Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الوعي البشري ونظرية العدالة العالمية عند توماس ناجل /
المؤلف
أحمد، رانيا عاطف أحمد عبد الحفيظ.
هيئة الاعداد
باحث / رانيا عاطف أحمد عبد الحفيظ أحمد
مشرف / السيد بهاء جلال السيد درويش
مناقش / على محمد عليان
مناقش / غيضان السيد على
الموضوع
الفلسفة - مذاهب.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
164 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
30/7/2023
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 168

from 168

المستخلص

ظل الفلاسفة على مر العصور يواجهون صعوبة حل بعض المشكلات الفلسفية مثل تفسير الوعي، حدود ومصادر المعرفة، ماهية المعنى، الرغبة الحرة والذات وغيرها من المشكلات التي ارتآى بعض الفلاسفة أمثال: ديفيد تشالمرز David John Chalmers (1966م - )، دانيال دينيت : Daniel Dennett (1942م - ) وتوماس ناجل Thomas Nagel (1937م - ) أنها مشكلات صعبة، وكان من بين هذه المشكلات محاولة فهم وتفسير كيف تنشأ التجارب الذاتية للإنسان من دماغ لا يتكون سوى من بعض المكونات المادية فقط؟
كما أشار العديد من الفلاسفة البارزين مثل الفيلسوف الأمريكي جوزيف ليفين Joseph Levine (1952م - ) للهوة الكبيرة الواقعة بين قدراتنا الذهنية وأهداف الفلسفة المتعلقة بمعرفة حقيقة الطبيعة النهائية والواقع، مما يجعلنا نفكر أحيانًا بأن البشر ربما يكونوا غير مؤهلين إدراكيًا لمعالجة بعض هذه المشكلات التي تثيرها الفلسفة، ولكنهم جيلًا بعد آخر يكافحون لبلوغ الآفاق ويطمحون للوصول إلى حلول مقنعة لهذه المشكلات، كانت مشكلة تفسير الوعي البشري من بين هذه المشكلات التي باتت تؤرق الفلاسفة وعلماء الأعصاب لسنوات عديدة وكان من بين هؤلاء الفلاسفة الذين شغلتهم هذه المشكلة الفيلسوف توماس ناجل، إذ رأى أن الوصول للحقيقة هدف منشود بالنسبة لنا.
لذلك علينا أن نسعى إلى تحقيقه، وعلينا أيضًا القبول بما سنصل إليه من نتائج، وقد جاءت رؤية ناجل في تفسير الوعي البشري انطلاقًا من نقده لنموذج الفهم الموضوعي للخصائص العقلية، فرغم هذا التقدم الهائل الذي أحرزه علم الفيزياء ونجاحه الكبير في تقديم تفسير فيزيقي للظواهر الطبيعية الذي دفع الكثير من فلاسفة القرن العشرين إلى عد نظرياته صاحبة الكلمة فيما يتعلق بتقديم وصف للوجود، والذي كان سببًا في ظهور النزعة السلوكية، فالنظرية الذاتية، ثم النزعة الوظيفية، إلا أنه لم يسلم أي اتجاه من هذه الاتجاهات من صعوبات وقفت عائقًا أمام تقديم تفسير مادي أو تفسير فيزيقي للعقل، وهي الصعوبات التي أدى الكشف عنها في كل اتجاه إلى ظهور اتجاه آخر يحاول أن يقدم تفسيرًا يتغلب به على صعوبات الاتجاه السابق عليه.
ورغم ظهور الكثير من هذه الاتجاهات والتيارات التي حاولت تفسير العقل فقد كانت ومازالت مشكلة تفسير الوعي البشري هي حجر العثرة الذي وقف عائقًا أمام أي تيار أو اتجاه يرى أنه يستطيع تقديم تفسير فيزيقي للعقل، أما عن نظرية العدالة عند ناجل فنجده ينطلق من فكرة رئيسية بالنسبة له وهى افتراض أننا لا نعيش في عالم عادل، حيث رأى أن ادعاء تحقيق عدالة عالمية قد يكون هو أقل الادعاءات إثارة للجدل الذي يمكن أن يواجهه الباحث في النظرية السياسية، ولكن ليس من الواضح ما الذي تعنيه العدالة على المستوى العالمي، وهل يمكن لهذه العدالة العالمية أن تتحقق؟، أو ما الذي يجب أن يقودنا الأمل في تحقيق العدالة العالمية إلى تحقيقه على مستوى المؤسسات الدولية أو العالمية؟
أو حتى ما هو التغيير الذي يمكن أن يحدث في سياسات الدول التي يمكن أن تؤثر في النظام العالمي؟، لقد كان الدافع وراء هذا الاهتمام بمشكلة العدالة العالمية الآن هو القلق بشأن غياب بعض المفاهيم المماثلة للعدالة، وغياب معيار تكافؤ الفرص عن الممارسات التي تحكم علاقات أفراد مجتمع ما مع غيرهم من الأفراد في المجتمعات الأخرى، والحقائق المروعة الناتجة عن عدم المساواة في الاقتصاد العالمي مثلًا والتي أصبحت مألوفة بل ومقبولة عالميًا دون مبالاة بنتائج هذا القبول، ومنها الفقر الذي تعاني منه بعض دول العالم اليوم المهددة بالمجاعات أو سوء التغذية الحاد والموت بسبب أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة، بينما نجد في المقابل بعض الدول الأخرى ذات المستوى الاقتصادي المرتفع، لذلك كان هذا الافتراض –أننا لا نعيش في عالم عادل- بالنسبة لناجل دافعًا مهمًا للبحث عن إمكانية تحقيق عدالة على المستوى العالمي وما تتطلبه هذه العدالة من تحقيق المساواة في الحقوق والواجبات؛ وقد تركز اهتمامه على مسألتين مركزيتين في النظرية السياسية وهما:-
