Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دراسة مقدمة لاستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في علوم ذوي الاحتياجات الخاصة /
المؤلف
إبراهيم، هويدا ثروت حسن.
هيئة الاعداد
باحث / هويدا ثروت حسن إبراهيم
مشرف / نرمين محمود عبده
مشرف / نجلاء فتحي شوقي
مشرف / ولاء ربيع مصطفي
مشرف / سحر حسن إبراهيم السيد
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
203 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم الاجتماعية
الناشر
تاريخ الإجازة
20/8/2023
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية علوم ذوي الاحتياجات الخاصة - اضطرابات اللغة والتخاطب
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 215

from 215

المستخلص

مقدمة الدراسة:
حظي الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة بصورة عامة، وذوي اضطراب طيف التوحد على وجه التحديد اهتمامًا بالغًا في السنوات الأخيرة، ويُعد اضطراب طيف التوحد أحد الاضطرابات النمائية المعقدة التي تصيب الأطفال وتعيق تواصلهم الاجتماعي اللفظي وغير اللفظي، كما تعيق نشاطهم التخيلي وتفاعلاتهم الاجتماعية المتبادلة، ويظهر هذا الاضطراب منذ ولادة الطفل حتي عمر ثمانية سنوات، وتكون أعراضه واضحة تمامًا في الثلاثين شهرًا من عمر الطفل الذي يبدأ في تطوير سلوكيات شاذة وأنماط متكررة والانطواء على الذات (بلال عودة،2020،10)، وهذا ما أكده عبدالعزيز الشخص(2010،52) بأنه اضطراب شديد في التواصل والسلوك يصيب الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة ما بين(30-42) شهرًا من العمر ويؤثر في سلوكهم؛ حيث نجد معظمهم يفتقرون إلى الكلام المفهوم ذي المعنى الواضح، كما يتصفون بالانطواء على أنفسهم، وعدم الاهتمام بالآخرين وتبلد المشاعر، وقد تنصرف اهتماماتهم أحيانًا إلى الحيوانات أو الأشياء غير الإنسان ويلتصقون بها، وأشار Frontana-Uribe, et al. (2010,18) إلى أن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد عادة ما يخفقون في الانتباه إلى الأشياء التي ينتبه إليها الآخرين؛ ولذا فإنهم يُعانون من صعوبة في تحويل الانتباه وفي المبادأة بالانتباه المشترك والاستجابة إليه، فإن إخفاق الطفل في الانتباه إلى الأشياء المحيطة به يجعله غير قادر على الاتصال مع من حوله.
وحيث إنَّ أطفال ذوي اضطراب طيف التَّوحد نادرًا ما يركزون على الأنشطة المشتركة أثناء التفاعل مع الآخرين مثل الأقران أو الآباء والمعلمين، ويكررون سلوكيات نمطية أقل ارتباطًا بالتفاعل مع من حولهم، كما أنهم لا يفضلون التواصل البصري مع الآخر، وتنخفض لديهم الاستجابة للمنبهات الاجتماعيَّة، ومثيرات الانتباه البصري، للحد الذي قد يصل لسلوك المعاكس تمامًا للمنبه وهذا ما يتمّ التعبير عنه بأنه ضعف في مهارات الانتباه المشترك لدى أطفال اضطراب طيف التَّوحد والذي يسبب نقصًا في التفاعل الاجتماعي لديهم، يُعد العجز في مهارات الانتباه المشترك لدى أطفال اضطراب طيف التَّوحد من العوامل التي تسبب نقص التفاعلات الاجتماعيَّة لديهم؛ حيث إنهم نادرًا ما يركزون على الأنشطة المشتركة أثناء التفاعل مع الآخرين مثل الأقران أو الآباء والمعلمين، ويكررون سلوكيات نمطية أقل ارتباطًا بالتفاعل مع من حولهم، كما أنهم لا يفضلون التواصل البصري مع الآخر، وتنخفض لديهم الاستجابة للمنبهات الاجتماعيَّة، ومثيرات الانتباه البصري، للحد الذي قد يصل لسلوك المعاكس تمامًا للمنبه.
