الفهرس 
الفصل الأول: مدخل الدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 220 |  |  |
| | | from | 220 | | |
المستخلص
لقد حظي الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد بإهتمام غير مسبوق في السنوات الماضية وخصوصاً في العقدين الماضيين، وذلك لما لهم من تأثير على المجتمع ككل. لذلك يسعى العلماء إلى تعليم وتدريب هذه الفئة، من خلال السعى إلى أكسابهم وتعليمهم وتدريبهم مهارات تمكنهم من التعامل بنجاح مع المجتمع وفقاً لقدراتهم، ولكى تتم هذه العملية لابد من البحث عن السبب الذى يعرقل وصول المعلومات والمهارات بسلاسة إلى الأطفال ذوى اضطراب طيف التوحد.
فالتوحديون يعانون من قصور في المعالجة الشاملة للمعلومات، كما لا يستطيعون أعطاء معنى تكاملى للمعلومات، فهو لا يدركها ككل بل يدرك المعلومات على أنها اجزاء متفرقة، ويعالجون البيانات جزء بجزء بدلاً من سياقها الكلي والعجز على دمج المعلومات المختلفة، وهذا يفسر العديد من المشكلات التى يعانون منها، كالأفعال التكرارية القهرية، عدم مبالاته للأخطار، التشبث، كما فسرت الأدراك فائق الحد، والموهبة، وفرط الحساسية في بعض المثيرات، القصور الحسى... ومن اهم مجالات القصور لديهم ضعف التماسك المركزي اللفظي، ضعف التماسك المركزي البصري، ضعف التماسك المركزي الإدراكي.
وهذا ما أكدت عليه بعض الدراسات من وجود ضعف في التماسك المركزى لدى الاطفال ذوى اضطراب طيف التوحد كدراسة (اسلام ابراهيم، 2020؛ رويدا فتحي، 2021؛ عائشة النعيمى،2016؛ ندا طه، 2019؛ علا وافي، 2019؛ مريم العبد الله، 2017 ؛ موسى المضيبرى، 2018؛ نوسة بكر، 2021؛ ولاء ربيع، ايمان جمعة ،2020؛ Aljunied & Frederickson, 2013؛ ؛ Filppello, et al.,2013؛ Jarrold , et al , 2000؛ Lee, 2005؛ Pelicano, et al ,2006؛ Powell,2012؛ South, et al 2007 Hill, 2013؛ Pina ,et al ,2013 ؛Skorich et al ,2016؛ Nayar et al., 2017)
فهم يعانون من المشكلات والاضطرابات السلوكية والإدراكية والمعرفية، وهذه المشكلات غالباً ما تكون ناتجة عن خلل في الدماغ لديهم، وان وجود اضطرابات معرفية تؤثر على قدرتهم على النمو اللغوي والتواصل والتعمم والاندماج مع المجتمع في حياة طبيعية، ومن المشكلات المعرفية التي يعانون منها الصعوبة في الذاكرة ونتائج الدراسات متفاوتة حول قدرتهم على استقبال المعلومات وتخزينيا واسترجاعيا عند الحاجة .
لذلك فأن الهدف الاسمى للبرامج التدريبية هو تدريب وتعليم الاطفال ذوى اضطراب طيف التوحد على التكيف والموائمة والاستغلال الامثل لقدراته للتعامل مع مجتمعه وتحقيق أقصى حد من التوافق حسب قدراته.
فاذا أهمل المتوحد فأن نمو شخصيته يتجه إلى الانحراف لإحساسه بأنه مختلف عن الاخرين لافتقاره إلى الشعور بالثقة والاتزان الانفعالي الذي يكتسبه الآخرون من خلال انجازاتهم المختلفة. (Kenny, 2016)
والذاكرة هي إحدى الوظائف المعرفية التي حظيت بأدنى قدر من الدراسة مع ذوي اضطراب التوحد وكانت نتائج هذه الدراسات غير متوافقة إلى حد ما .ويرجع ذلك إلى استخدام هذه الدراسات أنواعًا مختلفة من العينات ومالت جميعها إلى استخدام عينات صغيرة جدا للمقارنة، مما جعل تفسير هذا التباين بين النتائج أمراً في غاية الصعوبة لدى كثير من الباحثين. (ماجدة ودعانى، محمد أبو الفتوح، 2019, 402)
إن شواهد معالجة الذاكرة لذوى اضطرابات طيف التوحد متناقضة، حيث يحاول بعض الباحثين البرهنة على أن ذوي اضطرابات طيف التوحد لديهم ذاكرة ممتازة، ويرى آخرون أن اضطرابات طيف التوحد تتركز فى اضطراب الذاكرة وعلى الرغم مما في هاتين النظريتين من تناقض فإن كلتيهما صحيحتان؛ فالأشخاص ذوي اضطرابات طيف التوحد لديهم ذاكرة ممتازة لأنواع معينة من المعلومات، وذاكرة جيدة نسبيًا لأنواع أخرى من المعلومات. (وفاء الشامي،2004, 314)
فقد أظهرت الدراسات اختلاف حول الذاكرة العاملة لدى ذوي اضطراب التوحد، فمنها من قامت بقياس أثر الاصابة باضطراب طيف التوحد على الذاكرة العاملة والعكس، فمنهم من اوضح أن الاصابة باضطراب طيف التوحد لا يؤثر بشكل كبير فى ضعف الذاكرة العاملة كدراسة (Ozonoff ., et al .2001 ) فمنهم من اوضح أن الاصابة باضطراب طيف التوحد يؤثر بشكل كبير فى ضعف الذاكرة العاملة كدراسة(Flusber , Joseph , Steele , Meyer 2005، دراسة (Barands,et al , 2013 ).
