Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تصور مقترح لميثاق أخلاقي لمهنة التعليم في ضوء بعض المستجدات المجتمعية المعاصرة /
المؤلف
لطفي، محمد إمام محمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد إمام محمد لطفي
مشرف / سهام يسن أحمد عبدالعليم
مشرف / نجلاء عبد التواب عيسى عبد العال
مشرف / حنان احمد الروبى
مشرف / مصطفى محمد احمد رجب
الموضوع
التعليم. المجتمع.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
180 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
أصول التربية
الناشر
تاريخ الإجازة
15/8/2023
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية التربية - أصول التربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 202

from 202

المستخلص

الأخلاق ضرورة من ضرورات الحياة المتحضرة، ومتطلباً أساسياً لتنظيم المجتمع وإستقراره، وغيابها يعني غلبة شريعة الغاب حيث ”القوة هي الحق” وليس ”الحق هو القوة”، والمدرسة على وجه الخصوص كمؤسسة ذات دور تعليمي وتنويري وتربوي مسئولة عن نشر الأخلاق ليس فقط في ممارساتها وإنما أيضاً في سياساتها وفي كل ما تدعو إليه، فالمدرسة مسئولة عن الإلتزام الخلقي في الأداء، ومسئولة أيضاً عن تنمية الإلتزام الخلقي بين الطلاب لهذا كان من الضروري وضع ميثاق أخلاقي للمعلم.
ولكل مهنة مجموعة من الأخلاقيات المهنية التي تحكمها وتقنن مسئولياتها وحقوق العاملين بها والحدود القانونية للتعامل معهم أو مع الجمهور أن كانت المهنة تتطلب تعاملا الجمهور وبالتالي يجب على صاحب المهنة أن يكون على وعى بهذه الأخلاقيات من أجل الإلتزام بالواجبات والتمسك بالحقوق.
والمعلم يقوم بتربية التلاميذ وتعليمهم مشتركاً في ذلك، مع سائر من يحتك بالتلاميذ في حياتهم من والدين وأقارب إلى جانب وسائل الإعلام المختلفة، إلا أنه يمتاز عن سائر الوسائل السابقة بأن مهمته الأساسية هي التعليم الذي ينشد المجتمع من خلاله خلق المواطن الإجتماعي القادر على التفكير والعمل والإنتاج وعلى المشاركة في العلاقات الإجتماعية والمساهمة في الأهداف القومية وبناء الدولة، فآثار المعلم في التلاميذ لا تمحى وطبيعة أدائه لواجباته وأسلوب تفاعله مع طلابه وتوجيهه هي التي تجعل موقعه قدوة لتلاميذه، وبقدر سموه في أداء رسالته يكون مقدار سموه كقدوة وكقائد تربوي.
وقد تكون نقابة المهن التعليمية في مصر والتي تعد أحد أكبر النقابات حيث يقترب عدد أعضائها إلى المليون معلم لا تضطلع بدور تربوي من خلال تقديم أنشطة وبرامج تساعد على تحقيق النمو المهني للمعلم المصري في مختلف مراحل التعليم ومختلف التخصصات مما أدى إلى سلبيتها وغيابها على خريطة المؤسسات المسئولة عن تحقيق النمو المهني للمعلم نتيجة عدم وجود الكوادر الفنية ضمن تنظيمها الذي يمكنه من تقديم برامج وأنشطة مختلفة تحقق النمو المهني للمعلم المصري من ناحية ونتيجة لعدم تعاونها أو مشاركتها للمؤسسات المعنية بتحقيق النمو المهني للمعلم من ناحية أخرى.
مشكلة الدراسة وتساؤلاتها:
تبدو الحاجة متعاظمة أمام تفعيل دور المعلم في المدرسة من خلال تقليص العقبات التي تحد من هذا الدور، ويأتي في مقدمة هذا الدور تدعيم مكانته المهنية وتخفيف ما يعانيه من ضغوط المهنة للوصول إلى درجة أفضل من التوافق المهني.
