Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية تطوير منهج الاقتصاد المنزلي بمدارس الفصل الواحد في ضوء مدخل التكامل بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع (S.T.S) على تنمية التفكير البيني و جودة الحياة للتلاميذ =
المؤلف
النحاس، ريحاب عبد الفتاح محمد عبد ربه.
هيئة الاعداد
باحث / ريحاب عبد الفتاح محمد عبد ربه النحاس
مشرف / حنان محمد السيد ابو صيري
مشرف / مها فتح الله بدير نوير
مشرف / مها فتح الله بدير نوير
الموضوع
الاقتصاد المنزلي التربوي.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
أ-ن، 380 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اقتصاد منزلي
الناشر
تاريخ الإجازة
22/12/2021
مكان الإجازة
جامعة حلوان - كلية الاقتصاد المنزلي - الاقتصاد المنزلي التربوي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 402

from 402

المستخلص

الفصل الاول
مدخل إلى البحث
مقدمة:
للتعليم أهمية لا يمكن إنكارها وضرورة للإنسان وقضية أساسية من قضايا المجتمعات, وركيزة مهمة من ركائز التنمية والتقدم، فأصبحت الدول حريصة كل الحرص أن تولي عنايتها بالعملية التعليمية وعناصرها المتآلفة، والتعليم هو مفتاح التقدم والمدخل الحقيقي لأي تطوير ولأي استراتيجية للتغيير في المجتمع، فلا يمكن أن يتم وضع استراتيجية لتطوير المجتمع دون اعتبار التعليم أحد أهم آلياتها الأساسية، حيث يقع العبء الأكبر على التعليم في إكساب الأفراد القدرات, والمعارف, والعلوم التي تساعدها على التعامل مع مستجدات القرن الحادي والعشرين.
فهناك أكثر من مائة مليون فرد من بينهم ستون مليون فتاة على الأقل محرومين من الالتحاق بالتعليم الابتدائي، مما يؤكد أن هناك عجزاً وقصوراً في أنظمة التعليم، ووفقاً للأرقام والإحصاءات التي رصدها وأعلنها الجهاز المركزي للتسرب بوزارة التربية والتعليم في نتائجه عن تعداد مصر2020 حول ظاهرة التسرب من التعليم للتلاميذ في الفئة العمرية من 6- 20 عام، هناك نحو 321,8 ألف تلميذ متسرب من المرحلة الابتدائية، 451,6 متسرب من المرحلة الإعدادية، ومن المرحلة الثانوية يوجد نحو 349 ألف متسرب (الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء, وزارة التربية والتعليم, 2020 , 6).
ولذلك كان من اللازم ضرورة البحث عن صيغ جديدة لاستيعاب هذه الأعداد الهائلة من الأميين والمحرومين من التعليم, وكانت من أهم هذه الصيغ مدارس الفصل الواحد لتعليم الفتيات, والتي تم إنشاؤها بصدور القرار الوزاري رقم 255 لسنة 1993, لإنشاء 3000 مدرسة ذات الفصل واحد في الأماكن التي لا تصل إليها الخدمات التعليمية مثل الكفور والنجوع, ذلك لمواجهة خطر عدم وصولها إلى الفتيات في الشريحة العمرية من (9- 14) سنة وسد منابع الأمية التي تفشت بينهم بصورة تنذر بالخطر, وذلك تحقيقاً لمبدأ تكافؤ الفرص للفتيات في المناطق المحرومة من الخدمة التعليمية, وذلك لتقليل الفجوة بين تعليم الإناث والذكور(نادية يوسف,2015 , 640).
وأشارت أماني عبد المنعم (2006) أن فلسفة هذه المدارس تقوم على تحقيق ديمقراطيّة التعليم، وتكافؤ الفرص التعليميّة لأبناء المجتمَع الواحد، وتُعَدّ جزءاً من منظومة التعليم الرسميّ في مصر.
وقد أشارت العديد من الدراسات كدراسة فاطمة محمد, دينا حسن (2015, 63), مشيرة إبراهيم ( 2014, 83) إلى وجود العديد من المعوقات والمشكلات التي تعاني منها مدارس الفصل الواحد, والتي تحول دون تحقيق أهدافها ومن أهم هذه المعوقات؛ تسرب وغياب دارسات مدارس الفصل الواحد، كثرة المقررات الدراسية وعدم مناسبتها للمستوى العقلي للتلاميذ, فما زالت الكتب المقررة على التلاميذ بمدارس الفصل الواحد هي نفس الكتب المقررة على تلاميذ المدارس العادية, ولا تتضمن موضوعات تتناسب مع البيئات المختلفة, كما أنها لا تراعى الفروق الفردية لأعمار التلاميذ بها, ولا تشمل على تدريبات عملية متنوعة تثير تفكير التلاميذ ونشاطهم فمناهج هذه المدارس والكتب المقررة فوق مستوى التلاميذ, حيث انها لم تعد خصيصاً لهذه المدارس.
