Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الرواية التاريخية عند محمد حسن علوان: دراسة تحليلية لروايته ”موت صغير” /
المؤلف
الشريف, هبه صلاح عباس عبدالله.
هيئة الاعداد
باحث / هبه صلاح عباس عبدالله الشريف
مشرف / أسماء محمود شمس الدين
مشرف / فضل الله محمد إسماعيل
مناقش / إيمان فؤاد بركات
مناقش / محمد عبد الفتاح النجار
الموضوع
الادب العربي.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
مج. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية
الناشر
تاريخ الإجازة
1/10/2022
مكان الإجازة
جامعة دمنهور - كلية الاداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 206

from 206

المستخلص

احتلت الرواية مكانة كبيرة في الأدب العربي الحديث منذ بداية القرن العشرين, وحققت ذيوعًا وانتشارًا عظيمًا, وذلك لرحابة مضامينها, ومرونة بنائها, وتعدد كُتابها, وتباين رؤاهم, واختلاف اهتماماتهم, أضف إلى ذلك أن الرواية تعد من الفنون الحديثة التي تسعى إلى خلق تشكيل مختلف للحياة, ومحاولة إعادة بناء الواقع, ومسآءلة التاريخ, فالحياة التي يحياها إنسان العصر الحديث تتنوع مسالكها وتمور بالاتجاهات المختلفة ثقافيًا وسياسيًا واجتماعيًا ودينيًا, وهو اختلاف يوفر مادة جيدة وخصبة للعمل الروائي. حتى تبدو لشدة حضورها وقوة انتشارها تحتل واجهة المشهد الإبداعي لتتربع في محل الجنس الأدبي الأشهر عند العرب ”الشعر”. فإذا كان ”الشعر ديوان العرب الأوائل” فالراجح أنه لم يعد ديوان العرب المحدثين؛ لأن الرواية طغت عليه, واحتلت الصدارة, وأصبحت ديوان العرب الجديد, وأننا أصبحنا اليوم في زمن يمكننا أن نطلق عليه زمن الرواية.
تُعَدُّ الرواية التاريخية أحد أهم أنواع الرواية بشكل عام, وقد تعددت تعريفات النقاد العرب والأجانب لها, إلا أنها تتفق جميعًا على اعتماد التاريخ بوصفه مادة أساسية للعمل الروائي. ويمكن التمييز بين نوعين من التعريفات, يتمثل النوع الأول في التناول التقليدي للرواية التاريخية, والذي يحرص علي الأمانة في نقل الأحداث التاريخية وعدم تزييفها, أما النوع الآخر فيتمثل في التناول الحداثي والجديد للتاريخ.
محمد حسن علوان، روائي وكاتب صحفي سعودي. ولد في الرياض، المملكة العربية السعودية، في 27 أغسطس 1979م. له موقع إلكتروني أدبي منذ عام 1999م. كتب مقالة أسبوعية لمدة ست سنوات في صحيفتي الوطن والشرق السعوديتين وتناول موضوعات ثقافية، واجتماعية، ومعرفية عامة. نشرت له صحيفتا نيويورك تايمز الأمريكية والغارديان البريطانية مقالات وقصص قصيرة وقد عُين الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة في المملكة العربية السعودية منذ يونيو 2019 وحتى الآن.
محيي الدين بن عربي وُلِدَ محيي الدين بن عربي في مدينة مرسيّة من أب مارسي وأم أمازيغية, وهو واحد من كبار المتصوفة والفلاسفة المسلمين على مر العصور. كان أبوه على بن محمد من أئمة الفقه والحديث, ومن أعلام الزهد, والتقوى, والتصوف. وكان جده أحد قضاة الأندلس وعلمائها, فنشأ في جو ديني. انتقل والده إلى إشبيلية وكان يحكمها آنذاك السلطان محمد بن سعد, وكانت عاصمة من عواصم الحضارة والعلم في الأندلس. وما كاد لسانه يبين حتى دَفَعَ به والده إلى أبي بكر بن خلف عميد الفقهاء, فقرأ عليه القرآن بالقراءات السبع وقرأ عليه كتاب الكافي, فما أتم العاشرة من عمره حتى كان مُلمًا بالقراءات, والمعاني, والإشارات. ثم سلمه والده إلى طائفة من رجال الحديث والفقه, تنقل بين البلاد واستقر أخيرًا في دمشق طوال حياته, وكان واحدًا من أعلامها حتى وفاته عام1240م
”كانت الأرحام أوطاننا فاغتربنا عنها بالولادة” هكذا بدأ محمد حسن علوان روايتة موت صغير, سيرة تاريخية متخيّلة لحياة محيي الدين بن عربي منذ ولادته في الأندلس وحتى وفاته في دمشق, تتناول هذه الرواية سيرة حياة مزدحمة بالرحيل والسفر من الأندلس غربًا وحتى آذربيجان شرقًا, مرورًا بالمغرب, ومصر, والحجاز, والشام, والعراق, وتركيا, يعيش خلالها البطل تجربة صوفية عميقة يحملها بين جنبات روحه القلقة؛ ليؤدي رسالته في ظل دول وأحداث متخيّلة, مارًا بمدن عديدة وأشخاص كثر, وحروب طاحنة ومشاعر مضطربة.
