Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور شبكات التواصل الإجتماعي في تفاعل الجمهور المستهدف مع أبعاد التسويق السياسي:
المؤلف
سويدان، أمـانـي إبراهيم علي
هيئة الاعداد
باحث / أمـانـي إبراهيم علي سويدان
مشرف / عائشة مصطفي المنياوي
مشرف / ريــم محمـد الألفــي
مناقش / مـدحـت أبـو النصر
مناقش / أمــانـي درويشـ عثمـان
تاريخ النشر
2023
عدد الصفحات
ا-ل، 321ص:
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأعمال والإدارة والمحاسبة (المتنوعة)
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التجارة - ادارة الاعمال
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 357

from 357

المستخلص

حظت تطبيقات التواصل الإجتماعي بشعبية وانتشار واسعين خلال العقدين السابقين, كما يتوقع أن تستمر هذه الشعبية في النمو. حيث أشارت العديد من الدراسات الي أن مستخدمي تطبيقات التواصل الإجتماعي طوروا عادات استخدامهم في ظل هذه التطبيقات, ليتم استخدامها بشكل يومي سواء كأدوات للتواصل أو الترفية أو البحث عن المعلومات ومشاركة المعرفة والخبرات.
هذا الإمتداد الذي وصل لجميع مناحي الحياة, أتاح لمستخدمي التطبيقات أدوات غير تقليدية للتفاعل مع الأحداث الجارية سواء بالتضامن أو إبداء الرأي في القضايا والموضوعات التي تهمهم أو إعادة توجيه للمحتوي الذي يعتقدون بأهميته. وهو ما استدعي توجيه مزيد من الإهتمام لبحث سبل إستغلال هذا الإنتشار من قبل المؤسسات المعنية بالشأن السياسي. خاصة مع التغييرات العميقة التي أحدثتها تلك التطبيقات, سواء نتيجة للقيمة المضافة التي تنتجها مشاركة المستخدمين العاديين أو إمكانية وصول محتواها لملايين المواطنين في فترة زمنية قصيرة.
ومع نجاح عدد من الحركات الاحتجاجية التي شهدتها بعض الدول العربية عام 2011 في تغيير النُظم والقيادة السياسية تصاعد اهتمام الباحثين بتطبيقات التواصل الإجتماعي, خاصة مع ارتباط استخدام الجهات الفاعلة السياسية المعارضة في تلك الدول للمزايا التي اتاحتها تطبيقات التواصل للمستخدمين في التواصل والتنظيم. وذلك عبر تشكيل العديد من المجموعات الافتراضية -كشبكة اجتماعية افتراضية- لتبادل الآراء وإجراء النقاشات السياسية, وتعزيز فرص التواصل بين المواطنين والجهات الفاعلة السياسية ومن ثم اكتساب الزخم المطلوب والمناسب للأنشطة السياسية. وتيسير التفاعل بين الشبكات الإجتماعية المختلفة. بحيث يمكن قراءة الحركات الإحتجاجية كشبكات إجتماعية” يمكن تحليلها كنواة مبدئية مؤلفة من مجموعة معروفة كثيفة من الروابط القوية تعمل على تعبئة الأفراد ذوي الارتباط الضعيف, وبالتالي نشر الاستياء في حركة جماهيرية.
مع ذلك واجه الباحثين العديد من المشاهدات التي تشير إلي أن الاتصال ثنائي الاتجاه ليس دائما مرغوب فيه بشكل موحد ولا يرتبط عادة بنتائج إيجابية. فليس كل حركة احتجاجية افتراضية تترجم بالضرورة إلى مشاركة فعلية, أبرز تلك المشاهدات فشل حركات )المغرب- الأردن-ايران) في إحداث تغيرات فعلية, أو حقيقة أن الحزب الوطني في مصر كان أكثر الأحزاب تفاعلا عبر الإنترنت. وهو ما يتحدي الرأي بأن قدرة وسائل التواصل الاجتماعي في تسهيل الروابط الاجتماعية وتوفير مساحة للتعبير الشخصي وتشجيع التفاعل الاجتماعي كافية لممارسة تأثير طويل الأمد على المشاركة السياسية.
