Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية برنامج إرشادي في خفض الجلوتوفوبيا لدى عينة من المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي /
المؤلف
البنا، أميره سعيد محمد إبراهيم.
هيئة الاعداد
باحث / أميره سعيد محمد إبراهيم البنا
مشرف / محمـــد رزق الـــبحيري
مناقش / أحمد فخري هاني
مناقش / أيمن سالم عبد الله
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
146ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد الطفولة - قسم الدراسات النفسية للأطفال
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 146

from 146

المستخلص

ملخص الدراسة باللغة العربية
مقدمة:
تُعد مرحلة المراهقة من أهم المراحل في حياة الإنسان، حيث يتطور فيها النمو الجسدي والعقلي والوجداني بشكل كبير، ويحدث فيها تغيرات عِدة من الناحية الاجتماعية، كما أنها أخطر فترة من فترات النمو؛ لاعتبارها الأساس لمرحلة الرشد، وبحدوث أي خلل في هذا التغيير يؤثر على الإطار العام للشخصية.
ويُعد الابتسام والضحك جزءًا لا يتجزأ من التفاعلات الاجتماعية والتواصل اليومي وهو الطريقة غير اللفظية للتعبير عما نمر به من حالات عاطفية ممتعة عندما نبتسم لشخص ما أو نضحك معه، ولكن ليس دائمًا الضحك يكون بالنية الإيجابية (Ekman & Friesen, 1986)، فقد يفسرها بعض الأشخاص خاصة المراهقين أنها سخرية منهم، والتمييز بين المعاني أمر مثير للجدل، فالمراهقين غالبا ما يكون لديهم حساسية نحو ضحك الآخرين (Hofmann et al., 2015).
وقد يعتقد بعض المراهقين أن كل الضحك هو ضحك ”سيئ” رغم أن الجميع يضحك، وهذا أمر غير سار لهم، ويثير فيهم مشاعر الخوف والخزي من أنفسهم وتجنب الآخرين، وقد أُطلق على ذلك الخوف من ضحك الآخرين وهو أحد أشكال ما يسمي بالجلوتوفوبيا ”Gelotophobia” (Titez,2009)، فإن الضحك للسخرية تعبيرًا عالميًا عن الازدراء؛ فهي ابتسامه بديله لإعطاء إجابة شفهية لسؤال أي أنها تُعد عن الرفض، والتعبير عن الضحك بالسخرية هو الوجه الآخر للازدراء والاستخفاف (Platt & Ruch, 2013).
ونظرا للجلوتوفوبيا على أنها نتيجة التعرض لإسلوب العقاب الأبوي الصارم الذي يجعل الطفل في موقف شديد الإحراج واستخدام السخرية والعار على أنها إسلوب تربوي للانضباط، فتتكون لديه صورة سلبية عن الذات ومشاعر عدم الكفاية التي تستمر معـه حتى مرحلة المراهقة حيث التجارب الصادمة والمتتالية (Edwaeds et al., 2010).
وإن مرتفعي الجلوتوفوبيا يعتقدون أن هناك خطأ ما بهم فيتجنبون الكثير من الأنشطة الاجتماعية خشيةً أن يظهر منهم سلوك غيـر لائق فيُسخر منهم بالضحك عليهم، أو نظرات الأحتقار، أوالفعل والحديث المسئ لهم مما يؤدي إلى زيادة شعورهم بالقلق الدائم والخجل يمنعهم من التعبير عن أنفسهم (Grennan et al., 2018).
وينطوي القلق الاجتماعي بشكل أساسي على خوف الأفراد من أن يقيموا بشكل سلبي من قبل الآخرين أثناء أدائهم أو تفاعلهم في المواقف الاجتماعية المختلفة؛ الأمر الذي يدفع المراهقين إلى تجنب تلك المواقف ظنًا بأن هذا التجنب يمثل حلاً لمشكلتهم؛ إلا أن الأمر يزداد سوءًا ويزداد القلق الاجتماعي لديهم.