للانتباه المشترك دور مهمّ في تطوير وتنمية كلٍّ من اللغة، والمهارات الاجتماعيَّة؛ حيث يرى Wong(2006) أن الانتباه المشترك إنما يُعد في الأساس بمثابة مهارة محورية لدى الأطفال بشكل عام ولدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التَّوحد على وجه الخصوص؛ إذ إنها توضح في الواقع تلك الكيفية التي ينمو بها التواصل الاجتماعي لديهم، وتوضح من جانب آخر تلك الخصائص الرئيسية للعجز أو القصور الاجتماعي من جانب هؤلاء الأطفال خلال مرحلة الطفولة المبكرة، ويُعد الانتباه المشترك نقطة مشتركة بين شخصين لها أهميتها ودلالتها في سبيل تطوير التواصل، فعندما تسمي الأمّ شيئًا أو حدثًا معينًا موجودًا في البيئة المحيطة فإنَّ الطفل يجب أن يعرف آنذاك ما تشير إليه أمه؛ لذا يُعد فقدان الانتباه المشترك من أهم العناصر التي يتسم بها الطفل ذو اضطراب التَّوحد عن غيره من الأطفال.
كما أثبتت الدراسات الآتية فعاليَّة استخدام الانتباه المشترك مع الأطفال ذوي اضطراب طيف التَّوحد: كدراسة سهى أمين (2008)، ودراسة أسامة مصطفى (2015)، ودراسة سماح محمد (2017)، ودراسة شادية مصطفى (2017)، ودراسة عزة محمود (2019).
مشكلة الدراسة:
الإحساس بالمشكلة من خلال عمل الباحثة بأحد مراكز التخاطب شعرت بأهمية الأداء اللغوي في اتصال أطفال ذوي اضطراب طيف التَّوحد بالآخرين المحيطين، لاحظت الباحثة أن أكثر المشكلات التي يُعاني منها أطفال ذوو اضطراب طيف التَّوحد ضعف الأداء اللغوي عند تعبير الطفل عن حاجاته ورغباته، والتنفيس عن انفعالاته وعواطفه نحو الآخرين، في الوقت الذي لا يستطيع الناس من حوله من العاديين فهم مطالبه ومشاعره؛ الأمر الذي يخلق في نفس الطفل إحساس بالدونية إلى جانب إثاره انفعالاته وغضبه وعدوانيته، وسوء توافقه النفسي والانفعالي وعدم استفادته من البرامج التربويَّة في المدرسة ومن حيث يعبر الآباء والأمهات عن قلقهم مع تقدم الطفل ذي اضطراب طيف التَّوحد في العمر وهو ما زال غير قادر على التعبير والكلام؛ حيث يرتبط النمو اللغوي بسلامة الجهاز العصبي، وأجهزة النطق وجهاز السمع والذكاء والمقومات الثقافيَّة والاجتماعيَّة والبيئيَّة المحيطة بالطفل، ويستطيع الطفل قبل أن يعبر عن نفسه تعبيرًا لغويًّا صحيحًا أن يفهم لغة المحيطين به، وهذا يؤكد أن فهم اللغة يسبق استخدامها للتعبير عن الحاجات والأسئلة الكثيرة التي تدور في ذهن الطفل ذي اضطراب طيف التَّوحد؛ حيث يلاحظ في النصف الثاني من السنة الأولى لعمر الطفل أنه يُعاني من صعوبات في الاتصال أو التخاطب فقد لا يستجيب الطفل أو تكون ردود الأفعال لديه غير مناسبة بالنسبة لعمره، ويعود ذلك إلى اضطراب اللغة والفهم والانتباه والتركيز، وهذه المشكلات تجعل عملية النمو اللغوي لدى هؤلاء الأطفال تتأخر بشكل واضح، وتبقى هذه المشكلات مستمرة حتَّى في وقت لاحق من عمر الطفل، وغالبًا ما تجد الأسرة صعوبة في فهم ما يحتاجه هذا الطفل أما بعد مدة فنجد أن الطفل يشير إلى ما يحتاجه بأيده أو عينه.