وللقضاء على هذه المشكلات التي تواجه مدارس الفصل الواحد، يجـب علينا إصلاح مناهج التعليم وتطوير المناهج المناسبة لهم، بحيث تشتمل هـذه المناهج على ما يحتاجه الإنسان من معلومات في حياته العملية، وتجنب الحشو النظري غير المفيد، فضلاً عن أهمية تخريج التلاميذ للعمل في سن التكليف، توافقاً مع أحكام الشريعة الإسلامية (سعيد أحمد,2008, 194).
وقد أكدت نتائج العديد من الدراسات على أهمية تطوير المنهج بمدارس الفصل الواحد بشكل مستمر, بما يتناسب مع سرعة التحولات المعرفية الهائلة التي تشهدها كافة مجالات العلم, ومن هذه الدراسات: دراسة ميرفت محمود (2015) Pamela & others (2011, 123) ؛ Shah, R, (2012, 301)، حيث أن هناك دواعي جوهرية تدعي إلى تطوير المناهج منها:
• ضعف وقصور المناهج الحالية في تحقيق الأهداف المنشودة , ويتم رصد ذلك عن طريق الاختبارات الشهرية والفصلية, وتقارير الخبراء, والمتخصصين, ونتائج الدراسات والبحوث, والتوجيهات المعاصرة والتغييرات المستقبلية .... إلخ.
• ضعف المناهج الحالية في مواجهة التطور التقني التكنولوجي والانفجار المعرفي المطرد, وملاحظة التطور في كافة مجالات الحياة وجميع التخصصات المختلفة (اجتماعية, اقتصادية, والسياسية, .. الخ)
• حاجة المناهج للاندماج في عصر التفكير البيني الذى يجمع بين أكثر من تخصص, ويدعو إلى التجديد والشمول والتوجيه والفهم بما يناسب الظروف والامكانيات الواقعية للتلاميذ.
• التغيرات التي تطرأ على التلاميذ تبعاً للتغيرات المتلاحقة في كافة المجالات وخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال فلم يعد التعليم قاصراً على التلقين.
هذا وقد أجريت العديد من الدراسات التي تؤكد أهمية تطوير المناهج الدراسية بمدارس الفصل الواحد, كدراسة سوزان أبو الفضل (2005 , 410) التي هدفت الى تطوير مناهج مدارس الفصل الواحد في ضوء تطبيق المعايير القومية للتعليم، وأشارت نتائجها إلى صعوبة المناهج الحالية وانخفاض مستوى كفاءة القائمات على التدريس بتلك المدارس، وعدم وجود برامج تدريبية جادة للارتقاء بمستوى التعليم والتعلم.
ودراسة إيمان أحمد (2008 , 18), التي استهدفت تشخيص الواقع الفعلي لمدارس الفصل الواحد، وتحديد المشكلات التي تعاني منها مدارس الفصل الواحد, وتوصلت نتائج الدراسة إلى اتفاق مناهج مدارس الفصل الواحد مع مناهج التعليم الابتدائي, وذلك لا يتناسب مع الفروق الفردية لتلاميذ مدارس الفصل الواحد, كما أوصت الدراسة بإيجاد الحلول المناسبة لها والاستفادة من الخريطة المدرسية في التخطيط لمدارس الفصل الواحد, واقتراح صور مستقبلية لمدارس الفصل الواحد تحقق الاستيعاب الكامل للفتيات المتسربات من التعليم والأميات في الشريحة العمرية من (9- 14) سنة وتقليل الفاقد منها.
كما أكدت نتائج دراسة إيمان أحمد (2011, 310) على أن واقع مدارس الفصل الواحد في مصر يتضمن مشكلات وعدم القيام بدورها في ضوء الاحتياجات المجتمعية المتجددة, وأوصت باقتراح عدد من السيناريوهات المستقبلية البديلة لمواجهة تلك المشكلات والتحديات, منها تطوير مناهج مدارس الفصل الواحد في ضوء الاحتياجات المجتمعية المتجددة.
والمضمون الاجتماعي للمنهج يعنى أن يرتبط المنهج بالمجتمع والبيئة المحيطة به, ويتخذ منه نقطة بداية ونقطة نهاية, فالمجتمع هو الذى ساهم في انشاء المدرسة وهو الذى يمولها ويتخذها وسيلة للحفاظ علي تراثه, وتحديث المنهج وتطويره, فالمنهج لا يكتسب معناه بدون ارتباطه بالمجتمع ومواقف الحياة فيه والتكنولوجيا المتقدمة به (نادية يوسف, 2015, 680) .