ويزداد الأمر قسوة لدى المراهقين في المدرسة وذلك لما يتطلبه الموقف الاجتماعي التعليمي؛ خاصة عندما يتطلب من المراهق التعبير عن ذاته وأفكاره أمام زملائه مما يجعله يشعر بأنه تحت المراقبة والملاحظة والتقييم من قبلهم، ورغم خطورة القلق الاجتماعي فإنه لم ينل الاهتمام الكافي من قبل العلماء والباحثين النفسيين إلا بعد إدراجه كاضطراب منفصل في عام (١٩٨٠م) في الدليل التشخيص والإحصائي للاضطرابات النفسية (هويدة حنفي, ۲۰۱۳).
وللتأثير السلبي للجلوتوفوبيا والقلق الاجتماعي في الصحة النفسية للأفراد بصفة عامة وللمراهقين بصفة خاصة، مما كان الدافع لإجراء هذه الدراسة للكشف عن فاعلية برنامج إرشادي في خفض الجلوتوفوبيا لدى عينة من المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي.
مشكلة الدراسة:
ينتشر القلق بين الناس بنسب كبيرة جدًا، ويأتي القلق الاجتماعي كأحد أنواع القلق ويكون أعلى نسب للانتشار ويكون لدى المراهقين بنسبة (٨٠%) من جميع الأمراض الحديثة التي تستمد جذورها من القلق النفسي (إبراهيم عسيري, 2017).
ترتبط الجلوتوفوبيا بالشعور بالنقص وتؤدى إلى مستوى عال من الملاحظة الذاتية وضبط النفس بشكل مبالغ فيه، وتتضح في عدم القدرة على تقدير سلوكيات الآخرين وإدراكها بصورة سلبية؛ مما يجعل الأفراد أكثر انطواء وعزلة وشعورًا بالوحدة ويشار إليهم بأنهم يفتقرون إلى الوجه المبتسم (Titze, 2009).
وينظر المراهق إلى أن سخرية الآخرين في الفصول الدراسية على أنها تهديد ومظهر للخزي وربما إظهار سلوكيات عصبية مثل الملل والنظر إلى الأسفل عند التعليق الفكاهي التي قد يذكرها الطلاب أو المعلم، غالبًا ما يكون المراهق هادئًا أكثر من اللازم وغير قادر على الانخراط حتى الحد الأدنى من المناقشات، وقد يلجأ المعلم إلى الضحك كونه علاج يساهم في تحسن التحصيل الدراسي للتلاميذ ويحد من ردود الفعل المستندة إلى خوف بعض التلاميذ الذين يعانون من الجلوتوفوبيا وقـد يأتي هذا بالسلب عليهم فيقعون ضحية تسلط الأقران (Proyer Neukom, 2012).
ويعاني المراهقون مرتفعي الجلوتوفوبيا من العديد من المشكلات النفسية ومنها احتقار الذات وانخفاض الإدراك لقدراتهم ونقاط قوتهم حتى يصبح القلق الاجتماعي سمة من شخصياتهم، فيسيطر عليهم شعور الوحدة (Proyer et al., 2013)، كما تؤدي إلى العديد من النتائج السلبية كضعف الذكاء الاجتماعي، وزيادة المشاعر السلبية والفعل العدواني اتجاه الأقران، وضعف التحصيل الدراسي (Ruch, Platt, 2010).
ويحتل القلق الاجتماعي ما نسبة (7-14%) من حالات القلق فهو نواة عصاب القلق بما ينطوي عليه من تغيرات فسيولوجية وانخفاض في تقدير الذات والخوف من النقد؛ الأمر الذي يؤدى إلى تجنب المواقف الاجتماعية وصولا إلى العزلة الاجتماعية الكاملة في الحالات الشديدة منه التي تؤدي بدورها إلى الاكتئاب، كما يؤدي إلى اختلال التوازن النفسي والانفعالي والفشل في التحصيل الدراسي أو التقدم المهني (Pilling, et al., 2014).
ويبلغ المصابون به ما بين (7-8%) لمدة عام، وبين (١۳-١٤%) طوال الحياة من الذين تتراوح أعمارهم ما بين (15-54) عامًا، ويمثل هذا الانتشار المذهل إنهاكا للموارد البشرية، واستنزافا للقدرات الإبداعية (سهام قيمر, 2016).