لذا. تسعى الدراسة الحالية إلى تحديد المتغيرات الإجتماعية المؤثرة على العلاقة بين أنماط تفاعل المستخدمين من فئة الناخب المتردد عبر تطبيقات التواصل الإجتماعي على وعيه ومشاركته السياسية في مجتمع البحث. وذلك عبر ثلاث مراحل, الأولى, تحديد أنماط التفاعل عبر تطبيقات التواصل الإجتماعي المؤثرة على الوعي والارتباط السياسي لديه, حيث تبنت الدراسة ثلاث أنماط لتفاعل المستخدمين, وهي (التعرض للمحتوى, مشاركة المستخدم, صناعة المحتوى). ثانيًا: إختبار تأثير عدد من السمات المحددة للشبكات الإجتماعية الإفتراضية المتكونة عبر تطبيقات التواصل على إرتباط المستخدم واستجابته للبيئة السياسية سواء عبر المشاركة السياسية الافتراضية والفعلية, وتفحص الدراسة تأثير المعايير الذاتية والهوية الاجتماعية كمتغيرات معدلة للعلاقة السابقة. فيما ترتكز المرحلة الثالثة على تحديد أثر ”التخصيص” كمتغير وسيط يفسر العلاقة بين تفاعل الناخب المتردد ووعيه السياسي, وأثر ”التخصيص” على العلاقة بين التفاعل والارتباط السياسي. وذلك بالتطبيق على انتخابات مجلس النواب (2020) في القاهرة الكبرى.
مشكلة الدراسة
رغم وجود العديد من الشواهد والدراسات التي تناولت دور تطبيقات التواصل الإجتماعي في تنمية المعرفة والوعي السياسي لدي الناخبين وتعبئتهم للمشاركة في الإستحقاقات السياسية, إلا أن ذلك تزامن مع نقص الدراسات التي قدمت إطار يوضح العوامل التي يمكن تؤدي إلي تنمية/ تثبيط ارتباط المواطن بالنظام السياسي اثر استخدامه لهذه التطبيقات في مجتمع البحث. والتي قد تفسر التباين في تأثير إستخدام هذه التطبيقات على السلوك السياسي للمواطنين إضافة إلى وعيهم السياسى في السياقات السياسية المتشابهة.
ومن هنا يتركز الاهتمام على الإجابة على السؤال التالي بهدف سد فجوة معينة, تتمثل في”ما هي سمات الشبكات الإجتماعية الإفتراضية لدي الناخبين المترددين المؤثرة علي وعيهم بالعلامة السياسية وارتباطهم السياسي؟.
وفيما يلي أبرز الأسئلة المنبثقة عن هذا السؤال, والتي تسعى الدراسة للإجابة عنها
- ما هي أنماط تفاعل الناخب المتردد عبر تطبيقات التواصل الإجتماعي المؤثرة على وعيه بالعلامة السياسية؟!
- ما هي أنماط تفاعل الناخب المتردد عبر تطبيقات التواصل الإجتماعي المؤثرة على مشاركته السياسية؟!
- ما هي خصائص المجتمعات الافتراضية لدي الناخب المتردد التي تتحكم في تدفق البيانات عبر شبكته الاجتماعية وتأثيرها على وعيه بالعلامة السياسية؟!
- ما هي خصائص شبكات التواصل الإفتراضية للناخب المتردد والتي تعزز ارتباطه بالاستحقاقات السياسية؟!.
- متى يمكن لسمات الشبكات الإجتماعية التنبؤ بالعلاقة بين التفاعل من خلال تطبيقات التواصل الإجتماعي وأبعاد التسويق السياسى؟!!
ومن هنا تتبلور مشكلة البحث في:
عدم تحديد سمات الشبكات الاجتماعية الافتراضية المتشكلة عبر استخدام تطبيقات التواصل الإجتماعي, والتي لديها القدرة على تفسير و/أو تعديل أثر العلاقة بين تفاعل الناخب المتردد عبر تطبيقات التواصل الإجتماعي ووعيه السياسي المكتسب وارتباطه بالنظام السياسي في مجتمع البحث, بحيث يمكن للأحزاب والجهات الفاعلة السياسية إستخدامها خلال تصميم برنامج التسويق السياسي في تثبيط/تنمية الاستجابة السلوكية المرغوبة.