ترصد الرواية بؤرة مهمة متمثلة في الصراع الفكري، بين الخلفاء والفقهاء مع المتصوفة ورجال الدين، مثل: نفي ”ابن رشد”، ومحنة ”الغوث أبو مدين”، وما تعرض له ”ابن عربي” من مضايقات ومنعه من إقامة الدروس بالمساجد، وسجنه بمصر بسبب معتقداته وأفكاره.
تسير الرواية في مسارين زمنيين متباينين:
الأول: مسار سيرة ابن عربي كما رآه علوان، منذ ولادته بـ”مرسية” إلى وفاته بالشرق، في مدينة حلب، مرورًا بترحاله الدائم، من الأندلس والمغرب والحجاز والشام ووسط آسيا.
الثاني: متخيل تاريخ انتقال مخطوط سيرة حياة ابن عربي في مراحل مختلفة من تاريخ الأمة الإسلامية بداية من أذربيجان عام1212م ونهاية إلى لبنان عام 2012.
تهدف الدراسة إلى محاولة الوقوف على الخصائص الفنية التي تضمنتها رواية موت صغير, والتعرف إلى سيرة حياة شيخ الصوفية الأكبر محيي الدين بن عربي الإنسان من لحم ودم له ذلاته وأخطاؤه, ورصد الأحداث التي شكّلت سيرته وفكره, والتعرف على لغة علوان الشاعرية.
لم تخصص دراسة مستقلة منفصلة – فيما أعلم – تناولت موضوع (الرواية التاريخية عند محمد حسن علوان دراسة تحليلة لروايته موت صغير), ورغم ذلك فقد عثرت الباحثة في أثناء دراستها على عدد من الأبحاث التي قاربت الموضوع, وتتمثل هذه الأبحاث فيما يأتي:
1- المكان, الصورة, الدلالة ”رواية موت صغير لمحمد حسن علوان نموذجاَ” للباحثة سميرة ردة حسن الحارثي, حولية كلية اللغة العربية بجرجا.
2- الخطاب الصوفي في رواية ”موت صغير” لمحمد حسن علوان لمنال بنت عبدالعزيز العيسي, النادي الأدبي الثقافي بجدة.
3- ما وراء القص التاريخي في رواية ما بعد الحداثة العربية واللاتينية: روايتي (موت صغير), و(ساعي بريد نيرودا) أنموذجا. للدكتور محمد لافي اللويش الشمري وهو بحث مقدم لمجلة علوم اللغات وآدابها, جامعة الجوف. وهو دراسة نقديَّة تطبيقيَّة مقارنة ناهضة على البنية السَّرديَّة للرواية العربيَّة واللَّاتينيَّة وكيفية استحضارهما للتاريخ, واعتمادهما على ما وراء القصِّ التاريخيِّ لتقديم نصٍّ أدبيٍّ يُعيد كتابة أحداثٍ تاريخية وفق معطياتٍ حضاريَّةٍ وثقافيَّة تُشكِّل حركة التَّاريخ في العصر الحديث.
4- أنواع التناص والخطاب الميتاسردي في رواية ”موت صغير” لمحمد حسن علوان, للدكتور طارق بن محمد المقيم وهو بحث مقدم لمجلة الآداب جامعة الملك سعود, الرياض عام (2020م / 1441ه).
اعتمدت الدراسة على غير منهج لرصد الأبعاد والمضامين وبشكل رئيس سوف ترتكز على المنهجين التاريخي والتحليلي وذلك لتتبع نشأة الرواية التاريخية وتطورها في الأدب العربي ثم تحليل رواية موت صغير وخصائص البناء الفني التي ظهرت من خلال الدراسة التطبيقية.
ولعل من أهم الصعوبات التي واجهت الباحثة في دراستها ندرة الدراسات الأدبية والنقدية التي تناولت موضوع الدراسة حتى وإن وجد القليل منها فإن الباحثة عانت من عدم إمكانية الحصول عليها فلم تكن متاحة للباحثة.
وقد تمت الدراسة على النحو الآتي:
التمهيد: وقُسِمَ إلى قسمين: القسم الأول: الرواية التاريخية في الأدب العربي الحديث والقسم الثاني: تطرق لحياة محمد حسن علوان وحياة ابن عربي، كما عرض ملخص لرواية موت صغير.
الفصل الأول: وفيه (عناصر البناء الفني في رواية موت صغير) وقُسِمَ الفصل إلى خمسة مباحث الأول: الشخصيات، الثاني: البيئة الزمانية، الثالث: البيئة المكانية, الرابع الحدث والحوار, الخامس مستويات السرد.
الفصل الثاني: وعنوانه (الإحالة والخطاب في رواية موت صغير) وفيه خمسة مباحث، الأول: العنوان والغلاف، الثاني: تعدد الخطابات في الرواية، الثالث: الاغتراب الصوفي في الرواية، الرابع: الراوي والرؤية بين التاريخي والسرد الذاتي، الخامس: شاعرية الخطاب واللغة الروائية.
الفصل الثالث: وجاء بعنوان (رواية موت صغير وتطورات علوان الذاتية والنوعية) وفيه مبحثان الأول: قراءة أدبية في تجربة محمد حسن علوان الروائية، الثاني: موت صغير في الميزان النقدي.
ثم جاءت الخاتمة وفيها أهم النتائج والتوصيات الضرورية وقائمة المصادر والمراجع، وفهرس موضوعات الدراسة.