العلاقة بين العدل والسيادة بين الدول على المستوى العالمي من جهة، ونطاق وحدود المساواة كمطلب للعدالة من جهة أخرى ، وهنا كمنت أهمية هذا الموضوع.
وقد تمثلت إشكالية هذه الدراسة في مجموعة من التساؤلات المهمة وهي كالآتي:-
- هل يمكن تفسير الوعي البشري تفسيرًا ماديًا بحتًا؟
- ما هو تفسير ناجل لظاهرة الوعي البشري؟
- إلى أي مدى استطاع العلم الحديث تغيير وجهة نظر ناجل في العالم ومكاننا فيه؟
- ما الذي يعنيه ناجل بالعدالة العالمية وهل هو نفسه المقصود بالمساواة أم لا؟
- إلى أي مدى يمكن أن يعيش الإنسان حياة كريمة مع احترام حقوق الآخرين؟
- هل هناك علاقة بين مفهومي العدالة العالمية والمواطنة العالمية أم لا؟
- إلى أي مدى كانت تفسيرات ناجل لظاهرة الوعي البشري والعدالة العالمية تفسيرات أصيلة؟
اقتضت الإجابة على هذه التساؤلات تقسيم الدراسة إلى بابين:-
يحتوي الباب الأول على ثلاثة فصول وهي كالآتي:-
- الفصل الأول جاء بعنوان توماس ناجل (حياته ومؤلفاته) حيث كان هذا الفصل عبارة عن عرضٍ تفصيٍلي لحياة ناجل، وعرضٍ وافٍ لأهم مؤلفاته كلٌ منها على حدةٍ، مع بيان أبرز اهتماماته.
- أما عن الفصل الثاني فقد جاء موسومًا بموقف ناجل من النظرية المادية الاختزالية، لبيان موقف ناجل من نظرية التطور الداروينية بوصفها أكثر النظريات الاختزالية أهمية وتأثيرًا في الفكر البشري.
- كما جاء الفصل الثالث والأخير في هذا الباب بعنوان الوعي البشري عند توماس ناجل، وقد قدم عرضًا تفصيلًا لوجهة نظر ناجل في تفسير ظاهرة الوعي البشري مع بيان موقفه من آراء بعض الفلاسفة في هذا الصدد.
ثم جاء الباب الثاني متضمنًا فصلين:-
- كان الفصل الأول منه بعنوان التطور التاريخي لنظرية العدالة العالمية، وقد حاولت الباحثة من خلاله تقديم التدرج التاريخي لنظرية العدالة وذلك انطلاقًا من ضرورة عرض تاريخ المشكلة موضوع البحث والوقوف عند آراء أبرز الفلاسفة الذين كان لهم أثر واضح في تطور هذه النظرية،
- كما جاء الفصل الثاني في هذا الباب والأخير من فصول الدراسة بشكل عام بعنوان نظرية العدالة العالمية من منظور سياسي وأخلاقي عند توماس ناجل، تناول هذا الفصل شرحًا وافيًا لنظرية ناجل في العدالة وعلاقة العدالة بكل من مفهوم المساواة والمواطنة العالمية والحرية.
انتهجت الباحثة أثناء عرضها لهذه الدراسة كلًا من المنهج التحليلي؛ وذلك لتحليل آراء الفيلسوف اعتمادًا على مصادر فلسفته الأصلية، والمنهج النقدي لبيان ما نقبله من أفكاره وما لا تقبله، والمنهج التاريخي حيث احتاجت الباحثة استخدامه أحياناً لتأصيل بعض الأفكار التي تبناها الفيلسوف، أما عن أهم نتائج الدراسة فقد توصلت الباحثة إلى القول بأن:-
1- لا صحة لأي جزم بأن العلم الحديث يستطيع أن يفسر كل شيء في الوجود؛ وذلك لأن هذا العلم الحديث نفسه قد وقف الآن عاجزًا عن الإتيان بتفسير واضح لظاهرة الوعي البشري، بل ظل الوعي بالنسبة له شيئًا مبهمًا فلا يستطيع بأي شكل إنكار حدوثه؛ وذلك لوجوده بالفعل والتماس أثره، كما أنه في الوقت ذاته لم يستطع تفسيره وذلك ليس إنفاصًا من قدر العلم، وإنما هو إقرار بأن المعرفة البشرية والحوادث العقلية تعد أكبر من أن يحيط بها العلم وحده –على الأقل حتى الآن-، ولكن يبقى اليقين بأن بحر العلم غزير، وكل يوم يكشف لنا عن جديد لم نكن نعرفه من قبل، فربما يقدم لنا يومًا ما تفسيرًا ماديًا لتلك الظاهرة المحيرة.
2- كانت نقطة انطلاق ناجل من السؤال المهم: كيف يمكن أن نعيش معًا في عالم عادل؟ كما طرح ناجل سؤالًا جوهريًا وهو: متى تتحقق العدالة؟ ارتأت الباحثة من خلال عرض أفكار ناجل أنه لا يمكن أن تتحقق العدالة إلا عندما يحصل كل فرد منا على حقوقه كاملة، وهنا اتفقت الباحثة مع رأي ناجل إلا أن هذا الأمر لم يكن أمرًا سهل المنال؛ هنا كمنت صعوبة تحقيق عدالة عالمية بالمعنى المنشود.