفيح من بلاد الصعيد وهي الحد الشمالي لبلاد الوجه القبلي بمصر، وتعد من المدن القديمة بمصر، وقد ذكرها العديد من المؤرخين والجغرافيين، ولقد لعبت أطفيح خلال العصور القبطية والإسلامية دوراً كبيراً في كافة المجالات، وكان بها العديد من الأطوار المعمارية المختلفة على مر العصور، حيث أنها كانت همزه الوصل بين القاهرة ومصر العليا، وعند حدوث الصراعات السياسية بين المماليك في القاهرة، كان يفر الفريق الضعيف إلى الصعيد، ويسرع الفريق الأقوى ببناء المتاريس والحصون عند أطفيح لمنع عودة منافسيهم إلى القاهرة. |