ولما كانت المدرسة معنية أساساً ببناء البشر وتحسين ظروف الإنسان، فهي في المقام الأول منظمة أخلاقية، تعنى بالبناء العلمي والخلقي للطالب، وعليها بالتالي أن تحرص على تنمية بيئة أخلاقية في التنظيم وإلا عجزت عن النهوض برسالتها، فلا انفصال بين تحقيق رسالة المدرسة وبين إلتزامها بالأخلاق، ولا يتصور منطقياً الزعم بأن المدرسة نجحت في غرس الأخلاقيات في نفوس الطلاب في حين أن سلوكياتها وسلوكيات المعلمين غير منسجمة مع الأخلاق لذلك فمن الضروري وضع ميثاق أخلاقي للمعلم، يسير وفقا له حتى يكون هناك تناغم بين ما يقال وما يتم فعله، وعليه تتمحور مشكلة الدراسة في التالي:
1- ما الإطار المفاهيمي للأخلاقيات المهنية للمعلم؟
2- ما أهم التجارب الدولية في ميثاق أخلاقيات المهنة؟
3- ما أهم المستجدات المجتمعية المؤثرة على الأخلاقيات المهنية للمعلم في مصر؟
4- ما التصور المقترح لميثاق أخلاقي لمهنة التعليم بمصر في ضوء بعض المستجدات المجتمعية المعاصرة؟
أهداف الدراسة:
تسعي الدراسة الحالية لتحقق الأهداف التالية:
1- التعرف إلى الجوانب الأخلاقية وأثرها في العملية التعليمية.
2- معرفة أهم الإتجاهات الحديثة في مضمون الدستور الأخلاقي للمعلم.
3- تحليل أهم المستجدات المجتمعية المؤثرة على الأخلاقيات المهنية للمعلم في مصر.
4- وضع تصور مقترح لميثاق أخلاقي لمهنة التعليم بمصر في ضوء بعض المستجدات المجتمعية المعاصرة.
أهمية الدراسة:
تتحدد أهمية الدراسة فيما يلي:
الأهمية النظرية:
1- الإهتمام بالأخلاق يسهم في تحسين المجتمع ككل، فتتراجع الممارسات الظالمة، وتتوافر الفرص المتكافئة للناس، وتنفذ الأعمال بواسطة الأعلى كفاءة، وتستخدم الموارد المحدودة فيما هو أكثر نفعاً، ويتسع بالتدريج أيضاً، أمام المجتهدين، كل هذا وغيره يتحقق إذا التزم تدريجياً، الجميع بالأخلاق.
2- الإلتزام بأخلاقيات العمل يسهم في شيوع الرضا الإجتماعي بين غالبية الناس كنتيجة لعدالة التعامل والمعاملات والعقود وإسناد الأعمال وتوزيع الثروة وربط الدخول بالمجهود،..، الخ.
3- أخلاقيات العمل تدعم البيئة المواتية لروح الفريق وزيادة الإنتاجية، وهو ما يعود بالنفع على الفرد وعلى المنظمة وعلى المجتمع.
4- إدارة أخلاقيات العمل بكفاءة تشعر المعلمين بالثقة بالنفس، والثقة في العمل وبأنهم يقفون على أرض صلبة ونزيهة وشريفة، وكل هذا يقلل القلق والتوتر والضغوط ويحقق المزيد من الإستقرار والراحة النفسية.
5- إن الإلتزام الخلقي في المدارس يؤمنها ضد المخاطر بدرجة كبيرة، حيث يكون هناك إلتزام بالشرعية، وإبتعاد عن المخالفات، أو الجرائم، والتمسك بالقانون، فالقانون من قبل ومن بعد ليس إلا قيمة أخلاقية.
6- الإلتزام بأخلاقيات العمل يدعم عدداً من البرامج الأخرى الهامة مثل برامج التنمية البشرية، وبرامج الجودة الشاملة، وبرامج التخطيط الاستراتيجي، وكل هذا يصب في إتجاه دعم المدارس وتنميتها ونجاحها.