فالعديد من المشكلات التى يعانى منها الاطفال ذوى اضطراب طيف التوحد تكون ناتجة عن اضطراب في الذاكرة العاملة والتى لا يتمكنه من استدعاء خبراته السابقة ليتمكن من التعامل مع المواقف التى يتعرض لها، وانه يعانى من سعة تخزينية محدودة جداً لذلك فهو يلجأ إلى تكرار استجابته في معظم المواقف المختلفة التى يتعرض لها، وبالتالى فأن التدريب الهادف لتقوية الذاكرة العاملة لدى الاطفال ذوى اضطراب طيف التوحد ، يمكن ان يؤدى الى تحسين جميع جوانب الحياة المختلفة لتلك الفئة.
وهذا ما أشارت اليه العديد من الدراسات فى أن الاصابة باضطراب طيف التوحد يؤثر بشكل كبير فى ضعف الذاكرة العاملة كدراسة (الكناش والمير، 2019؛ اليوسفى، 2018؛ جنون وهيبة، 2020؛Fanning et al,2018 ؛ Flusber, 2005؛ Joseph, et al, 2012؛ Macizo, et al, 2016)
أولاً :- مشكلة الدراسة
- ما فعالية برنامج قائم على تحسين مهام التماسك المركزي لتحسين الذاكرة العاملة لدى عينة من الاطفال ذوى طيف التوحد ذوى الاداء المرتفع؟
- ويتفرع هذا السؤال إلى عدة أسئلة أخرى :
1- ما الفروق بين المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمقياس مهام التماسك المركزي؟
2- ما الفروق بين القياسين القبلي والبعدي في مقياس مهام التماسك المركزي لدى المجموعة التجريبية؟
3- ما الفروق بين القياسين البعدي والتتبعي في مقياس مهام التماسك المركزي لدي المجموعة التجريبية؟
4- ما الفروق بين المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمقياس الذاكرة العاملة؟
5- ما الفروق بين القياسين القبلي والبعدي في مقياس الذاكرة العاملة لدى المجموعة التجريبية؟
6- ما الفروق بين القياسين البعدي والتتبعي في مقياس الذاكرة العاملة لدي المجموعة التجريبية؟
ثانياً: هدف الدراسة: تهدف الدراسة الحالية إلى الكشف عن
1- مدى فعالية برنامج قائم على تحسين مهام نظرية التماسك المركزي لتحسين الذاكرة العاملة لدى الاطفال ذوى اضطراب طيف التوحد.
2- مدى استمرارية فعالية برنامج قائم على تحسين مهام نظرية التماسك المركزي لتحسين الذاكرة العاملة لدى الاطفال ذوى اضطراب طيف التوحد.
ثالثاً: أهمية الدراسة :
- الأهمية النظرية
أ- تكمن أهمية الدراسة في التعرف على النواحي النظرية المتعلقة بنظرية التماسك المركزي والذاكرة العاملة فهي تُسلط الضوء على مفهوم كلاً من الذاكرة العاملة والتماسك المركزي والعوامل التي تؤثر فيهم
ب- تكمن أهمية الدراسة في تناول الأطفال ذوى اضطراب طيف التوحد والأنشطة الأساسية التي يجب تعلمها ليتكمن من تحسين الذاكرة العاملة لديهم.
- الأهمية التطبيقية
أ- يمكن أن تفيد الدراسة القائمين على العملية التعليمية في وضع الخطط المناسبة للتعامل مع الأطفال ذوى اضطراب طيف التوحد.
ب- يمكن الاستفادة من نتائج هذه الدراسة في إعداد برامج ودورات تدريبية للقائمين على رعاية الأطفال ذوى اضطراب طيف التوحد.
ج- تقدم الدراسة مقياس لمهام التماسك المركزي للأطفال ذوى اضطراب طيف التوحد للبيئة المصرية بعد تقنينه مما يتيح الفرصة للباحثين لاستخدامه.