وهذا ما أكدته دراسة ريهام محمد (2012, 14) التي استهدفت تطوير المنهج بمدارس الفصل الواحد في ضوء حاجات التلاميذ وفاعليته في تلبية الحاجات المجتمعية.
ولاشك أن تطوير المناهج في العصر الراهن أصبح ضرورة حتمية تقتضيها سمات هذا العصر, عصر المعرفة والتكنولوجيا, والذي يعد التعليم هو مفتاح المرور لدخوله والتكيف مع متطلباته, وذلك من خلال تنمية حقيقية لرأس المال البشري المعرفي والذي يعتبر محور العملية التعليمية (مها فتح الله, نهى يوسف, 2014, 8).
ومما لا شك فيه أن جوهر الصراع العالمي هو سباق في تطوير التعليم وأحقية التنافس الذي يجري في العالم هو تنافس تعليمي، وأن ثورة التكنولوجيا المعلومات تفرض التحرك بسرعة لحاقاً بركب هذه الثورة (ريم محمود, 2016, 48).
وهناك دراسات اهتمت بمجال توظيف تكنولوجيا التعليم بمدارس الفصل الواحد, منها دراسة ربيع محمد (2004), طارق عبد المنعم (2005), على النادي (2005), رضا عبد الستار (2006), نهى محمود (2010), التي أشارت الدراسة إلى أن تكنولوجيا التعليم والاستفادة من امكاناتها داخل مدارس الفصل الواحد لتسهيل عمل المعلمات , وتوفير وقتهن وجهدهن, ويساعد كذلك في التطوير والارتقاء بمدارس الفصل الواحد في مصر في ضوء إتجاهات التغير التربوي المعاصر, وأيضاً ضرورة الاهتمام بالمعامل والورش التي تؤدى فيها الأنشطة وتزويدها بأدوات تكنولوجية حديثة مثل وسائل إيضاح ونماذج وفيديو وجهاز كمبيوتر... هذا الى جانب توجيه الاهتمام البحثي بمدارس الفصل الواحد.
هذا وتشير أسماء الياس وآخرون (2014, 76) بأن التطور التكنولوجي فرض مشكلات كبيرة على التعليم, وعلى المناهج الدراسية التي أصبح من الضروري تغييرها وتعديلها لتصبح أكثر مناسبة لهذا التطور السريع.
كذلك أوضح موسي عبد القادر (2018, 466) أن عملية التحديث و التجديد والتطوير في مجال المناهج و طرائق واستراتيجيات التدريس لم تعد مجال نقاش، بل أصبحت من الأمور الملحة من أجل إحداث التوازن في حياة سريعة التغيير في عصر العولمة.
كما يشير أحمد إبراهيم (2011, 79-119), عامر قنليجى (2009, 117) إلى الدور الكبير الذي يجب أن يقدمه التربويون في جعل المناهج تلبي حاجات الفرد والمجتمع، وتتلاءم مع ما يشهده العالم من تطورات، حيث ينوه احمد المهدى (2008, 36) إلى أن الفرد في العصر الحالي يعيش ضرورتين هما العلم والتكنولوجيا؛ العلم ينهمر عليه من كل جانب؛ والتكنولوجيا تحيط به في كل مكان، فماذا تفعل التربية لمساعدة المتعلم على التكيف مع مجتمع العلم والتكنولوجيا؟”
في الوقت الراهن يعد التوجه القوي من قبل القائمين على شؤون التعليم في مصر لتسخير مفاهيم العلم والتكنولوجيا ودمجها بالتعليم، ويأتي ذلك التوجه لرفع كفاءة البيئات التعليمية وجعل البيئة المدرسية أكثر تفاعلاً , وهذا لا يتعارض بل يصب في فلسفة بناء المناهج الحديثة في مصر التي تقوم على التكامل بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع, من خلال تعزيز قدرة المجتمع على تنمية أجيال مستقبلية قادرة على التعامل مع النظم المعقدة والتكنولوجيا المتقدمة، ومواكبة التطورات الحديثة في عالم متغير يعتمد على صنع المعرفة والتكنولوجيا وعلى تعدد مصادر التعلم، وتنمية المهارات اللازمة للتعامل مع مجتمع المعرفة (إيمان محمد, 2016, 54).
وهذا يتفق مع ما اكدت عليه دراسة إيمان الصافوري (2016, 239) ضرورة تطوير واقتراح منهج للاقتصاد المنزلي لجميع المراحل التعليمية, ليلبى احتياجات المجتمع ويواكب تطوره وتحديات العصر.