أهداف الدراسة:
تسعي الدراسة إلي التعرف علي سمات الشبكات الإجتماعية الإفتراضية لمستخدمي تطبيقات التواصل الإجتماعي من فئة الناخبين المترددين, وتحديد دور تلك السمات في العلاقة بين تفاعلهم عبر التطبيقات الإجتماعية وبين وعيهم بالعلامة السياسية ومشاركتهم الفعلية والإفتراضية في الحياة السياسية, وذلك من خلال اخبار جودة نموذج العلاقات المفترض في إمكانية التنبؤ بوعي الفئة المتسهدفة ومشاركتهم السياسية. حيث يختبر النموذج العلاقات بين ثمان متغيرات, وهي مشاركة المستخدم, والتعرض للمحتوي, وصناعة المحتوي, الهوية الإجتماعية, المعايير الذاتية والتخصيص. والوعي بالعلامة السياسية, واخيرا ارتباط المواطن.
بحيث يمكن استخدامها في بناء إستراتيجية مناسبة لهذا النمط من التسويق السياسي كطريقة للتنبؤ وتعديل وعي الناخب بالعلامة السياسية وسلوك الارتباط السياسي لديه. ووفقًا لذلك, فالدراسة لها عدة أهداف, تتمثل في:
- تحري العلاقة بين تفاعل الناخب المتردد عبر تطبيقات التواصل الإجتماعي (من حيث مشاركة المستخدم, والتعرض للمحتوي, وصناعة المحتوي) وابعاد التسويق السياسي (من حيث الوعي بالعلامة السياسية وارتباط المواطن).
- تحري تأثير سمات الشبكات الإجتماعية (من حيث الهوية الإجتماعية, المعايير الذاتية, التخصيص) لمستخدمي تطبيقات التواصل الإجتماعي من فئة الناخب المتردد علي العلاقة بين تفاعلهم عبر تلك التطبيقات (من حيث مشاركة المستخدم, والتعرض للمحتوي, وصناعة المحتوي) وابعاد التسويق السياسي (من حيث الوعي بالعلامة السياسية وارتباط المواطن).
فروض الدراسة:
يمكن تلخيص فروض الدراسة فيما يلي:
- توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين تفاعل الجمهور المستهدف (مشاركة المستخدم-التعرض للمحتوى-صناعة المحتوى) وأبعاد التسويق السياسي (الوعي بالعلامة السياسية - ارتباط المواطن).
- توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين تفاعل الجمهور المستهدف(مشاركة المستخدم-التعرض للمحتوى- صناعة المحتوى) وأبعاد التسويق السياسي (الوعي بالعلامة السياسية – ارتباط المواطن) في ضوء شبكات التواصل الإجتماعي (الهوية الإجتماعية-المعايير الذاتية) كمتغير مُعدلِ.
- توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين تفاعل الجمهور المستهدف (مشاركة المستخدم-التعرض للمحتوى- صناعة المحتوى) وأبعاد التسويق السياسي (الوعي بالعلامة السياسية – ارتباط المواطن) في ضوء تخصيص المحتوى السياسي كمتغير وسيط.
منهجية الدراسة:
تم اختبار نموذج وفروض الدراسة علي مجتمع الدراسة, والذي يشمل فئة الناخبين من مستخدمي تطبيقات التواصل الإجتماعي الذين لا ينتموا لأي حزب أو تيار السياسي ولا يقوموا بالتصويت المنتظم لمرشح محدد خلال الإستحقاق السياسي, لذا اعتمدت الدراسة أسلوب أخذ العينات غير الاحتمالية, ولتحقيق هذا الهدف تم استخدام استبيان إلكتروني كطريقة رئيسية لجمع البيانات من مجتمع الدراسة. حيث تم توزيع رابط الاستبيان علي أثنين من تطبيقات التواصل الإجتماعي, والحصول علي عدد 447 استجابة مقبولة. في استهداف للناخب المتردد في محافظات القاهرة الكبري (أي, القاهرة, الجيزة, القليوبية) أثناء إنتخابات مجلس النواب 2020 في الفترة من 30 سبتمبر إلي 9 ديسمبر 2020.