7- إن الإلتزام بمواثيق أخلاقية صارمة يدفع المتعاملين إلى اللجوء في تعاملاتهم إلى الجهات الملتزمة أخلاقياً، وبالتالي تنجح الممارسة الجيدة أو الصحيحة في طرد الممارسة السيئة من ساحة الأعمال.
8- إن وجود ميثاق أخلاقي للمعلم يكون بمثابة دليل أو مرجع يسترشد به المعلمين ليس فقط في تصرفاتهم، وإنما أيضاً عندما تثور الخلافات أو يثور الجدل حول ما هو السلوك الواجب الإتباع.
الأهمية العملية:
يمكن تحديد الأهمية العلمية للدراسة في النقاط التالية:
 يرتبط الوعي الأخلاقي بحقوق الإنسان الذي تنامي الإهتمام به في الفكر الإنساني والفكر التربوي من النصف الثاني في القرن العشرين ومن الأحرى توعية المعلم به في إطار مهنته.
 المعلم في حاجة إلى دراسة تساعده على تنظيم العلاقات مع الآخرين، وتحقيق غايات العملية التعليمية حيث أن الثقافة والتوعية بالسلوكيات الأخلاقية بإعتبارها ضوابط سلوكية، ضرورة أخلاقية في حياتنا عامة وحياة المعلم خاصة تعمل على تشكيل الحياة المدرسية وتنظيمها وحفظ كيانها.
منهج الدراسة:
نظرا لطبيعة المشكلة استخدمت الدراسة المنهج الوصفي الذي يفيد في رصد ظاهرة البحث وتحديد الحقائق المتعلقة بالواقع الحالي ومن ثم جمع البيانات والمعلومات التي لها صلة بالدراسة الحالية وتحليل المادة التي تم تجميعها، لإستخلاص الدلالات التي توصلت إليها الدراسة( )، وذلك لملائمته لطبيعة الدِّراسة الحالية.
توصيات الدراسة:
ويمكن تقديم خطوطاً عامة تساعد على الإلتزام بالميثاق الأخلاقي المقترح:
1- بث عقيدة مهنية جديدة يعمل بها مجموعة من المعلمين الأكفاء والمخلصين، وتنهض بها نقابة المعلمين على المستويات السياسية والتشريعية والإجتماعية والمهنية لتغيير الأوضاع السيئة التي يعمل بها المعلمون.
2- مراجعة الأهداف التعليمية بما يتناسب مع الظروف والحاجات وإمكانيات المدارس وقد رأت المعلمين.
3- القيام بإصلاح تعليمي يأخذ فيها المعلمون بزمام المبادرة ويقومون بجهد أساسي في وضع تصوراته وتنفيذ مبادئه.
4- أن يتمتع المعلمون بحرية أكاديمية في أدائهم للواجبات أو إبتكارها واتباع طرق التدريس التي تسهم في التطوير التربوي لتلاميذهم في إطار البرامج المتفق عليها وبمساعدة الجهات المسئولة ويدخل في هذا:
5- اشتراك المعلم في تطوير المناهج والكتب المدرسية والوسائل التعليمية، وزيادة التعاون بين المعلمين والآباء لفائدة التلاميذ.
6- مبادئ آداب المهنة: وهذه المبادئ إذا أصبح المعلم موالياً لها ومسئولاً عن تنفيذها تجعل منه قدوة طيبة ونموذجا حسناً ومثيراً فعالاً لتنمية العديد من جوانب السلوك الجيد عند تلاميذه وفي مدرسته ومجتمعه وقد قامت رابطة التعليم الوطنية الأمريكية بصياغة مبادئ آداب مهنة التعليم لجعل المسئوليات والواجبات الملقاة على عاتق المعلم أموراً موضوعية، ويستخدم ميثاق المهن مصطلح المدرس أو المعلم ليشمل كل الأشخاص الذين يشتغلون بالعمل التعليمي سواء في التدريس أو وظيفة إدارية وتوجيهية.