كما أن (٨٠%) من مرتفعي القلق الاجتماعي يعانون من الفزع ورهاب الساحة (45%)، وأنواع أخرى من الرهاب والمخاوف (59%)، واستخدام الكحول (19%)، والاكتئاب النفسي (١٧%)، (سعدي موسى، ۲۰۱۷).
كما يؤدي إلى العديد من النتائج السلبية، كضعف الأداء الأكاديمي، وسوء التوافق النفسي والاجتماعي وضعف الثقة بالنفس وزيادة خطر الانتحار (أحمد بن سعيد، ۲۰۱۳).
ولندرة الدراسات التي تناولت خفض الجلوتوفوبيا لدى المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي -في حدود ما أطلعت عليه الباحثة- في البيئتين العربية والأجنبية؛ لذا أُجريت هذه الدراسة للتحقق من فاعلية برنامج إرشادي في خفض الجلوتوفوبيا لدى عينة من المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي.
وتثير مشكلة الدراسة الأسئلة التالية:
5- هل توجد فروق بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية من المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي في القياسين قبل وبعد البرنامج على مقياس الجلوتوفوبيا للمراهقين؟
6- هل توجد فروق بين متوسطات رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة من المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي في القياس بعد تطبيق البرنامج على مقياس الجلوتوفوبيا للمراهقين؟
7- هل توجد فروق بين متوسطات رتب درجات المجموعة الضابطة من المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي في القياسين قبل وبعد البرنامج على مقياس الجلوتوفوبيا للمراهقين؟
8- هل توجد فروق بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية من المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي في القياسين البعدي والتتبعي للبرنامج على مقياس الجلوتوفوبيا للمراهقين؟
هدف الدراسة:
بيان فاعلية برنامج إرشادي فـي خفض الجلوتوفوبيا لدى عينة من المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي، والكشف عن مدى إستمرارية فاعلية البرنامج الإرشادي -إن وُجد- في خفض الجلوتوفوبيا (من خلال القياس التتبعي).
أهمية الدراسة:
أمكن تقسيم أهمية الدراسة إلى أهمية نظرية وأخرى تطبيقية كالتالي:
أولاً- الأهمية النظرية:
5- ندرة الدراسات التي تناولت خفض الجلوتوفوبيا لدى المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي -في حدود ما أطلعت عليه الباحثة- في البيئة العربية.
6- قد تزودنا الدراسة ببعض المعلومات عن كيفية خفض الجلوتوفوبيا لدى المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي.
7- التعرف على الدور الذي يقوم به القلق الاجتماعي في التأثير على الصحة النفسية للمراهقين.
8- إعطاء بعض المؤشرات النفسية والاجتماعية للجلوتوفوبيا.
ثانيًا- الأهمية التطبيقية:
5- الكشف عن أحد السمات النفسية السلبية للمراهق حيث يمكن العمل على التخفيف من حدة تلك الآثار النفسية المترتبة على ارتفاع الجلوتوفوبيا لدى المراهقين.
6- قد تساعد الدراسة في الاقتراب من الواقع النفسي للمراهق مرتفع الجلوتوفوبيا ومحاولة التقريب بينه وبين المجتمع.
7- يمكن أن توجه نتائج هذه الدراسة أنظار المسئولين في وزارة التربية والتعليم إلى ضرورة الاهتمام ببرامج إرشادية وعلاجية وتفعيلها بما يعود بالفائدة على المراهقين مرتفعي الجلوتوفوبيا.
8- تقدم الدراسة برنامج إرشادي لخفض الجلوتوفوبيا لدى المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي؛ مما قد يوجه أنظار المتخصصين في العلاج النفسي للاهتمام بإدراج الجلوتوفوبيا كاضطراب نفسي مهم يجب إعداد البرامج العلاجية لدى كل الفئات العمرية التي تعاني منه.
فروض الدراسة:
في ضوء الإطار النظري ونتائج الدراسات السابقة صاغت الباحثة فروضها على النحو التالي:
5- توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية من المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي في القياسين قبل وبعد تطبيق البرنامج على مقياس الجلوتوفوبيا للمراهقين، وذلك في اتجاه القياس القبلي.
6- توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة من المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي في القياس بعد تطبيق البرنامج على مقياس الجلوتوفوبيا للمراهقين، وذلك في اتجاه المجموعة الضابطة.
7- لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة الضابطة من المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي في القياسين قبل وبعد تطبيق البرنامج على مقياس الجلوتوفوبيا للمراهقين.
8- لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية من المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي في القياسين البعدي والتتبعي لتطبيق البرنامج على مقياس الجلوتوفوبيا للمراهقين.
إجراءات الدراسة:
a. منهج الدراسة:
اعتمدت هذه الدراسة على المنهج التجريبي حيث استخدام التصميم التجريبي المجموعتين التجريبية والضابطة (القياس القبلي والبعدي والتتبعي) بهدف الكشف عن فاعلية برنامج إرشادي في خفض الجلوتوفوبيا لدى عينة من المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي.
b. عينة الدراسة:
بلغ حجم عينة الدراسة (ن=20) من المراهقين الذين يعانون من الجلوتوفوبيا مرتفعي القلق الاجتماعي، مقسمون بالتساوي في مجموعتين (ن=10) للمجموعة التجريبية ومقسمة (ن=5) من الذكور و(ن=5) من الإناث وكذلك (ن=10) للمجموعة الضابطة مقسمين (ن=5) من الذكور و(ن=5) من الإناث وتراوحت أعمارهم ما بين (19-18) عامًا.
c. أدوات الدراسة:
اعتمدت الباحثة لتحقيق أهداف الدراسة والتحقق من صدق فروضها على الأدوات التالية:
i. قائمة البيانات الأولية (إعداد: الباحثة).
ii. مقياس الجلوتوفوبيا للمراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي (إعداد: الباحثة).
iii. مقياس القلق الاجتماعي للمراهقين (إعداد: الباحثة).
iv. برنامج خفض الجلوتوفوبيا للمراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي (إعداد: الباحثة).
v. اختبار المصفوفات المتتابعة الملونة قد أعد الاختبارRaven” ” للذكاء (عماد حسن،2020).
vi. مقياس المستوى الاقتصادي الاجتماعي الثقافي (إعداد: محمد سعفان ودعاء خطاب، 2016).
d. الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة:
لتحقيق أهداف الدراسة وحساب الكفاءة السيكومترية لمقياس الجلوتوفوبيا، ومقياس القلق الاجتماعي والتحقق من صدق فروض الدراسة وعدد أفراد عينة الدراسة استخدمت الباحثة الأساليب الإحصائية التالية:
1. معامل ارتباط بيرسون.
2. معادلة سبيرمان - براون لتصحيح طول المقياس.
3. المتوسطات.
4. الانحراف المعياري.
5. اختبار (ت) البارامتري لدلالة الفروق بين المجموعات المستقلة.
6. النسب المئوية.
7. اختبار ويلكوكسون اللابارامتري لدلالة الفروق بين المجموعات المرتبطة.
8. اختبار مان ويتني اللابارامتري لدلالة الفروق بين المجموعات المستقلة.
نتائج الدراسة:
لقد توصلت الدراسة الحالية إلى النتائج التالية:
1- تحقق صدق الفرض الأول بأنه توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية من المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي في القياسين قبل وبعد تطبيق البرنامج على مقياس الجلوتوفوبيا للمراهقين وذلك في اتجاه القياس القبلي.
2- تحقق صدق الفرض الثاني بأنه توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة من المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي في القياس بعد تطبيق البرنامج على مقياس الجلوتوفوبيا للمراهقين، وذلك في اتجاه المجموعة الضابطة.
3- تحقق صدق الفرض الثالث بأنه لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة الضابطة من المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي في القياسين قبل وبعد تطبيق البرنامج على مقياس الجلوتوفوبيا للمراهقين..
4- تحقق صدق الفرض الرابع بأنه لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية من المراهقين مرتفعي القلق الاجتماعي في القياسين البعدي والتتبعي لتطبيق البرنامج على مقياس الجلوتوفوبيا للمراهقين.