ولذلك اهتمت الباحثة بدراسة هذه الفئة من أطفال ذوي اضطراب طيف التَّوحد؛ حيث إنَّ الكلام يحتاج إلى تناسق في الكلام والجمل والتعبير عن المواقف في الحياة اليومية الشخصيَّة والتعبير عن احتياجات الطفل؛ لذلك يلاحظ صعوبة في الكلام والنطق والتواصل الاجتماعي مع الآخرين، ومن أهم المشاكل الناتجة عن الاضطراب اللغوي عند أطفال ذوي اضطراب طيف التَّوحد، الأخطاء النحوية وأخطاء الجمل والمشكلات في النمو اللغوي وصعوبة التواصل مع الآخرين، ومن هنا ظهرت أهمية دراسة الأداء اللغوي لهذه الفئة؛ حيث تُعد المشكلات المرتبطة بالجوانب اللغوية مشكلات مميزة عند أطفال ذوي اضطراب طيف التَّوحد؛ حيث إنَّ مستوى الأداء اللغوي لدى أطفال ذوي اضطراب طيف التَّوحد أقل بكثير من الأطفال العاديين الذي يناظرونه في العمر الزمني، وتتنوع مظاهر هذا القصور في القدرات اللغوية فقد أكدت نتائج عديدٍ من الدراسات كدراسة كدراسة (هنادي القحطاني، 2013)، ودراسة (مروة أحمد، 2014)، ودراسة (أميمة كامل، 2017)، ودراسة (Nystrom,2019)، ودراسة (Ellawadi&Weismer,2015)، ودراسة (مطر ومسافر، 2012)، ودراسة (Gomez,2010).
وإنَّ الأطفال ذوي اضطراب طيف التَّوحد يعانون قصورًا ملحوظًا في نموهم اللغوي؛ ممَّا يؤثر سلبيًّا على إنتاج الكلام والنمو اللغوي، كما يؤثر على الكفاءة الاجتماعيَّة والتواصل مع الآخرين.
وبناءً على ما سبق حاولت الدراسة الحالية تقديم برنامج لتنمية الأداء اللغوي عند الأطفال ذوي اضطراب طيف التَّوحد لكي يساعد أولياء الأمور والمتخصصين في الوقوف على نقاط الضعف عند هؤلاء الأطفال والتدريب عليها لتنمية الأداء اللغوي.
واتساقًا ممَّا سبق يمكن تحديد مشكلة الدراسة في السؤالين الرئيسين التاليين:
(1) ما فعاليَّة برنامج تدريبي قائم على بعض مهارات الانتباه المشترك في تنمية الأداء اللغوي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التَّوحد؟
(2) ما استمرارية فعاليَّة برنامج قائم على بعض مهارات الانتباه المشترك في تنمية الأداء اللغوي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التَّوحد؟
أهداف الدراسة:
هدفت الدراسة بشكل أساسي تنمية الأداء اللغوي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التَّوحد، ومن هذا الهدف تتفرع أهداف ثانويَّة تتمثل في التالي:
(1) التعرف على فعاليَّة البرنامج القائم على بعض مهارات الانتباه المشترك في تنمية الأداء اللغوي لدى أطفال ذوي اضطراب طيف التَّوحد.
(2) التعرف على استمرارية فعاليَّة البرنامج القائم على بعض مهارات الانتباه المشترك في تنمية الأداء اللغوي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التَّوحد.
أهمية الدراسة:
تظهر أهمية الدراسة الحالية على المستويين النظري والتطبيقي من خلال النقاط الآتية:
• الأهمية النظريَّة:
- توفير المعلومات التي تساعد العاملين في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة بصفة عامة ومع الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بصفة خاصة ببعض الفنيات والأنشطة اللغوية التي تُمكنهم من تنمية الأداء اللغوي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
- إثراء التراث البحثي والمكتبة العربية في مجال التخاطب وذوي الاحتياجات الخاصة والصحة النفسية بدراسة بعض تنمية الأداء اللغوي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
• الأهمية التطبيقية:
- إلقاء الضوء على الأنشطة التي تساعد الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في تنمية الأداء اللغوي.