أهم نتائج الدراسة:
خلصت الدراسة إلي وجود علاقة إيجابية بين تفاعل الناخب المتردد عبر تطبيقات التواصل الإجتماعي (من خلال مشاركة المستخدم, التعرض, صناعة المحتوي) ووعيه بالعلامة السياسية, بينما تبين للباحث أن العلاقة بين التفاعل والمشاركة السياسية للناخب إقتصرت علي نمط (مشاركة المستخدم), ولم يكن لنمط التعرض للمحتوي السياسي وصناعته تأثير علي قرار الناخب بالمشاركة السياسية.
وفيما يتعلق بسمات الشبكات الإجتماعية, خلصت الدراسة إلي أن تأثير الهوية الإجتماعية للناخب المتردد كمتغير معدل للعلاقة بين تفاعله عبر تطبيقات التواصل وبين ابعاد التسويق السياسي كان له تأثير جزئي, حيث أقتصر علي وجود علاقة ايجابية بين مشاركة المستخدم وصناعة المحتوي وبعدي التسويق السياسي (الوعي بالعلامة السياسية, ارتباط المواطن). ولم يكن للتعرض للمحتوي السياسي علاقة علي وعي الناخب المتردد بالعلامة السياسية أو ارتباط المواطن في ضوء الهوية الإجتماعية كمتغير معدل. وفي ظل المعايير الذاتية للناخب المتردد, توصلت الدراسة إلي أن التعرض للمحتوي له تأثير علي الوعي بالعلامة السياسية لدي الناخب المتردد, فيما تبين للباحث اقتصار تأثير المعايير الذاتية كمتغير معدل للعلاقة بين التفاعل عبر تطبيقات التواصل وارتباط المواطن علي نمط (مشاركة المستخدم).
كما توصلت الدراسة إلي أن تخصيص المحتوي السياسي زاد من قوة وأثر العلاقة بين تفاعل الناخب المتردد عبر تطبيقات التواصل الإجتماعي وبين بُعدي التسويق السياسي, فعلي نطاق الوعي بالعلامة السياسية, أدي تخصيص المحتوي السياسي إلي زيادة قوة وأثر العلاقة بين تفاعل الناخب عبر التطبيقات ووعيه السياسي. وعلي جانب ارتباط المواطن, أدي تخصيص المحتوي السياسي إلي تغير العلاقة بين نمطي (التعرض للمحتوي وصناعة المحتوي) وارتباط المواطن, فبعدما كانت علاقة غير ذات دلالة احصائية, تحولت إلي علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية. ومن ثم توصي الدراسة الحالية إلي استخدام المناهج البحثية المستندة إلي المتغيرات الثالثة، سواء كانت هذه المتغيرات معدلة للعلاقة أو مفسرة لها. والتي يمكن أن تساهم في إستكشاف المتغيرات التي يمكن أن تزيد من قوة العلاقة بين متغيرات الدراسة أو تضعفها.

الخلاصــة:
تأسيسًا علي النتائج التي خلصت لها الدراسة الحالية, يمكن القول أن الدراسة قدمت مجموعة من التوصيات النظرية والتطبيقية. فمن الناحية النظرية, قدمت الدراسة نموذج متكامل للعلاقات المتداخلة المؤثرة علي تفاعل الناخبين عبر تطبيقات التواصل الإجتماعي وبين ابعاد التسويق السياسي وفقًا لمدخل التأسيس المشترك. بحيث يمكن فحصه للباحثين إختباره علي مجتمع دراسة مختلف أو بالتطبيق علي إستحقاقات سياسية بخلاف مجلس النواب.
أما من الناحية التطبيقة, ركزت الدراسة علي دراسة محددات الشبكات الإجتماعية الإفتراضية لدي فئة الناخب المتردد, والتي لديها تأثير علي الوعي السياسي والمشاركة السياسية لديهم. بحيث يمكن إستخدام هذه المحددات أثناء تصميم وتجزئه المنتج السياسي وخلال حملات التسويق السياسي و/أو الإنتخابي.