د- اقتراح برنامج يتم إعداده على أساس علمي دقيق من شأنه أنه يسهم في تحسين مهام التماسك المركزي وتحسين الذاكرة العاملة لدى الأطفال ذوى اضطراب طيف التوحد.
رابعاً:- محددات الدراسة:-
المحددات الموضوعية: إعداد برنامج قائم على تحسين مهام نظرية التماسك المركزي لتحسين الذاكرة العاملة لدى الاطفال ذوى اضطراب طيف التوحد
المحددات البشرية (عينة الدراسة) : وتكونت من 12 طفل من الذكور والإناث من الأطفال ذوى اضطراب طيف التوحد عالي الاداء منقسمة إلى (6) مجموعة تجريبية و(6) مجموعة ضابطة ، تتراوح اعمارهم من (5,5– 9) سنوات، مطابقة للمعايير التى وضعها الباحث وهي السن (5,6 : 9,6شهور) ونسبة التوحد (30: 34)، ومعامل الذكاء(80: 87 أقل من المتوسط) .
المنهج المستخـدم في الدراسة: تم استخدام المنهج شبة التجريبي وهدفها تحسين مهام التماسك المركزي لتحسين الذاكرة العاملة لدى الاطفال ذوى اضطرابات طيف التوحد مرتفعي الاداء، ويعتبر المتغير المستقل هو البرنامج بينما ينقسم المتغير التابع إلى تحسين مهام التماسك المركزي، والذاكرة العاملة.
المحددات المكانية: طبق البرنامج على عينة من محافظة المنيا (مركزي مغاغة والعدوة من جمعية الرواد مركز مغاغة، وحضانات الجمعية الشرعية بشارونة مركز مغاغة، ومدرسة بطران بمغاغة)
المحددات الزمنية: تم أجراء هذه الدراسة في الترم الثاني للعام الدراسي 2021/ 2022م.
أدوات الدراسة :-
1- مقياس تشخيص اضطراب التوحد (كارز2) لشوبلر ترجمة: منصور نعيم وجيلان رياض، (2014)
2- مقياس ستانفورد بينية النسخة الخامسة(مقياس الذاكرة العاملة)(إعداد/ رويد Roid ترجمة صفوت فرج)
3- البرنامج المستخدم إعداد : الباحث (2021)
4- مقياس مهام التماسك المركزى إعداد : الباحث (2021)
الأساليب الاحصائية
تم معالجة البيانات إحصائيًا باستخدام برنامج SPSS (النسخة 26)، من خلال الاعتماد على بعض الاساليب الاحصائية مثل اختبار ويلكوكسون، اختبار مان– ويتنى، المتوسط الحسابى، الانحراف المعيارى.
خامساً:- فروض الدراسة
1- توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطى رتب درجات القياس البعدى فى مهام التماسك المركزى لدى كل من المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة لصالح المجموعة التجريبية.
2- توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطى رتب درجات مهام التماسك المركزى لدى المجموعة التجريبية فى القياسين القبلى والبعدى لصالح القياس البعدى.
3- لا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطى رتب درجات مهام التماسك المركزى للمجموعة التجريبية فى كل من القياسين البعدى والتتبعى.
4- توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطى رتب درجات القياس البعدى فى الذاكرة العاملة لدى كل من المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة لصالح المجموعة التجريبية.
5- توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطى رتب درجات الذاكرة العاملة لدى المجموعة التجريبية فى القياسين القبلى والبعدي لصالح القياس البعدي.
6- لا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطى رتب درجات الذاكرة العاملة لدى المجموعة التجريبية فى القياسين فى كل من القياسين البعدى والتتبعى.
سادساً:- نتائج الدراسة :
توصلت الدراسة إلى فعالية برنامج قائم على مهام التماسك المركزي لتحسين الذاكرة العاملة لدى عينة من الاطفال ذوى طيف التوحد ذوى الاداء المرتفع، كما توصلت إلى:
1- وجدت فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطى رتب درجات القياس البعدى فى مهام التماسك المركزى لدى كل من المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة لصالح المجموعة التجريبية.
2- وجدت فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطى رتب درجات مهام التماسك المركزى لدى المجموعة التجريبية فى القياسين القبلى والبعدى لصالح القياس البعدى.
3- لم توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطى رتب درجات مهام التماسك المركزى للمجموعة التجريبية فى كل من القياسين البعدى والتتبعى.
4- وجدت فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطى رتب درجات القياس البعدى فى الذاكرة العاملة لدى كل من المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة لصالح المجموعة التجريبية.
5- وجدت فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطى رتب درجات الذاكرة العاملة لدى المجموعة التجريبية فى القياسين القبلى لصالح المجموعة التجريبية.
6- لم توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطى رتب درجات الذاكرة العاملة لدى المجموعة التجريبية فى القياسين البعدى والتتبعى.