- حاجة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد الذين يعانون من مشكلات في الأداء اللغوي إلى برامج تدريبية تنمية الأداء اللغوي لديهم، لكي يتمكن من التفاعل مع أقرانهم العادين.
- توفير برنامج قائم على تنمية الأداء اللغوي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وذلك للمهتمين والمسئولين عن ذوي الاحتياجات الخاصة بصفة عامة والأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بصفة خاصة.
- تقديم مقياس لتنمية الأداء اللغوي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
محددات الدراسة:
تتجلى محددات الدراسة الحالية فيما يلي:
• المحددات منهجية:
(‌أ) منهج الدراسة: استخدمت الدراسة المنهج شبه التجريبي، والذي يستخدم في الجانب التطبيقي للدراسة؛ وذلك للتحقق من الهدف الرئيسِ للدراسة، وهو تنمية الأداء اللغوي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التَّوحد من خلال برنامج قائم على بعض مهارات الانتباه المشترك.
(‌ب) المحددات البشريَّة: وهم الأطفال ذوو اضطراب طيف التَّوحد، الذين تتراوح أعمارهم ما بين (7-9) عامًا، ويتراوح معامل ذكائهم ما بين (55-70) على مقياس ستانفورد بينيه للذكاء (الصورة الخامسة)، وتكونت عينة الدراسة من:
- عينة التحقق من الخصائص السيكومتريَّة للأدوات: وتكونت من (20) طفلاً من الأطفال ذوي اضطراب طيف التَّوحد منهم (14) من الذكور و (6) من الإناث، وتراوحت أعمارهم ما بين (7-9) عامًا، بمتوسط عمري قدره (7.90) وانحراف معياري قدره (0.87).
- العينة الأساسيَّة: تتكون العينة الأساسيَّة من (10) أطفال من الأطفال ذوي اضطراب طيف التَّوحد، تراوحت أعمارهم ما بين (7-9) عامًا، بمتوسط عمري قدره (7.90) وانحراف معياري قدره (0.87).
• المحددات المكانية: انقسمت إلى:
- تمَّ التطبيق في ثلاث مدراس ببرامج الدمج بني سويف (مدرسة التل شرق النيل – ومدرسة الحديثة – مدرسة طه حسين)، للتحقق من الخصائص السيكومتريَّة للمقياس.
- اختيار العينة الأساسيَّة من مركز المدينة المنور لتأهيل وتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة بمركز أطفيح.
• الحدود الزمنية: تمَّ تطبيق إجراءات البرنامج القائم على بعض مهارات الانتباه المشترك لتنمية الأداء اللغوي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التَّوحد؛ حيث تكون البرنامج من (33) جلسة تمَّ تطبيقهم على مدى زمني استغرق ثلاثة أشهر تقريبًا، بواقع (5) جلسات أسبوعيًّا، وتراوح زمن الجلسة (30-60) دقيقة.
نتائج الدراسة:
توصَّلت الدراسة للنتائج الآتية:
(1) تُوجد فروقٌ ذات دلالةٍ إحصائيَّة عند مستوى (0.01) بين متوسط رتب درجات أفراد المجموعتين التجريبيَّة والضابطة في تنمية الأداء اللغوي بعد تطبيق البرنامج لصالح المجموعة التجريبيَّة.
(2) تُوجد فروقٌ ذات دلالةٍ إحصائيَّة عند مستوى (0.05) بين متوسطي رتب درجات القياسين القبلي والبعدي في تنمية الأداء اللغوي لدى أفراد المجموعة التجريبيَّة لصالح القياس البعدي.
(3) لا تُوجد فروقٌ ذات دلالةٍ إحصائيَّة بين متوسطي رتب درجات القياسين البعدي والتتبعي في تنمية الأداء اللغوي لدى أفراد المجموعة التجريبيَّة.